شدد باحث إسرائيلي على عدم رغبة البيت الأبيض في أن يلقي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الكونغرس قبل أن ينفذ الخطوط العريضة للصفقة التي كشف عن تفاصيلها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرا إلى أن الأخير يعتقد بأن بن غفير وسموتريتش يسيطران على نتنياهو وليس العكس.

وقال إيتان جلبوع وهو كاتب خبير في شؤون الولايات المتحدة في جامعة بار إيلان، وباحث كبير في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إن "إدارة بايدن خلصت إلى أن إسرائيل هي التي أشعلت التحركات العسكرية، فيما انهار موقفها في كافة المجالات الحاسمة الأخرى: السياسية والإعلامية والقانونية.

ويهدف الكشف عن الخطوط العريضة إلى وقف الانهيار، وتحييد ساحات الحرب الأخرى والضغوط الداخلية لحملة الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "تجربة الحروب التي اندلعت في القرن الحالي تظهر أنه لتعظيم الإنجازات العسكرية، يجب منذ اليوم الأول التفكير والتخطيط لاستراتيجية إنهاء الحملة أو الخروج منها. لقد حددت حكومة نتنياهو أهدافاً للحرب ضد حماس في غزة، ولكن لأسباب سياسية تتعلق بالحفاظ على الائتلاف، لم تناقش الخروج أو المفهوم الأكثر شعبية "اليوم التالي". وقدم بايدن استراتيجية خروج تقوم على تحقيق أهداف الحرب التي يتفق عليها البلدان".


وأشار إلى أن "بايدن كشف عن خطة نتنياهو للإفراج التدريجي عن المختطفين ووقع في فخ البرقيات التي قدمها بنفسه. وفاجأ هذا الكشف نتنياهو الذي اعتمد على ادعاء حماس بأنه لن يتفاوض مع إسرائيل طالما استمر القتال في رفح، ومن المؤكد أنه لم يتوقع أن يكشف الرئيس نفسه عن الوثيقة في هذا الوقت. وتحدث بايدن إلى الجمهور في إسرائيل من فوق رأس نتنياهو طالبا منهم دعم الخطوط العريضة التي كشف عنها. على ما يبدو مسألة مربكة. لماذا من الضروري مناشدة الجمهور في إسرائيل دعم الخطة التي يقترحها رئيس وزرائه؟ الجواب يكمن في تاريخ العلاقة بين الإدارات الأميركية ونتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالبرامج التي طرحها بنفسه".

ولفت الكاتب إلى أن "نتنياهو قال عدة مرات إنه وبايدن صديقان منذ أكثر من أربعين عاما. صحيح، ولكن هذا التعارف لم يكن دائما إيجابيا. يعرف بايدن أساليب المراوغة التي يتبعها نتنياهو، الذي يعد بشيء واحد في الغرف المغلقة، ويكرره في تصريحات عامة ثم يقوم ببعض الشقلبات السياسية. وكان يخشى أن يحدث ذلك أيضاً مع الخطوط العريضة التي قدمها له نتنياهو، فقرر الكشف عنها كاملة".

وشدد على أن "التوقيت ليس عرضيا. منذ عدة أشهر، لدى بايدن انطباع بأن بن غفير وسموتريتش يسيطران على نتنياهو وليس العكس، وأنه يعطي الاعتبارات السياسية والشخصية مكانا حاسما في صنع قراره. كما سمع غانتس وآيزنكوت يهددان بالانسحاب من الائتلاف هذا الأسبوع على أساس أنهما فقدا نفوذهما في حكومة الحرب المحدودة، وكان الهدف من بيانه أيضا مطالبتهما بإعادة النظر في إنذارهما لنتنياهو، والبقاء في الائتلاف والقتال من أجله تنفيذ الخطة. إن حكومة متطرفة من دون غانتس وآيزنكوت، ومع سيطرة أكبر من بن غفير وسموتريتش، هي كابوس لا يزال من الممكن أن يؤدي إلى أزمة خطيرة مع واشنطن".

ونوه إلى أن "بايدن يرى أن الخطوط العريضة التي قدمها ستكون مفتاحا سحريا للقضاء على كل التهديدات التي تواجه إسرائيل والمنطقة والانتخابات الرئاسية. إذا توقفت الحرب في غزة، سيوقف حزب الله إطلاق النار على الحدود الشمالية وسيكون من الممكن إجراء تحرك دبلوماسي يؤدي إلى انسحابه من الحدود وعودة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم. سيوقف الحوثيون الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وسيستأنف الإبحار عبر قناة السويس؛ ستتوقف المحاكم الدولية في لاهاي عن تحركاتها ضد نتنياهو وإسرائيل، وستتوقف الدعوات لوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل؛ وستنخفض المعارضة لبايدن داخل حزبه لدعمه لإسرائيل".

و"في الوقت نفسه، فإن الخطوط العريضة التي قدمها تتضمن مراحل ومبادئ، وهي مصدر لخارطة الطريق. أما فيما يتعلق بأي قضية أخرى، فسيكون من الضروري إجراء مفاوضات صعبة. المشكلة هي أن المخطط يمثل أقصى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل وبن غفير ويدعو سموتريتش إلى ذلك أيضًا؛ أما من جانب حماس فإن هذا ليس سوى أساس للمفاوضات التي سيطالبون خلالها بتنازلات إضافية من إسرائيل"، وفقا لمقال الكاتب.


وأوضح الكاتب أن "التصميم يحتوي على بعض الثقوب غير الصغيرة. على سبيل المثال، قال بايدن إنه سيتم استبدال نظام حماس، لكنه لم يوضح سبب قبول المنظمة القاتلة لعملية تؤدي إلى القضاء عليها. وتحدث بايدن عن الضمانات الأميركية التي ستمنح لحماس مقابل استيفاء كافة الشروط التي ستقبلها إسرائيل، في حين ستضمن قطر جميع الالتزامات التي ستقبلها حماس. هذا التماثل مثير للسخرية. فالولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط على إسرائيل، أما بالنسبة لقطر فقد أظهرت التجربة أنها إما لا تريد استخدام أدوات الضغط على حماس أو أنها لا تملك أي أدوات على الإطلاق".

وفي نفس الوقت الذي صدر فيه بيان بايدن، لفت المقال إلى أنه "تمت دعوة نتنياهو رسميا لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونغرس. ويعاني الديمقراطيون من الصدمة التي سببها لهم خطاب مماثل في عام 2015، عندما هاجم نتنياهو أوباما بسبب الاتفاق النووي الذي كان على وشك التوقيع عليه مع إيران. ثم حدث صدع حاد مع الحزب الديمقراطي ومع يهود الولايات المتحدة، الذين غالبيتهم العظمى من الديمقراطيين أو من مؤيدي الحزب. ولا ترغب إدارة بايدن في رؤية نتنياهو في واشنطن قبل تنفيذ الخطوط العريضة التي كشف عنها، وتعلم أن الخطاب في الكونغرس قد يساعده في الساحة السياسية في إسرائيل. ولكن لم يكن لديه خيار آخر".

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون قرر دعوة نتنياهو مع الديمقراطيين أو بدونهم، خوفا من أنه إذا لم ينضم إلى المبادرة، فسوف يخسر الناخبين المؤيدين لإسرائيل. الدعوة للخطاب، وقعها هذه المرة زعماء الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي الكونغرس، وربما يعتقد بايدن أن الخطاب سيوفر له فرصة لإظهار أنه يدعم إسرائيل، ومن ناحية أخرى لا يزال من غير الواضح متى سيتم إلقاء الخطاب وما إذا كان نتنياهو سيأتي على نفسه مرة واحدة، وسيشكر بايدن على دعمه ويقدم رؤية لإنهاء الحرب وللشرق الأوسط الذي يناسب المصالح الأميركية، وليس فقط مصالحه ومصالح ائتلافه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو بايدن غزة فلسطين غزة نتنياهو بايدن صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی قدمها إلى أن کشف عن

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إسرائيل تريد تفريغ غزة من الفلسطينيين  

قال الباحث السياسي الدكتور حمود الرويس، إن ملامح الخطة الإسرائيلية في غزة بدأت تتضح بعد دفع السكان بالقوة العسكرية للتواجد في الجزء الأخير من القطاع.

وأضاف بمداخلة لقناة الإخبارية، أن هذه الخطة تستهدف تفريغ قطاع غزة من الفلسطينيين بعدما دفعت السكان لذلك الجزء، ثم أعلنت إسرائيل فتح معبر رفخ باتجاه واحد.

وأكمل الرويس، أن إسرائيل بذلك تريد خروج سكان غزة إلى سيناء، ومن ثم فتلك محاولة من محاولات الاحتلال عبر عمليات عسكرية لم تحقق هدفها، والآن يجري فتح المعبر بعد نتائج تلك العمليات لخروج الفلطسينيين.

الباحث السياسي د. حمود الرويس: بدأت تتضح ملامح الخطة الإسرائيلية في غزة بعد دفع السكان بالقوة العسكرية للتواجد في الجزء الأخير من القطاع pic.twitter.com/mEYZO1RpJ1

— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 5, 2025 غزةأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • محمد عز: تحمست للمشاركة في أولاد الراعي لهذا السبب |خاص
  • OnePlus تحت النار.. إيقاف مؤقت لأداة الذكاء الاصطناعي AI Writer لهذا السبب
  • ‫لهذا السبب تناول القرفة باعتدال
  • استدعاء 459 سيارة إم جي 3 لهذا السبب
  • وفد من منطقة نينغشيا الصينية يزور جامعة الدول العربية لهذا السبب
  • عاجل| إغلاق المدارس.. «الصحة» تحسم الجدل وتؤكد ارتفاع نشاط فيروس الإنفلونزا لهذا السبب
  • نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية ويصف المرحلة الثانية من اتفاق غزة بالصعبة| تفاصيل
  • إسرائيل.. اجتماع ثنائي وآخر موسع بين نتنياهو وميرتس دون تفاصيل
  • لهذا السبب.. البطريق الإفريقي على حافة الانقراض| علماء يوضحون
  • باحث سياسي: إسرائيل تريد تفريغ غزة من الفلسطينيين