كاتب إسرائيلي: العالم يستيقظ لأجل العدالة فهل نفعل نحن؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
قال الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي إنه من المستحيل ألا يشعر المرء بقدر من الرضا وهو يشهد بداية إرساء العدالة عقب طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".
وكتب ليفي -في صحيفة هآرتس- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت على وشك أن يصبحا مطلوبين للعدالة في جميع أنحاء العالم، وهذا أمر مثير.
وكان المدعي العام للمحكمة أعلن، الاثنين الماضي، أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، و3 من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
سؤال مصيري
وقال ليفي إنه ما من أحد يجرؤ على التعامل مع سؤال "حاسم ومصيري" مثل إذا ما كانت إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة، أم لا.
وأضاف أنه إذا كانت هناك جرائم حرب من قتل جماعي وتجويع للسكان قد ارتُكبت، كما يوحي اقتراح خان، الذي يصفه بالمدعي العام الشجاع، فلا بد أن هناك مجرمين مسؤولين عنها، مما يستوجب تقديمهم إلى العدالة.
وللمفارقة، فإن إسرائيل شاركت في تعيين كريم خان في منصبه من وراء الكواليس بعد ارتيابها في سلفه، وفق ليفي.
وزعم أنه لا جدال على ما يبدو في أن قادة حماس قد ارتكبوا، بدورهم، جرائم حرب تستدعي تقديمهم إلى العدالة.
لكنه يرى أن مساواة حركة حماس وإسرائيل في الجرم لا يعني أن هناك تماثلا أخلاقيا أو تكافؤا قانونيا، وحتى لو اتُّهم كل طرف منهما على حدة، لأثارت إسرائيل ضجة ضد المحكمة.
الهجوم على الجنائية الدوليةوأشار إلى أن الحجة الوحيدة التي تُتداول في إسرائيل الآن هي أن القاضي "وغد"، معتبرا أن الوسيلة الوحيدة المقترحة لمنع الحكم القاسي الذي أصدره هو إلحاق الضرر بالمحكمة بغرض إقناع الدول الصديقة بعدم تأييد أحكامها، وفرض عقوبات على قضاتها.
وتابع أن هذه هي الطريقة التي يفكر بها كل مجرم، وليس من حق أي دولة التفكير على المنوال نفسه، مشيرا إلى أنه من الأفضل لإسرائيل أن تلوم نفسها بدلا من إلقاء اللوم على العالم بأسره.
ووصف ليفي قطاع غزة بأنه في حالة من الخراب، وأن سكانه قتلى وجرحى ويتامى وجوعى ومعدمون، مع أن غالبيتهم أبرياء، مؤكدا أن من الواضح أن هذه جريمة حرب.
وخلص إلى أن المشكلة أعمق من إلقاء اللوم على نتنياهو "المذنب الرئيسي" أو التذرع بحجج "مراوغة"، وأن إسرائيل ظلت طوال 57 عاما تحافظ على نظام قائم على الظلم والشر.
وخلص إلى أن العالم يستيقظ من سباته، وقد بدأ التحرك ضد هذا النظام. وتساءل: "هل سيكون العالم قادرا أيضا على إيقاظ بعض الإسرائيليين من غفلتهم وإحساسهم المنحرف بمعنى العدالة؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات جرائم حرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: دعاة الحرب أخطؤوا في العراق وأفغانستان والآن إيران
قال الصحفي البريطاني أوين جونز إن إسرائيل هي المصدر الأول للإرهاب وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن الغرب يواصل تجاهل هذه الحقيقة، وسيؤدي ذلك إلى كارثة جديدة في إيران.
وأضاف كاتب العمود في صحيفة غارديان البريطانية أن "الواحد منا يشعر وكأنه يفقد صوابه" وهو يقرأ بيان مجموعة السبع بأن "إيران هي المصدر الرئيسي للإرهاب في المنطقة"، وأن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكدlist 2 of 2جدعون ليفي: إسرائيل ليست أسدا صاعدا وإنما هي أسد مريضend of listوتساءل الكاتب عن "حالة الجنون التي تسيطر على السياسيين وأصحاب القرار" بسبب تبرئتهم إسرائيل، مضيفا أنها ارتكبت كل جريمة حرب ممكنة في غزة، وشنت حملة تطهير عرقي في الضفة الغربية، وهاجمت إيران دون دليل أو تبرير، وقصفت المدنيين في لبنان وبيروت، واحتلت أجزاء من سوريا وزعزعت استقرارها.
وأكمل متعجبا من أن من "صفقوا بحماس للمجازر في العراق وليبيا وأفغانستان" ما زالوا يطالبون بسفك المزيد من الدماء، وكأنهم لم يخطئوا بشأن كل ما دعوا له من دمار وعنف في هذه البلاد.
ولفت إلى أن حروب الغرب في الشرق الأوسط -والتي يشجعها الكثيرون الآن مرة أخرى- بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 راح ضحيتها أكثر من 4.5 ملايين إنسان ولم يدفع مروجو هذه الحروب أي ثمن مقابل ذلك.
العراق وإيران والنوويوانتقد جونز المذيع البريطاني السابق أندرو نيل، والمعروف بدعمه غزو العراق، بعد أن قال الأخير "بكل صفاقة" -وفق المقال- إن دعاة السلام في إيران متطرفون ويقفون في صف "ديكتاتورية دينية من العصور الوسطى".
وادعى نيل، قبل غزو العراق بـ6 أشهر، أن المدارس والمشافي في ضواحي بغداد تخفي منشآت سرية لأسلحة كيميائية وبيولوجية، وثبت عدم صحة هذه الادعاءات لكن بعد فوات الأوان، حسب المقال.
وقارن الكاتب هذا الخطاب الدعائي بالموقف من إيران اليوم، إذ تتهم إسرائيل والغرب طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، في حين تؤكد تقارير الاستخبارات الأميركية العكس.
إعلانوأشار الكاتب إلى ازدواجية المعايير الغربية، موضحا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ثبت امتلاكها لترسانة نووية ضخمة، ومع ذلك ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كما ترفض الخضوع لأي عمليات تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إسرائيل مصدر الإرهابويرى جونز أن "وقاحة إسرائيل لا تُصدق"، فهي تدعي أن مقتل 24 إسرائيليا بهجمات إيرانية يعد دليلا مباشرا على شر النظام الإيراني، بينما قتلت هي أكثر من ضعف هذا العدد من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات في مجزرة واحدة.
وأشار المقال إلى تقرير حديث بشأن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للمجازر في غزة، كشف أن كل وفاة في صفوف الإسرائيليين حظيت بتغطية إعلامية تزيد بـ33 ضعفا مقارنة بمقتل كل شهيد فلسطيني.
وبينما أكد الكاتب وجوب تجنّب إيران استهداف المدنيين الإسرائيليين، أشار إلى تصريح كينيث روث، المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، الذي قال إن "خلط إسرائيل بين المواقع العسكرية والمدنية يصعّب تحديد أهداف الصواريخ الإيرانية".
وخلص الكاتب إلى أن الإرهاب بات يعني أي عنف يمارسه أعداء الغرب، وحذر من أن عدم محاسبة السياسيين ومن يدعون إلى الحرب سيؤدي بالجميع إلى الهاوية.