ونحن نحتفى هذا الأسبوع بذكرى نياحة الراهب المفكر والفيلسوف الوطنى متى المسكين (8 يونيو 2006) رأيت من الأهمية بمكان المشاركة مع كل من تابعوا المساهمات الفكرية الإصلاحية والتنويرية التى حفل بها أكثر من 180 إصدار فكرى وإبداعى ملهم للراهب المفكر، قدمها لأهل الإصلاح وراغبى تجاوز تقاليد الفكر المحاصر بقواعد رفض التفكير، وبتناول إبداعى من جانب رجل دين تحمل رؤاه وتعاريفه الروحية والوطنية لمعنى الوطن والمواطن والوطنية باعتباره أحد الرموز الروحية والفكرية الوطنية المصرية، فضلًا عن أهمية أن نستعيد أطروحاته ونحن على بعد أيام من التئام منتديات الحوار الوطنى من جديد، والذى أطلق شارة تنظيمه الرئيس عبد الفتاح السيسى للشروع فى إقامة منظومة فكرية سياسية واجتماعية جديدة طموحة، يتشارك فى وضع لبناتها أهل الفكر والعمل الوطنى وأبناء المجتمع المدنى الفاعل وغيرهم دون استثناء للتفاعل مع شعب أراد أن يعيش المستقبل.
وفى هذا الصدد أتصور أننى كاتب تلك السطور قد أكون من أكثر من نادى (عبر مقالاتى وكتبى وحلقات برنامجى التليفزيونى «ستوديو التنوير» بضرورة إقامة حوار مسيحى - مسيحى، قد يبدأ بحلقات حوارية داخل بيت كل مذهب من المذاهب الثلاثة ، ثم فى الأخير بين رموز ومفكرى تلك المذاهب ، مع أهمية ألا تمثل الإدارات الكنيسة المواطن فى الشأن السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى، بل يمثله من انخرطوا فى العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى من رموزه من أهل الفكر والتنظير فى كل تلك المجالات ..
وأرى أن راهبنا المفكر والمترجم والفيلسوف لابد أن يكون حاضرًا بفكره التنويرى الرائد والوطنى فى منتديات مثل تلك الحوارات الفكرية ، ولعلنى أسأل : من غير صاحب الـ180 كتابًا، فضلًا عن مشاركاته الفكرية الحوارية المتعددة لنستدعى حضوره ، وإبداعاته الفكرية والإنسانية التى باتت بمثابة موسوعات فكرية رائعة ضمنها الكثير من الحلول الإبداعية لبناء مواطن وتقدم وطن لو تم الرجوع إليها وطرحها على طاولة الحوار الوطنى، وأيضًا المسيحى المسيحى، وهو هنا كمفكر وباحث وفيلسوف وليس كرجل دين..
وكثيرًا ما طلب رموز الفكر الوطنى محاورته .. سألته الكاتبة والأكاديمية المبدعة د. هدى وصفى : نريد أن تحدثنا عما قمت به من شرح إنجيل يوحنا، ويدفعنا إلى هذا السؤال منهجك فى الشرح من ناحية ، والتمهيد المستقل الذى قدمت له للشرح فى أكثر من أربعمائة صفحة بعنوان المدخل لشرح إنجيل يوحنا، وواضح أنك كنت تقدم فى هذا الشرح - ترجمة تفسيرية جديدة للنصوص الأصلية؟
وكانت إجابة متى المسكين: فى الحقيقة، أنا حين ابتدأت الترجمة واجهت معضلتين: الشرح والتفسير، فالكلام بحاجة إلى تفسير، وبعض التفسير بحاجة إلى شرح ، لأننى أوضح معنى النص، وأرتبط بالنص ارتباط أمانة، ونقطة البداية هى ترجمة النص لأنه يونانى ذو ترجمة سقيمة، ولذلك أبدأ بإعادة ترجمته، بعد ذلك أبدأ التفسير على ألا أخرج خارج النص إطلاقًا، وإلا فإن ذلك لا يعتبر تفسيرًا، فأى خروج نسميه عدم أمانة .. ويرى «الراهب» أن رجل الدين عامة له كل حقوق المواطن الحر، والرسامة لا تلغى شخصيته كإنسان وإنما تضيف إليها صفة كنسية، وحقوقًا رعوية ، فهو بشبه المسيح يحيا، وباسمه يكرز ويتكلم ، وبفمه يُعلَّم ويوبخ، وهو سفير الكنيسة أينما حل فى دائرة رعايته..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمع المدني الحوار الوطني
إقرأ أيضاً:
المصادقة على منح التراخيص لبناء 764 وحدة استيطانية في الضفة
صادق ما يسمى بالمجلس الأعلى للبناء في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، يوم الأربعاء، على منح التراخيص لبناء 764 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت القناة السابعة العبرية، حسب ترجمة وكالة "صفا"، أنه تمت المصادقة على بناء 51 ألف وحدة استيطانية منذ تولي "سموتريتش" منصبه وزيراً ثانياً في وزارة الجيش قبل حوالي 3 سنوات.
وحسب القناة، فإن هذا الرقم هو أعلى رقم مسجل بهكذا فترة منذ عام 1967.