عمان – دعا ملك الأردن عبد الله الثاني، امس الأربعاء، إلى تكثيف الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “دون تأخير”.

جاء ذلك خلال استقباله بالعاصمة عمان، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، في إطار زيارة غير معلنة مسبقا تجريها الأخيرة إلى المملكة، وفق بيان للديوان الملكي وصل الأناضول.

ودعا عاهل المملكة إلى “ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق أو تأخير، لوقف تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع”.

وشدد على “ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة”، محذرا من “خطورة عواقب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح (جنوب)”.

وأشار إلى “أهمية دور المنظمات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي، في دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين في غزة، وضمان استمرار إمدادهم بالمساعدات الإغاثية”، وفق البيان ذاته.

وثمن عاهل الأردن “الجهود الاستثنائية التي يبذلها برنامج الأغذية العالمي في غزة منذ بداية الحرب، لتوفير المساعدات الغذائية وإيصالها إلى سكان القطاع الذين يواجهون كارثة إنسانية وخطر المجاعة”.

من جانبها، أعربت ماكين عن تقديرها “لدور الأردن في التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لهم بكل السبل المتاحة”، وفق البيان نفسه.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في رفح منذ 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم إليها بزعم أنها “آمنة”.

يأتي ذلك ضمن الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة للشهر الثامن على التوالي، والتي خلفت أكثر من 115 ألفا بين قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.

كما تتجاهل إسرائيل قرارا من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

في السياق، بحث الملك عبد الله مع المسؤولة الأممية سبل تعزيز الشراكة بين الأردن وبرنامج الأغذية العالمي، خاصة في تعزيز الأمن الغذائي للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة، وفق الديوان الملكي.

وأشار الملك عبد الله إلى الجهود التي يبذلها الأردن في تأمين الاحتياجات الأساسية لأكثر من 1.3 مليون سوري في المملكة، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي تكثيف الدعم المقدم للدول المستضيفة.

ويوجد في الأردن نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم مسجلون لدى المفوضية بصفة “لاجئ”، فيما يقيم 750 ألفا منهم في البلاد قبل اندلاع الثورة عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية بين البلدين الجارين.

وفي مارس/ آذار 2011، اندلعت في سوريا احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، إلا أن نظام بشار الأسد أقدم على قمعها عسكريا، ما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأغذیة العالمی

إقرأ أيضاً:

سفير السودان في الأردن “سوار الذهب” يحاضر عن الثقافة زمن الحرب في اتحاد الكتاب

صراحة نيوز- وسط حضور لافت من الأدباء والكتاب والاعلاميين والسياسيين تناول سفير جمهوية السودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية سعادة الأستاذ حسن صالح سوار الذهب في ندوة نظمها إتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وإدارها رئيس الاتحاد عليان العدوان مرحبا بالحضور الجماهيري الكبير.

وتطرق إلى مآسي الحروب على الثقافة الشعبية وعلى مجموعة القيمة الإنسانية والاعتداء على الآثار والترات وعلى هوية الأمة وأمثلة ذلك ماحصل في العراق وسوريا وقطاع غزة وطمس المعالم الحضارية التاريخية وضرب الحائط بمجموعة القيم والعادات والتقاليد
أقيمت هذه المحاضرة الهامة في العاصمة عمّان ،وتطرق سعادة السفير حسين سوار الذهب للأثر العميق الذي خلّفته الحرب على الثقافة السودانية ، مستعرضاً ثلاثة مسارات بدت كأنها ثلاث ندوب محفورة في جسد وطن بأكمله.

أول الندوب: محو الذاكرة وتجريف التراث
أوضح السفير سوار الذهب، أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 لم تكن مجرد اشتباك عابر بل كانت هجوماً منظماًعلى الذاكرة الجمعية للسودانيين.

ولفت ، السفير، أن الميليشيا المتمردة لم تكتفِ بإزهاق الأرواح بل اتجهت مباشرة إلى أكثر نقاط السودان حساسية: تراثه الذي يسبق ميلاد كثير من الحضارات الحديثة.

وتابع ، فُتحت أبواب المتحف القومي على نهب غير مسبوق سُرقت خلاله قطع كوشية ومروية لا تقدّر بثمن، وتعرّضت أكثر من مئة ألف قطعة أثرية للتدمير  والنهب والتهريب، مضيفا أن  متاحف بيت الخليفة والفاشر ، والمواقع المدرجة على قائمة اليونسكو مثل النقعة والمصورات نالها ما نال غيرها ، ولم تنجُ من ميليشيات الدعم السريع ، أمّا الفجيعة الأكبر فكانت العبث بالأرشيف الوطني ومكتبة السودان بجامعة الخرطوم ، وكأن  اليد العابثة أرادت سحق شريان الذاكرة قبل أي شيء آخر.

ثاني الندوب: شروخ الروح وتفكك المجتمع
انتقل السفير إلى الجرح الثاني ذلك الذي لم يضرب الحجر بل ضرب القلوب، الحرب لم تكتفِ بتدمير المباني بل زعزعت القيم التي عُرف بها السودانيون عبر تاريخهم: التعايش التسامح وراحة النفس في اختلافاتها.
اشتعلت النعرات القبلية وتحوّلت رموز ثقافية كانت تُستخدم للإصلاح وبث الحكمة—مثل الحكّامة والهدّاي—إلى أدوات تحريض تُحركها الميليشيا. تصدّعت الثقة وظهرت صدمات نفسية متراكمة: اكتئاب اضطرابات ما بعد الصدمة وخسارات لم يعد ممكناً إحصاؤها.
توقفت الحياة الثقافية أغلقت الجامعات والمدارس وتحولت بعض منها إلى ثكنات… وكأن الزمن توقف عند لحظة لم يحبّ أحد أن يعيشها.
ثالث الندوب: مقاومة الجمال… حين يصبح الفن درعاً أخيراً
ورغم اتساع حجم الخراب لم تُطفأ روح السودان. ظهر الفن فجأة كأقوى ما يستطيع الإنسان التمسك به. الرسامون صاروا شهوداً على الجرح، ينقلون الخراب على اللوحات كي لا يُنسى.
الأدباء في المنافي كتبوا “الحكايات الصغيرة” التي تُنقذ ذاكرة يوم عادي نجا من الرصاص.
الموسيقى بدورها ارتفعت فوق أصوات البنادق أغنيات تُذكّر بالوطن وتحثّ على صونه… وكأن الفن بأكمله تكفّل بمهمة حماية روح السودان حين عجزت السياسة والسلاح.
بهذه المحاور الثلاثة، رسم السفير سوار الذهب لوحة وطن يقاوم الفناء وطن قُطِعت عنه الكهرباء والماء لكنه أبى أن تُقطع عنه قصته.
فالذاكرة تتعرّض للمحو… والروح تُستنزف… لكن الثقافة السودانية تظل واقفة ترفع رأسها في وجه الحرب وتُعلن أنّها آخر ما سيُهزم. وفي نهاية المحاضرة أجاب سعادة السفير السوداني على كافة أسئلة ومداخلات الحضور ، قدم وقدم الاستاذ عمر العرموطي موسوعة عمان. والدكتور محمد النجار مجموعة من نتاجه الثقافي وتشرفة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين الشاعر عليان العدوان بتقديم شهادة تكريمية لسعادة السفير حسن سوار الذهب تقديرا لجهوده في خدمة الثقافة ، كما تم التقاط الصور التذكارية، لهذه المحاضرة القيمة .

مقالات مشابهة

  • مؤرخ فرنسي يوثق بالأدلة دعم “إسرائيل” لسرقة المساعدات الإنسانية في غزة
  • “الخارجية النيابية” تبحث خطتها للمرحلة المقبلة
  • سفير السودان في الأردن “سوار الذهب” يحاضر عن الثقافة زمن الحرب في اتحاد الكتاب
  • قصف غرب وجنوب كردفان والخرطوم مستعدة لتسهيل إيصال المساعدات
  • ترامب يدعو للتعامل مع مجال فنزويلا الجوي على أنه “مغلق بالكامل”
  • “إسرائيل” تمنع المفوضة الأوروبية للمساواة من دخول غزة
  • أوكسفام: إغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية” ينهي محاولة فاشلة لاستبدال نظام المساعدات
  • أبو لحية: الاحتلال يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ ويفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • المفوضة الأوروبية من معبر رفح: هدفنا إيصال أطنان المساعدات إلى غزة
  • “الفاو”: المساعدات لا تكفي سوى 5 ‎%‎ من احتياجات غزة