أدت اضطرابات البحر الأحمر إلى ابتعاد سفن الشحن التجاري عن هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية، جراء الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تحت غطاء "نصرة غزة ودعم فلسطين".

ابتعاد السفن عن خط باب المندب- قناة السويس، أنعش عملية النقل الجوي، وسجلت معدلات الشحن الجوية خلال شهر مايو ارتفاعاً بلغ نحو 80%، مقارنة بذات الشهر في العام الماضي.

وهو معدل مرتفع يؤكد لجوء أصحاب البضائع للنقل الجوي لاستمرار أنشطتهم التجارية وتفادي التأخير وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري بسبب تصاعد أزمة البحر الأحمر والهجمات الحوثية.

وقال روجير بلوك، مدير تطوير المنتجات في شركة "ورلد إيه سي دي" (WorldACD) ومقرها في أمستردام، إن معدلات الشحن الجوي من الخليج العربي وجنوب آسيا إلى أوروبا ارتفعت 80% تقريباً في مايو مقارنة بالعام السابق. وكان هذا ارتفاعاً هائلاً إذا ما قورن بمتوسط الزيادة العالمية في المعدلات البالغة نحو 3% خلال الفترة نفسها.

في حين قالت ترين نيلسن، المدير الأول ورئيس قسم المحيطات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة التكنولوجيا اللوجستيات "فليكسبورت" إن الشحن الجوي بات وسيلة النقل الأكثر تكلفة أيضا، بسبب تأثيرات الأزمة في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن بعض أصحاب البضائع "يتوقعون أن تستمر أزمة البحر الأحمر لفترة أطول".

ويؤكد مسؤولون في شركات الشحن البحري أن عودة التوازن في توريد البضائع عبر البحر الأحمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في ظل استمرار اضطراب الأوضاع في المنطقة، مؤكدين استمرار تجنب مرور السفن التجارية من الممر البديل "رأس الرجاء الصالح" لتفادي الهجمات الحوثية رغم التكاليف الكبيرة في السير بهذا الممر الأطول.

وأكد رولف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة "هاباغ لويد" خامس أكبر شركة نقل للحاويات في العالم ومقرها في ألمانيا، أنه لا يمكن لأحد أن يخمن كم من الوقت سيستغرق النظام المترابط للعودة إلى التوازن في عمليات الشحن البحري، لافتاً في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ": "قد يستمر الأمر لشهرين آخرين إذا لم يتحسن الوضع في البحر الأحمر".

وبينما تبحر السفن حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، فإن جداولها غير المتوقعة تؤدي إلى ازدحام الموانئ الآسيوية الكبرى، مما يحدث نقصاً في الحاويات الفارغة في بعض الأماكن، وتكدسها في أخرى. وأصبحت أوقات التسليم إلى الولايات المتحدة وأوروبا أطول، وأسعار الشحن آخذة في الارتفاع.

ويؤكد خبراء الملاحة أن العالم بدأ بتحمل أعباء ومصاعب اقتصادية مفتعلة، وأن سلاسل التوريد تضررت بشكل كبير بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب، لافتين إلى أن التداعيات الاقتصادية آخذة في الاتساع.

وأشارت حسابات شركة "سي-إنتيليجنس" (Sea-Intelligence) المتخصصة في البيانات والاستشارات البحرية ومقرها في كوبنهاغن، إلى أن إعادة التوجيه في الممر الملاحي من البحر الأحمر أدى إلى زيادة متوسط الحد الأدنى لزمن العبور بنحو 40% إلى البحر المتوسط من آسيا، و15% إلى شمال أوروبا. وهو ما ضاعف تكلفة شحن الحاويات ويؤرق التجارة العالمية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر الشحن الجوی

إقرأ أيضاً:

أسياد تحقق نمو مستدام في صافي الأرباح بنسبة 55%

العُمانية: حققت مجموعة أسياد خلال عام 2024 مزيدًا من التوسع في خدماتها اللوجستية الدولية ونموّ عملياتها التشغيلية في أسواق جديدة وتعزيز محفظتها التجارية في استثمارات استراتيجية، والمضي بخطى ثابتة في تنفيذ استراتيجيتها لتكون في قلب المشهد اللوجستي العالمي باعتبارها مزودًا عالميًّا للحلول اللوجستية المتكاملة.

ووضحت مجموعة أسياد في تقريرها السنوي أن عام 2024 مثَّل محطة تحول بارزة في مسيرة المجموعة؛ إذ أتمّت أول استحواذ دولي، ما أسهم في توسيع نطاق عملياتها عالميًّا، لتصل خدماتها إلى أكثر من 90 منطقة جغرافية حول العالم.

ويجسد هذا الإنجاز التزامها ببناء شبكة لوجستية عالمية تربط سلطنة عُمان بدول العالم، ويعكس فعالية استراتيجياتها وكفاءة فرقها لتختم عام 2024 بأداء مالي مستدام ونمو متسارع في الأعمال.

وتوجت مجموعة أسياد نتائجها المالية بتسجيل معدل نمو سنوي مركّب للإيرادات بنسبة 17 بالمائة منذ عام 2016م، كما حققت نموًّا مستدامًا في صافي الأرباح بنسبة 55 بالمائة، ما يعكس التزامها بتعزيز أدائها المالي وتحقيق النمو المستدام، لتحافظ المجموعة على أدائها المالي في عام 2024، ما يعكس قدرتها التنافسية في السوق العالمية.

وبلغت إيرادات المجموعة في عام 2024 نحو 493 مليون ريال عُماني ما يعادل 1.28 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 6 بالمائة عن عام 2023، وحققت صافي أرباح بقيمة 52.8 مليون ريال عُماني (137.3 مليون دولار أمريكي).

كما شكل عام 2024 محطة رئيسة في استقطاب المشروعات والاستثمارات إلى سلطنة عُمان، حيث جذبت مناطقها الحرة والاقتصادية استثمارات بلغت 2.41 مليار ريال عُماني (6.26 مليار دولار أمريكي)، مسجلة نموًّا بنسبة 133 بالمائة مقارنة بعام 2023.

وشهد عام 2024 انطلاق تنفيذ أحد أبرز المشروعات في المناطق الحرة، والمتمثل في المرحلة الأولى من المنطقة الحرة بمطار مسقط، التي تُعد الأولى من نوعها في سلطنة عُمان، ومن المتوقع أن تصبح مركزًا استراتيجيًّا لجذب المستثمرين الإقليميين والدوليين، ما يعزز مكانة سلطنة عُمان باعتبارها وجهة استثمارية لوجستية عالمية.

وشهدت الموانئ والأرصفة المشغلة من قبل موانئ أسياد نموًّا ملحوظًا في عمليات المناولة؛ إذ ارتفعت مناولة البضائع العامة بنسبة 12 بالمائة فيما سجلت مناولة الحاويات نموًّا بنسبة 38 بالمائة مقارنة بعام 2023، ما يعكس كفاءة عملياتها وقدرتها على الاستجابة للطلب المتزايد في القطاع اللوجستي.

وواصلت المجموعة جهودها في رفع تنافسية موانئ سلطنة عُمان من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لميناء صلالة إلى 6.5 مليون حاوية نمطية، ما يعزز قدرته على استيعاب المزيد من حركة التجارة الدولية.

كما وقعت المجموعة على اتفاقية امتياز لتطوير وتوسعة ميناء السويق، إلى جانب دراسة الاستثمارات المستقبلية في ميناء السلطان قابوس، في إطار خططها لتطوير البنية الأساسية اللوجستية وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز رئيسي للتجارة العالمية.

وفي قطاع النقل البحري، شهد أسطولها توسعًا استراتيجيًا، ليضم أكثر من 90 سفينة متعددة الاستخدامات تصل إلى أكثر من 200 ميناء تجاري عالمي في مختلف القارات، ما عزز قدرتها على دعم التجارة الدولية وربط الأسواق العالمية بكفاءة عالية، كما نجحت في تقليل الانبعاثات الكربونية لأسطولها بنسبة 6 بالمائة، دعمًا للتحول نحو طاقة نظيفة ومستدامة.

وفي قطاع إصلاح وصيانة السفن، استطاعت أسياد للحوض الجاف، إكمال 232 مشروعًا، وقد أسهم ذلك في تعزيز قدرتها التنافسية عالميًّا، وفتح فرص جديدة للتعاون مع عملاء دوليين من أسواق جديدة، عبر تقديم خدمات إصلاح وصيانة السفن وفق أعلى المعايير الدولية.

وفي قطاع الخدمات اللوجستية، واصلت أسياد اللوجستية تحقيق نموّ متسارع، مدعومًا بالاستحواذ على شركة "سكاي بريدج" لحلول الشحن، ما عزز كفاءة عملياتها واستفادتها من مكاتبها المنتشرة في أكثر من 90 منطقة جغرافية حول العالم.

وقد أسهم ذلك في تحقيق ارتفاع كبير في أحجام خدمات وكلاء الشحن عبر مختلف المنافذ مقارنة بعام 2023، بلغت 349 بالمائة عبر المنافذ البحرية، و198 بالمائة عبر المنافذ البرية، و160 بالمائة عبر المنافذ الجوية، ما يعكس قوة شبكتها اللوجستية وقدرتها على تلبية احتياجات العملاء بكفاءة ومرونة.

وفي مشروع السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة، بدأت "حفيت للقطارات" الأعمال التحضيرية وتعمل على تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي بقيادة كفاءات وطنية من البلدين الشقيقين، لتطوير منظومة النقل وتعزيز التكامل اللوجستي في المنطقة.

وفي إطار استراتيجيتها العالمية، واصلت تعزيز وجودها في 22 مدينة دولية، ووسعت حضورها في أسواق جديدة، وتطوير أسطولها البحري، وإدارة وتشغيل محطات بحرية جديدة، كما ركزت على رفع كفاءة العمليات في الحوض الجاف، إلى جانب توسيع شبكتها التخزينية التي نمت من ثلاثة مستودعات محلية إلى 11 مستودعًا إقليميًّا.

وتم خلال عام 2024 انضمام 122 بحارًا عُمانيًّا إلى أسطول أسياد البحري، في خطوة تعكس دعمها المتواصل لقطاع النقل البحري العُماني، وتمكنت من توفير 619 وظيفة جديدة.

مقالات مشابهة

  • أسياد تحقق نمو مستدام في صافي الأرباح بنسبة 55%
  • نشاط مكثف بموانئ البحر الأحمر: تداول 14 ألف طن و878 شاحنة بضائع متنوعة
  • أخبار العالم| ترامب يقرر فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على الواردات الكندية.. نتنياهو يعلن اقتراب اتفاق غزة.. والأمم المتحدة تحذر من تداعيات بيئية جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • “أسبيدس” ترفع تقييم المخاطر للسفن المرتبطة بـ “إسرائيل” في البحر الأحمر إلى “حرج”
  • الحصبة تعود إلى أميركا.. أعلى حصيلة منذ ثلاثة عقود وتحذيرات من فقدان السيطرة
  • شركة أمريكية تتحدث عن تأثر النفط الخام بهجمات الحوثيين على السفن قبالة اليمن
  • تداول 18 ألف طن شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تطورات خطيرة في باب المندب.. حركة السفن تتراجع وسط تصاعد التوترات
  • واشنطن تتعهد بحماية الملاحة ومواجهة القرصنة الحوثية
  • الصين ترد على أزمة الليزر في البحر الأحمر