نتنياهو: مستعدون لعملية عسكرية "قوية جدا" في الشمال
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن بلاده مستعدة لشن عملية عسكرية "قوية جدا" في الشمال، في إشارة إلى المواجهة مع "حزب الله" اللبناني.
ومنذ الأحد، اجتاحت شمالي إسرائيل حرائق غابات أشعلها سقوط صواريخ ومسيّرات أطلقها "حزب الله"، ضمن قصف يومي متبادل مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبعد زيارته مستوطنة كريات شمونة، إحدى مناطق الحرائق قرب الحدود مع لبنان، قال نتنياهو عبر منصة "إكس": "مستعدون لعملية قوية جدا في الشمال".
وتتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، بينها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر الماضي لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عبر بيان الأربعاء وصلت الأناضول نسخة منه، أن نتنياهو "زار معسكر غيبور في كريات شمونة هذا الصباح".
وأضاف أنه "تلقى إحاطة من قائد اللواء 769 العقيد أفراهام مرتسيانو وقائد منظومة الجبهة الداخلية التابعة لقيادة المنطقة الشمالية، العميد (احتياط) ألون فريدمان".
وركزت الإحاطة على " الأوضاع العملياتية، وآخر الأحداث في المنطقة، وإدارة المعركة وإجراءات الدفاع عن بلدات وسكان المنطقة الشمالية"، وفق البيان.
وتابع أنه "تم عرض عمليات اللواء وقيادة المنطقة الشمالية ضد البنى التحتية والمسلحين التابعين لحزب الله في جنوبي لبنان".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ لبنانية في الجنوب.
كما زار نتنياهو، حسب البيان، "نقطة مراقبة (في كريات شمونة)، حيث التقى فرق الإطفاء ووحدة الاستعداد والحراسة المحلية، وتلقى إحاطة حول الحرائق التي اندلعت خلال الأيام الأخيرة، وجهود الإطفاء".
وقال نتنياهو: "في بداية الحرب كنا نقول إننا سنعيد الأمن إلى المنطقتين الجنوبية (غزة) والشمالية (لبنان)، وهو ما سنفعله".
وأردف: "أتواجد هنا مع رجال الإطفاء. لقد احترقت الأرض هنا أمس ويسرني أنكم تمكنتم من إخمادها، لكن الأرض احترقت في لبنان أيضا (...) جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية في الشمال".
والأربعاء، أفادت إذاعة الجيش بأن الحكومة قررت السماح باستدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي، استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن الجيش ينتظر قرارا من الحكومة لجعل المواجهة مع "حزب الله" ساحة لحرب رئيسية، تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على غزة إلى "ساحة معارك ثانوية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی الشمال حزب الله
إقرأ أيضاً:
صراع الحياد والولاء في ظل التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. هل ينزلق لبنان لحرب جديدة؟
مع تصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران، بات لبنان يجد نفسه أمام اختبار جديد لسياسته الخارجية القائمة على "النأي بالنفس"، وسط قلق متزايد من انزلاقه لمواجهة عسكرية جديدة بعد إعلان جماعة "حزب الله" انحيازها لإيران وعدم وقوفها على الحياد.
وبحسب وكالة "الأناضول" فإنّ: "هذا القلق يأتي بينما لم يطوِ لبنان بعد صفحة العدوان الإسرائيلي الذي اندلع في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، مخلفا أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح ودمار واسع".
وتابعت الوكالة، عبر تقرير لها: "رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إلا أن إسرائيل ارتكبت آلاف الخروقات له، خلّفت ما لا يقل عن 216 قتيلا و508 جرحى، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية".
وأضافت: "ينقسم الموقف اللبناني بين تصريحات رسمية تتمسك بعدم التورط في حرب إسرائيل على إيران والتزام الحياد، وخطاب عسكري يفتح الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة جديدة"؛ فيما تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، منذ 13 يونيو، عدوانا، على إيران، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.
من جهتها، ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه عمق الاحتلال الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
إلى ذلك، قال الصحفي طوني عيسى، في حديثه لـ"الأناضول"، إنّ: "بلاده تعيش حالة من الترقب إزاء تطور العدوان الإسرائيلي على طهران"، متابعا: "حتى الآن لم تظهر النتائج أو الترددات المحتملة على المنطقة ككل وعلى لبنان".
"لذلك يبقى هناك مجال للانتظار لأي سيناريوهات سوف يقبل عليها الوضع العسكري، والوضع السياسي بين إيران وإسرائيل وبين إيران والولايات المتحدة والغرب إذا دخلت قوات أخرى في مرحلة لاحقة" بحسب عيسى. وهو ما جعل المحلل السياسي اللبناني، توفيق شومان، يتّفق معه بالقول: "البلاد تعيش حالة ترقب ناجمة عن العدوان الإسرائيلي على إيران".
وأوضح شومان، في حديثه لـ"الأناضول" أنّ: "هذا الترقب ممتزج بمسار الحرب ونتائجها"، مشيرا إلى: "وجود مخاوف من توسيع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، خصوصا أن تل أبيب لم تلتزم بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي".
أما الصحفي والمحلل السياسي قاسم قاسم، فقال لـ"الأناضول" إنّ: "الحرب الإسرائيلية على إيران قد انعكست سلبا على القطاع الاقتصادي بلبنان، إذ أثرت على الموسم السياحي الذي كان ينتظره البلاد في هذا الصيف".
أيضا، أورد التقرير أنه: "على غرار الدول المحيطة، تأثرت حركة الملاحة الجوية في بيروت بسبب الصواريخ الإيرانية حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها الجوية من وإلى مطار بيروت، كما أُعيد جدولة مواعيد رحلات أخرى لأسباب أمنية".
ومضى بالقول إنّه: "في لبنان، تتباين المواقف إزاء الانحياز إلى إيران من عدمه، حيث يؤكد الموقف الرسمي على سياسة "النأي بالنفس"، إلا أن "حزب الله" أعلن انحيازه لطهران. وصدر الموقف الرسمي من هذه الحرب عن كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري".
وأكّد عون في 16 حزيران/ يونيو الجاري، على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإبعاد لبنان عن الصراعات التي لا شأن له بها، معربا عن أمله في ألا يؤثر الوضع الإقليمي على الفرص المتاحة أمام لبنان. فيما دعا أيضا، المجتمع الدولي، إلى التحرك فوراً لمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافها.
أما سلام فقد شدد على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". بينما قال بري إن "لبنان لن يدخل الحرب 200 بالمئة وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعماً".
وفي آخر تصريح لأمين عام "حزب الله" نعيم قاسم، قال إننا "لسنا على الحياد في حزب الله بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها وبين باطل أميركا وعدوانها، ونتصرفُ بما نراه مناسبا في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران".