“درب زبيدة” تاريخ طويل من العطاء لضيوف الرحمن
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
“درب زبيدة” أحد الدروب التي يصدح بذكرها التاريخ، ومن أهم طرق الحج التاريخية في الجزيرة العربية، الذي سلكته القوافل التجارية قديمًا، والتقت فيه مختلف الحضارات، وشهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي بين مختلف الأعراق.
ويعد “درب زبيدة” من أقصر الطرق بين الكوفة والديار المقدسة، ويتميز بدقة مساره واتجاهاته ومحطاته، حيث خُطط بطريقة علمية وهندسية فريدة، وأقيمت على امتداده؛ المحطات والاستراحات، ورُصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، وأنهى معاناة الحجّاج مع الظمأ ولهيب الشمس في ذلك الزمن.
وَقد ذُكِرَ “درب زبيدة” في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم، مثل: الرحالة الليدي آن بلنت، في كتابها ” رحلة إلى بلاد نجد”، كما ذكره ياقوت الحموي، وأبو إسحاق إبراهيم الحربي وغيرهم، من الذين رصدوا الأعلام، والمنارات، والمواقيد، التي حددت المسار من الكوفة إلى مكة، حيث يهتدي سالك الدرب ليلاً بالمواقيد والمشاعل، ونهاراً بالمنارات وعلامات “الرجوم”، إضافة إلى انتشار العديد من المواقع والمنشآت الأثرية؛ مثل: الآبار، والبرك، والسدود، والقصور، والمساجد، وغير ذلك من المرافق الأساسية والعلامات المتعددة على طول الطريق.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير النقل يدشن مركز القيادة والسيطرة وبناء القدرة في ميناء جدة الإسلامي
وأوضح المرشد السياحي خلف الغفيلي، لـ”واس” أن العلامات والمنارات على “درب زبيدة” التي يهتدي بها المسافرون على طول الدرب، مبنية من الحجر، بعضها مربع الشكل، والبعض الآخر دائري الشكل، وتسمى البريد والمشرف، والمسافة بين البريد والذي يليه تقدر بنحو 12 ميلًا إسلاميًا ” 24 كيلومترًا “، وبمنتصف المسافة بين كل بريدين يوضع “المشرف”، والمشرف عادة أطول من البريد، وذلك لكسر المسافة بين كل بريدين، وكان يكتب على البريد لوحة موضح عليها رقمه والمسافة المتبقية بينه وبين البريد الذي يليه، وعدد البُرد بين الكوفة ومكة 758 ميلاً إسلامياً – الميل الإسلامي يساوي 2 كيلومتر-.
وأكد الباحث في مجال الآثار والمؤرخ عبدالرحمن التويجري لـ”واس” أن درب زبيدة زود بالعديد من أعلام الطريق “المنارات،الرجوم،المواقيد” التي توضح المسالك التي يمر بها المسافرون ليلًا ونهارًا؛ مبينًا من أوائل الجغرافيين الذين رصدوا الأعلام والأميال التي تحدد مسار طريق حج الكوفة – مكة هو أبو إسحاق إبراهيم الحربي، والذي رصد انتشار الأعلام في المناطق السهلية بشكل ملحوظ، حيث حدد المسافة بين العلم والآخر في حدود الكيلين أي ما يقارب الميل، كما تتقارب الأعلام في المناطق التي تتداخل فيها الطرق وتتفرق، موضحًا بأن تقارب الأعلام لبعضها يمنع تضليل المسافرين؛ كما بنيت الأعلام على التلال والمرتفعات الطبيعية بحيث يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية درب زبیدة
إقرأ أيضاً:
“مركز إرشاد الحافلات”: أكثر من مليونٍ و400 ألف مستفيد من خدمات التوجيه خلال موسم الحج
قدَّم مركز إرشاد الحافلات الناقلة لحجاج الخارج خدماته لأكثر من مليونٍ و400 ألف حاج، وصلوا إلى العاصمة المقدسة عبر أكثر من 38 ألف حافلة، ابتداءً من غرة ذي القعدة وحتى 9 ذي الحجة، وذلك ضمن خطته التشغيلية والفنية المعدة لموسم حج 1446هـ.
وأوضح مدير عام مركز إرشاد الحافلات الناقلة لحجاج الخارج في مكة المكرمة عبدالله بن حسن سندي أن المركز عمل على إرشاد حافلات ضيوف الرحمن من خلال مرشدين مدربين تم تزويدهم بأجهزة لوحية ذكية تعمل بنظام الخرائط الجغرافية الدقيقة، التي استُخدمت في إيصال حافلات الحجاج لحظة وصولها لمركز استقبال الحجاج بالنوارية ومحطة قطار الحرمين السريع، وصولًا لمقر السكن بالعاصمة المقدسة بآلية ذكية تضمن الوصول بالوقت المحدد، وسط منظومة متكاملة من الخدمات، أطلقها المركز منذ وقت مبكر لخدمة ضيوف الرحمن.
وبيَّن أن خطة المركز لموسم حج 1446هـ تضمنت تأهيل وتدريب أكثر من 1500 كادرٍ بشري تحت إشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة وبمشاركة الجهات ذات العلاقة، وكان من ضمنهم أكثر من 1200 مرشدٍ ميداني، وأكثر من 300 موظفٍ إداري وميداني يعملون على تسهيل مهمة المرشد وحركة الحافلات داخل مركز الاستقبال ومحطة قطار الحرمين في مكة المكرمة.
أخبار قد تهمك مبادرة دعوية لتوجيه زوّار المسجد النبوي وتعظيم الشعائر بعد الحج 12 يونيو 2025 - 2:02 مساءً خادم الحرمين الشريفين يوجه برقية شكر جوابية لسمو وزير الداخلية بمناسبة تهنئته بعيد الأضحى المبارك ونجاح موسم حج هذا العام 1446هـ 11 يونيو 2025 - 9:12 مساءً