القمة بيانات.. لكن هل يجد التطبيق طريقاً؟
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
17 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تُعقد القمم وتُطلق البيانات، لكن التجربة العربية ما تزال تراوح عند المربع الأول، حيث تكرار الشعارات والتعهدات التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ.
وانطلقت أعمال «قمة بغداد» في أجواء هادئة لم تعهدها العاصمة العراقية، إذ خلت الطرق من زحامها المزمن، وامتنعت السلطات عن فرض حظر تجوال كما درجت العادة، ما يعكس ثقة أمنية نسبية، لكنها لا تحجب هشاشة البيئة السياسية.
وتُرحّب بغداد بكونها منبراً للحوار العربي، لكنها لا تزال تبحث عن تعريف واقعي لدورها في المنطقة، فبينما تقول الحكومة إنها تسعى لتوازنات مدروسة، يرى مراقبون أن العراق ما زال هشّ التأثير في محيطه العربي، ومحدود القدرة على جمع المتنافرين في بيت عربي واحد.
وتُطرح مبادرة عراقية من 18 بنداً، لكن من دون تفاصيل أو آليات تنفيذ، ما يعيد تكرار أزمة القمم العربية: وفرة في الصياغات، وغياب في الخُطط، وشحٌّ في الثقة بين العواصم العربية.
وتتباين مواقف الزعماء العرب بين الحضور الشكلي والغائب لأسباب دبلوماسية أو سياسية، فتغيب الشخصيات البارزة، ويحضر «التمثيل البروتوكولي» الذي يزيد من هوّة بين الشارع العربي والقمم التي لا تُمسك بملفات الشأن الساخن، لا في فلسطين، ولا في اليمن، ولا حتى في ملف إعادة إعمار سوريا.
البيانات اتليت في القمة، لكن الرسائل تبقى منفصلة عن سياق القاعة المغلقة التي تعجز عن تقديم خريطة طريق واحدة تلامس الواقع.
وتُعلّق بغداد آمالاً على كونها أرضاً جامعة، لكنها لا تستطيع وحدها كسر صمت الجامعة العربية أو إصلاحها، اذ أن جوهر العمل العربي يحتاج إلى ما هو أبعد من المقررات والبيانات، بل إلى إعادة بناء مفهوم الشراكة نفسه.
وتُذكّر حرب غزة الأخيرة العرب جميعاً أن المنطقة تتغيّر بأسرع مما تتغيّر فيه القمم، وأن اللحاق بواقع الشارع العربي بات ضرورة لا خياراً، وإلا فإن قمم البيانات ستبقى تتوالى بلا تأثير، وتُحفظ في أرشيف يثقل ولا يُغيّر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الجهاد الإسلامي: بيانات القمة العربية "فارغة" ما لم توقف الإبادة في غزة
انتقدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الـ34 التي عقدت ظهر اليوم السبت، في العاصمة العراقية بغداد، مؤكدة أن القمة فشلت في اتخاذ خطوات عملية لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة بحق سكان قطاع غزة .
وفي بيان رسمي، قالت الحركة: "ما لم تنجح القمة في وقف الإبادة الجماعية في غزة، وفي إدخال المساعدات العالقة على الحدود، وكبح المجاعة التي تجتاح القطاع، فلا قيمة لكل بيانات الشجب ولا المناشدات والدعوات، التي ستبقى فارغة."
وأضافت الجهاد الإسلامي أن هذه البيانات "لن تُذكر إلا كدليل على عجز بعض الأنظمة العربية وتواطؤ بعضها الآخر"، في إشارة إلى الفجوة بين المواقف المعلنة والتصرفات الفعلية في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أبرز ما تضمّنه البيان الختامي للقمة العربية اليوم بشأن غزة الأونروا تُحذر: الطعام سيفسد والأدوية ستنتهي قبل أن تصل إلى غزة الأردن: تداعيات الحرب على غزة ستمتد لأعوام طويلة الأكثر قراءة شاهد: كتائب القسام تنشر مقطع فيديو جديد لأسرى إسرائيل لديها إصابة برصاص الاحتلال في النبي صالح برام الله 3 شهداء وإصابات في قصف مدرسة تؤوي نازحين غرب غزة اليونيسيف: الخطط الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة ستفاقم معاناة الأطفال عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025