بايدن يبحث مع ماكرون قضيتي الشرق الأوسط وأوكرانيا
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
عقب الاحتفال بالذكرى الثمانين ليوم الإنزال، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، نظيره الأميركي، جو بايدن، الذي يقوم بزيارة رسمية لباريس شملت محادثات حول التجارة وقضيتي الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأكد ماكرون للصحفيين في قصر الإليزيه، بينما كان بايدن إلى جانبه، أن البلدين سيكثفان جهودهما للحيلولة دون انفجار الوضع في الشرق الأوسط جراء الحرب الإسرائيلية مع حركة حماس في غزة مع التركيز على تهدئة التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال ماكرون: "نبذل معا جهودا مضاعفة لتجنب انفجار إقليمي، وخصوصا في لبنان".
ورحب الزعيمان بإنقاذ القوات الإسرائيلية لأربع رهائن كانت حماس تحتجزهم منذ أكتوبر. وتعهد بايدن "بعدم التوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وبايدن مؤيد قوي لإسرائيل، التي تلاحق حماس بعد أن شنت الحركة هجوما عليها في أكتوبر، لكن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين أدى إلى إضعاف قاعدة بايدن السياسية ذات الميول اليسارية مما يضر بمساعيه للحصول على ولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية التي سيخوضها أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر.
ولم يستقبل ماكرون وبايدن أسئلة من الصحفيين.
بدأت الزيارة السبت بمراسم عند قوس النصر الأيقوني، حيث زار الرئيسان قبر الجندي المجهول.
واستقبل بايدن وماكرون، برفقة زوجتيهما، المحاربين القدامى في الجيش. ثم انطلقوا بالسيارة برفقة حراس فرنسيين يمتطون الخيول، عبر شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية في طريقهم إلى قصر الإليزيه.
واختتم اليوم بعشاء في القصر الرئاسي الفرنسي حضره أيضا بعض الشخصيات العامة ورجال الأعمال والسياسة.
وتربط بايدن وماكرون علاقات طيبة، على الرغم من التوتر بين البلدين بسبب صفقة غواصات مع أستراليا. واستضاف بايدن ماكرون في البيت الأبيض أثناء زيارة رسمية، في عام 2022.
وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، شدد بايدن على أنه إذا فاز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالحرب فلن يتوقف عند ذلك الحد.
وقال الرئيس الأميركي: "الأمر يتعلق بما هو أكبر من أوكرانيا. أوروبا كلها ستكون مهددة، لكننا لن ندع ذلك يحدث.. الولايات المتحدة تقف مع أوكرانيا بقوة. نحن نقف إلى جانب حلفائنا. ونقف إلى جانب فرنسا".
والتقى بايدن بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في باريس، الجمعة، واعتذر عن تأخر الكونغرس الأميركي لأشهر في الموافقة على أحدث المساعدات العسكرية، وألقى زيلينسكي كلمة أمام الجمعية الوطنية الفرنسية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك
تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.
ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.
الطاقة في العصر الرقمي
الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.
أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.
تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع
تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.
يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.
أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.
تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.
الفصل التالي
ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.