طارق الشناوي: فيلم « رفعت عيني للسماء » قدم المشكلات التي تواجه المرأة من قلب الصعيد
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
قال الناقد الفني طارق الشناوي، أن دور الفن يبرز كأحد أهم العناصر الفاعلة في بناء هذا المستقبل المشرق. فمنذ فجر التاريخ، كان للفن تأثير عميق على المجتمعات، فهو لسان حال الشعوب، ومُعبّر عن ثقافاتهم، ومرآة تعكس آمالهم وطموحاتهم.
وأضاف خلال مؤتمر بناء الجمهورية الجديدة.. رؤية ثقافية التي تنظمه الهيئة الإنجيلية القبطية، أن من الأمثلة الفنية التي شرفتنا و شرفت مصر كلها هو فيلم رفعت عيني للسماء و الذي حصد الجائزة العين الذهبية مناصفة كأفضل فيلم تسجيلي في كل أقسام مهرجان كان الفيلم إخراج ندي رياض وأيمن الأمير يتناول فرقة من الفتايات من قرية برشا في صعيد المنيا تقدمن فن درامي وغنائي وفولكلورى بكل جرأة وإبداع مبروك لمصر، وأتمنى أن نحتفل بفريق العمل.
لأنة عمل شرف مصر كلها لافتا إن أحداث الفيلم تدور حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء علي القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء وسرد عدد كبير من المشاكل التي طرح عدد من القضايا التي تواجه الفتيات و المرأة.
وأضاف لابد أن نكون سعداء بهذا الفيلم و تلك الفتيات الذي ابهرونا وليس التقليل منهم أنهم إنتاج مشترك لافتا أن الإنتاج المشترك أصبح جزء حميم في العالم كله وان جيل المخرجين أصبح علي يقي أن يكون منفتح مُؤكدًا أن الزوجين مخرجين فيلم رفعت عيني للسماء أصبحوا مبدعين كبار و جه مشرفه.
مُؤكدًا أن هذه الفتيات قرروا أن يقولوا لا لكل شئ يقلل من المرأة في جميع المجالات كالتعليم و الصحة و التحرش الجنسي و العنف ضدها و زواج القاصرات و مع حرية المرأة من اختيار من تحب مؤكدًا أن هذا الفيلم فخر لكل مصري أن يوجد فتيات من قلب الصعيد و يقدموا الفنون الفولكلورية و دراما والتي سميت بفرقة برشا وهي أحدي قري الصعيد داخل محافظة المنيا التي تعد من القري الفقيرة ولكن خرج من داخلها فتيات وصلوا إلى العالمية.
لافتا أن الفن يُعدّ شريكًا أساسيًا في مسيرة بناء الجمهورية الجديدة، فهو يُساهم في تعزيز الهوية الوطنية، ونشر الوعي، وتنمية الإبداع، وتوحيد المجتمع، وتحسين جودة الحياة مؤكدًا أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الفن والفنانين، من خلال مختلف المبادرات والمشاريع التي تُساهم في إطلاق إمكانياته الهائلة، ودوره المحوري في بناء مستقبل واعد لمصر.
وأشار إلى أن هناك علاقة ثلاثية شائكة تحكم الفن والإبداع، الفنانين و الرقابة و الجمهور، مُضيفًا أن الرقابة في مصر تفتقر إلى حلقة الوصل بين المبدع ولجمهور، خاصة أن هناك قراءات خاطئة من بعض الرقباء، مطالبًا أن تتحلى الرقابة بالمرونة، ضاربا المثل بفيلم "شئ من الخوف " للفنانة شادية والذي تعرض لرفضه من الرقابة، كما شار إلى أن المجتمع أصبح يقرأ الفن بمرجعية دينية في حين أن الفن هو علم الجمال.
وأن الفن لم يكن أبدا ضد الدين أو الأخلاق، ضاربا مثل بمسلسل " تحت السيطرة" الذي تعرض لهجوم كبير ثم تبين دوره الكبير في محاربة المخدرات وتأثيرها المدمر، وأكد على تفاؤله من أن لديها عشرات المبدعين القادرين على رفع اسم مصر عالميًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية الهيئة الإنجيلية القبطية مؤتمر بناء الجمهورية الجديدة فيلم رفعت عيني للسماء
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلادها... فتحية شاهين "راهبة الفن" التي عاشت للكاميرا وماتت في صمت
في مثل هذا اليوم، 16 يونيو من عام 1926، وُلدت واحدة من أبرز فنانات الزمن الجميل، فتحية شاهين، التي اختارت أن تكرّس حياتها للفن، لتُعرف لاحقًا بلقب "راهبة الفن" في الوسط الفني ورغم أنها لم تحظَ بنفس شهرة نجمات جيلها، فإن مسيرتها الطويلة ووفاءها الكامل لمهنتها منحاها مكانة فنية متميزة ومحبّة خالدة في قلوب من عرفوا قيمتها.
في هذه الذكرى، نفتح صفحات حياتها، من النشأة إلى المجد، مرورًا بأعمالها المهمة وحتى وفاتها، لنُلقي الضوء على سيدة عاشت للسينما، وغابت في صمت.
النشأة والبدايات:وُلدت فتحية شاهين في 16 يونيو 1926. لا تتوافر الكثير من المعلومات الدقيقة حول نشأتها أو حياتها المبكرة، حيث ظلت حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء، تمامًا كما كانت شخصيتها في الوسط الفني: هادئة، ملتزمة، وتترك بصمتها بأعمالها لا بأحاديثها.
و بدأت مشوارها الفني في الأربعينيات، وهي فترة كانت تعج بالمواهب النسائية، لكنها استطاعت أن تجد لنفسها موطئ قدم بثباتها، وحضورها الصادق على الشاشة.
أنطلاقتها في السينما:كان أول ظهور لفتحية شاهين على شاشة السينما عام 1945 من خلال فيلم "حسن وحسن"، ثم شاركت في العام نفسه في فيلم "قلب دموي" ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلتها مع الكاميرا التي لم تفارقها لما يقرب من ستة عقود.
و لم تسعَ وراء البطولة المطلقة، بل اختارت أن تقدم أدوارًا متنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون، وهو ما أكسبها احترام جمهورها وزملائها على حد سواء.
مسيرة فنية زاخرة:على مدار سنوات طويلة، شاركت فتحية شاهين في عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ومن أبرز أفلامها: "شباب يعيش" (1963)، "عنتر وعبلة"، "سجن العذرايا"، "قلوب دامية"، "الحقيقة... ضحك المجهول"، "بنت بارز"، "غني حرب".
و كما تميزت أيضًا بأدائها في المسلسلات التلفزيونية التي شاركت بها في مراحل لاحقة من عمرها، حيث استمرت بالتمثيل حتى أوائل الألفية الثالثة.
الحياة الشخصية:على الرغم من طول مشوارها الفني، فإن فتحية شاهين لم تكن يومًا من النجمات اللاتي تلاحقهن الشائعات أو تزين صورهن أغلفة المجلات.
و اختارت أن تعيش في الظل، بعيدًا عن صخب الشهرة، ولم تُعرف تفاصيل كثيرة عن زيجاتها أو حياتها الخاصة، ما جعلها واحدة من أكثر الفنانات غموضًا في الوسط.
الرحيل:رحلت الفنانة فتحية شاهين عن عالمنا يوم 17 سبتمبر 2006 عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وقد أفادت التقارير آنذاك بأنها توفيت متأثرة بمضاعفات الالتهاب الرئوي، تاركة خلفها إرثًا فنيًا يعبّر عنها أكثر مما يمكن لأي سيرة أن ترويه.
رحيلها لم يواكبه ضجيج، كما كانت حياتها تمامًا؛ هادئة، راقية، ومليئة بالعطاء.