كلاوس شواب.. عراب «دافوس» ومهندس الثورة الصناعية الرابعة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
أخبار ذات صلةبعد أن أمضى أكثر من 5 عقود في العمل المتواصل بين أروقة المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أسسه في عام 1971 في مدينة جنيف بسويسرا، ليصبح المنصة العالمية الأكبر والأوسع والأكثر انغماساً في استشراف المستقبل وتشكيل الأجندة العالمية، أعلن كلاوس شواب، عراب «دافوس»، ومهندس «الثورة الصناعية الربعة، مؤخراً الترجل عن قمة هرم المنتدى الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تكتمل عملية التحول في رئاسة المنتدى، قبيل انطلاق القمة المقبلة في دافوس يناير 2025.
وتشكل هذه الخطوة، جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لتغيير هيكل الإدارة وتحويل الحوكمة للرئيس أو لمجلس الإدارة، كما خضعت خطة خلافة كلاوس، لنقاش مستفيض خلال السنوات القليلة الماضية، ضربت المنظمة حوله سياجاً متيناً من السرية. وعلى الرغم من عدم الإفصاح عن من يمثلها في اجتماعاتها السنوية في دافوس هذا العام، لكن يتولى بورج بريندي، دور رئيس المنتدى في الوقت الحاضر.
ونال المهندس والخبير الاقتصادي كلاوس شواب الذي ولد في مدينة رافنسورغ بألمانيا في عام 1938، شهادة الدكتوراه في الهندسة من المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، إضافة إلى شهادة الماجستير في الإدارة العامة من كلية كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفرد، وحصل على 17 درجة دكتوراه فخرية، فضلاً عن نيله أكثر من 15 شهادة تقدير وتميز من العديد من الدول حول العالم، مثل اليابان وسويسرا والصين وإنجلترا وغيرها. كما فاز بالعديد من الجوائز والميداليات من منظمات وجهات عالمية معتبرة.
ويُعتبر كلاوس رائداً في مجال المفاهيم الخلاقة، حيث ابتدر مجالات شملت، نهج أصحاب المصلحة المتعددين والشراكة بين القطاعين العام والخاص والمواطنة العالمية للشركات، بالإضافة للثورة الصناعية الرابعة.
وتبرز بصمته في حقل الكتابة والتأليف، حيث دأب على كتابة تقرير التنافسية العالمية السنوي منذ العام 1971، بجانب تأليف لعدد من الكتب، آخرها الثورة الصناعية الرابعة وكوفيد19: إعادة الضبط الكُبرى ورأسمالية أصحاب المصلحة. وتُرجم كتاب الثورة الصناعية الرابعة، لنحو 30 لغة، حيث كان من بين أكثر الكتب مبيعاً حول العالم في العام 2016.
بدأ كلاوس الارتقاء في السلم الوظيفي، عاملاً في العديد من الشركات في الفترة بين 1958 إلى 1962، ثم مساعداً للمدير العام في الجمعية الألمانية لإنتاج الآلات في مدينة فرانكفورت، بين عامي 1963 إلى 1966. كما شغل منصب عضو مجلس الإدارة في شركة سولزر إيشر ويس، العاملة في مجال التصنيع، بقوة عاملة تتجاوز 10 آلاف موظف حول العالم في الفترة بين 1967 إلى 1970.
وبجانب المنتدى الاقتصادي العالمي، شارك كلاوس مع زوجته هيلدا، في تأسيس مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية في العام 1998، بينما أسس منتدى صغار القادة العالميين في 2004 وجمعية المُشكلين العالميين في 2011.
ظل المنتدى الاقتصادي العالمي منذ العام 2015، يسلك نهج التحول من منصة لعقد الاجتماعات، إلى معهد عالمي رائد، يتعضد تحت مظلته التعاون بين القطاعين العام والخاص. وكجزء من هذا التحول، يخضع المنتدى، لمرحلة تطور في الحوكمة، من منظمة يُديرها الرجل المؤسس، إلى واحدة يتولى فيها الرئيس ومجلس الإدارة، المسؤولية التنفيذية الكاملة.
وأصبح التجمع السنوي في دافوس ولأعوام عديدة، حدثاً يعتبر التواجد فيه ضرورياً بالنسبة للنخبة العالمية. وتهدف المناسبة، للجمع بين قادة العالم وكبار رجال الأعمال، لمناقشة قضايا عالمية مُلحة. ومن بين القضايا الهامة التي تم النقاش حولها، أول محادثات وزارية بين كوريا الجنوبية والشمالية، وولادة حملات جديدة مختلفة مثل، مبادرة الصحة العالمية لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
لم تخلُ المنظمة من التعرض للانتقادات، لفشلها في تمثيل أصوات مختلفة وإحراز التقدم في بعض القضايا العالمية مثل، التغير المناخي وعدم المساواة في الثروة حول العالم. وفي بيان لها نشرته يوم 21 مايو الماضي، أكدت المنظمة، تعزيز هذه التغييرات الهيكلية، لاستمراريتها المؤسسية في توفير منصة مستقلة وغير منحازة لأي طرف من الأطراف، في التصدي للتحديات المُعقدة التي يجابهها العالم في الوقت الراهن.
وأكدت المنظمة الفكرية غير الربحية، أن شواب سيتحول لدور رئيس مجلس الأُمناء، الذي تنتظم تحته 4 لجان استراتيجية لتعزيز عمل المنتدى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كلاوس شواب الثورة الصناعية الرابعة دافوس المنتدى الاقتصادي العالمي المنتدى الاقتصادی العالمی الصناعیة الرابعة الثورة الصناعیة حول العالم
إقرأ أيضاً:
البرلمان يناقش موازنة التحول الاقتصادي.. ووزير الشؤون النيابية في قلب الجلسة التشريعية
شهد مجلس النواب، صباح الإثنين 16 يونيو 2025، مناقشة التقرير العام للجنة الخطة والموازنة، ومشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025 / 2026، إلى جانب موازنات الهيئات العامة الاقتصادية والهيئة القومية للإنتاج الحربي، وذلك بحضور المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وعدد من الوزراء المعنيين، على رأسهم وزير المالية أحمد كوجك، ووزيرة التخطيط الدكتورة رانيا المشاط.
دعم مضاعف للنشاط الاقتصاديوخلال استعراض بنود الموازنة، أعلن وزير المالية أن موازنة العام المالي الجديد تشهد زيادات استثنائية في مخصصات دعم النشاط الاقتصادي تصل إلى ثلاثة أضعاف ما تم تخصيصه في السنوات الماضية، واصفًا هذه الخطوة بأنها "ضرورة وطنية" في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وأكد كوجك أن مشروع الموازنة يستند إلى ثلاثة محاور رئيسية:
تعزيز برامج الحماية الاجتماعية،
دفع عجلة الإنتاج والنشاط الاقتصادي،
خفض معدلات العجز والدين العام،
مع التركيز على قطاعات الصحة والتعليم، وتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج مثل "تكافل وكرامة".
جاء حضور المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية، ليؤكد حرص الحكومة على التواصل المباشر والفاعل مع البرلمان في مناقشة القضايا التشريعية والمالية المفصلية، حيث يعكس وجوده الدائم في الجلسات العامة رغبة الدولة في تنسيق كامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، خاصة في اللحظات المفصلية مثل إقرار الموازنة العامة.
خطوات تشريعية تمضي بثقةويُذكر أن عرض مشروع الموازنة العامة يتم وفقًا للدستور، حيث تُحال الخطة السنوية والموازنة إلى البرلمان قبل بدء السنة المالية بشهرين، ويتم إقرارها بقانون بعد مناقشتها داخل لجان المجلس، في إطار احترام كامل للضوابط الدستورية والقانونية.
البرلمان... عين على المواطنشهدت الجلسة تأكيدًا مشتركًا من النواب والحكومة على أهمية تحقيق التوازن بين ضبط الإنفاق العام وتوفير حياة كريمة للمواطنين، لا سيما في ظل التطورات الاقتصادية المتسارعة، وهو ما أكده رئيس المجلس، المستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال إدارة الجلسة التي حملت طابعًا رقابيًا وتشريعيًا مهمًا في آنٍ واحد.