بوابة الوفد:
2024-06-01@10:07:00 GMT

تعويضات «هولوكوست» غزة

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

مفاوضات وقف الحرب فى غزة لا بد أن تتضمن مطالبة الجانب الإسرائيلى بدفع تعويضات لضحايا الشعب الفلسطينى عن جرائم الإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الاحتلال فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وهى جرائم مصورة شاهدها العالم على شاشات التليفزيون والهواتف المحمولة، راح ضحيتها أكثر من 100 ألف فلسطينى من بين شهيد وجريح ومفقود، وأكثر من مليون ونصف المليون نازح، واستهداف لكافة المشافى والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبيوت المدنية، وتدمير كامل لكل البنى التحتية فى قطاع غزة بحيث لم تعد غزة صالحة للحياة.

من حيث تعويض الضحايا فإن القانون الدولى ضمن عقوبات تعويضية لصالح المتضررين من جرائم الإبادة الجماعية ضد الدول الى ثبت قيامها بجريمة الإبادة، ولكن كما يشاهد العالم كله كيف أن إسرائيل لا تحترم القانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى، ولا حتى المؤسسات الدولية وتضرب بكل القرارات والقوانين الدولية عرض الحائط، وتوجه ضدها حملات مسعورة لإهانتها والتقليل من دورها، ووصل الأمر إلى وصفها بداعمة الإرهاب وذلك لأن بعضها قد ناصر الحق والقانون الدولى.

إن ما تفعله إسرائيل فى غزة يشبه ما فعله «هتلر» فى اليهود فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، عندما ننظر إلى ما يحدث فى غزة فلا يمكن إلا أن نصفه بالمحرقة الكبيرة.

«هولوكوست»، حيث مجموعة ضخمة من البشر فى حيز مكانى صغير يتعرضون لإبادة جماعية بكل أنواع الأسلحة جواً وبراً وبحراً، فى أبشع جريمة ترتكب فى العصر الحديث، وعلى يد من اتهموا غيرهم بأنه ارتكب «هولوكوست» ضدهم، فعندما اتهم اليهود «ألمانيا النازية» بارتكاب «هولوكوست» ضدهم عادوا ليمارسوه هم بأنفسهم بعد ما يقرب من 80 عاماً.

فى 10 يونيو 2021 خرجت منظمة «مؤتمر المطالبات اليهودية المادية ضد ألمانيا» التى تهدف إلى تحصيل تعويضات لضحايا «الهولوكوست» لتعلن عن أنها حصلت على 767 مليون دولار إضافية، حيث قدرت مجموع التعويضات التى دفعتها الحكومة الألمانية خلال 70 عاماً بما يتجاوز 90 مليار دولار، ولا يزال اليهود يحصلون على العديد من التعويضات من السلطات الألمانية على جريمة لم ترتكبها السلطة الحالية، بل نفذتها ألمانيا النازية فى عهد «أدولف هتلر» فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى، وسط تضارب الإحصائيات بين رواية اليهود أنفسهم الذين يتحدثون عن مقتل 6 ملايين يهودى خلال الحرب العالمية الثانية وما قبلها، بدءاً من 1935 حتى 1945، أى 10 سنوات بينما يرى مؤرخون غربيون أن العدد لا يزيد على 775 ألف يهودى فقط.

على الجانب الآخر منذ نكبة 1948، ويمارس الاحتلال الإسرائيلى عملية إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى تشبه ما فعله «هتلر» بحق اليهود فى الحرب العالمية الثانية بعدما ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى العديد من المجازر والتهجير القسرى للفلسطينيين، وآخرها العدوان البشع الذى ترتكبه ضد قطاع غزة منذ أكتوبر الماضى، والذى وصفته محكمة العدل الدولية بأنه حرب إبادة جماعية، وألزمت إسرائيل بوقف تلك الجرائم البشعة ومعاقبة أى تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب أعمال الإبادة، بجانب اتخاذ جميع الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية وعدم التخلص من أى دليل يمكن أن يستخدم فى القضايا المرفوعة ضدها وتقديم تقرير للمحكمة بمدى تطبيقها لهذه التدابير والأحكام، هو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان على إسرائيل أن تدفع تعويضات للفلسطينيين عن تلك الإبادة التى مارستها مثلما فعلت ألمانيا مع اليهود!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب تعويضات هولوكوست غزة مفاوضات وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

محرقة رفح.. وغضب المصريين

تظل القضية الفلسطينية، والمأساة المستمرة لأبناء غزة هى الشغل الشاغل لعامة المصريين على مدار الساعة، فى ظل الانتهاك السافر لجيش الاحتلال الإسرائيلى لكل المواثيق والأعراف الدولية، وارتكاب مجازر مروعة فى حق مدنيين عزل لا يملكون أبسط مقومات الحياة والمعيشة اليومية.. وتظل الأعمال الوحشية والبربرية التى مارسها الكيان الصهيونى وصمة عار على جبين المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات الدولية، ولم تكن محرقة مخيم رفح يمكن أن تحدث فى أى بقعة فى العالم، إلا فى غيبة وصمت هذه الأطراف.. وربما تكون محرقة ومجزرة مخيمات رفح باتت كاشفة وبجلاء عن الرضوخ والعجز الدولى فى مواجهة الصهيونية العالمية، وقيام إسرائيل بشكل واضح وممنهج بعمليات التطهير العرقى والإبادة الجماعية على أوسع نطاق، خاصة أن العالم يقف شاهدًا على أن هذه المحرقة تمت فى حق مواطنين نازحين بعد أن فقدوا مساكنهم وهربوا من القصف الإسرائيلى ويقيمون فى خيم فى صحراء رفح أقامتها المنظمات الإنسانية ولا يوجد مبرر واحد لقصف وإحراق هذه المخيمات وارتكاب مجزرة فى حق النساء والأطفال، إلا أنها عملية تطهير عرقى.

الحقيقة أن التطرف الإسرائيلى وصل مداه فى محرقة مخيمات رفح، والصمت الدولى يمنح إسرائيل الفرصة لمزيد من البلطجة.. والمشاعر المصرية تزداد تأجيجًا وربما يصعب السيطرة عليها خاصة بعد حادثة استشهاد أحد عناصر التأمين على الشريط الحدودى من الجانب المصرى، وهى حادثة تداولها المصريين بشكل كبير وشغلت الرأى العام المصرى، وزادت من حالة الجدل حول دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فلادلفيا الواقع داخل حدود قطاع غزة، ومدى توافق الإجراء الإسرائيلى مع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية من عدمه، خاصة وأن مصر قد سبق وحذرت من تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية بمحور فلادلفيا، وهو ما أدى بالفعل إلى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وأكد المتحدث العسكرى المصرى إجراء تحقيقًا موسعًا يجرى بين الجهات المختصة حيال هذا الحادث، وفى اعتقادى أن الغضب المصرى قد وصل مداه تجاه الكيان الصهيونى، وكلنا يعلم المكانة الخاصة للقوات المسلحة المصرية فى قلوب عامة المصريين، وهناك حساسية شديدة لدى الشعب المصرى تجاه أى مساس بقواتهم المسلحة، وعقيدتهم الراسخة فى قدرات الجيش المصرى الهائلة على شتى المستويات، ومؤكدًا أن المصريين لن يقبلوا بأى خطأ إسرائيلى آخر.

مؤكد أن إسرائيل قد خسرت المعركة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بعد أن وقفت عاجزة أمام عدد من فصائل المقاومة بأسلحتها الخفيفة، وكل جرائمها العنصرية هى مجرد محاولات بائسة لن تجدى فى استعادة هيبتها كدولة مهيمنة فى المنطقة، وليس كما تدعى بأنها تعمل للقضاء على المقاومة أو استعادة جنودها.. ومؤكد أيضًا أن إسرائيل قد خسرت على المستوى السياسى والدولى كل ما حققته طوال تاريخها وحتى الآن، بعد أن كشفت عن تطرفها وعنصريتها الفجة وجرائمه العرقية. وأضرت بالولايات المتحدة الأمريكية ولوثت سمعتها الدولية، وضربت قيمها الديمقراطية والإنسانية فى مقتل أمام المجتمع الدولى، وأمام الشعب الأمريكى ذاته الذى خرج فى مظاهرات حاشدة رفضًا لسياسات ادارته البغيضة.. والأهم من كل هذا أن القضية الفلسطينية التى اعتقد كثيرون أنها غابت وانتهت، قد عادت وبقوة لتفرض نفسها على المجتمع الدولى فى سابقة تاريخية، بعد أن تعاطفت شعوب العالم مع الحق الفلسطينى، وأكدت غالبية دول العالم فى أكثر من تصويت بالأمم المتحدة أحقية الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، كما بدأت بعض الدول الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، وتأتى خطوة إسبانيا والنرويج وأيرلندا الإعلان بالاعراف بالدولة الفلسطينية نتاج لكفاح وصمود الشعب الفلسطينى البطل.

حفظ الله مصر.

 

مقالات مشابهة

  • تنامى خطابات الكراهية.. متطرفون يستغلون العدوان على غزة لتأجيج مشاعر الغضب وتجنيد الأبرياء
  • رئيس «دفاع النواب»: على المجتمع الدولى الأخذ بالرؤية المصرية لوقف الإبادة بـ«غزة»
  • 150 شخصية روائية مصرية.. مصطفى بيومي يكتب: جمال الغيطاني..  حسن أنور من «وقائع حارة الزعفراني» «٢»
  • بالعلم الفلسطينى.. نجوم العالم يتضامنون مع غزة
  • "بحوث الفلزات" يبحث تعزيز التعاون الدولى فى مجال الطاقة الشمسية
  • البرازيل تسحب سفيرها من إسرائيل 
  • اقتصاديون: مصر وفرت مناخاً استثمارياً جاذباً ونجحت في القضاء على نقص الدولار
  • محرقة رفح.. وغضب المصريين
  • أردوغان: أكرر.. العالم أكبر من 5 و”هتلر عصرنا” محمي من الغرب!
  • أردوغان: أكرر.. العالم أكبر من 5 و"هتلر عصرنا" محمي من الغرب!