نيويورك تايمز: إسرائيل تصعّد هجماتها ومئات آلاف الفلسطينيين يهيمون على وجوههم
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نحو 300 ألف فلسطيني في جنوب وشمال قطاع غزة هجّروا من أماكنهم المؤقتة، وكثيرون منهم لا يجدون مكانا يذهبون إليه، وحتى "المنطقة الإنسانية" التي أوصت بها إسرائيل ليست آمنة ولا مجهزة لاستيعابهم.
وذكر تقرير للصحيفة الأميركية نقلا عن تصريحات لمسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن إسرائيل أصدرت أوامر تهجير جديدة وموسعة أمس السبت، لكن كثيرين غير متأكدين من العثور على مأوى آمن حتى في الأماكن التي دمرتها الحرب.
وأضاف التقرير أن أوامر التهجير الموسعة تنطبق على مدينة رفح، حيث تجمع أكثر من مليون من سكان القطاع بعد فرارهم من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى على مدى الأشهر السبعة الماضية.
وزادت المخاوف -وفق التقرير- احتمال مضي جيش الاحتلال قدما في اجتياح رفح، وهو ما توعد به قادة إسرائيل منذ فترة طويلة، وهو احتمال أدانته منظمات الإغاثة الدولية والعديد من الدول.
خوف وارتباك وقلقونقل التقرير عن محمد المصري (31 عاما) -وهو محاسب يحتمي مع عائلته في خيمة برفح- قوله "إنه وضع صعب للغاية، عدد النازحين مرتفع للغاية، ولا يعرف أي منهم إلى أين يذهب، لكنهم يغادرون ويحاولون الابتعاد قدر الإمكان، الخوف والارتباك والقمع والقلق يأكل الناس".
وانتقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمر الطرد الإسرائيلي الموسع -الذي أعلن أمس السبت- قائلا "أوامر تهجير المدنيين المحاصرين في رفح إلى مناطق غير آمنة غير مقبولة".
وأشار التقرير إلى أن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة أُجبروا على مغادرة منازلهم، غالبا مرات عدة طوال الحرب، حيث يعيش كثيرون منهم الآن في خيام متداعية أو فصول دراسية أو شقق مكتظة.
وأصدر جيش الاحتلال في بيان أمس السبت أمرا بطرد السكان من مناطق إضافية في شرق رفح إلى "المنطقة الإنسانية" الموسعة في المواصي، وهي منطقة ساحلية شمال رفح.
وعلى الرغم من أن إسرائيل وصفت المواصي بأنها "منطقة إنسانية" فإن الأمم المتحدة شددت على أن المنطقة ليست آمنة ولا مجهزة لاستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم إسرائيل.
وكتبت المتحدثة باسم الأونروا لويز واتريدج على وسائل التواصل الاجتماعي "في كل مكان تنظر إليه الآن في غرب رفح هذا الصباح فإن العائلات تحزم أمتعتها، الشوارع فارغة بشكل كبير".
وحتى في الوقت الذي قصفت فيه القوات الإسرائيلية رفح فإنها عادت مرارا في الأسابيع الأخيرة إلى مناطق شمال غزة، بما في ذلك بلدة بيت حانون وحي الزيتون في مدينة غزة، للتعامل مع تجدد عمليات حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأمر الجيش الإسرائيلي أمس السبت بطرد سكان مدينة جباليا الشمالية أيضا قبل قصفه المخطط له.
وقالت فاطمة إدامة (36 عاما) -وهي من سكان جباليا- إنها تأمل أن يكون القتال الأخير محدودا بما يكفي للسماح لعائلتها بالبقاء، مضيفة "لا يوجد مكان آمن نذهب إليه".
فشل إسرائيلووصف محللون عسكريون إسرائيليون عودة "حماس" إلى شمال غزة بأنها نتيجة فشل إسرائيل في إقامة أي شكل بديل للحكومة هناك، لأن الحركة تعيد سيطرتها على أي منطقة يغادرها جيش الاحتلال، سواء بشكل مباشر أو من خلال الحلفاء كما قال مايكل ميلشتين -وهو مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير سابق- لـ"نيويورك تايمز".
وأوضح ميلشتين أن حماس لا تزال تحكم "لقد تضررت قواتها، لكن لا تزال لديها قدرات، لا يوجد حتى الآن بديل لها في غزة، وكل بديل حاولنا إيجاده قد فشل".
وفي وقت سابق من الأسبوع استعدت رزان السعيدي (18 عاما) مع عائلتها -وهي طالبة جامعية تدرس المحاسبة- لمغادرة مدرسة الأونروا في رفح حيث كانوا يعيشون منذ شهور، لكن بينما كانوا ينتظرون السائق الذي كانوا قد رتبوا لنقلهم إلى مدينة أخرى علموا أن سيارته (جرار يسحب عربة كبيرة) أصيبت بصاروخ إسرائيلي.
سيرا على الأقدام
وفي حالة من الذعر اتصلوا بالعاملين في الطوارئ الذين أخبروهم أنه لا توجد مساعدة متاحة، وبدلا من ذلك قالت السعيدي إن أفراد الأسرة تركوا وراءهم معظم ممتلكاتهم وانطلقوا سيرا على الأقدام، وكان كل شخص يحمل حقيبة ظهر فقط.
وبينما كانت الأسرة تنتظر والد السعيدي وشقيقها خارج المدرسة رأوهما يركضان والدماء تلطخ وجهيهما.
وقالت السعيدي "رأينا طائرة مسيرة تطلق النار من حولهما، حملنا حقائب الظهر وهربنا من تلك المنطقة الخطيرة بأكملها".
وأضافت السعيدي أنه عندما فروا كانوا يتوقفون من حين إلى آخر ينادون على سيارات الأجرة المارة، لكنها كانت جميعها ممتلئة.
مأوى في خزانة صغيرةوبعد رحلة استغرقت يومين تقريبا تضمنت ساعات من المشي عثروا أخيرا على سيارة أجرة ووصلوا إلى جامعة الأقصى في مدينة خان يونس، ووجدوا داخل مبنى في الجامعة جدران الفصول الدراسية مليئة بالرسائل.
وجاء في إحدى الرسائل "هذا الطابق محجوز"، فيما أوضحت أخرى "من فضلك لا تأخذ أي غرفة وإلا فسنطردك".
وأخيرا، وجدت الأسرة مأوى في خزانة صغيرة لتخزين المولدات الكهربائية، ولحسن الحظ كانت الخزانة فارغة.
وقالت السعيدي "ليست لدينا سوى 3 بطانيات لاستخدامها ستائر، ليس لدينا أي بديل لهذه الغرفة الصغيرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات أمس السبت
إقرأ أيضاً:
حماس تدين زيارة مبعوث واشنطن إلى مراكز توزيع المساعدات بغزة
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بيانا شديد اللهجة، أدانت فيه بشدة زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها ما تُسمّى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، ووصفتها بـ"مسرحية معدة مسبقًا لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي".
وجاء في البيان الرسمي لـ "حماس"، الذي أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن تصريحات ويتكوف المضللة، التي تزامنت مع بث صور دعائية تهدف إلى إظهار سلمية توزيع المساعدات، تقابلها الحقائق الميدانية التي تشهد سقوط أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد من المجوعين الأبرياء برصاص الاحتلال وموظفي المؤسسة، التي اعتبرتها "لا إنسانية" ومُنشأة لاستكمال فصول "القتل والإبادة".
وأكّد البيان أن الإدارة الأمريكية هي "شريك كامل في جريمة التجويع والإبادة الجماعية" التي تقع في قطاع غزة، محذرةً واشنطن من استمرار تقديم الغطاء السياسي للاحتلال، وداعيةً إياها إلى تحمل "مسؤوليتها التاريخية" برفع هذا الغطاء والعمل على وقف إطلاق النار فورًا، ووقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأضافت حركة حماس أن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة لا تفضي إلا إلى تعميق الأزمة الإنسانية واستدامة الصراع في فلسطين والمنطقة بأسرها، معتبرةً أن هذه الممارسات تُنتهك بها كل القيم الإنسانية والأعراف الدولية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحصار الخانق الذي يعيشه الفلسطينيون، ما يزيد من حدة المعاناة الإنسانية ويُعمّق مأساة المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء.
ووصل ويتكوف أول الخميس، إلى إسرائيل والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما زار الجمعة، برفح جنوبي قطاع غزة أحد مراكز المساعدات التابعة لما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية.
في سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى في بيان نشرته على إكس تزامنا مع مرور 666 يوما على اندلاع الحرب: "أولادنا يتحوّلون إلى جلد وعظم، لا مزيد من التأجيل، لا تتركوهم خلفكم بعد الآن، أوقفوا هذا الكابوس وأخرجوهم من الأنفاق إلى البيت".
وفي المظاهرة بتل أبيب قالت عيناف، والدة الأسير ماتان تسينغاوكر مخاطبة رئيس الوزراء الإسرائيلي ":"نتنياهو، حان الوقت للارتقاء فوق السياسة، وفعل الشيء الوحيد الذي سيُعيد المختطفين ـ طرح اتفاق شامل ينهي الحرب، افعل ذلك الآن، دون مماطلة".
يشار إلى أن المظاهرة في تل أبيب كانت قد دعت إليها هيئة عائلات الأسرى، "في أعقاب مقاطع فيديو نشرتها حماس والجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة، والتي يظهر فيها الأسيران أفيتار ديفيد وروم بارسلافسكي وهما في حالة نفسية وجسدية صعبة"، وفق "هآرتس".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة الجماعية بغزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.