في خضم الصراع بين طهران وتل أبيب.. هكذا تحوّلت غزة إلى ساحة لتفريغ فائض الذخائر الإسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، والذي استمر اثني عشر يومًا، لم تكتفِ إسرائيل بمواجهة مباشرة مع طهران، بل حوّلت أنظارها وصواريخها نحو قطاع غزة، مستغلة التوتر الإقليمي لشنّ موجات من القصف الجوي العنيف على القطاع المحاصر. اعلان
في إطار استراتيجية كرّست غزة كجبهة ثانوية في حرب لم تكن جزءًا منها، سُمح للطيارين الإسرائيليين العائدين من مهمات الدفاع الجوي ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية بتفريغ الذخائر المتبقية لديهم فوق أهداف في قطاع غزة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، فإنّ الطائرات التي شاركت في عمليات الاعتراض لم تكن مجهزة فقط بصواريخ جو-جو، بل حملت أيضًا ذخائر جو-أرض. وبعد تنفيذ المهمات فوق إيران، تواصل الطيارون مع غرف العمليات الخاصة بجبهة غزة، مقترحين إسقاط القنابل المتبقية على مواقع داخل القطاع.
تبنّى سلاح الجو الإسرائيلي هذه المبادرة بسرعة، وتحولت خلال ساعات إلى "ممارسة اعتيادية". صدرت أوامر رسمية للأسراب الجوية بالتنسيق مع الوحدات البرية الإسرائيلية قبل الهبوط، لتنفيذ ضربات على ما وصفته إسرائيل بـ"أهداف حماس"، باستخدام الذخائر الفائضة.
مسؤولون عسكريون إسرائيليون اعتبروا هذه الخطة "موفّرة للموارد" وفعالة، كونها أتاحت توسيع نطاق الهجمات من من دون الحاجة لإطلاق عمليات جوية جديدة. وقال مصدر من سلاح الجو الإسرائيلي لـ"معاريف": "بدلاً من أن تعود الطائرات إلى الأرض ثم تقلع مجددًا لمهام هجومية، كانت تقوم بتنفيذ المهام أثناء وجودها في الجو، مما وفّر قدرًا كبيرًا من الموارد، ورفع من قدرة سلاح الجو على تنفيذ العمليات".
قصف بلا هوادة...النتيجة، كما وصفها التقرير، كانت "موجات من الضربات الجوية القوية" على غزة، شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة يوميًا، أسقطت كل منها فائض الذخائر قبل الهبوط. وعلى مدى أيام الحرب الـ12، تم تنفيذ هذا التكتيك بذريعة "دعم القوات الإسرائيلية" المتمركزة في خان يونس وشمال القطاع، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وفيما كانت الأنظار الدولية مركّزة على التوتر بين إسرائيل وإيران، استغلّ الجيش الإسرائيلي هذا الانشغال العالمي لتكثيف عملياته في غزة، حيث صادقت غرفة العمليات المعنية بالقطاع لاحقًا على اعتماد هذه الخطوة كجزء من النشاط العسكري المعتاد. كما طلب قائد سلاح الجو توسيع الخطة لتشمل جميع الطائرات المشاركة في العمليات، ما أدى إلى تكثيف الضربات على القطاع بالتوازي مع الحرب على إيران.
ورغم تقديم هذه الممارسات كخطة "فعّالة من حيث الكلفة والجهد"، فإنها فعليًا حولت غزة إلى ساحة لتصفية فائض الذخائر، في سياق صراع لم يكن للقطاع فيه أي صلة عملياتية مباشرة. وقد تم توجيه الضربات بناءً على إحداثيات من الوحدات البرية المنتشرة على الأرض، ما ضاعف حجم القصف اليومي على مناطق محاصرة أصلًا.
وبالفعل، خلال الأيام التي شهدت القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على غزة، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، بينهم نازحون كانوا قد احتشدوا في مواقع توزيع المساعدات، لا سيما في المراكز المشتركة المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، والتي تثير جدلاً متزايدًا.
Relatedإسرائيل تعترف: مدنيون أصيبوا أمام مراكز توزيع المساعدات في غزة ونستخلص العبر مما حدث"الوحدة الشبح": شكوى دولية تتهم قنّاصيْن فرنسييْن-إسرائيلييْن بارتكاب جرائم حرب في غزةغزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من البلاستيك رغم الخطرورغم إعلان وقف الحرب بين طهران وتل أبيب، لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، بل استمرت وتيرتها على وقع العمليات العسكرية التي تخوضها إسرائيل في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت هذه العمليات حتى الآن عن مقتل 57,012 شخصًا وإصابة 134,592 آخرين، في حصيلة مستمرة تعكس فداحة الأثر الإنساني لسياسات عسكرية حوّلت قطاعًا محاصرًا إلى ميدان دائم للنيران، حتى عندما تدور رحى الحروب في أماكن أخرى.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب إيران حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب إيران حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران قطاع غزة إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إبادة إسرائيل دونالد ترامب إيران حركة حماس غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا قطاع غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي سوريا فرنسا حروب سلاح الجو فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: نفذنا عشرات العمليات جنوبي سوريا في الشهرين الأخيرين
قالت الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن قواته نفذت خلال الشهرين الماضيين عشرات العمليات العسكرية في جنوب سوريا، بزعم تدمير بنى تحتية "إرهابية" وضمان أمنها في الجولان المحتل.
وذكر -في بيان له- أن "قوات اللواء 226 نفذت تحت قيادة الفرقة 210 مهاما دفاعية بمنطقة جنوب سوريا".
وأضاف البيان أن "قوات اللواء نفذت في إطار المهمة عشرات العمليات الدقيقة في المنطقة ومن بينها عمليات لاعتقال مشتبه فيهم بأنشطة إرهابية وعمليات لكشف ومصادرة وسائل قتالية".
وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذه العمليات تأتي "لضمان أمن مواطني إسرائيل عامة وسكان هضبة الجولان خاصة"، من دون الإشارة إلى وقوع إصابات أو توضيح طبيعة الأهداف التي استهدفتها.
وينفذ جيش الاحتلال بين الحين والآخر غارات وعمليات داخل الأراضي السورية، في حين تؤكد دمشق أن تلك الاعتداءات والتوغلات "تنتهك سيادتها وتخدم أهدافا عدوانية".
ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن ديسمبر/كانون الأول 2024، تنتهك إسرائيل سيادة سوريا بالقصف وتوسيع رقعة احتلالها لأراضٍ في الجنوب، رغم أن الإدارة السورية الجديدة لم تبد أي توجه عدواني تجاه تل أبيب.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967، معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط نظام الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين والموقعة عام 1974.