أعاد التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، المخاوف الدولية حول "السلاح الفتاك" في العالم وسيناريوهات اتساع رقعة امتلاكه من قبل أطراف جديدة، إلى جانب وجود خشية من حدوث تسرب إشعاع نووي، نتيجة استهداف المنشآت النووية.

ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على زيادة الحشود الدولية وإقناع الولايات المتحدة بالتدخل في المواجهة العسكرية مع إيران، بهدف تدمير مفاعل "فوردو" الإيراني، الذي يعد من أبرز المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها تحصينا، وتقع داخل نفق أسفل جبل قرب مدينة "قم" على عمق يراوح بين 80 و90 مترا تحت الأرض.



وتروّج تل أبيب رواية مفادها أن طهران تسعى لامتلاك "القنبلة النووية"، وهو ما تنفيه إيران وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي، فيما تحدثت تقارير عن امتلاك الاحتلال الإسرائيلي للسلاح النووي رغم عدم تأكيد ذلك رسميا؛ فما هو السلاح النووي الذي يثير جميع هذه المخاوف الكبيرة؟

⬛ هو سلاح تدمير فتاك يستخدم عمليات التفاعل النووي، ويعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار النووي أو الاندماج النووي؛ ونتيجة لهذه العملية تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية.



⬛ بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير أو إلحاق أضرار فادحة بمدينة بكاملها، وقتل مئات الآلاف من سكانها.

⬛ تعد الأسلحة النووية أسلحة دمار شامل ويخضع تصنيعها واستعمالها إلى ضوابط دولية حرجة.

تطور القنبلة النووية
تم تطوير القنبلة وتصنيعها واختبارها من قبل ما سمي مشروع مانهاتن، والذي كان مشروعا أمريكيا ضخما تشكل عام 1942 في خضم الحرب العالمية الثانية، وضم أبرز علماء الفيزياء في الولايات المتحدة مثل أنركي فيرمي، وروبرت أوبنهايمر، والكيميائي هارولد أوري.



بعد الحرب العالمية الثانية قامت هيئة الطاقة النووية في الولايات المتحدة بإجراء أبحاث على القنابل الهيدروجينية، وتدريجيا بدأ إنتاج قنابل نووية أصغر حجماً بكثير من القنابل النووية الأولية التي كانت ضخمة الحجم، وبدأت عملية تركيب رؤوس نووية على الصواريخ التقليدية التي يمكن إطلاقها من على منصات متحركة أو من على سطح البحر وحتى من تحت أعماق المحيطات.

التفجير الأول
شهدت الحرب العالمية الثانية تطورا لافتا لهذه القنبلة، والتي تستمد قوتها التفجيرية من الانشطار النووي من يورانيوم-235، وكان قصف هيروشيما هو ثاني تفجير نووي صناعي في التاريخ.

يعود التفجير الأول الذي أجراه الجيش الأمريكي بغرض التجربة، وكجزء من مشروع مانهاتن، إلى تاريخ 16 تموز/ يوليو لعام 1945 في صحراء جورنادا ديل ميرتو على بعد 56 كيلومتر جنوب شرق مدينة سوكورو نيومكسيكو.



لم يكن يوجد في تلك المنطقة سوى بيت ريفي وبنايات تابعه له والتي استخدمها العلماء كمختبر لاختبار مكونات القنبلة، الاسم الرمزي «ترينيتي» تم اختياره من قبل روبرت أوبنهايمر، مدير مختبر لوس ألاموس الذي استلهم الاسم من إحدى قصائد جون دون.

أُعلن أن موقع الاختبار معلم تاريخي وطني في عام 1965، وأُدرج في السجل الوطني للأماكن التاريخية في الولايات المتحدة في السنة التالية.

التفجير القاتل
اعتمد قصف هيروشيما على اليورانيوم لأول مرة بغرض التفجير، وحوّلت القنبلة النووية التي تزن 600 ملليغرام فقط من اليورانيوم إلى طاقة للتدمير، وانفجرت بقدرة تدميرية تعادل ما بين 13 و18 كيلوطن من مادة تي إن تي، وقتلت ما يقرب من 140 ألف شخص.

لم يُخْتَبَر هذا التصميم في موقع الاختبار ترينيتي، على خلاف قنبلة البلوتونيوم (فات مان) الأكثر تعقيداً، التي اُخْتُبِرَت. وكانت الكمية المتاحة من اليورانيوم المخصب في هذا الوقت ضئيلة جدا، لذلك لم يتم إجراء اختبار عليها.



اُستُعمِلَت القنبلة الذرية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتيهما أثناء الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان في أواخر أيام الحرب، وأوقعت الهجمة النووية على اليابان أكثر من 120 ألف شخص معظمهم من المدنيين وذلك في نفس اللحظة.

كما أدت إلى مقتل ما يزيد عن ضعفي هذا الرقم في السنوات اللاحقة نتيجة التسمم الإشعاعي أو ما يعرف بمتلازمة الإشعاع الحادة الناتج عن التلوث الإشعاعي، انتقدت الكثير من الدول الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي إلا أن الولايات المتحدة زعمت أنها أفضل طريقة لتجنب أعداد أكبر من القتلى إن استمرت الحرب العالمية الثانية فترة أطول.

وبحسب تقديرات هيئات الرقابة النووية، فقد وقع منذ الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي وحتى وقتنا الحاضر؛ ما يقارب 2000 انفجاراً نووياً كانت بمجملها انفجارات تجريبية واختبارات قامت بها الدول الثمانية التي أعلنت عن امتلاكها لأسلحة نووية وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السلاح العالم إيران القنبلة النووية إيران امريكا العالم السلاح القنبلة النووية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب العالمیة الثانیة الولایات المتحدة القنبلة النوویة

إقرأ أيضاً:

6 طائرات شبح تقلع من الولايات المتحدة!

صراحة نيوز- أفادت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية بأن ست قاذفات من طراز “بي-2” انطلقت من الولايات المتحدة نحو جزيرة غوام في المحيط الهادئ، بحسب بيانات تتبع الرحلات الجوية.

وتُعد هذه القاذفات الوحيدة القادرة على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات “GBU-57” أو ما تعرف بـ”أم القنابل”، المصممة خصيصاً لاختراق المنشآت المحصنة مثل المنشأة النووية الإيرانية في فوردو.

تُعرف القنبلة رسمياً باسم “GBU-57 E/B” أو “MOP”، ووصفتها القوات الجوية الأميركية بأنها مصممة لتدمير أسلحة دمار شامل في مواقع شديدة التحصين، وهي ما يُعرف أيضًا بقنابل اختراق التحصينات (bunker-buster).

وتُعد منشأة فوردو، المبنية داخل جبل وعلى عمق كبير تحت الأرض، من الأهداف المحتملة لهذا النوع من السلاح، وسط تحذيرات من أن بقاء هذه المنشأة سليمة قد يسرّع من برنامج إيران النووي، وهو ما تسعى إسرائيل لوقفه.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أنه سيتخذ قرارًا خلال أسبوعين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، في ظل تذبذب تصريحاته بين التلويح بالعمل الدبلوماسي أو الانخراط العسكري.

يُذكر أن المواجهة اندلعت في 13 يونيو بهجوم جوي إسرائيلي على إيران، وسط تصاعد التوتر في المنطقة منذ الحرب على غزة أواخر 2023. وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، بينما إيران تنفي سعيها لامتلاكها، مؤكدة سلمية برنامجها النووي وعضويتها في معاهدة حظر الانتشار النووي، في حين تبقى إسرائيل خارج هذه المعاهدة.

مقالات مشابهة

  • 6 طائرات شبح تقلع من الولايات المتحدة!
  • باراك يستبعد إمكانية تدمير النووي الإيراني بمساعدة الولايات المتحدة.. لم تفز بأي حرب
  • تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"
  • خامنئي يعلن إسرائيل تُعاقب الآن..وغروسي يحذر من تقارير 45 دقيقة حول الهجوم وتضارب المعلومات حول قرار صنع القنبلة النووية في إيران
  • روسيا تحذر أميركا من "تطور كارثي".. لا تعبثوا بالنار النووية
  • خبير عسكري: خيار وحيد لا تملكه إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية
  • تعرف على عدد التذاكر التي باعها الفيفا لبطولة كأس العالم للأندية
  • "أم القنابل".. السلاح الأميركي الوحيد القادر على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية
  • القنبلة الخارقة للتحصينات.. ماذا نعرف عن سلاح تطلبه إسرائيل من أمريكا لضرب جوهر برنامج إيران النووي؟