منير أديب يكتب: رسوب وزير التربية والتعليم في الامتحانات
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رسب وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، في امتحانات النقل بكل مستوياتها هذا العام.. ولعل هذا مقدمة لرسوب جديد لنفس الوزير في امتحانات الثانوية العامة المقرر لها شهر يونيو القادم؛ فكما أنّ الوزير لم يُقدم جديدًا على مستوى تطوير المنظومة التعليمية، فقد فشل في تقييم الطلاب على مستوى المراحل التعليمية المختلفة.
تم تسريب امتحانات الإعدادية في أغلب المحافظات المصرية إنّ لم يكن كلها، حيث تم التسريب على منصة شاومينج ضمن برنامج التليجرام المشفر دون أي تحرك من الوزارة المختصة بنفسها أو من خلال استعانتها بمن يوقف هذه المهزلة، وهنا اكتفت مديريات التربية والتعليم في أغلب المحافظات بالتصريح عقب كل مادة تم تسريبها قبل بدء الامتحاد بأنها تُحقق في الأمر!
تسريب الامتحانات لا يؤثر على تقدير الدرجات وتقييم الطلاب فحسب وإنما يُؤثر على مجمل العملية التعليمية، فكيف تقنع الطلاب بالاجتهاد في المراحل التعليمية المقبلة في سنوات الدراسة، بينما يحصل ذات الطالب على الامتحان قبل بدءه بساعة أو يزيد؟ وبالتالي يحصل على أعلى الدرجات! وهنا الحديث عن المراحل التعليمية المختلفة وليست المرحلة الثانوية فقط التي كانت تحدث فيها هذه المهازل.
فما حدث من تسريب للامتحانات هذا العام في الشهادة الإعدادية جريمة لابد أنّ يُعاقب عليها المسؤولون عنها، وإذا كان الوزير قد فشل في تقييم طلابه، فما هي علامة نجاحه في تقديم خدمة تعليمية جيدة لهؤلاء الطلاب على مدار عام دراسي كامل؟
ما حدث في الشهادة الإعدادية حدث في أغلب المراحل التعليمية، مثال الصف الأول الثانوي، حيث وضعت امتحانات فوق مستوى الطالب والمعلم معًا، مثال مادة الفيزياء في إدارة العمرانية التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بالجيزة، في الفصلين الدراسيين الأول والثاني، فإذا كانت الإدارة التعليمية فشلت في اختيار المعلم المنوط به وضع الامتحان لتقييم الطلاب تقييمًا دقيقًا، فوضع كل المدارس في حرج أمام الطلاب وأولياء أمورهم، وهو ما سوف تضطر معه لرفع نتيجة الطلاب، وإلا سوف يرسب جميع الطلاب ومدرسوهم الذين فشلوا في فهم بعض الأسئلة والغرض منها.
وهنا نُعلق على فشل الوزارة في تقييم الطلاب، وهو ما يحمل دلالات مهمة بأنّ العملية التعليمية في عهد الوزير لا تُرضي أحدًا، فضلًا عن أنّ الوزير وضع امتحانًا لطلاب الكثير منهم لم يتسلموا الكتب الدراسية ولا التابلت؟ ولذلك وجهت بعض الإدارات بضرورة نجاح كل الطلاب وإلا سوف يكون الوزير في موقف حرج أمام قضية يرفعها أي ولي أمر على الوزير في مجلس الدولة!
فشل الوزير في خلق منظومة تعليمية رصينة، كما أخرج الوزارة من دورها المرتبط بالتربية، فنحن نحتاج إلى من يُرمم نفوس الطلاب التي سُرقت منها أحلامها من خلال عملية تقييم فاشلة؛ الوزارة اعترف بالغش بصمتها أو أنها فشلت في الوقوف أمامه، ولكن يبقى ما أصاب هؤلاء الطلاب وما لا يمكن علاجه بسهولة وهو قتل الطموح والاجتهاد لديهم، لطالما تسربت الامتحانات بهذه الطريقة.
ولذلك اقترح أنّ توضع دروسًا تربوية في العام القادم تُرمم ما أفسدته الوزارة على مدار العام الدراسي المنصرم، إما بمواد دراسية ضمن المناهج أو بتوجيه رسائل يحملها الأساتذة لطلابهم في العام الجديد، إذا كان الوزير يُريد إصلاحًا لما أفسده، وهذا لا يُعفي الوزارة من مسؤولياتها عن الجرائم التي أرتكبت في حق الطلاب إما من خلال امتحانات كانت فوق مستوى الطلاب بمراحل، أو تم تسريبها، كما أنّ الوزير مطالب بعدم تكرار هذا الأمر في امتحانات الثانوية العامة بعد أيام.
الوزير رسب مرتين، مرة بامتحانات فوق مستوى الطلاب مما أصابهم بإحباط شديد، ومرة أخرى بتسريب هذه الامتحانات، لقد انزعجت كثيرًا مما ذكره لي أحد المعلمين صباح اليوم، الذي طلب من بعض تلمذاته حضور درس للمراجعة النهائية في مادة اللغة الإنجليزية، فردت عليه الطالبة، ما فائدة حضور المراجعة طالما أنني أحصل على الامتحان قبل بدءه بساعه أو ساعه وربع عبر منصة شاومينج على التليجرام؟
واضح أن السيد رضا حجازي لا يمتلك آلية لتطوير منظومة التعليم إلا من خلال مواصلة المسير على ما وضعه الدكتور طارق شوقي، فالأخير رغم ما كان يمتلكه من مقومات أهلته لهذا المنصب إلا أنه كان ضحية تسريب الامتحانات في الثانوية العامة، فماذا قدم حجازي لما كان سببًا في أنّ يُغادر سابقه الوزارة.
ما يشغلني في قادم الأيام نجاح وزارة التربية والتعليم من عدمه في وقف مهزلة الامتحانات بهذه الصورة، حتى لا تتكرر في السنوات القادمة، وما هي برامج الوزير لترميم نفوس الطلاب التي انكسرت أمام تسريب الأسئلة وصعوبتها المبالع فيها؟ كما أنّ الوزير على المحك في امتحانات أخرى خلال الأيام القادمة سوف تكون هي الفارقة في وجوده في وزارة لم يُحافظ فيها على قدسيّة الامتحانات التي رسب فيها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تسريب الامتحانات الدكتور رضا حجازي الدكتور طارق شوقي شاومينج الثانوية العامة المراحل التعلیمیة التربیة والتعلیم تقییم الطلاب فی امتحانات الوزیر فی من خلال تقییم ا
إقرأ أيضاً:
التربية واليونيسف تبحثان دعم التعليم في غزة وتحضيرات "الثانوية العامة"
بحث وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم، وممثلة اليونيسف في فلسطين جين غوف، سُبل دعم العملية التعليمية في قطاع غزة ، في ظل التحديات الراهنة، والتحضيرات الجارية لعقد امتحان الثانوية العامة للطلبة في القطاع.
وتم خلال اللقاء، وفق بيان للوزارة، اليوم الأربعاء، التطرق إلى توفير كافة المتطلبات الفنية والتقنية اللازمة؛ لضمان سير الامتحانات وفق الآلية التي اعتمدتها الوزارة، بما يراعي خصوصية الوضع في قطاع غزة، ويضمن العدالة وتكافؤ الفرص لجميع الطلبة.
وفي هذا السياق؛ أكد برهم أن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة لتأمين بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للطلبة، خاصة في قطاع غزة، مثمنًا التعاون والشراكة المستمرة مع اليونيسف، ودورها في دعم القطاع التعليمي في فلسطين.
وأشار الوزير إلى أن "الامتحانات في غزة ليست مجرد اختبارات أكاديمية، بل هي رسالة صمود وإصرار من أبنائنا وبناتنا على التمسك بحقهم في التعليم رغم الألم والحصار"، مؤكدًا أن الوزارة لن تدخر جهدًا لضمان أن تجرى الامتحانات وفق أعلى المعايير، وبما يحفظ كرامة الطلبة وحقوقهم.
من جانبها، عبرت ممثلة اليونيسف عن تقدير المنظمة لجهود الوزارة، مؤكدة التزام اليونيسيف بمواصلة تقديم الدعم اللازم لديمومة العملية التعليمية، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "القسام" و"سرايا القدس" تعلنان استهداف آليات إسرائيلية في خان يونس مصطفى: يجب مضاعفة الجهود لتسريع تسوية الأراضي خاصة في المناطق "ج" صحة غزة: شاحنات أدوية ومستلزمات طبية ستدخل غزة عبر الصحة العالمية الأكثر قراءة 3 شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي شرق مدينة غزة الأونروا: 45٪ من المستلزمات الأساسية في قطاع غزة نفذت ألمانيا: من غير المقبول موت أشخاص لمحاولتهم الحصول على المساعدات في غزة محدث: 7 شهداء بينهم طفل باستهداف إسرائيلي لمخيم البريج وسط قطاع غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025