تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رصدت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية اليوم الإثنين تزايد غضب الطلاب الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في العديد من الجامعات الأمريكية من حجب شهاداتهم مقارنة بنظرائهم الذين احتلفوا مؤخرًا بتخرجهم.


وقالت الصحيفة - في سياق تقرير، نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات قليلة في هذا الشأن - إن التعبير عن الرأي في الحرم الجامعي كلف هؤلاء شهاداتهم أو على الأقل لفترة من الوقت.

. ونقلت عن يوسف حصوة، وهو أحد الطلاب الأربعة في جامعة شيكاغو الذين تم حجب شهاداتهم في انتظار التحقيق معهم في مخيم الاحتجاج، قوله: "أربع سنوات من التعليم في الجامعة تنتهي بلا أي فائدة وعقد كامل من الدراسة في المدرسة الثانوية والكلية ضاع هباءً لأنني قررت التعبير عن الرأي".
ويقول الطلاب الذين تم حرمانهم من المنح والذين واجه بعضهم الاعتقالات والطرد والإيقاف وغيرها من الإجراءات التأديبية، إنهم أصبحوا في طي النسيان، بل وتم النظر إليهم كعبرة وبينما ينتظرون نتائج التحقيقات الجامعية، فإنهم يستعدون لمستقبل غامض قد يجعلهم في أسوأ السيناريوهات مثقلين بالديون ولن يكون لديهم أي درجة لإظهار ذلك.


ولكن على الرغم من أن المخاطر كبيرة، إلا أن العديد منهم أخبر مراسلو الصحيفة أن أيًا منهم لا يندم على دوره في احتجاجات الحرم الجامعي على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.


وقال ديفرون بيركس - وهو طالب في جامعة فاندربيلت تم اعتقاله وطرده بعد الاحتجاج من داخل مبنى الحرم الجامعي - "أخضع لهذه العقوبات ويجب أن أتحمل هذا الضغط، لكنه لا يمكن مقارنته بمحنة الفلسطينيين.. لست نادمًا على ذلك، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك أبدا".. وأضاف حصوة، الذي نشط في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، أنه تلقى رسالة بريد إلكتروني قبل حوالي أسبوع من تخرجه مفادها أنه لن يُمنح شهادته.


وتابع يقول " تلقيت مؤخرًا العديد من الشكاوى بخصوص معسكر الاحتجاج الأخير تشير أغلبها إلى مشكلات تتعلق بالسلوك التخريبي"، في حين أوضح أن جيريمي دبليو إينابينيت، العميدة المشاركة للطلاب، وجهت رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 24 مايو الماضي فيها أنه "نظرًا لحقيقة أنك ستخضع لتحقيق بشأن التزامك بالنظام التأديبي للسلوك التخريبي وبالتشاور مع رئيس الكلية، فلن يتم منحك شهادتك حتى يتم حل هذه المسألة".


وقالت إينابينيت إنه سيتم السماح لحصوة بالمشاركة في احتفالات التخرج وتعهدت بأن هذا التوجه قد يتغير إذا تلقت الجامعة أي تقارير أخرى عن سوء السلوك.


وأشارت "يو إس إيه توداي" - في تقريرها - إلى أن حصوة طالب علوم سياسية وله عائلة في الضفة الغربية ويشتبه في أن الجامعة خصته هو وثلاثة من زملائه لأنهم كانوا من بين مجموعة تم اعتقالها بتهمة التعدي على ممتلكات الغير لمشاركتهم في اعتصام مؤيد للفلسطينيين الشهر الماضي، وأدى الاعتقال إلى تحقيق جامعي استمر ثمانية أشهر وانتهى بتحذيرات للطلاب جميعها، في حين يخشى حصوة من عدم السماح لهم بالإفلات من العقاب مرة أخرى. 


وقال: "كل شيء أصبح على الطاولة مرة أخرى، ونحن مهددون بالطرد.. سنكون بلا درجات وعاطلين عن العمل وسنوضع في هذا الوضع المستحيل".. وبينما لم ترد الجامعة على أسئلة محددة حول الاعتقالات، إلا أنها قالت في بيان حول الإجراءات التأديبية إنه "يمكن منح الدرجات العلمية على وجه السرعة، اعتمادًا على القرار".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غضب الطلاب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين الجامعات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

انسحب بصمت كي لا تقتلك النهايات

 

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

تُحتِّم علينا الحياة أحيان على الانسحاب من حياة بعض البشر الذين نكن لهم وافر الاحترام والتقدير والمحبة، ليس لأنهم سيئين وكيف نصفهم بالسيئين ونحن أحببناهم وقدرناهم واحترمناهم فليس المعنى كالمغزى في حقهم.

المشكلة تقع بأنهم وللأسف لا يشعروننا بذلك الانسجام والاندفاع نحوهم، بل تكون ردة فعلهم تجاهنا باردة وكأننا أثقلنا عليهم وُدنا وأتعبناهم به، وما يحزننا أكثر هو لو أنهم صارحونا من البداية بأننا خارج دائرة اهتمامهم نظير أن يجعلوننا نعيش معهم جميل الأيام في سرابٍ مجهول ووعود باطلة وحكيٍ معسول مُثخن بالخيال والإهمال، فالأحلام أحيان تكون مُعلّقة حتى يصحو صاحبها من غفوته ويستفيق من غفلته ويعي بأنه غير مرغوب في حياة البعض.

وقد أخذنا الدروس والعبر من خلال حَدسنا الذي لم يخوننا يوما في تجاربنا السابقة في الحياة في شتى المجالات، واستنبطنا منه يقينًا بأنه على صواب تام وتعلمنا منه المُفيد، وهو الذي كشف لنا فجوة ذلك الفراغ بيننا وبينهم والذي اقترن برِدَّات فعلهم الغريبة والعجيبة والمؤلمة والكاذبة والمتكررة الصادرة منهم بالقول والفعل تجاهنا، والتي تأتينا على مراحل من خلال تعاملنا معهم لتصدمنا بهم، ولكننا نُبرئهم دائمًا منها ونقول بأنها مجرد تخيلات غير حقيقية ولا محل لها من الإعراب ونغض الطرف عنها كي لا نخسرهم، ونقنع أنفسنا غصبا عنها بالتعلق بهم وأنهم فعلا يُبادلوننا الاحترام والتقدير والود الصادق كما نُبادلهم به ويودوننا كما نودهم، والحقيقة هي أنها جُملة أوهام في أوهام لا تمت بأي صلة لمقام الود وتفاصيله ومعانيه وخِصاله الحميدة، مما جعل يقيننا نافذًا بأننا نعيش في وهم وخيال في حياتهم التي زينوها لنا بأقفاص من ذهب وهي في الحقيقة وللأسف أقفاص من القَش المُتهالك.

من غرائب بعض البشر أنهم بلا اكتراث بمشاعر الغير وتقديره لهم ونسوا بأن للإنسان كرامة وعِزّة نفس لا يمكن مُساومتها على حساب المشاعر؛ فالمشاعر تبقى مشاعر وكرامة النفس تبقى لها ما يصونها عن مذلة الغير، بل إنهم لا يفيد فيهم حجم وكمية الود الذي يُقدم لهم ولا أي من توابعه، ولو أهديت لهم عينيك فلن يفيد فيهم كونهم لا يبتغونك، فما كل قلبٍ يُشرى بالهدايا حتى ولو كانت الهدية هي عينيك، فهم كالشجرة التي تسقيها وتعتني بها وهي للأسف تنبت لك شوكًا مسمومًا.

إذن ما هو الحل في طريقة التعامل مع هذه الفئة من البشر؟ الحل هو أنك يجب أن تنسحب عنهم بهدوء وتدوس على مشاعرك ولو تألمت حينها من قسوة المشهد عندما تعي حجم الفجوة بينك وبينهم، وتحفظ كرامتك من جانب ومن جانب آخر تدعهم يعيشون في معمعتهم التي يمتهنونها ضد من أتاهم يحمل وده الصادق لهم، فلو لم تنسحب حينها فستبقى هي مسألة وقت فقط ليس إلّا وسينسحبون هم عنك عندما تتعمّق فيهم وسيتركونك تتألم وتُقاسي الأمرين، مُر العذاب كونك تودهم وتُقدرهم ومُر الهجر الذي سيُجرعونك من كأسه المُر وسيرمونك ضحية صدق مشاعرك تجاههم.

فأنت مهما أفضيت مشاعرك وودك تجاههم بكل طريقة ممكنة وشرحت وفصلت لهم حجم اندفاعك إليهم، فهم بالمقابل لا يودونك؛ بل ويعتبرونك ولا شيء بالنسبة لهم وأنك خارج دائرة اهتمامهم، فأنت لن تستطيع تغييرهم تجاهك بالقول والفعل الصادق، ولن تستطيع كسب ودهم تجاهك، ولن تستطيع زرع مشاعرهم بالقوة تجاهك، فهم عندما تتحدث معهم يُحدثونك حينها عن الود والمشاعر وعندما تُغادرهم أو تغلق مُحادثتك عنهم يقولون عنك ما بال هذا الغبي لا يفهم بأنه ثقيل على أنفسنا.

هم يعتبرونك وكما أسلفنا ولا شيء بالنسبة لهم، وبمجرد أنك أتيتهم تحمل ودك لهم وهم لم يأتوك فتحمل كمية الخذلان التي سيجلدونك بها؛ فأنت الخسران في معركتك معهم وأنت فقط الذي وددتهم وهم لم يودوك، وأنت الذي أحببتهم وهم لم يحبوك، وأنت الذي أشغلت فكرك وقلبك ومشاعرك بهم وهم لم ينشغلون بك بتاتا، ومهما حاولت فيهم فلن تجني منهم سوى الخذلان والإحباط والانكسار واستنزاف المشاعر في الفراغ، وحتمًا لن تجني عنباً من حقل الشوك الذي رميت نفسك فيه.

وخلاصة مقالنا هذا هو أن الانسحاب بهدوء عن ساحة البعض هو الحل الوحيد والأمثل عندما تجد نفسك خارج دائرة اهتمامهم، فالمنطق يقول إن الانسحاب من مكان لا تجد فيه مكانًا لك هو كرامة لنفسك، والانسحاب عن ناسٍ لا يعيرون لك اهتمام ولا تقدير هو مَعزّة لنفسك، والانسحاب من ساحة معركة تعلم أنها خاسرة هو حفظ لماء وجهك، وإنَّ لنفسك عليك حق مثلما لودك وتقديرك لنفسك حق عليك، ولكي لا تزعج الغير أوصيك بأن لا تشغلهم بك بتاتًا وتدعهم يعيشون حياتهم مع من يشتهون وعش انت حياتك مع من يفهمك ويقدرك ويحفظ كرامتك ومكانتك وصِدق مشاعرك لديه، فتعلّم يا صاحبي كيف تنسحب بهدوء وتترك الجمل بما حمل ولمن حُملت له حمولته سواك، فكرامتك لا تجرجرها في بلاويك لأن سقوطها ينهيك ولو كان الجسد حي.

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: “إسرائيل” معزولة مرة أخرى بسبب ابتعاد شركات الطيران وارتفاع تكاليف السفر الجوي
  • أمريكية وابنها يحصلان على الماجستير في اليوم نفسه
  • انسحب بصمت كي لا تقتلك النهايات
  • سباق تسلح عالمي.. طائرة أمريكية تحاول السعودية ودول أخرى الحصول عليها
  • بسبب احتجاج مؤيد للفلسطينيين.. جامعة كولومبيا الأمريكية توقف نحو 65 طالبا عن الدراسة
  • جامعة كولومبيا الأمريكية توقف نحو 65 طالبا عن الدراسة مؤقتا بسبب احتجاج مؤيد للفلسطينيين
  • جامعة كولومبيا توقف 65 طالبا بعد مشاركتهم في احتجاج مؤيد لفلسطين
  • توقيف أكثر من 65 طالبًا في جامعة كولومبيا بسبب تأييدهم لمناهضة "إبادة غزة"
  • صحيفة أمريكية: القوات المسلحة اليمنية أذلت 7000 جندي أمريكي
  • عاجل | وول ستريت جورنال: جامعة كولومبيا تعلق دراسة 65 طالبا شاركوا في احتجاج مؤيد للفلسطينيين داخل مكتبة الجامعة