بوابة الوفد:
2024-05-29@00:09:21 GMT

من أمن العقاب أساء الأدب

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

ما يقوم به مجرم الحرب نتنياهو وحكومته من إبادة وتهجير لأهل غزة غير مبالين بأى نتيجة تترتب على إجرامهم ينطبق عليه مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب»، فعندما يغيب أو يُغيب الردع والمحاسبة على الجُرم يتيح لمرتكب الجُرم التمادى فى الإقدام على ارتكاب فعلته مطمئناً أن أحداً لن يحاسبة أو يردعه، لذا تحل الفوضى فى المجتمع ويتصرف المخالف على هواه، فلا قانون يوقفه ولا رادع يردعه أو يحاسبه فيتمادى أكثر وأكثر فى ارتكاب فعله وإجرامه.

مجرمو الحرب فى الكيان المحتل يضمنون حماية أمريكا لهم بل دعمهم ومساندتهم ومدهم بأدوات القتل وأسلحة التدمير والوقوف فى المحافل الدولية رافعين أيديهم بـ«الفيتو» لرفض أى قرار إدانة لمجرمى الحرب فى إسرائيل أو وقف إطلاق النار بعد أكثر من سبعة أشهر من القتل والتدمير.. وصل الحال لتهديد قضاة محكمة الجنايات الدولية من قبَل مسئولين أمريكيين رغم ما على المحكمة وعلى مدعيها العام من علامات استفهام بسبب تلكئها فى إصدار قرارات بملاحقة مجرمى الحرب فى إسرائيل على ما يرتكبونه من مجازر وإبادة لشعب فلسطين، لهو خير بيان على موقف أمريكا الحقيقى بعيداً عن بعض التصريحات التى يلهوننا بها للتضليل ولاستمرار حرب الإبادة وزعزعة الاستقرار فى المنطقة.. ليس لهم عهد ولا وعد فهم قتلوا أنبياءهم ونقضوا عهودهم ومواثيقهم مع الله جل شأنه، ومع الأنبياء على مدى تاريخهم، ونقضوا عهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون)» الأنفال» أى لا يخافون الانتقام، ولذلك فإن نقضهم لأى عهد آخر ليس متوقعاً فقط، بل إنه مؤكد وبدهى.

قيام سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة ومن على منصتها بل فرمه فى مفرمة كانت بحوزته أمام دول العالم وأثناء التصويت على منح دولة فلسطين عضوية كاملة فى مجلس الأمن دون ردع أو عقاب دليل على أن ممثل دولة الاحتلال يضمن عدم مسألته أو ردعه من أحد.

الموقف الأمريكى الذى يقف بالمرصاد لأى تحرك لوقف حرب الابادة بحاجة إلى وجود ردع فموقف الدول العربية والإسلامية والأفريقية ودول عدم الانحياز الذى لم يتجاوز حد المناشدات -إلا ما ندر- أصبح بحاجة إلى استخدام لغة أخرى تشكل رادعا لإجبار أمريكا على تغيير مواقفها وتصرفاتها حيال الأزمة وحل الدولتين..أمريكا وإسرائيل بحاجة إلى ردع، صحيح أن لكل منهما ردع خاص به لتغيير مواقفه والكف عن إجرامه وعربدته.. أمريكا شريكا وليست وسيطا، وإسرائيل لا تؤمن بأى تفاوض أو تفاهم فما تفهمه إسرائيل هو لغة القوة والردع تعليق الأمل على غير ذلك تضييع للوقت وللجهد مع مجرمين لا يعرفون سوى التصدى بالقوة لإجرامهم وعربدتهم فى المنطقة..إسرائيل لا تؤمن ولا تريد السلام فهذه عقيدتهم وهذا سلوك يمنيهم المتطرف والذى يفوز فى الانتخابات ومن يدعى غير ذلك فهو واهم يخدع نفسه ويضلل من حوله..معاملة أمريكا على أساس أنها وسيط فى حل النزاع وإنهاء الصراع وهم كبير وخديعة كبرى.. حان الوقت لتغيير سياسة التعامل مع أمريكا باعتبارها شريكاً لا وسيطاً فى حرب الإبادة الجماعية لشعب فلسطين وتغذية الصراع فى المنطقة..هذا هو وقت الجد الذى لا لبس فيه لنصرة الحق فلا تضيعوه.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من أمن العقاب أساء الأدب مجرم الحرب نتنياهو

إقرأ أيضاً:

الهزيمة الاستراتيجية لكيان العدو

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

استشعرتْ أمريكا هزيمتها الاستراتيجية وفقد مصالحها وحظوتها في المنطقة عام 2008، ليس بفعل ضربات المُقاومة في العراق ومستنقع أفغانستان فحسب؛ بل أضيف إليها لغة أرقام حقيقية أعدّها المعهد العربي الأمريكي "معهد جيمس زغبي" لاستطلاعات الرأي (وهو مركز بحثي لبناني أمريكي)؛ حيث أجرى استطلاعًا للرأي في 6 عواصم عربية "حليفة" لأمريكا، وخرج منها بالأرقام التالية: 84% يعتقدون أنَّ أمريكا هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني، وبالنتيجة هي عدو للعرب، و85% يؤمنون بأن ما تسمى بـ"إسرائيل" هي عدو تاريخي للعرب، و83% يعتقدون بأن امتلاك إيران لسلاح نووي هو قوة للعرب، وأن سماحة السيد حسن نصر الله هو الشخصية الأولى المُحببة لدى المصريين، يليه الرئيس السوري بشار الأسد، ثم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وبما أن الأمريكان خصوصًا والغرب عموماً، يؤمنون بمصداقية لغة الأرقام وحقيقة استشرافها المستقبلي، فقد قرروا تنفيذ خطة إعادة التموضع بالمنطقة عبر فصول "الربيع العبري" عام 2011، هذا الربيع الذي تركّز في من بقي شامخًا من أقطار جبهة الصمود والتصدي (سوريا، ليبيا، اليمن)، وأنقض على أقطار "حليفة" له (مصر، تونس) في بداية الربيع لزوم التضليل وحرف أنظار مركز المؤامرة وهدفها الحقيقي، وليبدو الربيع- وكما أسماه- عربيًا لتغييب العقل العربي.

نجحت أمريكا تكتيكيًا في إعادة إنتاج نفسها بالمنطقة عبر انتحال صفة "يسوع المُخلِّص" للشعوب من الحكام "الطُغاة" وحكم "العسكر"، وأعادت التموضع مؤقتًا عبر التنظيم الدولي للأخوان وثوار الناتو والجهاد الأطلسي، ولكنها مُنيت بهزيمة استراتيجية كبرى تتكشف تفاصيلها كل يوم، أقربها تنامي حجم الكراهية لها في المنطقة والعالم، وتقزمها التدريجي أمام القوى العالمية الصاعدة.

اليوم يأتي "طوفان الأقصى" ليحقق نصرًا استراتيجيًا على كيان العدو الصهيوني، الذي يمثل الاستثمار الاستراتيجي الوجودي لأمريكا والغرب في قلب الأمة العربية، وذلك بهدف تكريس ضعفها ووهنها وفرقتها، وتعطيل مشروعها الوحدوي النهضوي.

وطوفان الأقصى، وما ترتّب عليه من وحدة ساحات المُقاومة لاحقًا، وصعود نجمين غير متوقعين إلى صدارة مشهد المواجهة، وهما اليمن والفصائل العراقية، لم يبدد الحلم الاستراتيجي للكيان ورعاته بتصفية القضية الفلسطينية وتمرير ثقافة التطبيع بمسمياتها المختلفة؛ بل كشف عن وَهَن الكيان ورعاته وعجزهم عن تحقيق مبتغاهم، وكشف جميع بواطن القوة والضعف لدى الكيان ورعاته والمنبهرين به، وعاد عليهم بالوبال بفعل تجييش الرأي العام العالمي ضدهم، وسقوط سرديتهم التاريخية بأحقيتهم بأرض فلسطين.

تَنَكَّر العدو الصهيوني اليوم لعقيدته العسكرية المعروفة عنه والمتمثلة في "الحروب الخاطفة"، وخوضه لحرب الطوفان لثمانية أشهر، وقتله لأسراه، وتغابيه عن انهيار الدولة ومؤسساتها بالداخل، يقرأ منها بأن الكيان ولأول مرة في تاريخه يخوض حربَ وجودٍ ويستشعر ذلك، لهذا يوزع القتل والدمار على الأرض كمن سبقه من طُغاة وغزاة عبر التاريخ حين يستشعرون زوالهم.

فيما مضى، أفصح 23% من الصهاينة بأنهم سيغادرون فلسطين المحتلة في حال ثبوت تملك إيران لسلاح نووي، واليوم ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أقر 49% من الصهاينة بأن "إسرائيل" لم تعد أرضًا آمنة وصالحة للسكن! والله غالب على أمره.

قبل اللقاء.. رغم زلزال الطوفان وما أحدثه حول العالم، ما زال نتنياهو يُردد أسطوانة الكيان المشروخة بأن من يُعادي "إسرائيل" أو ينتقد سياساتها فهو بالضرورة مُعادٍ للسامية!!

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: الحرب في غزة عززت مكانة الإسلام في أمريكا
  • الوجه القبيح لأمربكا
  • فيدان: من غير المقبول إبادة شعب فلسطين بحجة أمن إسرائيل
  • وزير خارجية إسرائيل: رئيس وزراء إسبانيا متواطئ في التحريض على جرائم الحرب
  • هاني لبيب: ضغوط أمريكا على إسرائيل مجرد كلام لا يترجم إلى أفعال
  • رئيس «الدراسات المستقبلية»: قصف مخيم النازحين رسالة إسرائيلية «وقحة»
  • الهزيمة الاستراتيجية لكيان العدو
  • الخارجية السعودية .. لان تكون هناك اسرائيل دون فلسطين
  • أكثر من 405 يومًا من الإفلات من العقاب والهروب من الحقيقة
  • رصيف غزة العائم يواجه انتكاسة لمحاولات أمريكا إيصال المساعدات للفلسطينيين