كولومبيا تطالب بفرض قيود على مبيعات الفحم لدولة الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أوصت وزارة التجارة في كولومبيا، بفرض قيود على مبيعات الفحم لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ نيوز، الخميس، عن وثيقة داخلية ومصدر مطلع في الوزارة.
وأضافت الوكالة أن الوزارة تسعى إلى استصدار قيود على شحنات الفحم من لجنة للتعريفات الجمركية والتجارة الخارجية.
وارتفعت نبرة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي عالميا مع استمرار الحرب الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، وسط حالة عجز الاحتلال عن تحقيق أي إنجاز يذكر على أرض الواقع.
في مقال نشر في صحيفة ذي ماركر العبرية، قال الكاتب سامي بيرتس إن العالم يفقد صبره بسبب الحرب في غزة، بعض الدول بدأت في الإعلان عن اتخاذ خطوات ضد إسرائيل: الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، فرض قيود على التصدير إلى إسرائيل، إلغاء مشاركة إسرائيل في مؤتمرات ومعارض دولية.
وأضاف بيرتس أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية لا يوجد لها أي إنجاز فقط سلسلة طويلة من الإخفاقات والأضرار في كل المجالات، السياسي والأمني والاقتصادي – الاجتماعي، عندما سئل كل من رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الاقتصاد ماذا سيفعلون مثلا من أجل وقف غلاء المعيشة الرهيب، هم تمتموا بشيء ما حول الإصلاحات، "ما هو جيد لأوروبا جيد لإسرائيل"، الأمر الذي سيسمح بالاعتماد على المعايير الأوروبية بدون نقل المنتجات المستوردة من هناك في طريق آلام بيروقراطية.
وتابع كاتب المقال، "عندما صادقت الحكومة في آذار 2023 على الإصلاحات وعلى هذا الشعار لم تقدر بأنه بعد مرور سنة ستواجه تسونامي من القرارات الأوروبية التي ستضر باقتصاد إسرائيل وبمكانة الدولة في أعقاب الحرب في غزة، مؤخرا تنزل على إسرائيل كل يوم بشرى تعمل على تآكل ما أطلقت عليه حتى قبل فترة قصيرة "الدولة الناشئة"، التي كانت مغناطيسا يجذب الاستثمارات من أرجاء العالم. أي بشرى كهذه تضاف إلى البشائر الأخرى وتخلق الشعور بأن الشركات الدولية والدول الأوروبية تشعر بالحاجة إلى معاقبة إسرائيل أو الابتعاد لمسافة معينة عنها.
وأشار بيرتس إلى اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا في الأسبوع الماضي بالدولة الفلسطينية. ودول أخرى في أوروبا تفحص خطوة هذه الدول ويمكن أن تحذو حذوها. وفي خطوة خطيرة أعلنت الحكومة في جزر المالديف بأنها ستحظر دخول الإسرائيليين إليها على خلفية الحرب في غزة.
وأضاف: في مجال الاقتصاد فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرض مقاطعة على تصدير البضائع والمواد الخام إلى إسرائيل. هذا الأمر لم يكن مفاجئا على ضوء عدائه لإسرائيل. الأمر المفاجئ هو قرار فرنسا إلغاء مشاركة إسرائيل في معرض السلاح الذي سيعقد هناك بعد ثلاثة أسابيع، وذلك احتجاجا على عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح. هذا المعرض هو أحد معارض السلاح الكبيرة في أوروبا. والشركات الأمنية الإسرائيلية يوجد لها الكثير مما تعرضه هناك في الوقت الذي تتسلح فيه دول أوروبية كبيرة بالسلاح المتقدم على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتابع بيرتس أنه بمجال التجارة تم اتخاذ عدة قرارات مؤخرا تنبع من إطالة الحرب، منها قرار شبكة المقاهي والفطائر البريطانية "بيرت أآنجا"، التي قررت إلغاء الامتياز الذي منحته لشركة "فوكس" من أجل فتح عشرات الفروع في إسرائيل. "فوكس" أبلغت البورصة بأن الشبكة البريطانية أوضحت بأن الحرب تعتبر قوة عليا تؤثر على "القدرة على تنفيذ نشاطات مسبقة ومطلوبة من أجل افتتاح النشاطات حسب اتفاق الرخصة".
وأشار إلى أن الوضع يظهر كطريق التفافي للقول: "نحن تدبرنا أمرنا بدون النشاطات في إسرائيل حتى الآن. ولا يوجد أي سبب كي نغضب الزبائن المسلمين في أوروبا. الشبكة تم انتقادها من قبل جهات مؤيدة للفلسطينيين، التي تظاهرت أمام الفروع في لندن ووقعت على عرائض تدعو لمقاطعتها".
ولفت كاتب المقال إلى الشركات الداعمة للاحتلال والتي تتعرض للمقاطعة قائلا "ماكدونالدز" أيضا واجهت مقاطعة مؤيدي فلسطين، التي تسببت بالضرر لمبيعاتها في العالم، حسب تقاريرها. في نيسان اشترت الشبكة بصفقة مستعجلة النشاطات الإسرائيلية التي تشمل 225 فرعا، من عمري بدان، صاحب الامتياز، الذي افتتح هذه النشاطات في إسرائيل في 1993.
وعمليا، اختراق ماكدونالدز لإسرائيل كان من البشائر الأولى التي بشرت بانتهاء المقاطعة العربية التي واجهتها إسرائيل منذ إقامتها. شراء نشاطات إسرائيل من قبل الشبكة العالمية استهدف تقليص احتكاك الشبكة مع الزبائن المسلمين في أرجاء العالم، ضمن أمور أخرى، من خلال تقليص تماهي النشاطات المحلية مع جنود الجيش الإسرائيلي والمخطوفين الموجودين في غزة.
وأضاف أنه بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر قاد بدان عملية غير مسبوقة وهي خصم 50 في المئة للجنود في كل الفروع، الأمر الذي زاد الضغط على الشبكة التقدير هو أنه بعد استكمال الصفقة فإن ماكدونالدز ستقوم بتقليص هذا الخصم أو إلغائه على أمل إضعاف انتقادها ومقاطعتها في العالم.
واختتم كاتب المقال أنه حسب بيانات عرضها في الأسبوع الماضي محافظ بنك إسرائيل فإن حجم تجنيد رأس المال في الربع الثاني في 2024 سيبلغ 3.5 مليارات دولار، ارتفاع كبير بالنسبة للأرباع الستة الأخيرة التي فيها حجم التجنيد المتوسط للربع هو 2 مليار دولار.
استمرار هذا التوجه هو أمر حاسم لاقتصاد إسرائيل في فترة فيها النظر إليها أصبح أكثر سلبية، وأن هذه المقاطعات ستؤثر لفترة طويلة على غلاء المعيشة والمنافسة. وقال: "وقد أصبحنا نرى مؤخرا رفعا للأسعار لأن الطلبات المحلية كبيرة في أعقاب انخفاض عدد المسافرين إلى الخارج ونقص العمال في فرع البناء والزراعة. وإذا اتسعت المقاطعة فإن المستهلكين في إسرائيل سيشعرون بذلك من خلال الجيب. ما هو جيد لأوروبا الآن، أقل جودة بالنسبة للإسرائيليين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي كولومبيا الاحتلال مقاطعة غزة احتلال غزة مقاطعة كولومبيا طوفان الاقصي المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسرائیل فی فی إسرائیل قیود على فی غزة
إقرأ أيضاً:
حين تعلن إسرائيل الحرب نيابةً عن العالم
الشهيد الحي في زمن القطيع.. قراءة في حرب تُعيد رسم الشرق
حرب العالم على إيران.. من يصنع الهزيمة ومن يكتب النصر.. .؟
يونيو 2025. صيف ملتهب.. .والعالم على صفيح ساخن.
تمتد ألسنة اللهب من غزة إلى طهران، مرورًا ببيروت وبغداد وصنعاء.
لم تعد المواجهة مجرد نزاع إقليمي محدود، بل تحوّلت إلى حرب شاملة بأدوات عالمية،
يتداخل فيها الجغرافي بالعقائدي، وتتشابك فيها خرائط المصالح مع شعارات الطوائف،
في صراع يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد.
لكن الأخطر من القصف هو ما زرعته هذه الحرب في النفس العربية:
الانقسام الطائفي.
ذلك الانقسام الذي رعته يد الاستعمار منذ عقود، تحوّل إلى سلاح فتّاك
تم تفخيخ المجتمعات به بعناية.
«شيعة وسنّة» لم يعودوا إخوة في الدين والوطن، بل معسكرات متقابلة، تُشحن إعلاميًا، وتُعبّأ نفسيًا، ضمن مشروع طويل الأمد لـ"هندسة الكراهية" في العالم العربي.
ليست حرب إسرائيل وحدهامن يظن أن ما يجري هو صراع ثنائي بين تل أبيب وطهران، يُخطئ الفهم.
إنها حرب «تحالفات دولية»
الولايات المتحدة، وحلف الناتو، وبعض الأنظمة العربية، تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر،
تحت عناوين مضلّلة: "الردع"، "الأمن الإقليمي"، "التهديد النووي".
لكن خلف هذه الشعارات، تختبئ الحقيقة العارية:
هذه حرب على "النموذج"، لا على المفاعلات.
فغزة - التي لا تملك برنامجًا نوويًا - تُقصف وتُحاصر وتُجَوّع، لأنها قالت "لا"،
ولأنها تنتمي إلى ذات التيار المقاوم الذي تسعى القوى الكبرى لاجتثاثه من الجذور.
من يصنع النصر.. .؟ ومن يكتب الهزيمة.. .؟في مثل هذه الحروب، يبدو السؤال عن من سينتصر.. ؟ ساذجًا.
المنتصر الحقيقي ليس من يمتلك التفوق الناري، بل من يملك الإرادة والكرامة.
من يقف وحيدًا في مواجهة طوفان دولي، ويقاتل، ويرفض الانحناء، يكتب النصر.. .
في المقابل، أنظمة عربية تنكسر من مجرد تصريح صغير يصدر عن موظف ثانوي في البيت الأبيض.
خامنئي.. ."الشهيد الحي"حين تهرّب نتنياهو من الإجابة عن سؤالٍ حول احتمال اغتيال المرشد الأعلى لإيران، السيد علي خامنئي، كان يعلم تمامًا من يكون الرجل.
في الوجدان الإيراني، يُلقّب بـ"الشهيد الحي"، بعد أن نجا من محاولة اغتيال في 27 يونيو 1981، أدت إلى شلل ذراعه اليمنى وتضرر حنجرته.
ورغم النزيف، أتمّ الخطبة واقفًا. هذا ليس نموذج "الرئيس" كما يعرفه الغرب
مأزق العقل العسكري الإسرائيليفي اجتياح بيروت عام 1982، صرخ قائد لواء إسرائيلي في قيادته:
"تريدون مني قتلهم وهم يريدون الموت، ماذا أفعل.. .؟"
جملة تلخّص المأزق الإسرائيلي المزمن:
جيش مدجّج يواجه مقاومة لا تهزمها التكنولوجيا، بل تعززها المظلومية.
إسرائيل تربح معارك.. وتخسر الحربتاريخيًا، إسرائيل قد تربح معركة، لكنها تخسر الحرب في السياسة،
لأن إرادة الشعوب لا تُقصف.
من لا يستسلم لا يُهزَم، وكسر الإرادة هو الهزيمة الحقيقية.
إسرائيل اليوم تشنّ حربًا كبرى.. لكنها لم تضع خطة خروج.
تعوّل على أساطير داخلية، وعلى "وحدة قطيع غوغائي"، لكنها قد تستيقظ
على واقع استنزاف طويل، وتحولات إقليمية تقلب الموازين.
إيران والصفقة الكبرىقد تعرض واشنطن "وثيقة استسلام ناعمة"، مقابل تخلي إيران عن فلسطين.
لكن طهران - منذ 1979 - لم توقّع بالحبر الأمريكي رغم الإغراءات والعقوبات.
لأنها تعلم:
التنازل عن المبادئ هو الانهيار من الداخل، قبل أن يسقط أول صاروخ.
التاريخ لا يرحم من يكرر الوهمالحرب العراقية الإيرانية مثال ساطع:
دخلتها إيران بجيش مفكك، وظنّ صدام حسين أنها ضربة خاطفة.
ثماني سنوات من الاستنزاف المتبادل انتهت باعتراف صريح من صدام:
"لقد كانت مؤامرة لقتلنا معًا."
وها هي إسرائيل تعود لنفس الوهم:
أن إيران ستنهار من الداخل، وستركع تحت الضغط العسكري والاقتصادي.
لكن الشعوب التي تقاتل من أجل البقاء لا تُهزَم بسهولة.
الختام.. .من لا يُكسر لا يُقهرقد لا تملك إيران نصرًا عسكريًا حاسمًا، لكنها تملك إرادة حديدية.
وخصم يفتقر إلى الخيال السياسي محكوم عليه بالفشل.
الخاتمة لم تُكتب بعد، لكن المؤكد أن من يرفض الركوع، لا يُهزم.
فالانتصار، في زمن الانهيارات الأخلاقية، ليس في الميدان فقط،
بل في المعنى.
وفي زمنٍ تتكسّر فيه الرايات تحت أقدام التحالفات،
يبقى من يقاتل وحيدًا من أجل الكرامة.. .هو الوحيد الذي لا يُهزم،
لأنه ببساطة: لم يبع قلبه في سوق السياسة.. ، ، !!
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية
[email protected]