اللاذقية-سانا

وضع مشروع إرواء الأراضي الزراعية المنفذ في قرية المشيرفة التابعة لبلدية وادي القلع بريف جبلة في الخدمة، بعد إنجازه بتكلفة تقديرية تبلغ 500 مليون ليرة سورية، وتم تنفيذه من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في سورية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية.

والمشروع الذي تم تدشينه اليوم هو عبارة عن خزان تجميعي لمياه الينابيع بسعة 320 متراً مكعباً، ومزود بالطاقة الشمسية، ويسهم بإرواء 660 دونماً من الأراضي الزراعية، وتستفيد منه نحو 500 عائلة.

وفي تصريح للصحفيين أكد نائب أمين عام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمود الجنيبي أن هذا المشروع يعتبر واحداً من أهم المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها في سورية، لدوره في تمكين الأسر السورية ودعمها للاعتماد على نفسها بالدرجة الأولى، وتعزيز الإنتاجية بما يعود بالخير والمنفعة على الجميع.

ونوه الجنيبي بالتعاون والتنسيق عالي المستوى مع الشركاء في سورية لإنجاز المشاريع التي تهدف إلى تحقيق المزيد من التنمية والازدهار، مبيناً أنه منذ الأيام الأولى لكارثة الزلزال يوجد فريق من دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم المساعدة والدعم بكل أشكاله للشعب السوري.

بدوره، ثمّن محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة والمشاريع التنموية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع مختلف الفعاليات الرسمية والأهلية، مؤكداً استمرار المحافظة في تقديم كل الخدمات والتسهيلات اللازمة لتنفيذ المشاريع التنموية وتجهيز المواقع بالتنسيق مع الوحدات الإدارية.

وأوضح مدير الأمانة السورية للتنمية في محافظة اللاذقية راني صقر أن التغير المناخي وانخفاض مصادر الطاقة كانا سبباً رئيساً للبحث عن الفرص المتاحة لاستثمارها بشكل يحقق التنمية المستدامة في المناطق التي يتم تنفيذ المشاريع فيها، مشيراً إلى أن مشروع اليوم يعد استثماراً فاعلاً لعدد من الينابيع التي كان يستفيد منها الأهالي بشكل محدود لزراعة أراضيهم.

وأضاف صقر: إن الخزان التجميعي تتجمع فيه مياه الينابيع، ومزود بالطاقة الشمسية لتأمين الطاقة الكهربائية للمضخات التي تستخدم في الري وتعمل على مدار الساعة، ويغطي نحو 600 دونم، تستفيد منه نحو 500 عائلة تعمل بالزراعة.

المهندس محمود قدار مدير الموارد المائية في محافظة اللاذقية لفت إلى أن المشروع خطوة إيجابية لناحية تخفيف الضغط عن الينابيع، وتحقيق الاستفادة القصوى من مياهها واستثمارها بالشكل الأمثل، مشيراً إلى أهمية مثل هذه المشاريع ولا سيما في المناطق الجبلية.

من جانبه، بين فداء أحمد رئيس بلدة وادي القلع أن المشروع يخدّم أهالي منطقة المشيرفة والقرى المجاورة لري المزروعات، ولا سيما في فصل الصيف، مضيفاً: إن تزويد الخزان بألواح الطاقة الشمسية يزيد من كفاءة العمل لتشغيل المضخات لسحب المياه دون التقيد بمواعيد تقنين الكهرباء.

حضر تدشين المشروع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بدمشق حسن الشحي والرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي.

وفي سياق متصل، وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والأمانة السورية للتنمية، آلات ومعدات زراعية على المزارعين في ناحية الفاخورة بريف اللاذقية، بينها جراران وأربع عزاقات، بالإضافة إلى توزيع سماد وبذار علفية.

وأشارت مديرة منطقة القرداحة بالأمانة السورية للتنمية صفاء بدور إلى أنه تم تسليم معدات زراعية (جرارين وأربع عزاقات) لتعاونية يرته للزيتون، وتعاونية وطى دير زينون للزيتون، وتعاونية المعلّقة للنباتات الطبية في ناحية الفاخورة، بهدف مضاعفة الإنتاج وتخفيض التكلفة عن المزارعين، مبينة أن هذه التعاونيات الإنتاجية تستهدف نحو 3500 دونم ويستفيد منها أكثر من 1200 مزارع منتسب حالياً إلى التعاونية، ويعود مردود تشغيل الآليات بالفائدة على المشاريع التنموية للتعاونيات والمناطق التي تعمل فيها.

في سياق آخر تفقد وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سير العمل في المدينة السكنية مسبقة الصنع المخصصة لمتضرري الزلزال (بريكاست) على أطراف مدينة اللاذقية، واطلعوا على نسب ومراحل التنفيذ.

كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين في المجال الإنساني لمدة خمس سنوات، بهدف تمكين المجتمعات المحلية في سورية، والتي تأثرت بتداعيات سنوات الحرب الطويلة وكارثة زلزال السادس من شباط العام الماضي.

وحددت الاتفاقية مجالات العمل والتعاون المشترك بدءاً من تأمين حياة آمنة للأسر التي تضررت وفقدت منازلها، وذلك عبر مشاريع إعادة تأهيل المساكن، والوصول لواقع معيشي أفضل وفرص متساوية للعائلات والأفراد في المدن والأرياف على امتداد الجغرافيا السورية، إضافة إلى الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية بما يدعم تحسين الإنتاج الزراعي، عبر مشاريع ومبادرات تعنى بالحفاظ على البيئة والتوجه لمصادر الطاقة المتجددة، فضلاً عن الاهتمام بالصحة العامة من خلال تلبية احتياجات المراكز الصحية، وتمكين السيدات بمشاريع مهنية وريادية تحقق لهن الاستقلالية وتؤمن لهن مصادر دخل مستدامة.

ووفق الاتفاقية يتشارك الطرفان في وضع استراتيجيات العمل والخطط السنوية التنفيذية والخاصة بكل مشروع وتبادل الخبرات والاستشارات العلمية والفنية، حيث تستثمر الأمانة السورية للتنمية شراكتها الطويلة مع أبناء المجتمعات المحلية وتسخر إمكاناتها وبرامجها وتوزع فرقها في المحافظات لتنفيذ المشاريع والخطط وبلوغ أهداف التنمية المستدامة، بما يتوافق مع منهجية التنمية المجتمعية للوصول لمجتمعات محلية أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات وصولاً للتعافي المبكر.

وفي تصريح للصحفيين عقب توقيع الاتفاقية، أوضح الجنيبي أن اتفاقية اليوم تشكل نقلة نوعية وإعلان مرحلة جديدة لتتويج عام وأكثر من التعاون المشترك منذ بداية كارثة الزلزال، أثمر في إطلاق عدة مشاريع تنموية عادت بالفائدة على الكثير من الأسر السورية، منوهاً بأهمية الشراكة مع الأمانة السورية للتنمية التي بذل متطوعوها جهوداً جبارة في المجال الإنساني وعكست مبادراتهم مستوىً عالياً من التفاني والإخلاص لناحية التنفيذ والمتابعة لإنجاز مشاريع تنموية ذات فائدة عالية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: هیئة الهلال الأحمر الإماراتی الأمانة السوریة للتنمیة المشاریع التنمویة فی سوریة

إقرأ أيضاً:

غداً... الإمارات تحتفي بـ «اليوم العالمي للبيئة»

أبوظبي - وام

تواجه دولة الإمارات ظاهرة التصحر برؤى استباقية وحلول استراتيجية جعلت من تجربتها في هذا المجال الأبرز على صعيد المنطقة من حيث النتائج التي تجلت في مظاهر عدة منها انتشار الحدائق والمسطحات الخضراء على نطاق واسع، وزيادة عدد المحميات الطبيعية إلى 49 محمية، منها 33 محمية برية تربو مساحتها عن 13 ألفاً و69.8 كيلو متر مربع.

وتحتفي الإمارات غداً ب«اليوم العالمي للبيئة» الذي يوافق الخامس من يونيو من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار «أرضنا مستقبلنا. #معا_نستعيد_كوكبنا»، ويركز على استعادة الأراضي، ووقف التصحر وبناء مقاومة الجفاف حول العالم.

واتخذت الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية، العديد من التدابير والإجراءات بهدف حماية الأراضي من التدهور ومكافحة التصحر، مثل وضع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2022-2023، ومشروع الكربون الأزرق، وخطة رسم الخرائط الجوية للمناطق الزراعية، ومبادرة «نخيلنا»، وخطط دعم الزراعة العضوية، والتوسع في المساحة الإجمالية وزيادة عددها، فضلا عن مزارع إنتاج المحاصيل العضوية.

ونجحت دولة الإمارات في تحويل مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية إلى مسطحات خضراء وحدائق ومزارع، حيث يفوق إجمالي عدد المزارع في دولة الإمارات، وفقاً لأحدث إحصائيات وزارة التغير المناخي والبيئة، 38 ألف مزرعة تتبع أساليب زراعة متنوعة وعدة نظم إنتاج زراعية.

وتوسعت الإمارات في إنشاء السدود التي أسهمت في توفير مياه الري للغابات والأراضي الزراعية، وأسست مراكز بحوث ومحطات تجارب تهتم بأنشطة البحوث والتطوير في مجال مكافحة التصحر ومراقبة المتغيرات المناخية، إضافة إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الزراعات الملحية لإجراء البحوث على النباتات المقاومة للملوحة والتوسع في زراعتها.

وتعد دولة الإمارات من أوائل الدول في المنطقة التي تبنت الاستمطار الاصطناعي كوسيلة مبتكرة لمكافحة التصحر والجفاف وزيادة المساحات الخضراء، إضافة إلى مساهمته في تعزيز المخزون المائي والحد من تداعيات التغيرات المناخية.

ونفذت “وزارة التغير المناخي والبيئة” مشروعاً لاستخدام الطائرات بدون طيار في إجراء مسح شامل للمناطق الزراعية في الدولة، لتعزيز استعادة المناطق المتدهورة، وحماية المساحات الزراعية الحالية وتنميتها، في حين وظفت تقنيات الطائرات بدون طيار في نثر وزراعة 6 ملايين و250 ألفاً من بذور الأشجار المحلية «الغاف، والسمر» في 25 موقعاً مختاراً على مستوى الدولة، ويجري حالياً مراقبة ومتابعة عمليات إنباتها.

وضمن تقريرها الثاني إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن المساهمات المحددة وطنياً، رفعت دولة الإمارات هدفها الطموح لزراعة أشجار القرم من 30 إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030، ما يعزز بشكل كبير حماية التربة والموائل الطبيعية، إضافة إلى دور هذه الغابات المستهدف زراعتها في تعزيز قدرات مواجهة تحديات تغير المناخ وخفض مسبباته.

وعلى الصعيد العالمي، وقعت الإمارات العديد من الاتفاقيات في مجالات مكافحة التصحر، منها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 1994، فيما استضافت وشاركت في اجتماعات على مستويات دولية وإقليمية لمواجهة هذه القضية البيئية الهامة.

وانضمت الإمارات في نوفمبر 2022، إلى التحالف الدولي لمقاومة الجفاف «IDRA» الذي أطلقته إسبانيا والسنغال، وبدعم من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، لتحفيز الزخم وتعبئة الموارد للإجراءات المستهدفة لبناء القدرة على الثبات في مواجهة الجفاف في البلدان والمدن والمجتمعات.

وأسهمت المساعدات الخارجية لدولة الإمارات في تعزيز جهود محاربة أسباب التصحر وتحويل الأراضي الصحراوية إلى زراعية، وزيادة تبني الممارسات الزراعية المستدامة في العديد من بلدان العالم.

وشكلت قمة المناخ «COP28» التي استضافتها الإمارات أواخر العام الماضي فرصة لحشد الجهود العالمية، وتبادل التجارب والخبرات من أجل مواجهة تداعيات التغير المناخي التي يشهدها كوكب الأرض وفي مقدمتها التصحر والجفاف.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 23 مشروعاً للطاقة البديلة نفذها فرع الهلال الأحمر في درعا
  • وزير الصناعة الإماراتي: الدولة لها دور رائد في نشر الطاقة النظيفة
  • فرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة عسير ينظم فعاليات وأنشطة مبادرة ” حياة ” في جميع إدارات التعليم بمنطقة عسير.
  • غداً.. الإمارات تحتفي بـ اليوم العالمي للبيئة
  • غداً... الإمارات تحتفي بـ «اليوم العالمي للبيئة»
  • الهلال الأحمر: زيادة 12% في البلاغات الإسعافية خلال 2023
  • وزير الطاقة في دمشق: هل بدأ الانفتاح بعناوين اقتصادية؟
  • محافظ أسيوط يتفقد أعمال إنشاء مشروع إنشاء سوق حضري بقرية الكوم الأحمر بمركز البداري
  • المنظمة العربية للتنمية الزراعية تشارك في المنتدى العربي للبيئة بالسعودية
  • تعاون بين الزراعة وجهاز مستقبل مصر لبحث رؤية الدولة الاستيراتيجية