رعى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، السبت، إطلاق فعاليات "منتدى تواصل 2024"، الذي يعقد بنسخته الثانية، في مجمع الملك الحسين للأعمال.

وأكد سمو ولي العهد في مداخلة له خلال جلسة بعنوان "الجاهزية للمستقبل: المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل"، أهمية الاستمرار بتحديث المناهج بما يتواكب مع التطورات العالمية في مجال التعليم.

وشدد سموه على ضرورة عمل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، والمؤسسات التعليمية كافة، على تأهيل المدرسين، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة وإرشاد للطلبة، مشيرا إلى أهمية خوض الطلبة التجارب الريادية بجرأة، بعد اكتساب المهارات اللازمة من التدريب والتعليم.

ويشكل المنتدى، الذي تنظمه مؤسسة ولي العهد، منصة حوارية وطنية سنوية تهدف إلى استحداث فضاء تفاعلي لتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا الوطنية الملحة التي تحاكي واقع وتطلعات الشباب والمجتمع.

وشارك في جلسات المنتدى أكثر من 800 شخصية من مسؤولين حكوميين، وممثلين عن القطاع الخاص ومؤسسات أهلية، وناشطين من الشباب والشابات، إضافة إلى آلاف المشاهدين من خلال البث المباشر، وعبر شاشات العرض في جميع مكاتب المؤسسة بمختلف المحافظات، الذين أتيحت لهم المشاركة في النقاشات وطرح الأسئلة.

وتضمن المنتدى 11 جلسة حوارية وتفاعلية، بمشاركة 60 مسؤولا ومختصا، ناقشت العديد من القضايا، مثل فرص وتحديات مستقبل العمل، والمواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وتعزيز الإنجازات الرياضية، وآفة المخدرات، ودعم التنمية المجتمعية وتعزيز الاستثمارات، وتعزيز الثقة والتواصل بين الدولة والمواطن، وحرية التعبير، والتحديث السياسي وواقع الأحزاب، إضافة إلى جلسة عن الأردن في ظل التحولات الجيوسياسية الإقليمية.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: ولي العهد الأمير الحسين منتدى الأردن ولی العهد

إقرأ أيضاً:

تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج

صراحة نيوز ـ بقلم: النائب الكابتن زهير محمد الخشمان

في افتتاح منتدى “تواصل 2025″، لم يكن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يلقي مجرد خطاب رسمي في مناسبة وطنية؛ بل قدّم ما يشبه البيان الاستراتيجي لجيلٍ بأكمله، يعيد رسم العلاقة بين الإنسان والدولة، بين التكنولوجيا والهوية، وبين التحديات الكبرى والأمل المعلّق على المستقبل.

في البدء كان التواصل

“ما أحوجنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التواصل” – بهذه العبارة بدأ سموه كلمته، واضعًا إصبعه على جوهر اللحظة الراهنة: لحظة يتداخل فيها التوتر بالقلق، وتتصاعد فيها وتيرة العزلة رغم كل وسائل الاتصال. لكن سموه لم يتوقف عند المعنى الظاهري للكلمة، بل وسّع مفهوم التواصل ليشمل بناء الثقة، إشراك الشباب، كسر الحواجز النفسية والإدارية، واستعادة الحوار الحقيقي في الحياة العامة.

الرؤية: من وطن الموارد المحدودة إلى وطن العقول غير المحدودة

في كلمته، قال سمو ولي العهد:
“لم تعد الاقتصادات المتقدمة تُقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول.”

بهذا الاقتباس، رسم الأمير معادلة جديدة لمكانة الأردن في العالم: فالأردن الذي لا يملك نفطًا ولا موارد طبيعية ضخمة، يمتلك أهم مورد يمكن لأي دولة أن تبني عليه نهضتها، وهو الإنسان الأردني. وفي ظل ما يشهده العالم من تحولات رقمية واقتصادية، كانت دعوة الأمير واضحة: لن يتقدّم الأردن إلا إذا راهن على الاستثمار في شبابه، في أفكارهم، وإبداعهم، ومهاراتهم.

تخيل أردن الغد… وابدأ من اليوم

كلمة سمو ولي العهد لم تكن تنظيرًا بعيدًا عن الواقع، بل كانت مليئة بالصور القريبة التي تمس الحياة اليومية للأردنيين:
في الطب: مواطن يراجع مركزًا صحيًا لا يتوافر فيه اختصاص معين، ويتواصل مع طبيب مختص عن بُعد دون أن يُضطر إلى السفر.
في التعليم: طالبة تتعلّم من خلال مساعد افتراضي بالذكاء الاصطناعي يجيب على استفساراتها، ويمنح المعلمين فرصة لدعم من يواجهون صعوبات.
في الإدارة: استخدام آمن للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السكانية والاقتصادية، والتنبؤ بالمخاطر، واتخاذ قرارات قائمة على معلومات دقيقة.
في التنمية: طائرات درون من تصنيع أردني، تراقب شبكات الكهرباء والمياه، أو تنقل مواد طبية عاجلة في المناطق النائية.

هذه الصور ليست خيالًا تقنيًا، بل هي خارطة طريق لما يمكن أن يكون عليه الأردن إذا توافرت الإرادة السياسية، والخطة التنفيذية، والشراكة المجتمعية.

قيادة شابة بلغة مخاطبة عقول الشباب
ما يميّز ولي العهد الحسين أنه لا يتحدث بلغة الخطب التقليدية، بل يخاطب الجيل بلغته، وتطلعاته، وهمومه. تحدث عن الفرص، نعم، لكنه تحدث أيضًا عن التحديات، عن ضرورة التفكير المختلف، عن إتاحة مساحة للتجريب والخطأ، عن دعم الرياديين وعدم محاسبتهم على الفشل.

ولعل من أبرز ما قاله:
“علينا أن نفتح أبواب التجريب والعمل، وألا نخشى الفشل، بل نعتبره خطوة ضرورية للتعلم.”
رسائل بين السطور: الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
كانت هناك رسائل غير مباشرة لكنها قوية:
أن التحول الرقمي ليس ترفًا ولا خيارًا، بل ضرورة وجودية.
أن الحوار الوطني يجب أن يشمل الجميع، لا أن يظل حكرًا على النخب.
أن الريادة ليست مشروعًا اقتصاديًا فقط، بل ثقافة دولة ونهج مؤسسات.
أن أمن الأردن واستقراره لن يأتي فقط من الأمن العسكري، بل من العدالة والفرص والتحديث والتفاعل مع الجيل الجديد.

تواصل ليس اسم منتدى… بل مشروع دولة

لقد قدّم سمو ولي العهد من خلال “تواصل 2025” نموذجًا جديدًا للخطاب الوطني: خطاب مبني على الوضوح، العقل، المشاركة، والرهان على المستقبل. لم يكن الخطاب دعائيًا، بل عمليًا؛ لم يكن مفرطًا في التفاؤل، بل واقعيًا ومسؤولًا.
من تابع الكلمة عن قرب – كما فعلت شخصيًا من قلب القاعة – لا يخرج إلا بإيمان أعمق بأن الأردن قادر على أن يصنع قصته، لا بتكرار نماذج الآخرين، بل برسم مساره الخاص، بإرادة قيادته، وبطاقة أبنائه.

مقالات مشابهة

  • النائب زهير الخشمان: “تواصل ٢٠٢٥” ليس مجرد منتدى… بل إعلان لمرحلة جديدة يقودها ولي العهد بلغة المستقبل
  • تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
  • ولي العهد: سعدت اليوم بافتتاح أعمال منتدى تواصل 2025
  • سمو ولي العهد يرعى إطلاق فعاليات منتدى تواصل
  • ولي العهد يدعو من منتدى تواصل إلى إيجاد حلول لندرة المياه والبطالة والحفاظ على الإرث
  • ولي العهد يلقي كلمة حول القطاع التكنولوجي خلال فعاليات منتدى تواصل “2025”
  • انطلاق فعاليات منتدى “تواصل 2025” اليوم
  • برعاية ولي العهد تنطلق غداً فعاليات النسخة الثالثة من منتدى تَواصُل 2025
  • مستشار رئيس الاتحاد الروسي: منتدى بطرسبرج الاقتصادي مساحة لطرح الحلول لمواجهة المتغيرات العالمية
  • تواصل فعاليات مهرجان سباق دلما التاريخي