وأخيراً.. لقاحات السرطان باتت واعدة
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
المناطق_متابعات
أثبتت الجائحة كفاءة اللقاحات المعتمدة على الحمض النووي الريبي المرسال «إم آر إن إيه»، في التصدي لفيروس كوفيد 19.
لكن لم يكن ذلك في نية رواد هذه التكنولوجيا فحسب، إذ كانت أنظارهم تتجه لأهداف أخرى، خصوصاً تكثيف جهود معالجة السرطان. وتخضع هذه الرؤية حالياً إلى الاختبار، ومن الواضح أنها تفضي نتائج أولية واعدة.
لقد بدأ أول علاج مناعي شخصي لعلاج مرض سرطان الجلد باستخدام الحمض النووي الريبي المرسال مرحلته الثالثة من التجارب السريرية.
ويستهدف العلاج، الذي طورته شركة مودرنا التي تتخذ من بوسطن مقراً لها بالاشتراك مع شركة «ميرك»، الحيلولة دون عودة الإصابة بالسرطان بعد الخضوع للعملية الجراحية. ويعمل العلاج على زيادة قدرة الجهاز المناعي للمريض لكي يهاجم الخلايا الخبيثة، لكونه مصمماً خصيصاً للتوقيع الجيني للورم الخبيث.
وقد يحقق هذا العلاج نجاحاً باهراً إذا ارتقى إلى التوقعات العالية التي أظهرتها التجارب المبكرة.
ويعتقد مايكل يي، محلل الأسهم لدى «جيفريز»، أن علاج مرضى سرطان الجلد وحده قد يقفز بالمبيعات السنوية لـ «مودرنا» إلى مليار دولار.
وقد يصل هذا إلى قيمة تبلغ 5 مليارات دولار، بافتراض نسبة نجاح تبلغ 75 % ومضاعف قيمة إلى مبيعات المؤسسة ليبلغ 7 مليارات دولار ويستند المضاعف الأخير هذا إلى تقييمات لشركات تكنولوجيا حيوية تحظى بهوامش ربحية مرتفعة، لكنه خضع إلى الخصم، لأن طفرة المبيعات لن تتحقق إلا في نهاية العقد الجاري على أقرب تقدير.
وستكون القيمة المحتملة أضعاف تلك القيمة، إذا ما ثبت كون هذه التكنولوجيا ناجعة في علاج أورام أخرى.
ويعد العلاج الذي تنتجه «مودرنا» جزءاً من مجموعة من اللقاحات والعلاجات التي تنتجها الشركة التي تحقق خسائر لسد فجوة ناجمة عن انخفاض إيرادات لقاحات فيروس كورونا. وبالمثل، تعمل شركة بيونتك الألمانية على مجموعة من العلاجات الجديدة، مع مواجهتها انخفاضاً في الإيرادات ذات الصلة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
ونشرت الشركة في أبريل أدلة تجريبية مبكرة على تحفيز اللقاح العلاجي للسرطان المعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال، استجابة مناعية لدى بعض مرضى سرطان البنكرياس. ومع ذلك، وشأنها شأن «مودرنا»، ينطوي الأمر على قضايا متعلقة ببراءات الاختراع، ما يزيد من عدم اليقين الذي يكتنف الاستثمارات.
وتطبق التكنولوجيا المستخدمة في لقاح فيروس كورونا الذي أنتجته شركة أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد في تطوير علاجات للسرطان، حتى وإن كانت في مراحلها الأولية.
وتستهدف جامعة أوكسفورد ومعهد فرانسيس كريك وكلية لندن الجامعية تطوير لقاح من شأنه التحصين ضد سرطان الرئة.
ويعد هذا واحداً من بين مشروعات إنتاج لقاحات وقائية على مستوى العالم، دون النظر إلى لقاحات أخرى ذات شأن تستهدف الفيروسات ذات الصلة بالسرطان. وتتوقع «فيزيبل ألفا» تحقيق لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي أنتجته «ميرك» ويحمي من سرطان عنق الرحم، مبيعات تقارب 10 مليارات دولار في 2024.
لقد استغرقت البحوث عقوداً لكي نصل إلى هذه المرحلة. لكن كانت هناك خيبات أمل كبيرة مع ذلك، مثل فشل لقاح سرطان البروستاتا الذي أنتجته شركة ديندريون الرائدة، التي تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس في 2014.
ومن أسباب تثبيط العلاج الذي أنتجته «ديندريون» ارتفاع تكاليف الإنتاج، والشكوك حيال العائد من وراء التكاليف.
وسيتعين على من يخلف هذه الشركة في هذا الصدد التغلب على مثل هذه العراقيل. لكن يبقى من المهم التأكيد على تحقيق تقدمات مهمة فيما يتعلق بالاستهداف، وإيصال العلاجات أو المزج بينهما. ومن شأن ذلك أن يكون بمثابة فرصة للقاحات الابتكارية لكي تلحق بترسانة من اللقاحات المضادة للسرطان الآخذة في النمو والتوسع.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: السرطان
إقرأ أيضاً:
بلومبرج: أيام مجموعة "السبع" باتت معدودة
اعتبرت وكالة "بلومبيرج" أن أيام مجموعة الدول "السبع" باتت معدودة بعد تراجع نفوذها العالمي، وانخفاض الوزن الاقتصادي للدول الأعضاء فيها.
ونقلت الوكالة عن مصادرها قولها: "بعد مرور 50 عاما على أول لقاء يجمع نخبة دول العالم، أصبح مستقبل مجموعة السبع على المحك. فحصتها من الاقتصاد العالمي تشهد تراجعا مستمرا، حيث لم تعد تمثل سوى أقل من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما لا يتجاوز عدد سكان دولها العشر من إجمالي سكان الأرض".
وأضافت الوكالة أن استبعاد روسيا من مجموعة الثماني (G8) في عام 2014 كان بمثابة ضربة قاصمة لطموحات المجموعة السياسية. كما لاحظت تصاعد الخلافات الداخلية بين أعضاء المجموعة، إلى درجة أن القمة المقررة في كندا خلال يونيو قد تنتهي دون إصدار بيان ختامي مشترك.
وأوضحت "بلومبرغ" أن مكانة المجموعة لم تعد كما كانت في السابق، قائلة: "لم تعد الدعوة للانضمام إلى مجموعة السبع تحمل نفس الأهمية التي كانت عليها في الماضي".
من جهة أخرى، استذكرت الوكالة تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الماضي، عندما تساءل عن جدوى تسمية المجموعة بـ "الكبرى" في ظل ضعف أدائها الاقتصادي، حيث لم يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو 0.9%.
يذكر أن مجموعة الثماني كانت تعمل منذ تأسيسها عام 1998، لكنها تقلصت إلى سبع دول بعد أحداث القرم عام 2014، عندما قاطعت الدول الغربية القمة المقررة في سوتشي. واتهمت حينها الدول الغربية روسيا بالتدخل في الشؤون الأوكرانية، وفرضت عليها سلسلة من العقوبات الاقتصادية. فيما ردت موسكو بإجراءات مماثلة، مع تأكيدها المستمر أن سياسة العقوبات غير مجدية، وأنها ترفض جميع الاتهامات الموجهة إليها.