صحيفة: حزب الله يجبر الشركات بشمال إسرائيل على الإغلاق أو الانتقال
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
يواجه القطاع الصناعي في شمال إسرائيل تحديات غير مسبوقة، تتفاقم بسبب الحرائق واسعة النطاق التي زادت من تعقيد الوضع المتردي بالفعل جراء التوترات العسكرية في الشمال مع حزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية إن المراكز الصناعية الرئيسية تنتقل بشكل متزايد إلى مناطق أخرى، كما أن استقرار القوى العاملة في المصانع الشمالية بات أقل من 50%.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد السخط المحلي، ونقلت عن مصادر محلية قولها إنه "ليس لدينا أي اتصالات مع هيئات الدولة".
وتذكر الصحيفة أن حريقا وقع مؤخرا بالقرب من كيبوتس "عميعاد" شمال إسرائيل، أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بأحد المواقع الأربعة لمحاجر كفار جلعادي.
وتشكل محاجر كفار جلعادي، المملوكة لكيبوتس الشمال، جزءا كبيرا من نشاطه الاقتصادي، ويعمل بها بشكل مباشر حوالي 170 عاملا، مع عدد مماثل من العمال المتعاقدين، وفقا لصحيفة كالكاليست.
وتقوم المحاجر بتزويد منتجات مثل الحصى والخرسانة والإسفلت ومسحوق الحجر الجيري المستخدمة كمواد أولية في الصناعات المختلفة، بما في ذلك تحصين الحدود الشمالية، وفقا للمصدر ذاته.
وأدى الجمع بين الطقس الحار والجاف مع قصف حزب الله المتكرر والهجمات الصاروخية عبر مناطق واسعة في الجليل إلى زيادة الحرائق وتفاقم الوضع لدى سكان الشمال.
وتؤكد كالكاليست أن المنشآت الصناعية في المنطقة تعاني من نقص حاد في العمالة، بسبب الإخلاء المكثف لعشرات الآلاف من السكان في الأسابيع الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة من المستوطنات القريبة من الحدود.
وتقول الصحيفة إنه بالإضافة إلى النقص المستمر في العمالة، فإن عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من لبنان تعطل بانتظام خطوط الإنتاج في المصانع التي لا تزال تعمل تحت النيران.
وتنقل كالكاليست أن المصانع الموجودة بالمستوطنات القريبة من الحدود، يواجهون مشكلة يومية تتمثل في استقرار القوى العاملة، كما يواجه العمال معضلة صعبة بين المخاطرة بحياتهم من خلال القدوم إلى أماكن خطرة أو المخاطرة بسبل عيشهم.
ونقلت عن مسؤولي شركات مخاوفهم من أن تفقد المصانع المملوكة لشركات أجنبية صبرها، وتنقل عملياتها إلى أماكن أخرى في العالم، بسبب الأزمة الأمنية المستمرة في الشمال.
ومن بين الشركات التي اضطرت إلى نقل أنشطتها بسبب المواجهات في الشمال -وفقا لكالكاليست- شركة "إلبيت سيستمز"، التي تمتلك موقعين إنتاجيين في مستوطنتي كريات شمونة وتل حاي.
وتم نقل الإنتاج في مصنع أنظمة الاتصالات التابع لها في تل حاي، والذي يعمل فيه حوالي 300 عامل، إلى مواقع بديلة في مناطق شارون ووسط إسرائيل منذ عدة أشهر، وفق ما ذكرت الصحيفة.
ومنذ بداية الحرب، اضطرت شركة رافائيل أيضا إلى نقل الأنشطة التي كانت تحتفظ بها في مصنع بالقرب من شلومي إلى منطقة خلفية أكثر، بسبب المواجهات المستمرة مع حزب الله اللبناني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
طالبت منظمة "ترايال إنترناشيونال" غير الحكومية، في سويسرا، السلطات الفيدرالية بفتح تحقيق رسمي في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة أمريكية حديثة النشأة بدعم مباشر من واشنطن، تخطط لتولي إدارة توزيع المساعدات في غزة، رغم اعتراض الأمم المتحدة التي قالت إنها لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة اعلان
وأعلنت المنظمة السويسرية أنها قدّمت في 20 أيار/مايو طلبًا إلى هيئة الرقابة الفيدرالية على المؤسسات، أعقبته في 21 أيار/مايو بطلب آخر إلى وزارة الخارجية السويسرية، للتحقق مما إذا كانت مؤسسة GHF تمتثل للقانون السويسري والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما في ظل استخدامها المرتقب لشركتين أمنيتين أمريكيتين ضمن عملياتها الميدانية.
وقال فيليب غرانت، المدير التنفيذي لمنظمة ترايال إنترناشيونال، في تصريح لوكالة رويترز: "نحن نطلب من سويسرا أن تمارس التزامها الخاص بموجب اتفاقيات جنيف باحترام القانون الإنساني الدولي... هناك قضايا خطيرة للغاية على المحك".
كما طالبت المنظمة وزارة الخارجية السويسرية بتوضيح ما إذا كانت مؤسسة GHF قد حصلت على تصريح لاستخدام شركات أمن خاصة لتوزيع المساعدات، وما إذا كانت السلطات وافقت على هذه الإجراءات غير المسبوقة ضمن السياق الإنساني السويسري.
تواجه مؤسسة GHF انتقادات حادة من منظمات دولية، إذ أعربت الأمم المتحدة عن رفضها الخطة المعلنة لتوزيع المساعدات، معتبرة أنها "لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة الإنسانية"، محذّرة من أنها "ستؤدي إلى مزيد من النزوح وتعرض آلاف المدنيين للخطر".
ورغم ذلك، تؤكد مؤسسة GHF أنها "تلتزم بصرامة بالمبادئ الإنسانية"، وتنفي أي نية في دعم عمليات نقل قسري للمدنيين. وذكرت المؤسسة أنها تأمل في بدء عملياتها في غزة قبل نهاية أيار/مايو الجاري، عقب محادثات مع مسؤولين إسرائيليين سمحت مؤقتًا باستئناف إدخال المساعدات، بانتظار إنشاء "مواقع توزيع آمنة" تشرف عليها فرق المؤسسة.
Relatedبينهم رضيع عمره أيام وطفل لم يتجاوز السنتين.. غارات إسرائيلية تقتل العشرات في غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟لا ماء ولا طعام.. آلاف الفلسطينيين يصارعون الجوع والعطش والخوف في قطاع غزةوبحسب وثائق رسمية صادرة عنها، تستهدف المرحلة الأولى من خطة GHF إيصال المساعدات إلى 1.2 مليون فلسطيني، مع توسيع القدرة لاحقًا لتصل إلى أكثر من مليوني شخص.
وتشمل الخطة توزيع 300 مليون وجبة معلبة خلال التسعين يومًا الأولى، بتكلفة تُقدّر بـ1.30 دولار أمريكي للوجبة الواحدة، تغطي خدمات النقل والتخزين والتوزيع والأمن. كما تتضمن توفير مستلزمات النظافة والإمدادات الطبية عبر آليات مراقبة صارمة.
مساعدات "بالقطّارة"تأتي هذه التطورات فيما لا تزال غزة تخوض معركة يومية من أجل البقاء، وسط تحذيرات متصاعدة من خطر المجاعة الواسعة النطاق. ورغم أن السلطات الإسرائيلية استأنفت مؤخرًا إدخال المساعدات إلى غزة بعد حصار دام 11 أسبوعًا، إلا أن الإمدادات تدخل إلى القطاع بـ"القطّارة"، فتبقى عاجزة بذلك عن تلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وجّه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن "شعب غزة يواجه خطر المجاعة والعالم يتفرّج"، داعيًا الدولة العبرية إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وأفاد غوتيريش بأن إسرائيل سمحت فقط بدخول 50 شاحنة مساعدات، في وقت تنتظر فيه 400 شاحنة أخرى العبور إلى القطاع. وأكد أن هذا الرقم "ضئيل للغاية" ولا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات، مشددًا على ضرورة "تدفق كبير وثابت للإمدادات الإنسانية" لتفادي كارثة وشيكة.
ويحذر مسؤولون أمميون ومنظمات إغاثية من أن القطاع المحاصر يقف على مشارف "موت جماعي صامت"، ما لم يُسمح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود خلال الأيام المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة