صندوق النقد يحض على معالجة الوضعين المالي والمصرفي.. ومسألة شطب الودائع غير مطروحة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
يقوم وفد من صندوق النقد الدولي بجولة على المسؤولين اللبنانيين، على مدى أربعة أيام، من أجل حث السلطات اللبنانية على التحرك لمعالجة الوضعين المالي والمصرفي، وقد التقى حتى الآن رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وحاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري، فضلاً عن لقاءات جانبية مع عدد من المصارف والاقتصاديين، على أن يختتم الوفد جولته بلقاء غير معلن مع مجموعة من الإعلاميين المعنيين بالشأن الاقتصادي.
وكتبت سابين عويس في" النهار": فيما يؤكد الفريق الاستشاري لرئيس الحكومة الذي يتولى التشاور مع الصندوق وإعداد صياغة المسودة النهائية التي ستُعرض على مجلس الوزراء لمشروع الهيكلة، أن مسألة شطب الودائع ليست مطروحة أبداً معتبراً أن هذا الكلام يفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق، لا ينفي حقيقة أنه لم تعد هناك ودائع لشطبها أو إعادتها، في اعتراف واضح وصريح بأن الودائع لم تعد موجودة، وأن العمل الجاري اليوم هو لإعادة تكوينها لإتاحة المجال أمام إعادة ما يمكن إعادته منها. في أوساط هذا الفريق من يؤكد أن صيغة المشروع الذي يجري إعداده بناءً على ملاحظات الوزراء تمهيداً لعرضه مجدداً على مجلس الوزراء لدرسه وإقراره وإحالته إلى المجلس النيابي، يحافظ على المسلّمات التي أدرجت فيه في الأساس، لجهة إعطاء الضمانات حتى ١٠٠ ألف دولار، على أن تخضع الودائع التي تتجاوز هذا المبلغ لمجموعة من المعايير التي على أساسها يحدّد ما يمكن رده منها. أبرز هذه المعايير التي شارك في وضعها المصرف المركزي رغم نفيه، تصنيف الودائع بين مؤهلة وغير مؤهلة، مشروعة وغير مشروعة، شطب الفوائد المترتبة وفق هذه التصنيفات، إنشاء صندوق استرداد الودائع والالتزام باقتراح "zero coupon" المقترح في المشروع بصيغته الأولى.
حتى الآن، لا يزال النقاش في هذا الملف الدقيق والحيوي للبنانيين دون المستوى الذي يسمح بالوصول إلى النتائج المرجوّة منه في ظل التباينات القائمة وتقاذف المسؤوليات بين الجهات المعنية به، وتحديداً الدولة والمصرف المركزي والمصارف، قبل الوصول إلى دور صندوق النقد أو دور الدول الغربية التي كلفت سفاراتها التسويق له. في الوسط المصرفي امتعاض ومخاوف من أن تؤدي الحملات المركزة على القطاع بهدف تحميله المسؤولية الكاملة في هذا الشأن إلى ضياع حقوق المودعين بعدما وُضع هؤلاء في مواجهة مع المصارف، على نحو يتيح للدولة التنصّل من مسؤوليتها. وكل ذلك على خلفية أن الدولة عاجزة ومفلسة وغير قادرة على تحصيل مواردها وتحسين جبايتها. وفي هذه المقاربة، لا تعترف الدولة بمسؤوليتها في الاقتراض من أموال المودعين المودعة في المصرف المركزي.
بالنسبة إلى مصرفيين، بدأت تتبلور صورة مشروع القضاء على المصارف بهدف وضع اليد على البلد ومقدراته عبر البرنامج مع صندوق النقد الذي يأخذ البلد رهينة على مدى عقود من الآن. وعند هذا الحد، يرى مصرفيون أن على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها وتمسك قرارها بيدها فتلتزم إعادة الأموال مهما استغرق ذلك. واللافت أن هذا الكلام يتقاطع مع ما صرّح به رئيس المجلس بعد لقائه وفد الصندوق عندما قال إن المدخل لإعادة الثقة بالقطاع المصرفي والنظام المالي يكون بضمان إعادة الودائع كاملة لأصحابها مهما تطلب ذلك من وقت!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
المدير التنفيذي يعلن الهدف من قرض صندوق النقد الدولي وموعد الانتهاء منه
أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، إن اتفاق مصر الحالي مع الصندوق سينتهي في نوفمبر 2026، إذ تتبقى شريحتان للعام المقبل، والشريحة الواحدة تكون في حدود 1.2 مليار دولار تقريبا.
وأضاف «الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي»، خلال حواره مع الإعلامي شادي شاش، ببرنامج «ستوديو إكسترا»، المُذاع عبر شاشة «إكسترا نيوز»: "ليس الهدف أن نستمر في البرامج مع صندوق النقد الدولي، فالبرنامج يحدد مستهدفاته ثم ينتهي، وأهم المستهدفات هي إعادة الاستقرار للاقتصاد الكلي.. والمواطن يلمس ذلك كيف؟ بأن تكون الأسعار مستقرة في المحلات على فترات زمنية طويلة، وألا يحدث أبدا ما مرينا به في فترة عندما كانت تتغير الأسعار في اليوم الواحد، وهذا يعني السيطرة على التضخم".
وتابع الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، أن : "المواطن يشعر بذلك أيضا من خلال مرونة سعر الصرف وتحقق هدفها وأن تكون أسعار الفائدة تشجع على زيادة الإنتاج والاستثمار بعد خفض التضخم، وبالتالي يحدث تدفق مالي في شرايين الاقتصاد، وحتى يستطيع المستثمرون زيادة خطوط الإنتاج والحصول على احتياجاتها بتكلفة تمويل معقولة".
وواصل الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، أن : "المواطن يشعر بذلك أيضا من خلال خفض الدين، مع العلم أن مصر تحقق فائضًا أوليًا للسنة السابعة على التوالي، وهو ما يعني أن إيراداتها أكثر من مصروفاتها، والمشكلة تكمن في أن التضخم رفع أسعار الفائدة، وبالتالي، التكلفة التي نحتاج إلى تخصيصها أصبحت - على سبيل المثال- تبلغ نحو 30% بعد أن كانت 9% أو 10% -مثلا- وهذا شيء صعب جدا لأي شخص يدير موازنة عامة للدولة.
ولكن عندما ينخفض التضخم ويعود إلى وضعه الطبيعي، فإنّ ما كان يوجه لتغطية التضخم وزيادة التكلفة سيتم توجيهه إلى المصادر الطبيعية، وبالتالي، هذا يعدد استقرار الاقتصاد، لأن الضخ في الأولويات سيزيد، وستزيد الاستثمارات العامة فيها، مثل الصحة والتعليم وخلق فرص العمل وما إلى ذلك، وكل ذلك، يعني أن البرنامج الذي تطبقه أوصلك إلى ما تريد تحقيقه".