أثير – ريما الشيخ

يشهد قطاع التعليم العالي تحولات كبيرة في كيفية تمويله وإدارته، وذلك استجابةً للتحديات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة التي يواجهها هذا القطاع.

وفي هذا السياق، يشدد عدد من الخبراء على ضرورة تبني إستراتيجيات مبتكرة تضمن استدامة التمويل وتطوير القيادة داخل المؤسسات الأكاديمية سواء محليًا أو عالميًا.

حول هذا الجانب، حاورت ”أثير“ ثلاثة خبراء عالميون للحديث عن التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي وكيفية تعزيز استعدادها للمستقبل.

حيث قال البروفيسور كريستوفر توتشي، العميد المؤسس لكلية الأعمال والابتكار بجامعة نيوم، بأن على مؤسسات التعليم العالي أن تكون نشطة للغاية لضمان التمويل اللازم للنماذج المستقبلية ويجب أن يكون هناك محفظة متنوعة من مصادر مختلفة بالإضافة إلى التجارب ذات التكلفة المنخفضة نسبيًا في المجال التعليمي لتقليل الحاجة إلى مبالغ كبيرة من التمويل. فيما يتعلق بالمصادر.

وأضاف: هناك عدة مصادر، بجانب الرسوم الدراسية الواضحة مثل:
-التمويل الحكومي من حيث الدعم المباشر والمنح التنافسية مهم.
-التبرعات الشركاتية والمنح البحثية.
-التبرعات الخيرية.

وعن إستراتيجيات تطوير القيادة والإدارة التي يمكن لمؤسسات التعليم العالي اعتمادها لدعم التنفيذ الناجح للنماذج المستقبلية، فقال: تطوير القيادة والإدارة لها العديد من الجوانب التي يمكن تحديدها هنا مثل:

-تبني ثقافة التجريب وتشجيع الموظفين على تبني عقلية مرنة لحل المشكلات ومحاولة استكشاف نماذج جديدة باستمرار.
-تطوير معرفة بالاتجاهات التكنولوجية الحالية وتطوير المهارات الرقمية.
-عرض شعور بالحاجة لاعتماد نماذج جديدة وتمكين موظفيك من التجريب، ومنحهم الحرية لتجربة نهج مختلفة.
-بيع أفضل الأفكار للأطراف الداخلية والخارجية على حد سواء وبناء تحالف متحمس لإحضار نموذج جديد.

أما نيك ديفيس، الرئيس الإقليمي لمؤسسة التايمز التعليم العالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيعتقد بأن التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في تحسين استعدادها للمستقبل في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، هي مواكبة معدل التغيير و سرعة التغيير التكنولوجي وخاصة ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي يجعل من الصعب معرفة شكل سوق العمل سيكون عليه في مستوى التخرج أو مستوى الدخول.

وينصح ديفيس الجامعات بالتركيز على التدريس والبحث ”المستدام“، حيث أن التحديات الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا (سواء كانت محلية أو عالمية) هي طويلة الأمد وستتطلب استثمارًا بشريًا كبيرًا للتغلب عليها، ومن خلال تضمين الاستدامة في المناهج الدراسية والبحث، يمكن للجامعة التأكد من أنها تضمن مستقبل خريجيها لسوق العمل في المستقبل.

من جانبه قال الدكتور أشوين فرنانديز، المدير التنفيذي لأفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، بشركة كواكاريلي سيموندس، بأنه يمكن لمؤسسات التعليم العالي تعزيز استعدادها للمستقبل استنادًا إلى الاتجاهات والتطورات العالمية، من خلال التالي:

-تبني التكنولوجيا:
رأينا كيف قامت التكنولوجيا بالتكيف لقوى عمل وجدت نفسها فجأة بدون مكاتب خلال الجائحة، على نفس النحو، تحتاج مؤسسات التعليم العالي إلى اعتماد التكنولوجيا وقابليتها للتكيف والتوسع في الحالات المطلوبة.

-تعزيز الوعي الثقافي:
أكبر عامل مضطرب هو إزالة الحدود الجغرافية في العقود القليلة الماضية، حيث تحتاج مؤسسات التعليم العالي إلى تكييف تدابير ومنهجيات تعزز التنوع والعدالة والشمول كجزء من ثقافتها الأساسية لتعزيز عقلية تكون واسعة وتنبه إلى الثقافات المتباينة.

-تكييف المناهج مع احتياجات القوى العاملة المستقبلية:
مواءمة البرامج التعليمية مع المهارات والكفاءات المطلوبة للوظائف المستقبلية وقد تنطوي هذه على شراكات مع أصحاب المصلحة في الصناعة، وبرامج تدريبية، وتدريبات عملية لتوفير تجربة عملية حقيقية.

وأكد خلال حديثه مع ”أثير“ بأن التكنولوجيا والابتكار هما العاملان الرئيسان في مساعدة المؤسسات التعليمية العالية على الاستعداد للمستقبل. لهذا، سنحتاج إلى تمكين المدرسين من خلال توفير فرص تطوير مهني لمساعدتهم في البقاء مُحدَّثين بأحدث منهجيات التدريس والتكنولوجيا والاتجاهات.

اقرأ أيضا ShareTweetSend الأكثر مشاهدة8 جهات الأفضل أداءً وتطبيقًا للإجادة المؤسسية؛ فماذا قال وزير العمل عن ذلك؟"فكرته وُلِدت من رحم الحاجة": عُماني يبتكر خلطة طينية ويُرمم أكثر من 50 مبنىهل حاولت زراعة الأناناس الهندي وفشلت؟ تجربة عبدالله الشحي ستلهمكبنك ظفار يُمكن كفاءات وطنية جديدة في المناصب القياديةأكثر من 650 وظيفة شاغرة في جهات حكومية، إليك تفاصيلهاوُفرت له أفضل تقنية علاج بأوامر سامية: ماذا تعرف عن النوع الأول من مرض السكري؟المرافقون لجلالة السلطان في زيارة الأردن: وفد رسمي رفيع المستوى يضم 8 مسؤولينالأرشيف مايو 2024 د ن ث أرب خ ج س
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031  
« أبريل    

تواصل مع أثير

رقم المكتب: 0096824595588
الفاكس:  0096824595545
رمز البريد: 111
صندوق البريد: 2167
البريد الالكتروني
info@atheer.om


موسى الفرعي – الرئيس التنفيذي – رئيس التحرير

كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC

No Result View All Result الرئيسة أخبار أخبار محلية أخبار عالمية رياضة رياضة محلية رياضة عالمية أثيريات فضاءات تاريخ عمان من عمان فيديو أثير بودكاست أثير مجلس الشورى الفترة التاسعة الفترة العاشرة

كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مؤسسات التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي تطلق عيادة البحث العلمي والابتكار تمكين

أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم بمجمع الابتكار عيادة البحث العلمي والابتكار وذلك برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية.

تستمر فعاليات عيادة البحث العلمي والابتكار حتى 3 أكتوبر المقبل، وتأتي من أجل ترجمة التوجهات الإستراتيجية لرؤية "عمان 2040" والتي تطمح بأن تكون سلطنة عُمان ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي.

وقالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن العيادة تهدف إلى تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان وربطها بالاقتصاد الوطني وإبراز دورها المحوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي شتى مناحي الحياة؛ إدراكاً بأن المعرفة والبحث العلمي والابتكار هي من أهم القوى الدافعة للانتقال إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة وانسجامًا مع ركائز وأهداف الرؤية الوطنية الطموحة "عمان 2040" وتماشيًا مع رسالتها وأهدافها في تعزيز التحول الاقتصادي المنشود وتعزيز أداء سلطنة عمان في مؤشر الابتكار العالمي الذي يعد من أهم المؤشرات لرؤية "عمان 2040".

وأشارت إلى أن عيادة البحث العلمي والابتكار ترتكز على محورين أساسيين هما ضمان التمويل المستدام والتشاركي، وتعزيز الأطر التشريعية والقانونية الداعمة للبحث العلمي والابتكار والتي من شأنها تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار على المدى القصير والمتوسط، مشيرة إلى أن عيادة البحث العلمي تقوم على بنى أساسية منها البنى البحثية الاستشارية والرقمية، والقدرات والمهارات العلمية والتقنية، بالإضافة إلى الأطر القانونية والتشريعية والتمويل.

وقدمت الدكتورة جميلة الهنائية المديرة التنفيذية للمشروع تقدم عرضًا تقديميًا عن رحلة عيادة تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار وتطرقت إلى منهجية تطوير عيادة تمكين البحث العلمي والابتكار، والتحديات ذات الأثر الأعلى على منظومة البحث العلمي والابتكار، واستعرضت خارطة الطريق لتجاوز التحديات القائمة في منظومة البحث العلمي، وأكدت أن عيادة البحث العلمي والابتكار ستخرج بقائمة مبادرات مع خططها التفصيلية، وبأفكار ابتكارية وفرص إستراتيجية.

أهداف العيادة

وتهدف عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" إلى تعزيز الدور المحوري للبحث العلمي والابتكار في التنمية الوطنية، وذلك عن طريق تحليل واقع الأداء الحالي في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وتشخيص التحديات الأكثر تأثيرًا، ووضع المبادرات والتوصيات التي من شأنها إزالة المعيقات التي تعترض أداء المنظومة، وذلك بالشراكة مع جميع الفاعلين لتحقيق تكامل الأدوار، ففي عصر المعرفة المتجددة والتقنيات المتسارعة، تقع على المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار أدوار مركزية للنهوضِ بالاقتصاد، ورفع مكانة سلطنة عُمان على الخريطة المعرفية العلمية، وتعزيز الأداء على المؤشرات الدولية، وفي مقدمتها مؤشر الابتكار العالمي، الذي يعد من أهم مؤشرات رؤية "عُمان 2040" وبذلك تظهر أهمية تمكين هذه المنظومة كونها من أهمّ القوى الدافعة للانتقال إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة، وأصبح الارتقاء بها في مقدمة الأهداف المؤدية لمواكبة التطورات العلمية، وتعزيز الأداء على المؤشرات الدولية، ورفع القدرات الابتكارية والتنافسية الوطنية.

تذليل التحديات

ومن أجل ضمان تحقيق هذه الأهداف جاء إطار عمل عيادة تمكين البحث العلمي والابتكار ليعكس أهم التحديات التي تواجه المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وهي الحاجة إلى التركيز الإستراتيجي على التمويل المتنوع والمستدام، والتشريعات الداعمة والمحفزة، وتم تعريف الممكنات والمرتكزات لهذا التوجه الإستراتيجي وتكمن في مرتكز البنى البحثية والابتكارية التي تشمل البنى الأساسية والرقمية في منظومة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار، وكذلك مرتكز التمويل الذي يشتمل على مختلف أنواع ومصادر التمويل للأنشطة البحثية والابتكارية، وهي التمويل الحكومي، ومساهمة القطاع الخاص، والتمويل الوقفي، والتمويل الدولي، وبالإضافة إلى تمكين القوانين والتشريعات الذي يشتمل على كافة الأطر التشريعية والقانونية والتنظيمية الداعمة للبحث العلمي والابتكار، وكذلك تمكين القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار.

النهج التشاركي

واعتمدت منهجية عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" على النهج التشاركي، حيث تم تشكيل فرق عمل فنية تضم ممثلين من القطاعات الرئيسة للمنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار وهي القطاع الأكاديمي، والقطاع الحكومي، والقطاع الخاص، وقد عملت هذه الفرق على تحليل الوضع الراهن في المنظومة باستخدام مختلف أدوات التحليل والاستشراف الإستراتيجي، واقترحت الحلول المستدامة لعبور الفجوات والتحديات القائمة على المدى المتوسط والبعيد، وتم تضمين مخرجات مرحلة التطوير في وثيقة متكاملة للحقائق والإحصاءات والمعلومات تمهيدًا لمناقشتها مع الشركاء على المستوى الوطني، وقد جاءت المحاور موزعة على المرتكزات والممكنات الرئيسة التي تعكس أداء جميع مكونات المنظومة وذلك بحيث اشتملت الأطر التشريعية، والبنى البحثية والابتكارية، والقدرات البشرية، والتمويل، والأنظمة الرقمية الداعمة للأنشطة البحثية والابتكارية، إذ حرصت عملية تطوير عيادة البحث العلمي والابتكار على الإلمام بجميع جوانب المنظومة، وتحليل الأداء بشكل شمولي يضمن تعريف التحديات القائمة حاليًا، وكذلك التحديات التي يحتمل حدوثها وذلك من أجل تعزيز البعد الاستباقي في التخطيط المستقبلي، وكذلك لرفع الأداء الكلي للمنظومة والارتقاء بها للمستوى المطلوب فيما يتعلق بالمؤشرات ذات الصلة بالبحث العلمي والابتكار من مؤشر الابتكار العالمي، وتعزيز ترابط البحث العلمي والابتكار ومخرجاتها بالمجتمع واحتياجات التنمية الوطنية.

وقد بدأ العمل في تطوير عيادة البحث العلمي والابتكار مطلع هذا العام، وواصلت الفرق الفنية التشاركية أعمالها بدعم من وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، ورافقت هذه الجلسات الدورية جلسات أخرى تكميلية من أجل نقل ومشاركة المعرفة، وكذلك انعقدت الجلسة التعريفية بمشروع عيادة البحث العلمي والابتكار بتاريخ 12 سبتمبر الجاري والتي هدفت إلى التوعية بأهداف العيادة، والأهمية الإستراتيجية في تنفيذها من أجل وضع الحلول المستدامة للتحديات القائمة والتي تؤثر على الأداء الراهن، كما تضمنت مرحلة التطوير انعقاد الجلسة العلمية التشاورية بتاريخ 18 سبتمبر والتي جاءت في المرحلة الأخيرة من التطوير كإحدى أدوات ضمان الجودة وذلك بعد استكمال عمل الفرق الفنية، وضمت مجموعة من الكفاءات والخبرات الوطنية في التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وبناء القدرات، وقد تم تخصيص "بنك الأفكار والمبادرات" والذي يحوي جميع الأفكار الناتجة عن الجلسات النقاشية، والتي تم توثيقها للاستفادة منها، واكتساب القيمة من الأنشطة الفكرية التي تمت خلال فترة التطوير وساهمت في توليد أفكار لمسارات ابتكارية في التعامل مع التحديات.

وتستمر أعمال عيادة البحث العلمي والابتكار لمدة أسبوعين لمناقشة مرتكزات القدرات البحثية والابتكارية، والبنى الأساسية والرقمية، والتي تتمحور حول تعزيز البنى الداعمة لإنتاج وتتجير المعرفة والتقانة من المراكز البحثية ومراكز الابتكار، وكذلك تعزيز الكفاءات والموارد البشرية العلمية في البحث العلمي والابتكار، والمُمكنات العامة للمنظومة وهي التشريعات والقوانين والتمويل.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تطلق عيادة البحث العلمي والابتكار تمكين
  • وزير التعليم العالي يستقبل وفد مؤسسة التايمز البريطانية
  • «خبراء تربويون»: طفرة التعليم تساهم في المحافظة على الهوية الوطنية والمجتمعية
  • خبراء أمازون يتعهدون بتقديم حلول مبتكرة لمعالجة مشكلات التسوق الإلكتروني
  • تطوير التعليم بالوزراء: طلاب جامعة مصر التكنولوجية
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل ختام مؤتمر الاتحاد الرياضي للجامعات (صور)
  • وزير التعليم العالي: العملية التعليمية جزء لا يتجزأ منها بناء شخصية الطالب
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل ختام المؤتمر الأول للإتحاد المصري للجامعات المصرية بجامعة القناة
  • وزير التعليم العالي: الاستفادة من خبرات علمائنا في خطط التنمية
  • التعليم العالي: 100 جامعة مصرية في مختلف المسارات