حذرت مؤسسة المعهد الملكي للخدمات المتحدة من اتساع انتشار قنوات RT المختلفة حول العالم، ولاسيما في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

ويعد المعهد الملكي للخدمات المتحدة The Royal United Services Institute (RUSI) أقدم مؤسسة فكرية رائدة في مجال الدفاع والأمن في المملكة المتحدة. ويهتم بفتح النقاش العام والتأثير على الرأي العام وتعزيز المساعدة في بناء عالم أكثر أمانا واستقرارا (نقلا عن الموقع).

وكتب المقال الذي حمل عنوان "انتصار روسيا في الحرب الإعلامية العالمية" دومينيك بريسل، ونشر على موقع المعهد، وأشار فيه الكاتب إلى اتساع وانتشار ونجاح الجهود الروسية فيما أسماه "تشكيل الرأي العام" في بلدان إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، لا سيما بعد استعادة روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.

إقرأ المزيد انطلاق برنامج تدريب الصحافيين من الدول العربية في روسيا بالتعاون مع مؤسسة "غورتشاكوف"

وقد سلطت رئيسة قناة RT العربية مايا مناع الضوء على المقال بوصفه "اعترافا من جانب الغرب" بفشل التواصل مع الرأي العام في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، في الوقت الذي تقوم به شبكة قنوات RT فقط بممارسة دورها الصحفي باحترافية ونزاهة وشفافية ملتزمة بكافة معايير الصحافة المهنية بلا زيادة أو نقصان، التزاما بشعار القناة "اسأل أكثر".

من جانبه يشير الكاتب بريسل إلى الهستيريا التي أصابت الغرب، بدءا من إعلان المفوض السامي لشؤون السياسات الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن مكافحة "التضليل الروسي" هو أحد أهم أولويات الاتحاد، إلى إعلان ألمانيا وفرنسا عن "حملات تضليل واسعة النطاق برعاية روسيا"، إلى "شبكة الدعاية الروسية التي كشفت عنها أجهزة الاستخبارات التشيكية"، وهو ما يسميه الكاتب بـ "مستوى أكثر ملاءمة من الاهتمام بالتدخل المعلوماتي الروسي".

إلا أن هذه الاستجابة لا تزال أقل من المطلوب، وفقا للكاتب، فقد تركزت فقط على الأنشطة الروسية في الغرب، بينما تتسع "أنشطة موسكو" خارج أوروبا وشمال إفريقيا، حيث حققت روسيا "نتائج ناجحة بشكل ملحوظ".

ويرى الكاتب أن إفريقيا على وجه الخصوص هي مثال جيد على ما يسميه "البصمة الروسية المتوسعة"، والتي تستفيد "بذكاء شديد" من مشاعر الاستياء في مرحلة ما بعد الاستعمار، لاسيما تجاه الفرنسيين في منطقة الساحل الناطقة بالفرنسية ووسط إفريقيا، من خلال طرح نفسها "كبديل للغرب وحليف طبيعي للدول الإفريقية في كفاحها ضد الاستعمار"، ما يؤدي إلى تحسين صورة روسيا وتقليص الدعم لكييف، ومنع الإدانات على نطاق أوسع لروسيا.

وكنتيجة، يشير الكاتب إلى مستويات غير مسبوقة من الدعم لروسيا كما يتضح من دعوات المواطنين في بوركينا فاسو للتدخل الروسي في البلاد، أو الدعوات لاستبدال العلاقات السابقة مع فرنسا بشراكة مع روسيا، ورفض 26 دولة إفريقية، في مارس 2022، دعم قرار الأمم المتحدة الذي يدين ما يسميه الكاتب "الغزو الروسي لأوكرانيا".

في الشرق الأوسط، يشير الكاتب إلى مستويات مماثلة من النجاح لروسيا، حيث يرجع ذلك بالأساس، من وجهة نظر الكاتب، إلى وجودها في سوريا، حيث استثمرت روسيا في بناء منصات تستهدف الجماهير الناطقة باللغة العربية لعدد من السنوات، واستخدمت المعلومات التي يسميها الكاتب "المضللة" لـ "تعزيز مصالحها ومصالح حلفائها".

ويشير الكاتب إلى امتلاك RT العربية أحد "أكثر المواقع الإخبارية شعبية في المنطقة، ولها حضور كبير على الإنترنت"، حيث تستخدم هذه القناة واسعة الانتشار، على حد تعبير الكاتب، في "نشر الرواية الروسية" إلى ملايين الأشخاص بجميع أنحاء المنطقة.

ويعترف الكاتب بأن استطلاعا لرأي الشباب العربي في عام 2022، وجد أن عددا أكبر من الشباب العرب، ممن تتراوح أعمارهم بين 18-24 عاما يلومون الولايات المتحدة وحلف "الناتو" وليس روسيا في "الحرب في أوكرانيا".

ويقول الكاتب كذلك إن أمريكا اللاتينية هي الأخرى شهدت نموا في "الجهود الإعلامية الروسية" على حد تعبير الكاتب، ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن الحكومة الروسية تدير عددا من القنوات الإعلامية الشهيرة، مثل RT الإسبانية، و"سبوتنيك" العالم، و"سبوتنيك" البرازيل"، والتي تحظى بعدد كبير من المتابعين، حتى أن RT الإسبانية تحظى بأكثر من 17 مليون متابع، وقد افتتحت مكاتب جديدة في جميع أنحاء القارة خلال السنوات الأخيرة. وكما هو الحال في مناطق أخرى، وتستخدم روسيا هذه المنصات بنشاط" حسب الكاتب، "لتحويل الجماهير المحلية" ضد الولايات المتحدة والغرب الأوسع، لمنع دعم شعبي أكبر لأوكرانيا وبناء صورتها الخاصة، على حد تعبير الكاتب.

في الوقت نفسه، يقول الكاتب إن الغرب فشل إلى حد كبير في التوصل إلى استجابة ذات معنى أو تعزيز تواصله العام في هذه المناطق من أجل مواجهة ما أسماه "جهود التضليل الروسية".

وينتهي الكاتب إلى أن الفشل في "مكافحة التضليل الروسي" يهدد بـ "تفاقم التباين في التصورات العالمية لروسيا وحربها في أوكرانيا، وما يترتب على ذلك من عواقب بعيدة المدى على الديناميكيات الجيوسياسية"، حسب تعبيره.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: RT العربية شبكة RT الکاتب إلى

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يشارك في فعالية رفيعة المستوى بالأمم المتحدة لبحث حلول الديون وتمويل أجندة إفريقيا 2030

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، في فعالية رفيعة المستوى عُقدت على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية، تحت عنوان: "حلول الديون من أجل الصمود والإصلاح: تمويل أجندة إفريقيا 2030 في إفريقيا وما بعدها".

وتأتي مشاركة رئيس الوزراء ضمن جهود مصر لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التنمية والتمويل المستدام، ومواصلة الحوار العالمي بشأن التحديات الاقتصادية والتمويلية التي تواجه الدول النامية، لا سيما الدول الإفريقية.

مدبولي: مصر تتحمل أعباء الهجرة عن العالم.. وحان وقت الدعم الدولي مدبولي من إسبانيا: مصر تحمي حدود أوروبا في معركة الهجرة.. فهل يأتي الدعم؟

فعالية أممية تبحث آليات تمويل التنمية ومواجهة أزمة الديون
ناقشت الفعالية الدولية رفيعة المستوى حلولًا مبتكرة للتعامل مع تحديات الديون التي تعرقل مسيرة التنمية في القارة الإفريقية، وركزت على تعزيز الصمود المالي وبناء نماذج اقتصادية أكثر مرونة وقدرة على مواجهة الأزمات. 

كما تطرقت الجلسات إلى سبل تمويل أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وتفعيل الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية.

 

مدبولي يؤكد التزام مصر بدعم التعاون الإفريقي والدولي لتحقيق التنمية الشاملة

وخلال مشاركته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تؤمن بأهمية العمل الجماعي الدولي لإيجاد حلول شاملة ومستدامة لأزمة الديون، وتدعو إلى مزيد من التضامن مع الدول الإفريقية في هذا الملف، مشددًا على ضرورة إتاحة أدوات تمويل مرنة ومبتكرة لدعم الأجندات الوطنية في إطار التنمية المستدامة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن إفريقيا تمتلك إمكانات تنموية هائلة، لكنها بحاجة إلى بيئة مالية دولية عادلة تُمكّنها من تنفيذ خططها التنموية بفعالية، موضحًا أن مصر، بصفتها دولة محورية في القارة، حريصة على دعم كل المبادرات الهادفة لتعزيز الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي الشامل في إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • أمريكا توقف شحنات صواريخ لأوكرانيا.. وكييف تحذر من التقدم الروسي
  • روسيا تعلن عن انضمام آلاف الجنود بالجيش الروسي
  • مرصد الأزهر: دراسة بريطانية تحذر من تأثير كراهية المسلمين على التماسك المجتمعي
  • رئيس الوزراء يشارك في فعالية رفيعة المستوى بالأمم المتحدة لبحث حلول الديون وتمويل أجندة إفريقيا 2030
  • نائب وزير الخارجية الروسي: إنشاء منظمة عسكرية على قاعدة الاتحاد الأوروبي تهديد لروسيا
  • الأمم المتحدة تحذر من نقص فرص العيش ومحدودية أماكن الإيواء في غزة
  • ترامب يهدد بترحيل ماسك إلى جنوب إفريقيا
  • بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمنع فرقة بريطانية من دخول أراضيها
  • بعد محاولات جمعيات حقوقية منع ذلك.. محكمة بريطانية تقر استئناف تصدير القطع العسكرية لإسرائيل
  • الأمم المتحدة تحذر: خفض المساعدات يهدد استقرار العالم