لا تكذبوا على أنفسكم.. رسالة من مثلي سعودي قبل حلبة النار
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
دعا ناشط سعودي مثلي الجنس، مدافع عن حقوق مجتمع الميم، ملاكمين عالميين إلى "تفهم أخلاقيات" الأحداث الرياضية التي تنظمها السعودية، في إشارة خاصة إلى نزال "حلبة النار" المقرر في العاصمة السعودية، الرياض، يوم 18 مايو، بين الأوكراني، أولكسندر أوسيك، الذي فاز ببطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، والبريطاني المعتزل، تايسون فيوري.
ويسعى "وجيه ليون"، (الذي يطلق على نفسه اسم "وجيه المثلي الأسد" في حسابه على منصة "إكس")، إلى تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان داخل المملكة من خلال النزال المرتقب في المملكة، حيث يتهم السعودية باستخدام الرياضة للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان.
ووجيه، البالغ من العمر 30 عاما ناشط مدافع عن حقوق مجتم الميم كان قد حصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة في عام 2018، "لكنه لا يزال يعيش حياة غير مريحة مع التهديدات اليومية بالقتل والخوف المستمر من الاختطاف من قبل وطنه"، وفق صحيفة الغارديان البريطانية التي أجرت مقابلة معه نشرت قبل أيام من نزال الرياض.
ويعيش ليون، المولود باسم عبد الرحمن الخياري، في الولايات المتحدة منذ عام 2005 وفي عام 2016 واجهه والده المسلمان الملتزمان بشكوكهما بأنه مثلي الجنسي، وأجبراه على الاعتراف.
وقال في مقابلة سابقة إنه عندما اعترف، كان "أول شيء تفوهت أمي به هو أنها ستعيدني إلى السعودية. "لماذا؟" سألت. "كي يرجموني حتى الموت؟"
وقال وجيه في مقابلته مع الغارديان: "اللحظة التي قبلت فيها أنني مثلي الجنس كانت هي اللحظة التي قبلت فيها أنني يمكن أن أقتل في أي لحظة".
وأضاف: "أعلم أن الحكومة السعودية تريدني ميتا.. لكن هذه ليست قصتي فقط. هذه هي القصة المستمرة للتعصب الذي يواجهه مجتمع الميم بأكمله في السعودية".
ويرى أن الحكومة السعودية تدرك أن الرياضيين "سوف يغضون الطرف عن الأغلبية الصامتة للدولة التي يزورونها ويدافعون عنها لتحقيق مكاسب مالية... لكن الملاكمين وعشاق الملاكمة بحاجة إلى فهم أخلاقيات دعم مثل هذه الأحداث والاستفادة منها".
وقال إن الملاكمين إذا لم يعترفوا بذلك "فإنهم ببساطة يكذبون على أنفسهم. إذا كنت، تقبل الدعم المالي من العائلة المالكة السعودية فقط حتى يتمكنوا من استخدام اسمك لتنظيف صورتهم الدموية وجرائم حقوق الإنسان الدولية والمحلية، فأنت تقول فقط أنك مستعد وموافق على دعم أنظمة مثل السعودية، وأن تواصل قمعها المستمر لشعبها".
ورأى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد يشجع أعضاء مجتمع الميم العالميين للقدوم وزيارة المملكة، لكنه سيضع هؤلاء المقيمين بالداخل في السجن ويعرضهم للرجم حتى الموت.
واعتبر أن "التناقض شاسع، لكن المواطنين السعوديين ليس لديهم صوت لأنهم خائفون للغاية من قول الحقيقة (..) يقولون شيئا في السر وآخر في العلن، لأنهم يشعرون بالعجز التام أمام الدولة".
ويعتقد وجيه أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي "يمثل نقطة تحول في نهج الحكومة" فقد باتت "توظف شخصيات سياسية غربية عند التحدث إلى الأعضاء المنشقين في الشتات لاصطيادهم أو خداعهم لحملهم على التحدث".
ويعتقد أيضا أن نهج النظام السعودي قد تغير من العصا إلى الجزرة من خلال "شراء الفرق واللاعبين والأحداث الرياضية" من أجل "غسل" صورة السعودية.
وهذه الطريقة، من وجهة نظره "تعمل"، في هذه الحالة مع نزال أوسيك - فيوري، اللذين يحصلان على أجور نظير مشاركتهما.
ويضيف: "الأحداث مستمرة، والزائرون في ازدياد، ومحمد بن سلمان يحتفظ بمنصبه في السلطة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
استبعد محللون وخبراء إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدثوا عن عراقيل أساسية لا تزال تقف في طريق أي اتفاق محتمل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وعقب انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكد ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار تحديدا الأسبوع المقبل.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيلتقي مسؤولين كبارا في البيت الأبيض الاثنين المقبل.
وبشأن المهلة الزمنية التي حددها ترامب، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك إن ترامب يستعمل الوقت بطريقة مرنة، وما أراد قوله هو أن إنهاء الحرب في غزة يدخل ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن المهم هو ما سيحدث خلال المباحثات التي سيجريها ديرمر في واشنطن، ولفت إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها حكم قطاع غزة.
ويقضي العرض الأميركي -يواصل واريك- بأن إنهاء الحرب على غزة مشروط بخروج قادة حماس من غزة وتخلي الحركة عن أسلحتها، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتعين عليه الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بفكرة أن قطاع غزة يصبح جزءا من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيتم إبلاغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حركة حماس.
كما قالت إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام.
من جهته، اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أنه من المستحيل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المدة الزمنية التي حددها ترامب، لأن هناك عقبات أساسية لا تزال قائمة، أولاها أن إنهاء الحرب من منظور فلسطيني يختلف عن إنهائها من منظور إسرائيلي، والفلسطينيون يرفضون التوقيع على اتفاق لا ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
إعلان الضماناتوأشار الشوبكي إلى مسألة الضمانات التي يفترض أن تقدم للفلسطينيين بأن تستمر حالة الهدوء ووقف إطلاق النار خلال المرحلة التفاوضية، وهي مسألة لا يشير إليها الأميركيون والإسرائيليون بشكل واضح، بالإضافة إلى أن الطرح الأميركي بإيجاد حكم بديل في غزة يفتقد -يضيف الشوبكي- إلى أدوات تنفيذه على أرض الواقع.
وذكّر الشوبكي بأن حماس أعلنت في تصريحات سابقة لها أنها مستعدة لعدم المشاركة في حكم غزة، وهو موقف قدمته للوسطاء العرب.
وقال إن طرح هذا الموضوع مجددا هو محاولة لخفض سقف المفاوض الفلسطيني، مؤكدا أن المشكلة التي تطرح حاليا تكمن في محاولة فرض أنماط حكم جديدة في غزة، كما قال إن "من يريد تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة فليمكّنها في الضفة الغربية".
وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فإن ما تطلبه المقاومة الفلسطينية من مطالب يلغي ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال حنا إن إنهاء الحرب يتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وتقديم ضمانات، وطرح تساؤلات عن مصير سلاح المقاومة ومصير القطاع في المرحلة المقبلة.
وأوضح أن انسحابات إسرائيل من المناطق التي تحتلها ترتبط عادة بالواقع الداخلي والواقع الدولي وبعمليات المقاومة وما توقعه من خسائر في صفوف جيش الاحتلال.