عربي21:
2025-06-10@10:18:56 GMT

على هامش الحكم القضائي حول مسودة الدستور الليبي

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة الزاوية، 40 كم غرب العاصمة الليبية، حكما بإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور المقر من قبل هيئة وضع الدستور العام 2017م. وأعاد هذا الحكم الجدل حول الدستور والمسودة المعتمدة من قبل الهيئة المنتخبة، فالمسودة أُقرت بعدد 43 عضوا من أصل 44 حضروا جلسة التصويت، وتمت إحالتها لمجلس النواب بكتاب رسمي من قبل الهيئة، وكان من المفترض أن يصدر قانونا للاستفتاء على المسودة بالشراكة مع المجلس الأعلى للدولة، إلا إنه لم يفعل، فتاهت المسودة في دهاليز الخلاف بين الجسمين.



وتثير هذه القضية مسألتين جوهريتين تتعلقان باستحقاقات الانتقال أو التحول الديمقراطي في ليبيا واشتراطاته، الأولى هي التعطيل المتعمد والتعسفي للمسار الديمقراطي الذي رسم ملامحه الإعلان الدستوري الصادر في آب/ أغسطس 2011م، والتعديلات عليه، والتجاهل المقصود لإرادة الشعب الذي انتخب هيئة لوضع الدستور فتم منع الاستفتاء عليه، وقاد المسار السياسي المتحكم فيه من قبل قلة قليلة إلى الانحراف كليا عن التحول الديمقراطي من خلال رهن إرادة الشعب لخيارات ومصالح الطبقة السياسية المستبدة.

التعطيل المتعمد والتعسفي للمسار الديمقراطي الذي رسم ملامحه الإعلان الدستوري الصادر في آب/ أغسطس 2011م، والتعديلات عليه، والتجاهل المقصود لإرادة الشعب الذي انتخب هيئة لوضع الدستور فتم منع الاستفتاء عليه، وقاد المسار السياسي المتحكم فيه من قبل قلة قليلة إلى الانحراف كليا عن التحول الديمقراطي
الثانية هي ضرب عرض الحائط بأحكام القضاء، فحكم محكمة الزاوية الابتدائية لم يكن الأول بهذا الخصوص، وصدرت أحكام عديدة عن مستويات مختلفة من السلم القضائي (محاكم ابتدائية، واستئناف، والمحكمة العليا)، فكان خيار الطبقة السياسية المتنفذة في المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية وغيرهما من المؤسسات السيادية إدارة الظهر للقضاء وأحكامه.

وللتمثيل فقط، فإن ما يزيد عن عشر دوائر قضائية عاينت قرار مجلس النواب بخصوص فرض ضريبة على بيع العملات الأجنبية بنسبة 27 في المائة، بعضها صدرت أحكامها ببطلان قرار مجلس النواب، والأخرى تسير في نفس الاتجاه، فلا مجلس النواب ألقى بالا لها، ولا المصرف المركزي راجع نفسه بالخصوص، وما اطلعت عليه بعض المصادر أن المركزي ماض في تنفيذ قرار مجلس النواب إلى أجله المقرر وهو مطلع العام 2025م.

وإذا نظرت إلى معوقات التحول الديمقراطي الذي رغب قطاع واسع من الليبيين الدخول فيه العام 2011م، ستجد أن في مقدمة هذه المعوقات النخبة، وأكررها للمرة المائة: ارجعوا إلى الأزمات التي واجهت المسار الانتقالي منذ إطلاقه العام 2011م، ستجدون أنها أزمات مفتعلة؛ قادها مبرزون على مستويات عدة، أكاديميون وتكنوقراط وأعيان.. الخ.

تصحيح المسار يحتاج إلى هزة وإلى ضغوط مرجعها وعي لدى مكونات فاعلة ونشطة في المجتمع، فقد ثبت أن الطبقة السياسية تتراجع أمام الصوت المرتفع والحراك الواسع، وهذا يستلزم إعادة تنظيم مكونات المجتمع
قد يكون تعثر المسار السياسي لبرهة مقبولا ويمكن تفهَّمه إذا وقع بين من يشهد لهم الجميع بالصدق والإخلاص والحكمة والنزاهة، فقد وقع الخلاف بين أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم، وقد شهد لهم الوحي ورضي عنه الخالق عز وجل، غير أن نزاع "خاصتنا" نادر الصدق والإخلاص، ومن الصعب أن تجد النزاهة له طريقا، وإذا توفر قدر منها فإن غياب الحكمة كفيل بتضييع ثمرة العمل الوطني الخالص.

تقييم من تناوبوا على إدارة الوساطة بين الفرقاء الليبيين انتهى إلى أن معضلة ليبيا تكمن في الطبقة السياسية المتنفذة التي تغلِّب مصلحتها على مصلحة الوطن، لهذا فإن بداية تصحيح المسار الانتقالي والعودة إلى جادة التحول الديمقراطي تكون من خلال تصدر من يغلبون مصلحة ليبيا على مصالحهم، ويقودهم الوعي باشتراطات الانتقال الصحيح، وينزلون عند استحقاقاته ولو كانت على حسابهم الشخصي أو حساب الفئة التي ينتسبون لها.

تصحيح المسار يحتاج إلى هزة وإلى ضغوط مرجعها وعي لدى مكونات فاعلة ونشطة في المجتمع، فقد ثبت أن الطبقة السياسية تتراجع أمام الصوت المرتفع والحراك الواسع، وهذا يستلزم إعادة تنظيم مكونات المجتمع، ليس بالضروري تنظيما مستقرا، فالحاجة اليوم ملحة إلى واجهات ومظلات مؤقتة للتعبئة يكون هدفها تحريك المسار الراكد واستكمال الضروري من اشتراطات التحول الديمقراطي، وفي المقدمة منها الدستور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الدستور ليبيا ليبيا الدستور الديمقراطية صراعات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التحول الدیمقراطی الطبقة السیاسیة مجلس النواب من قبل

إقرأ أيضاً:

جريمة| المصري الديمقراطي الاجتماعي يدين قرصنة الاحتلال لسفينة مادلين

أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في بيان رسمي، ما وصفه بـ"جريمة القرصنة البحرية" التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء بالقوة المسلحة على سفينة الإغاثة الإنسانية "مادلين"، أثناء إبحارها في المياه الدولية، واختطاف طاقمها واحتجازهم قسريًا.

وقال الحزب إن ما جرى يمثل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والمعاهدات الإنسانية، في مقدمتها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والتي تكفل حرية الملاحة وتُجرّم الاعتداء على السفن المدنية والجهود الإغاثية.

الأرصاد تعلن مفاجأة للمواطنين بشأن حالة الجو.. وبوتين يوافق على إستراتيجية تطوير البحرية الروسية حتى 2050.. أخبار التوك شوالخارجية الإيرانية: الهجوم على السفينة مادلين قرصنة بحرية لحدوثه في المياه الدوليةبوتين يوافق على استراتيجية تطوير البحرية الروسية حتى 2050البحرية الأوكرانية: الجيش الروسي بصدد شن هجوم جوي على أراضينا

وأضاف البيان: "الاعتداء على سفينة مدنية لا تحمل سوى المساعدات الإنسانية، هو جريمة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل الاحتلال الطويل في حصار وتجويع المدنيين، ومنع أي جهد إنساني يسعى إلى إنقاذهم". واعتبر أن هذا الفعل يعكس عدوانية الاحتلال الإسرائيلي وازدراءه المتواصل للقيم الإنسانية والقانونية.

وأكد الحزب تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة السفينة وطاقمها، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، وداعيًا الأمم المتحدة إلى تحرك عاجل يشمل الإحالة إلى مجلس الأمن وفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الواقعة.

كما شدد الحزب على ضرورة إنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، واعتبره "جريمة مستمرة ضد الإنسانية"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتوقف عن التواطؤ بالصمت، واتخاذ موقف حازم يضع حدًا لاستهتار الاحتلال الإسرائيلي بالقانون الدولي.

وفي ختام بيانه، دعا الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي كل القوى الديمقراطية والإنسانية حول العالم إلى دعم المبادرات المدنية الجريئة لكسر الحصار، والانتصار للحق الفلسطيني في الحياة والحرية.

طباعة شارك جريمة القرصنة البحرية المصري الديمقراطي الاجتماعي مادلين القرصنة البحرية الاحتلال الإسرائيلي المعاهدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • الشيباني: ليبيا بحاجة إلى لجنة مصالحة حقيقية تعيد الدولة من حافة الهاوية
  • عضو بهيئة الدستور: بورقيبة دكتاتور مستنير فتت العصبية القبلية في تونس
  • رُعاة البقر والهواتف الذكية: تأملات على هامش زيارة إلى كنساس سيتي
  • جريمة| المصري الديمقراطي الاجتماعي يدين قرصنة الاحتلال لسفينة مادلين
  • مؤذن علي.. مرشح مسلم لمنصب نائب رئيس الخضر يدافع عن بريطانيا المهمّشة
  • حزب السادات الديمقراطي يستعد للبرلمان بـ 19 مرشحًا فرديًا.. والقوائم قيد التقييم
  • الملك يلتقي رئيس وزراء إيرلندا في مدينة نيس الفرنسية
  • مسودة قرار نووي إيراني أمريكية أوروبية تثير توترات قبل جلسة الوكالة
  • هل سيترشح أردوغان مجددًا؟ السيناريوهات المحتملة
  • ترامب يتوعد ماسك بـعواقب وخيمة إذا موّل الحزب الديمقراطي