وصل لمملكة البحرين مؤخرا أعداد كبيرة من السودانيين قادمين من بورت سودان حيث اكتشفوا هنا في البحرين بأنهم تعرضوا للنصب والاحتيال من جهات استلمت منهم مبالغ كثيرة بغرض استخراج تأشيرات للسفر للبحرين والحصول على فرص العمل بعد وصولهم مباشرة..!.
وفي المنامة تم الكشف عن هذه الخديعة بعد أن انتشرت مقاطع مصورة لعدد من البحرينيين ناشدوا فيها سلطات بلادهم بايقاف تدفقات السودانيين الذين يبحثون عن عمل في البحرين وانتشروا على نطاق واسع في الطرقات والأسواق والمحلات التجارية، بعد أن وقعوا ضحية للاحتيال من طرف جهات في السودان لم يسموها، يشكوا من الجوع والفاقة، وعدم وجود أماكن يقيموا فيها، الجالية السودانية من ناحيتها قبل ان تتباحث في هذه المشكلة قامت بمساعدة البعض من هؤلاء الاخوة الذين تعرضوا للاحتيال وهناك اتصالات تجري بين جهات عديدة في البحرين لحل هذه المعضلة.


أيضا هناك مناشدات عالية جدا بضرورة تدخل السلطات في السودان لحل هذه الأزمة قبل ان تأتي أعداد كبيرة أخرى زيادة وتتفاقم الأزمة، أصلا أبناء الجالية في البحرين في حالة استنفار منذ فترة طويلة أي منذ اندلاع الحرب في البلاد، حيث استنفروا انفسهم لخدمة أهلهم الذين يأتوا للبحرين لإكمال إجراءاتهم للاقامة في المملكة العربية السعودية.
العمل الطوعي بالجالية
النادي السوداني في البحرين يشهد عمل انساني تطوعي كبير تشرف عليه (منصة العمل الطوعي) التابعة للنادي، التي يقوم أعضاؤها بتجهيز الأوراق للمراجعين، وتعقد المنصة لجان للمساعدة في السكن والاعاشة، وهناك تعاون مثمر بين إدارة النادي السوداني والسفارة السودانية، وتعقد اجتماعات بين فترة وأخرى لتقييم الوضع، مع العلم أن السودانيين المكدسين في البحرين حاليا هم فئتين الأولى هم المرتبطين بالسفر لمملكة العربية السعودية، والفئة الثانية هم الذين تعرضوا مؤخرا للاحتيال من تجار الأزمات.
العمل التطوعي في الجالية عموما عمل ضخم الأول من نوعه يسير على ثلاث مستويات، الاولالمساعدة في اكمال الاجراءات بالسفارة السودانية للمئات من الذين يترددون عليها يوميا ويضيق بهم المكان في أجواء حارة وصعبة ومنهم اعداد كبير من كبار السن والمرضى يقدم لهم الوجبات الغذائية والشاي والماء بالمجان.
والمستوى الثاني من العمل التطوعي يتم أمام مكتب (تساهيل) الذين تجرى فيها اكمال اجراءات الدخول للمملكة العربية السعودية، وهذه من أكثر المعوقات التي جعلت وفود السودانيين يتكدسون في البحرين وباعداد كبيرة بسبب تأخير الاجراءات وحدوث عمليات تلاعب وسوق سوداء، مما جعل الكثير من المتعاملين يمكثون في البحرين لأسابيع هذا فوق الضرر المالي والنفسي والمعنوي، وتقوم الفرق التطوعية بخدمتهم من خلال تقديم الوجبات الغذائية والمشروبات كلها بالمجاني، بل هناك عدد من أبناء الجالية اتبرعوا بسياراتهم الخاصة للتوصيل من وأي السفارة ومكتب (تساهيل)، وتوصيل البعض منهم إلى المنطقة الشرقية السعودية أيضا بالمجان.
أما المستوى الثالث من العمل التطوعي الكبير فهو داخل مقر النادي السوداني، حيث تتجسد النخوة السودانية بكل معانيها وفي أبلغ صورها إذ يأتي الكثير إلى النادي يومي الجمعة والسبت لتناول كل الوجبات الغذائية مع الشاي والقهوة في أجواء اجتماعية اسهمت بشكل كبير في توطيد علاقات الأسر في الجالية بشكل كبير، الذين تكاتفوا للعمل على خدمة أهلهم المنكوبين وذلك بأن يقوموا بطبخ الأكل في بيوتهم بكميات كبيرة ويأتوا به لمقر النادي، وقد جسّد هذا العمل الصورة المشرقة للسودانيين في تكافتهم وتلاحمهم في الملمات الإنسانية.

خالد ابواحمد

khssen@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی البحرین

إقرأ أيضاً:

إستغلال الموظفين

ليس من المستغرب أن نسمع قصصاً عن الموظفين الشباب الذين يعانون من ساعات العمل الطويلة، ويضطرون -أحياناً- إلى العمل عن بُعد، خوفاً من تسلُّط الإدارة عليهم ،إمّا عن طريق العقوبات الإدارية، أو التسلُّط عليهم في الترقيات، أو قبول الإجازات، أو
حتّى الفصل من العمل ، وهنا نستثني الأفراد الذين يقضون أكثر من 14 ساعة يوميًا في العمل الخاص، أو أولئك الذين يميلون بطبيعتهم إلى إدمان العمل.

من الضروري أن ندرك أن إجبار الأشخاص على العمل أكثر من الساعات المنصوص عليها في عقودهم، ليس فقط غير قانوني ،بل يتعارض مع المبادئ الإسلامية، ما لم يحصلوا على أجرهم في ساعات العمل الإضافية حسب الأصول وفقًا لشروط العقد.

و-للأسف-، بعض الشباب ممّن التقيت بهم، أبلغوني أنهم يعانون في صمت، رغم وجود القوانين الواضحة التي تحمي حقوقهم، إلا أن الخوف يسيطر عليهم من تبعات رفض طلب العمل لساعات إضافية، تحت ذريعة أنهم مثل الأطباء يجب أن يكونوا متواجدين، أو تحت الطلب إن لزم الأمر. ويضطر البعض منهم إلى العمل عن بُعد من المنزل، دون الحصول على أجر مقابل الوقت الإضافي المستثمر، خوفاً من انتقام الإدارة في تقييم الأداء أو إنهاء العقد.

يسلِّط هذا السيناريو المؤسف، الضوء على التكتيكات المخادعة التي يستخدمها بعض المدراء لاستغلال العمل الإضافي:
هناك ذريعة الأعمال غير المُنجزة، أو تعّزيز ثقافة الإستعداد للتواجد الدائم، مثل هذه الممارسات لا تقوّض حقوق الموظفين فحسب، بل تعرِّض صحتهم، وسلامتهم الذهنية للخطر،. وهذا يؤكد على الأضرار النفسية، الناجمة عن الإفراط في العمل لفترات طويلة، ممّا يؤدي إلى إنخفاض الإنتاجية وخلق بيئة عمل مسمومة.

يتطلب التعامل مع المدراء، الذين يصرون على مثل هذه الممارسات الضارة، إستراتيجية متعدّدة الجوانب، تدمج بين الأدوات القانونية، والتدابير الإستباقية، لغرس ثقافة الإحترام, والمساءلة في مكان العمل، في حين توفر الأدوات القانونية، مثل تقديم الشكاوى إلى اللجان العمالية، أو اللجوء إلى القضاء، وسيلة لإنصاف الموظفين المتضرّرين، وفي الوقت نفسه، فإن رفع مستوى الوعي بحقوق العمال، وتعّزيز التواصل الشفّاف، بين أصحاب العمل والموظفين، يمكن أن يعزِّز بيئة عمل أكثر إنصافًا.

وعلاوةً على ذلك، من الضروري وضع ضمانات، لمنع العمل الإضافي دون أجر، ودعم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويشمل ذلك وضع سياسات واضحة بشأن ساعات العمل، وضمان التعويض العادل عن ساعات العمل الإضافية، وتوفير أنظمة دعم للموظفين الذين يعانون من الإجهاد المفرط أو الإرهاق.

إن التأكيد على أهمية الرعاية الذاتية، ووضع توقّعات واقعية لعبء العمل، يمكن أن يقلِّل من الخوف من الإرهاق مع الحفاظ على رفاهية الموظفين المستدامة.
وبناء عليه، تتطلب مكافحة الآثار السلبية للإفراط في العمل، بذل جهود متضافرة، تجمع بين المعايير القانونية، والمبادرات الإستباقية، لتعّزيز ثقافة الإحترام المتبادل، والرفاهية في مكان العمل.

ومن خلال الدفاع عن حقوق الموظفين، وزيادة الوعي، واتخاذ تدابير وقائية، يمكننا أن نسعى جاهدين، لخلق بيئة عمل، تعطي الأولوية للرفاهية العامة لجميع أصحاب المصلحة.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • تعرف على أعمال فنية ناقشت قصص الفنانين الذين تعرضوا للمرض والإدمان (تقرير)
  • محمد الباز لـ«بين السطور»: فكرة أن المعارض معه الحق في كل شيء «أمر خاطئ»
  • إستغلال الموظفين
  • مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكيين مع غزة بأنهم تعرضوا لـ"غسيل دماغ"
  • للنصب على المواطنين.. الداخلية تضبط شخصا يُدير كيانا تعليميا بسوهاج
  • عصام مرعي: محمد صلاح مكسب كبير للمنتخب
  • في حواره لـ"الوفد".. عبد الله الهامي يؤكد الدور الإيجابي للجامعة العربية في دعم العمل العربي المشترك
  • 5 خطوات مجربة للإقلاع عن التدخين
  • برلماني: ترحيب الخرطوم باستضافة مصر لمؤتمر السودان ثقة كبيرة في القاهرة
  • أعمال فنية ناقشت قصص الفنانين الذين تعرضوا للاكتئاب (تقرير)