الصين تكشف عن خطة تاريخية لإنقاذ قطاع العقارات.. ماذا نعرف عنها؟
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
(CNN)-- كشفت الحكومة الصينية، الجمعة، عن خطة واسعة النطاق لإنقاذ قطاعها العقاري، تتضمن مطالبة الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد بشراء المنازل غير المباعة من المطورين المحاصرين بالديون وتخفيف قواعد الشراء.
وفي الصين، تعود ملكية الأراضي في الغالب إلى الدولة، ويمكن للحكومة بيع حقوق استخدام الأراضي لمطوري العقارات.
ورغم أن الاقتصاد الصيني توسع بسرعة أكبر من المتوقع في بداية هذا العام، فإن النمو يتأثر بقطاع العقارات البالغ الأهمية، والذي كان يمثل ذات يوم ما يصل إلى 30% من النشاط الاقتصادي.
وقال نائب رئيس الوزراء وكبير المسؤولين الاقتصاديين في الحزب الشيوعي، هي ليفنغ، الجمعة، إنه يتعين على الحكومات المحلية شراء المنازل غير المباعة وتحويلها إلى مساكن اجتماعية بأسعار معقولة.
وجاء ذلك في إطار خطة تم تأجيلها كحل رئيسي لقطاع العقارات الذي مزقته الأزمات في البلاد.
ومن جانبه، أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيضع برنامجا لتقديم قروض بقيمة 300 مليار يوان (41.5 مليار دولار أمريكي) لتمويل مشتريات الدولة من المنازل غير المباعة.
وقال نائب محافظ البنك المركزي، تاو لينغ، في مؤتمر صحفي في بكين، إن البنك سيشجع البنوك التجارية على دعم الشركات المحلية المملوكة للدولة لشراء المنازل غير المباعة وتحويلها إلى إسكان اجتماعي.
وقدر أن مبلغ 300 مليار يوان الذي قدمه البنك المركزي يمكن أن يدعم في النهاية ائتمانا بقيمة 500 مليار يوان (69 مليار دولار) لدعم مثل هذه المشتريات.
ووصفت صحيفة China Real Estate Business، التي تديرها وزارة الإسكان، هذه الإجراءات بأنها تمثل "لحظة تاريخية مهمة" لقطاع العقارات.
وقال كبير الاقتصاديين في مجموعة ماكواري لاري هو إن خطوة شراء المنازل غير المباعة كانت "إيجابية" بالنسبة لهذه الصناعة، لكن الخطة تفتقد التفاصيل الأساسية مثل حجم التمويل الذي سيتم ضخه.
وكتب في مذكرة بحثية، الجمعة: "بالنظر إلى المستقبل، فإن المفتاح هو متى وبأي حجم يمكن للحكومة المركزية توفير مصدر للتمويل".
وتراكمت على الحكومات المحلية في الصين بالفعل ديون بقيمة 15 تريليون دولار، بعد أن اقترضت بكثافة في السنوات الأخيرة لتغطية تكلفة الإنفاق المرتبط بجائحة "كورونا" ومشاريع البنية التحتية.
انخفاض في المبيعات والاستثمار
وعلى مدى العامين الماضيين، اتخذت السلطات الصينية العديد من التدابير لإنعاش القطاع العقاري ولكن دون جدوى، ولطالما دعاهم المحللون إلى بذل المزيد من الجهد.
وتأتي إجراءات الإنقاذ في الوقت الذي تشير فيه بيانات جديدة إلى تفاقم تراجع قطاع العقارات في إبريل/ نيسان.
وأظهرت بيانات حكومية نشرت الجمعة أن الاستثمار العقاري انخفض بنسبة 9.8% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، متسارعا من الانخفاض بنسبة 9.5% المسجل في الربع الأول.
وانخفضت مبيعات العقارات الجديدة بنسبة 28.3% في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى إبريل، مقارنة بانخفاض 27.6% في الفترة من يناير إلى مارس/ آذار.
وكذلك انخفضت أسعار المنازل الجديدة للشهر العاشر على التوالي بنسبة 0.6٪ على أساس شهري في إبريل، وهو أسرع انخفاض منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وكتب محللون من بنك سوسيتيه جنرال في مذكرة الجمعة: "يبدو أن كل هذه الأخبار السيئة قد أثارت أخيرا شعورا بالإلحاح قوي بما يكفي لفرض إجراءات".
وكان المحللون يشيرون إلى إعلان الحكومة، وتخفيض البنك المركزي لأسعار الرهن العقاري والدفعة الأولى من بيع تريليون يوان (138 مليار دولار) من سندات الخزانة طويلة الأجل، الجمعة.
الصينالحكومة الصينيةالعقاراتنشر السبت، 18 مايو / أيار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة الصينية العقارات البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
ماذا لو صادف عيد الأضحى يوم الجمعة؟.. أستاذ شريعة يصحح اعتقادًا خاطئًا
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن من يجمع بين صلاتي العيد والجمعة في يوم واحد لا يُعفى من أداء الجمعة، معتبرًا أن المسألة أسيء فهمها في كثير من الأحيان.
وأشار كريمة إلى أن المذاهب الفقهية تختلف في هذه المسألة؛ فالحنفية والمالكية يرون أنه لا يجوز التخلف عن الجمعة لمن صلى العيد، مستشهدًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من سكان الحضر كانوا يؤدون الصلاتين معًا، رغم تخفيفه عن أهل البادية ممن يتكبدون عناء السفر.
وأضاف في تصريحات سابقةله أن الحديث النبوي الذي يجيز لمن صلى العيد أن يترك الجمعة كان خطابًا موجهًا خصيصًا للبدو الذين يسكنون أماكن بعيدة، ولم يكن المقصود به أهل المدن، ولهذا فإن على المسلم المقيم في الحضر أن يصلي العيد ثم يعود لصلاة الجمعة إذا تزامنا في يوم واحد.
كما أورد كريمة ما ذكره فقهاء المالكية والحنابلة من اختلاف في الرأي، موضحًا أن الحنابلة أجازوا ترك الجمعة لمن شهد العيد بشرط أن يصلي الظهر بدلًا منها، معتبرين سقوط الجمعة هنا سقوط حضور وليس سقوط وجوب، أي أن الجمعة لا تسقط عن الإمام أو من لا عذر له.
وأوضح أن هذا التخريج الفقهي مبني على أحاديث صحيحة وأخرى فيها خلاف، مثل الحديث الذي رواه أبو داود عن اجتماع العيدين، والذي صحح بعض العلماء إرساله، بينما دعّمه ابن حجر بشواهد أخرى تقويه.
وتابع كريمة مشيرًا إلى رأي الإمام أحمد بن حنبل الذي قال إن من قدّم الجمعة في وقت العيد أجزأه ذلك، بشرط أن يصلي في وقت العيد ويكتفي بها عن الظهر أيضًا.
في المقابل، سمح الشافعية لأهل القرى البعيدة الذين حضروا صلاة العيد ولم يمكنهم الرجوع لصلاة الجمعة بالتغيب عنها، بشرط ألا يتأخروا حتى دخول وقت الجمعة.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور كريمة على أن هذه المسألة كانت مناسبة لزمن النبي صلى الله عليه وسلم، حينما كان بعض الصحابة يأتون من أماكن نائية.
أما في وقتنا الحالي، فالوضع مختلف تمامًا: المدن مكتظة بالمساجد، والطرق ممهدة، ووسائل النقل متاحة، وبالتالي فلا مبرر للتخلف عن الجمعة بدعوى مشقة التنقل.
وأكد كريمة على أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان، وأنه لا ينبغي الجمود على ظاهر النصوص دون مراعاة مقاصد الشريعة وظروف العصر، داعيًا من يتمسكون بالحرفيات أن ينظروا للأحكام بروح الشريعة لا بمجرد ظاهرها.