لبنان ٢٤:
2025-08-03@03:42:44 GMT

بين الـ2006 والـ2024.. ما الذي تغيّر في حرب حزب الله؟

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

بين الـ2006 والـ2024.. ما الذي تغيّر في حرب حزب الله؟

التصعيد الإسرائيليّ الذي حصلَ اعتباراً من يوم الجمعة عقب توسيع "حزب الله" خط المواجهة باستهداف مستوطنات إسرائيلية جديدة مثل عين يعقوب ويحيعام، أعاد طرح إمكانية توسّع المعركة في جنوب لبنان باتجاه مستويات مختلفة قد تسبقُ التسوية التي تحدّثت عنها الولايات المتحدة، الجمعة، عبر لسانِ رئيسها جو بايدن.

عملياً، فإن سيناريوهات القصف التي تحصل مُتوقعة، فمعروفٌ أن إسرائيل تتمادى بالضربات الجوية، في حين أنّ حزب الله بات يفتحُ المجال قليلاً لصواريخه باستهداف مناطق إسرائيلية تكون خارج منطقة الإشتباك أو على الأقل لم يجرِ إخلاؤها.



كل هذه الأمور واردة، فهي حصلت في العام 2006، فالحرب آنذاك بين الحزب والجيش الإسرائيليّ بُنيت على قاعدة "مدني مقابل مدني"، وهذا ما جرى مؤخراً خلال الإشتباكات الحالية.
السؤال الأبرز الذي يُطرح هنا وسط هذه المشهدية.. ما الذي اختلف بين حرب تمّوز والمعركة الحالية؟ الإجابة هنا لا تتعلق بالناحية العسكريّة فحسب، بل تنسحبُ على الحرب الإستخباراتية الأكثر خطورة، وهنا يكمنُ بيت قصيد المواجهة.

خلال حرب تموز، لم يكن الإستهداف الذي يطالُ قادة "حزب الله" كبيراً إلا في حالات معينة وتحديداً بناء لعمليات إستخباراتية قد تستوجبُ عمليات "كومندوس" كتلك التي حصلت في مدينة صور يوم 5 آب 2006، حينما حاولت قوة من لواء "غولاني" الإسرائيلي قتل قادة من الحزب داخل أحد المباني.

أما الآن، فإن عملية الإستهداف ترتكزُ على متابعة إستخباراتية ضخمة تتقاطع معها الوسائل التكنولوجية الحديثة والمتطورة التي لم تكن متوافرة سابقاً.

للتوسع أكثر في الوصف، فإنه خلال حرب تموز عام 2006، لم يكن هناك ما يُسمى بـ"الذكاء الإصطناعي" المُتطور، في حين أنه لم يكن هناك تطبيقات وهواتف نقالة ذات تقنيات عالية يمكن أن يستخدمها عناصر الحزب لتسهيل إسرائيل اكتشافهم عبرها. الوسائل حينها كانت أكثر محدودية، بينما في الوقت الراهن اختلف الأمرُ تماماً. 

يقولُ خبيرٌ معني بالشؤون التكنولوجية لـ"لبنان24" إنَّ الواقع التكنولوجي والتقني لعب دوراً مهماً في تبديل ملامح المعارك، مشيراً إلى أنه لا يمكن بتاتاً تشبيه حرب تموز بالحرب الحالية، وأضاف: "قبل 18 عاماً، كانت التقنيات مختلفة، الظروف أيضاً مُغايرة حتى أن قدرات حزب الله وإسرائيل تبدلت كثيراً من حيث التكتيكات. لهذا السبب، هناك وسائل كثيرة تنازل الحزبُ عن استخدامها لأنها لم تعد صالحة لذلك".

وبالعودة إلى استهداف قادة "الحزب"، ما يظهرُ جلياً هو أنَّه خلال العام 2006، كانت هناك صعوبة في تحديد مواقعهم كما يجري الآن، فالإعتماد على ما يُسمى بـ"البصمة الصوتية" لم يكن فعالاً ومتطوراً كما الآن، علماً أن هناك تقنيات مماثلة يمكن أن تكون موجودة في تلك المعركة، لكنها لم تكن بالدقة الحالية.

ما يقول الخبير التقني يكشف عن أن الحرب الحالية فتحت الباب أمام 3 حروبٍ موازية وهي: حرب الكترونية – تقنية، حرب استخباراتية ذات مستويات جديدة، بالإضافة إلى النوع الثالث وهو حرب الاغتيالات التي تعتمد على النوعين المذكورين من الحروب.

إزاء ذلك، ما يمكنُ تفسيرهُ هنا هو أنَّ "حزب الله" بات يواجه 4 حروب مفصلية في الوقت الراهن، الأمر الذي يمثل استنزافاً لقدراته وطاقاته البشرية والتقنية. 

وعلمياً، فإن ما يتم استنباطه مما يجري هو أنَّ الحزب حتى الآن، لم يستطع ضبط الحرب الإلكترونيّة الإسرائيلية القائمة ضده، كما أنه لم يتمكن أيضاً من تقليص الثغرات الإستخباراتية والدليل على ذلك هو أن القصف الذي يطال مواقعه أو الاغتيالات التي تطال قادته، ترتكزُ على تلك المعلومات والتقاطعات الإستخباراتية التي تحصل. وبسبب كل ذلك، تأتي مسألة الإستهدافات لتطرح نفسها كنتيجة واضحة للخروقات، وهذه المسألة خطيرة جداً ولم تكن بهذا الحجم والقدر عام 2006، خصوصاً أن الاستهداف الذي يحصل لم يعد يتركز على عناصر بشرية واضحة أو على قوات فعلية، بل يعتمد على قدرات تقنية وطائرات مُسيرة تؤدي المهمة المطلوبة من دون أي اعتراضٍ قد يطالها.

لذلك، وإنطلاقاً من كل ما ذُكر وتقّدم، فإن ما يُميز حرب تموز عن الحرب الحالية هو النطاق التقني والإستخباراتي، وهنا يمكن التحدي الكبير بالنسبة لـ"حزب الله". قد يُقال عن أن الحرب قبل 18 عاماً كانت تقليدية نوعاً ما، لكن المعركة الآن اتخذت منحى جديداً، ويقول المصدر المعني بالشأن التكنولوجي إنه "لولا لم يكن حزب الله جاهزاً بالحدّ الأدنى لمثل تلك الحروب التقنية والإستخباراتية، لكن انهار في أول مرحلة من الحرب، لكن ما يتبين أن هناك أيضاً جبهة إستخباراتية في كواليس الحزب تسعى من جهة لترميم التصدعات ومن جهة أخرى مواصلة المعركة ضد إسرائيل واكتشاف مواقعها وإلحاق الأضرار بها". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حرب تموز حزب الله الذی ی لم یکن

إقرأ أيضاً:

بيان صادر عن حزب البناء الوطني حول لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بشخصيات إعلامية وصحفي

صراحة نيوز- إن حزب البناء الوطني يرى في هذا اللقاء رسالة ملكية واضحة تُعيد التأكيد على الثوابت الوطنية الأردنية في دعم القضية الفلسطينية، وفي التزام الأردن الدائم بدوره الأخلاقي والإنساني والعروبي تجاه الأشقاء في غزة ويثمّن الحزب حديث جلالته عن الدور الفاعل الذي تقوم به المملكة سياسيًا ودبلوماسيًا لوقف العدوان وتعزيز الاستجابة الإنسانية.

كما و ينوّه الحزب إلى أن لقاء جلالته مع الإعلاميين يعبّر عن إيمان عميق بأهمية الإعلام الوطني، ليس فقط كوسيلة لنقل المواقف الرسمية، بل كركيزة أساسية في بناء الوعي، وتحصين الرأي العام، وتعزيز الحوار الوطني الرشيد وإن إشراك الإعلام في هذا الحوار المباشر يدل على ثقة القيادة بالدور المهني والوطني الذي يضطلع به الصحفيون والإعلاميون في صياغة خطاب عام مسؤول ومتوازن، في الداخل والخارج.

ويؤكد الحزب أن هذا اللقاء يعزز من مكانة الإعلام الأردني كشريك حقيقي في صناعة القرار الوطني، ويشكّل دعوة صريحة لتمكينه وتوفير بيئة داعمة لعمله، في ظل التحديات الإقليمية والمعلوماتية المتسارعة.

وفي ضوء ذلك، يدعو حزب البناء الوطني إلى ترجمة ما جاء في خطاب جلالته إلى رؤى عملية تترجم في السياسات والإجراءات، بما يُرسّخ التماسك الداخلي، ويُفعّل كل أدوات الدولة، الرسمية والمجتمعية، لمواصلة أداء واجبها القومي تجاه الأشقاء في فلسطين.

حفظ الله الأردن قويًا، منيعًا، وحفظ أهلنا في غزة وفلسطين من كل ظلم وعدوان.

حزب البناء الوطني

مقالات مشابهة

  • هناك تحولات حقيقية حدثت في الحرب بعد تحرير ولاية الخرطوم وبداية التقدم غربا
  • بنعبد الله ينتقد تعامل بعض الأحزاب مع الشباب ويؤكد أن حزبه منحهم أدواراً حقيقية
  • جعجع: الحزب أعاد لبنان مئة سنة إلى الوراء
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • بيان صادر عن حزب البناء الوطني حول لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بشخصيات إعلامية وصحفي
  • حزب الله والانكشاف الأخير أمام الداخل والخارج
  • كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
  • لبنان ..تحليق مسيّرتين على علو منخفض فوق مناطق الزهراني
  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!