شبكة اخبار العراق:
2024-06-12@09:56:26 GMT

قمة البحرين… واللعبة الإيرانيّة

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

قمة البحرين… واللعبة الإيرانيّة

آخر تحديث: 20 ماي 2024 - 10:19 صبقلم:خيرالله خيرالله بغض النظر عن مدى أهمّية القمة العربيّة التي انعقدت في المنامة أو عدم أهميتها، وبغض النظر عن مرور كلّ هذه الشهور على حرب غزّة التي رافقتها وحشية إسرائيليّة لا حدود لها، كانت لافتةً محاولةُ إيران تمرير لعبة على القمّة. سيتبيّن في المستقبل القريب هل استطاعت “الجمهوريّة الإسلاميّة” تمرير لعبتها التي استُخدم فيها النظام السوري الذي استعاد موقع “الجمهوريّة العربيّة السوريّة” في جامعة الدول العربيّة؟، فحوى اللعبة الإيرانيّة، التي يفيد التوقف عندها، الترويج لوجود خلافات بين “الجمهوريّة الإسلاميّة” والنظام السوري وأن رئيس النظام بشّار الأسد يحاول فعلا التفلّت من القبضة الإيرانيّة.

كان آخر ما أطلق من بالونات اختبار الإعلان عن اتخاذ السلطات الأمنيّة السوريّة إجراءات تمنع الإيرانيين أو عناصر من الميليشيات المذهبيّة التابعة لـ“الحرس الثوري” من الصلاة وتأدية شعائر معيّنة في حرم المسجد الأموي. لم تكن هناك إشارة بالاسم إلى الإيرانيين الذين يزورون دمشق ويجوبون فيها أو لعناصر الميليشيات التابعة لـ“الحرس الثوري”، لكن الواضح أنّ المطلوب كان إظهار أنّ هناك تغييرا ما حصل في سوريا يصبّ في اتجاه الابتعاد عن إيران، وإنْ ضمن حدود معيّنة، انطلاقا من المسجد الأموي وما يرمز إليه عربيّا. لا يدلّ على حجم التعقيدات التي تمرّ فيها المنطقة ومدى عمقها أكثر من عجز العالم، ومن ضمنه العرب، عن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزّة من جهة واستمرار حروب إيران، بدءا من جنوب لبنان وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، وسعي “الجمهوريّة الإسلاميّة” إلى اختراق جامعة الدول العربيّة من جهة أخرى. لكنّ هذا الواقع لا يحول دون الإشارة إلى بعض الإيجابيات التي من بينها طرح عربي للمرّة الأولى، من خلال قمّة المنامة، لضرورة نشر قوات أممية في غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة تمهيدا لقيام دولة فلسطينيّة مستقلّة. في غياب تصوّر إسرائيلي وأميركي لمرحلة ما بعد حرب غزّة، ثمة كلام عربي يتحدّث للمرّة الأولى عن تصور واضح لمرحلة ما بعد غزّة. أكثر من ذلك، أقدم رئيس السلطة الوطنيّة محمود عباس (أبومازن) على خطوة كان عليه الإقدام عليها في السابع من تشرين الأول – أكتوبر الماضي لدى شنّ “حماس” هجوم “طوفان الأقصى”. تتمثّل هذه الخطوة في إدانة هذا الهجوم وكشفه أنّه أوجد “مبرّرات” لما تقوم به إسرائيل منذ حصول “طوفان الأقصى”. احتاج “أبومازن” إلى ما يزيد على سبعة أشهر ليتصرّف كرجل دولة. هل يحتاج إلى سبعة أشهر أخرى لاكتشاف مدى ترهّل السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة ومدى فشلها في أن تكون في مستوى المرحلة التي تمرّ بها القضيّة الفلسطينية والمنطقة كلّها. يبقى الأهمّ من ذلك كلّه تفادي السقوط في الفخّ الإيراني. هذا يعنى الاستفادة من وجود بشّار الأسد في المنامة لسؤاله في أثناء القمة عن مدى جديته في التفلّت من إيران، علما أنّ تاريخ الرجل، الذي غطّى جريمة اغتيال رفيق الحريري في العام 2005، لا يشجّع على ذلك.كان يمكن على سبيل المثال أن يسأل العرب في قمة البحرين أنفسهم ثمّ سؤال بشّار: لماذا لا إعلان رسميّا عن انتهاء الحاجة إلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا ما دام النظام يعتبر أنّ الحرب انتهت؟ لماذا لم يطلب النظام رسميّا خروج القوات الإيرانية والقوّات الأخرى المدعومة من طهران من الأراضي السورية؟ سيكون واردا اعتبار النظام السوري جدّيا في محاولة الخروج من تحت العباءة الإيرانيّة عندما تطلب دمشق من “حزب الله”، الذي هو أداة عسكرية إيرانية، الخروج من الأراضي السورية. المعني بذلك تلك المناطق التي يسيطر عليها الحزب والتي هجّر أهلها منها، على أن يلي ذلك السماح لأهل تلك المناطق بالعودة إليها. الحديث هنا عن القصير، غرب حمص، وعن الزبداني وعن بلدات القلمون السوري وأرياف حلب، على سبيل المثال وليس الحصر.يمكن الحديث أيضا عن جدّية سوريّة عندما تطلب دمشق رسميّا من كل الميليشيات الإيرانية التمويل وذات الجنسيات المتعددة (الباكستانية والأفغانية والعراقية) الخروج من كل الأراضي السورية وإلغاء الإقامات المؤقتة التي أعطيت لأفراد هذه الميليشيات وسحب الجنسية السوريّة التي أعطيت لكثيرين بغية المساهمة في التغيير الديموغرافي وترجيح الكفة الشيعية في مناطق معيّنة. كذلك، يمكن الحديث عن جدّية سوريّة عندما تعلن دمشق عن إلغاء الاتفاقات الدفاعية التي وقعتها مع إيران والتي تفرض وجود الآلاف من “المستشارين” الإيرانيين داخل وحدات الجيش السوري والفروع الأمنية وقوات الفرقة الرابعة… وعندما يخرج من معامل مؤسسة الدفاع السورية ومنشآتها كل المهندسين العسكريين الإيرانيين الذين حولوا قسما من معامل تلك المؤسسة إلى معامل لصنع الصواريخ وتطوير المسيرات لإرسالها إلى “حزب الله” في لبنان أو إلى الحوثي في اليمن. يتعلّق الأمر أيضا بإعلان وزارة الدفاع السورية عن إغلاق المراكز العسكريّة التي يستخدمها “الحرس الثوري” الإيراني لتدريب ميليشيات إقليمية عربية تابعة لإيران مثل مقاتلي “بوليساريو” الحوثيين ومعارضين بحرينيين. يدرّب “الحرس” هؤلاء قبل إرسالهم إلى مناطق معيّنة للتحضير لدور مستقبلي لهم، دور يزعزع الاستقرار في دول معيّنة أو عند حدود هذه الدول.أخيرا، يمكن الحديث عن جدّية سوريّة عندما تعلن الدولة السورية، التي يسيطر عليها النظام الأقلّوي، رسميا عن حجم الدين السوري لإيران ونوع هذا الدين وطرق السداد المتفق عليها بين الطرفين بكل شفافية ووضوح… وعندما تعلن دمشق عن سياسة عامة لمحاربة تصنيع المخدرات، خصوصا الكبتاغون في الأراضي السورية وإلقاء القبض على عصابات تصنيع المخدرات وتهريبها… مع وقف تهريب أسلحة إلى الأردن المستهدف إيرانيّا.تبدو إيران أكثر من جدية في دعم وجود النظام السوري في جامعة الدول العربيّة؛ تريده جسرا من بين الجسور للالتفاف على العقوبات الدوليّة. هل تنطلي اللعبة على العرب وهل دخلت قمّة المنامة التي حضرها الأسد الابن، لكنه حرمها من كلمة له تتضمن نكاتا وشماتة ورسائل إيرانيّة، في سياق هذه اللعبة؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الأراضی السوریة النظام السوری الإیرانی ة الجمهوری ة العربی ة ة السوری ة عندما ة التی

إقرأ أيضاً:

أميركا تطالب الحكومة السورية بالكشف عن أسباب وفاة مجد كم ألماز

طالبت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، الحكومة السورية بالكشف عن أسباب وفاة الطبيب الأميركي من أصل سوري مجد كم ألماز داخل أحد السجون السورية.

ورفعت الإدارة الأميركية علم "الرهائن والمعتقل غير المشروع"، لتكريم كم ألماز فوق مباني البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومقر الكونغرس (الكابيتول) ووزارة الدفاع (البنتاغون).

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، "اليوم نكرم مجد كم ألماز، وهو أميركي توفي أثناء احتجازه في سوريا".

وقال بلينكن إن "كم ألماز سافر إلى الدولة العربية لتقديم الخدمات الطبية لأولئك الذين أصيبوا بصدمات نفسية بسبب الحرب الأهلية السورية وشوهد آخر مرة عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية في عام 2017".

وأضاف بلينكن "يجب على الحكومة السورية أن تجيب عن ما حدث لمجد"، مشددا على أن الحكومة الأميركية تدعم عائلة مجد وأسر جميع المفقودين أو المحتجزين ظلما في سوريا في سعيهم للمحاسبة.

وأردف قائلا "ونحن نشيد بمجد اليوم، سنواصل القتال من أجل جميع الأميركيين المحتجزين كرهائن أو المحتجزين ظلما في الخارج".

ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد تعرض كم ألماز للتعذيب حتى الموت على يد قوات نظام الرئيس بشار الأسد.

Today we honor Majd Kamalmaz, an American who died while being held in Syria. Our hearts go out to his family, who deserve accountability for his fate. The Syrian government must answer for what happened to Majd.

— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) June 11, 2024

اختفاء مجد

ودخل مجد إلى سوريا يوم 14 فبراير/شباط 2017 لزيارة أحد أقاربه والدخول إلى الغوطة الشرقية بغرض إنشاء مركز للدعم النفسي هناك، وأمّن منسقا لإدخاله إليها، إلا أن هذا المنسق كان يتعامل بشكل سري مع الأمن السياسي التابع للنظام السوري، فنصب له كمينا في منطقة برزة واعتقل هناك يوم 15 فبراير/شباط 2017.

وانقطعت أخباره منذ تلك اللحظة، ولم يُعرف عنه سوى أنه نُقل إلى فرع الأمن السياسي، ثم علم المحققون أنه نقل إلى مقر المخابرات الجوية في المزة.

ولم تعرف العائلة أو المحققون الذين عملوا على القضية إذا ما كان مجد قد نقل إلى سجون أخرى، كما أنهم لم يعرفوا طوال السنوات الماضية شيئا عن حالته الصحية أو وضعه داخل السجون.

عملت الحكومة الأميركية على ملف القضية بحثا عن معلومات تفيد بحياة مجد أو وفاته، ففي يناير/كانون الثاني 2020، استطاع مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) الوصول إلى تقرير طبي يفيد بأنه في شهر يونيو/حزيران 2017 نقل مجد كم ألماز من أحد السجون العسكرية إلى مشفى قطنا العسكري نتيجة أزمة قلبية، وعند فحصه تبيّن أنه ميت ولم يتمكن الأطباء من علاجه.

ويعد الدكتور مجد واحدا من 4 سوريين أميركيين اعتقلوا على يد النظام السوري وقتلوا تحت التعذيب، وقانونيا ينظر النظام السوري إلى حَمَلة الجنسيات الأخرى على أنهم مواطنون سوريون بالدرجة الأولى، ولذا أقصى ما يمكن أن تقوم به الحكومات الأخرى للمواطن السوري الذي يحمل جنسيتها، وفقًا للقانون الدولي، هو مطالبة الحكومة السورية بإجراء محاكمة عادلة له.

مقالات مشابهة

  • الجامعات السورية وللمرة الأولى في تاريخها ضمن تصنيف التايمز البريطاني
  • أميركا تطالب الحكومة السورية بالكشف عن أسباب وفاة مجد كم ألماز
  • حقيقة تقديم فايا يونان ألبوم جديد
  • دمشق تصادر كميات من المخدرات في 3 محافظات
  • وزير خارجية سوريا ومسؤولة أممية يؤكدان ضرورة تعزيز التعاون ودعم التنمية
  • عبد الباسط الساروت.. بلبل الثورة السورية
  • إيران عشية انتخاباتها الرئاسية.. هل ستتمسك طهران بورقة فلسطين وأيديولوجيا الثورة؟
  • إيران عشية انتخاباتها الرئاسية.. هل ستتمسك طهران بورقة فلسطين وإيديولوجيا الثورة؟
  • النظام السوري يسرح شريحة من جنود الاحتياط..ما السبب؟
  • البحرين وإيران.. “فرصة حقيقية” لاستئناف الدبلوماسية وتجاوز عقود التقلبات