كل السُبل تؤدي إلى مكة.. 10 طرق تربط الدول المجاورة بالمشاعر المقدسة
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
أكدت الهيئة العامة للطرق، حرص منظومة النقل بالمملكة على توفير وسائل نقل متعددة لضيوف الرحمن جوًا وبرًا وبحرًا، فتوسعت في إنشاء المطارات والموانئ ووفرت القطارات وعبّدت الطرق، وأولت كلًا منها اهتمامًا كبيرًا لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام، من خلال تسخير كل الإمكانات التقنية والبشرية لتحقيق هدف رحلة آمنة وسهلة لضيوف الرحمن.
ومع تعدد تلك الوسائل؛ تبرز الطرق التي تخدم الحجاج من الدول المجاورة، حيث تتميز المملكة بمساحتها الشاسعة التي تربطها بـ8 دول مجاورة، وحرصت الهيئة العامة للطرق على الاهتمام أكثر بالطرق التي تصل حجاج تلك الدول بالمشاعر المقدسة بتصاميم حديثة ومتطورة.
ووفرت هيئة الطرق، 10 طرق رئيسة يسلكها حجاج الدول المجاورة، فشرقًا يستخدم حجاج دولة الكويت طريقين، الأول "الخفجي - النعيرية - الرياض - مكة المكرمة" بطول 1473 كيلومترًا، والثاني "الرقعي - حفر الباطن - المجمعة - مكة المكرمة" بطول 1277 كيلومترًا، ويستخدم حجاج دولة الإمارات العربية المتحدة طريق "البطحاء - سلوى - الهفوف - الرياض – الطائف - مكة المكرمة"، والذي يبلغ طوله 1514 كيلومترًا.
في حين يستخدم حجاج دولة قطر طريق "سلوى - الهفوف - الرياض – الطائف - مكة المكرمة" بطول 1385 كيلومترًا، أما بالنسبة لحجاج مملكة البحرين، فيعبرون جسر الملك فهد الذي يصلهم بالخبر ثم إلى الرياض ثم الاتجاه إلى مكة المكرمة مرورًا بالطائف، وتقدر المسافة الاجمالية للطرق بـ 1320 كم.
وفي الشمال يسلك حجاج المملكة الأردنية الهاشمية، طريقين: الأول يبدأ من طريق حالة عمار ثم تبوك ثم المدينة المنورة وصولًا إلى مكة المكرمة" بطول 1219 كيلومترًا، والثاني ينطلق من الحديثة فالقريات ثم سكاكا ثم مكة المكرمة مرورًا بالمدينة المنورة وتقدر المسافة الإجمالية للطرق بـ 1545 كم، في حين يسلك حجاج جمهورية العراق طريق "جديدة عرعر - عرعر - سكاكا - المدينة المنورة - مكة المكرمة" بطول 1579 كم.
وجنوبًا يسلك حجاج الجمهورية اليمنية، طريق "الوديعة - نجران - أبها - مكة المكرمة" بطول 1372 كم، أما حجاج سلطنة عُمان فيستخدمون طريق الربع الخالي "أم الزمول - البطحاء - سلوى - الهفوف - مكة المكرمة" بطول 2150 كم.
وبدأت هيئة الطرق منذُ وقتٍ مبكر في الاستعداد لموسم حج هذا العام، من خلال مسح شبكة الطرق المؤدية إلى الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والتأكد من تطبيق جميع معايير السلامة والجودة عليها، من خلال تنفيذ عملية الكشط وإعادة السفلتة في عدد من المواقع ومسح وتهذيب أكتاف الطرق، وإزالة الكثبان الرملية، بالإضافة إلى تنظيف مجاري الأودية، والتأكد من سلامة الحواجز الخرسانية والمعدنية، واللوحات الإرشادية والتحذيرية، وتسهم هذه الجهود في خدمة ضيوف الرحمن من خلال توفير شبكة طرق ذات مستوى عالٍ من السلامة والجودة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المشاعر المقدسة ضيوف الرحمن أهم الآخبار الهيئة العامة للطرق هيئة الطرق مکة المکرمة کیلومتر ا من خلال
إقرأ أيضاً:
من “طريق الإله” إلى “ممر الخطر”.. كيف تحوّل شريان قفط–القصير التاريخي إلى نقطة سوداء على خريطة الطرق؟
لم يكن الربط بين الوادي والبحر الأحمر محض صدفة جغرافية، بل مشروعًا حضاريًا بدأته مصر القديمة حين شق الفراعنة مسارًا بريًا من قفط إلى القصير لنقل الذهب والحجارة والبضائع نحو الموانئ الشرقية، فصار الطريق بوابة التجارة إلى بلاد بونت ومسار قوافل الحج لاحقًا، وحمل الناس على تسميته “طريق الإله” لرمزيته ومكانته في خيال المصريين القدماء.
اليوم، تحت مسمى يكشف الواقع بلا زينة، يسمّيه العابرون “طريق الموت”. ما بين وديان وعرة ومنحنيات حادة وشاحنات ثقيلة تقضم الأسفلت بلا رحمة، تحوّل الطريق الذي يمتد لنحو 180 كيلومترًا إلى أخطار دائمة: تضييق مستمر للمسار، انهيار طبقات الرصف في مقاطع طويلة، غياب خدمات إنقاذ واتصالات في قلب الفراغ الصحراوي، ومسافات شاسعة بين نقاط الإسعاف والتمركزات الشرطية.
حادثة جديدة أكدت الصورة القاتمة: تصادم سيارتين ووفاة 6 اشخاص من اسرة واحدة بينهم شقيقين ووالدتهم ، امتدادًا لسلسلة حوادث شهيرة بينها مصرع طلاب ثانوية من القصير في حادث مروّع كانوا خلاله في طريق عزاء أيضًا. الروايات المتطابقة من سائقين وسكان محليين ترسم نمطًا لا حالات معزولة: شاحنات محاجر ومناجم تتزاحم على مسار أحادي مهترئ، مناطق انقطاع شبكة الهاتف تجعل الاستغاثة ضربًا من الحظ، ووديان جانبية باتت خارج الرقابة تتحول عند غياب الدوريات إلى فراغ أمني.
من قلب الطريق، يشتكي سائقو الخط من “مصارعة” يومية مع النقل الثقيل، ومن غياب مسارات تهدئة وصعود ونزول في المنحنيات الجبلية، مع نقص اللوحات التحذيرية والإضاءة، وتشتت الولاية الخدمية بين محافظتين يمر بهما الطريق، ما يترك فراغًا في نقطة المنتصف لا تغطيها إسعافات قنا ولا البحر الأحمر على نحو كافٍ. أما الأهالي، فملفات طلب الازدواج وإعادة الرصف وتمهيد المنحنيات تراكمت لسنوات، بينما يجري تحديث متقطع بلا رؤية متكاملة للسلامة.
طريق الإلهبين أسطورته كـ“طريق الإله” وواقعه كـ“ممر الخطر” يقف سؤال لا يحتمل التأجيل: هل نملك الإرادة لتحويل الوعود المتناثرة إلى مشروع ازدواج وصيانة مُحكم بجدول زمني ومؤشرات سلامة مُعلنة؟ أم يظل الطريق عنوانًا لمأساة تتكرر، نحصيها بعد وقوعها وننساها قبل أن تجف دموع أهلها؟