وفاة 30 مهاجرا أفريقيا إثر غرق قارب كان يقلهم في سواحل شبوة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
لقي ما لا يقل عن 30 مهاجر أفريقي حتفهم نتيجة غرق قارب كانوا على متنه في سواحل محافظة شبوة، جنوب اليمن.
وقالت مصادر محلية، إن 30 مهاجراً من القرن الأفريقي توفوا بعد غرق قارب (عبري) في ساحل الغريف بمديرية رضوم التابعة لمحافظة شبوة.
وأضافت المصادر أن القارب يتبع أحد مهربي المهاجرين الأفارقة، وكان يقل 250 مهاجراً، دون أن توضح ما إذا كانوا قادمين إلى اليمن أو عائدين إلى بلدانهم في القرن الأفريقي.
وتعد طريق الهجرة الشرقي الرابط بين القرن الأفريقي ودول الخليج عبر اليمن أكثر طرق الهجرة خطورة، وفي كل عام يمر خلاله عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة، وخاصة إثيوبيا والصومال، "يتعرض العديد منهم إما للوفاة غرقاً أو يعيشون في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن وصعوبة الوصول إلى دول الخليج".
وتضاعف عدد المهاجرين الأفارقة الذين يصلون اليمن سنوياً بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2021 و2023، حيث ارتفع من حوالي 27 ألف إلى أكثر من 90 ألف، و"من المتوقع أن أكثر من 300 ألف مهاجر؛ معظمهم من الصومال وإثيوبيا، سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية هذا العام".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط
فى واحدة من أكثر المسرحيات السياسية عبثا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يقدم لنا فصلا جديدا من فصول الخداع السياسي ويخرج عرضاً جديداً من عروضه المفضلة:-(الحرب على إيران) العنوان جذاب ؛ والدعاية مثيرة؛ الديكور نووي ؛ والممثلون من العيار الثقيل..لكن ما أن ارتفع الستار حتي تبين أن الجمهور كالعادة كان الضحية الوحيدة في هذا العرض الساخر فالمشهد وكأنه مقتبس من أحد عروض السيرك لذا حبس الجمهور أنفاسه مترقبا عرضا ناريا يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط..لكن الحقيقة كانت مجرد خدعة مدروسة بعناية أخرجها ترامب وأداها الجميع ببراعة ممثلين متمرسين على خشبة مسرح إقليمي تحكمه الأوهام والتلاعب..
بدأ العرض عندما أعلنت واشنطن ضرب منشآت نووية إيرانية فى ثلاث مواقع حساسة (مفاعل فوردو ومنشأة نطنز ومجمع أصفهان النووي) ليفاجأ العالم لاحقاً بأن تلك المنشآت قد أخليت بالكامل قبل ساعات من الضربات..السبب ببساطة أن ترامب لم يرسل صواريخه فقط بل أرسل معها مبعوثه الخاص (ويتكوف) ليبلغ الإيرانيين سلفا بالضربة مؤكدا لهم أنها ستكون لمرة واحدة فقط وهدفها ليس تدمير البرنامج النووي بل تعطيله مؤقتا أي أن الضربة لم تكن رسالة تحذير بل كانت بريدا دبلوماسيا بصواريخ ( جو- أرض) أرفقت معه خريطة وأوقات الزيارة ! ايران شكرت ورتبت أمورها وأخلت المواقع الثلاثة المستهدفة قبل الضربات بساعات ..الضرب وقع فعلاً ولكن على منشآت فارغة.. صواريخ على أماكن خاوية وتغطية إعلامية على حساب الوعي العام!ترامب كعادته لم يكن يسعى لحرب بقدر ما كان يحضر لفصل جديد من كتابه المفضل ( فن الصفقات)..
وكأن المشهد لم يكن عبثيا بما فيه الكفاية جاء الرد الايراني كما يبدو أكثر عبثا فلم تمر ساعات حتي ردت إيران بعناد مسرحي أكثر إبهارا بصواريخ انطلقت نحو قاعدة (العديد) في قطر وقاعدة (عين الأسد) في العراق ردة فعل عنيفة.. صادمة لكنها محسوبة بدقة والجمهور المتوتر يترقب الانفجار الكبير ولأن المسرحية تحتاج لمزيد من الإثارة لم يتأخر ترامب المخرج البارع وخرج بعدها ليعلن دون أن يرف له جفن أن طهران أبلغته مسبقا بالرد بل وسألته بأدب ( هل الساعة الواحدة مناسبة لكم)!!
ولأن السيرك لا يكتمل دون فقرة السير على الحبل فقد دخلت إسرائيل على الخط بحرب إسرائيلية إيرانية استمرت اثني عشر يوما بالتمام و الكمال من ١٣ إلى ٢٥يونيو الماضي وتناقلتها الشاشات بتصعيد محسوب وتهديدات مدروسة وعشرات الصواريخ وساعات من القلق؛ وانقطاع للكهرباء ؛ وتحليلات على مدار الساعة والجميع يتابع بقلق بالغ معتقدين أن المنطقة على حافة الانفجار..لكن ترامب كالبهلوان الذي يمسك بخيوط اللعبة خرج ليصف ما حدث بأنه مجرد ( لعب عيال) ووصف إسرائيل وإيران بأنهما بمثابة طفلان تشاجرا بعنف فى ساحة المدرسة فدخل الأب (ترامب) ليصلح بينهما وينهي الخلاف ويهنيء العالم بالسلام وانتهى الأمر بعد أن كاد يقذف إلى الجحيم!
وكأن الكوميديا لم تكتمل خرج الطرفان ( إيران وإسرائيل) كلا منهما يعلن النصر العظيم..إيران تحتفل لأنها ردت وإسرائيل تحتفل لأنها صدت والاثنان يحتفلان رغم أن الحرب لم تكن حربا والدماء التي سالت لم تكن دماءهم..!
أما الحقيقة الوحيدة وسط هذه المسرحية فهي :-
أن إيران ستظل إيران وستعيد ترميم برنامجها النووي كما اعتادت
وإسرائيل ستظل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تملك سلاحاً نوويا في المنطقة دون رقابة أو تفتيش.
ونحن..سنظل متفرجين على هذا السيرك المتكرر بينما الدم الفلسطيني يواصل نزيفه وغزة تلعق جراحها وحدها خارج نص المسرحية وخارج إطار اي نصر مزعوم! فنحن في عالم تحكمه الصفقات والعروض والدم العربي بات مجرد مشهد جانبي لا يلتفت إليه أحد فى مسرح كبير تديره واشنطن وتشاركه تل أبيب وطهران..وأمام هذا المشهد العبثي تقف شعوب الشرق الأوسط مدهوشة تتساءل هل كنا أمام حرب فعلية؟ أم مجرد عرض استعراضي لخدمة أهداف انتخابية أمريكية ؟ هل كان الدم الذي سال حقيقياً ام مجرد اكسسوار فى مسرحية أكبر منا جميعاً ؟! والمؤكد أن هذه الشعوب ستبقي للاسف حبيسة الخديعة الأمريكية تتابع وتصفق أو تبكي دون أن يستشار أحد أو تؤخذ كرامته بالحسبان.
وفى نهاية المطاف النتيجة واحدة:- ترامب أثبت من جديد أن بإمكانه إشعال حرب واطفاءها حسب الجدول الزمني بل والتحكم في مشاعر المنطقة عبر مسرحية فجة لا تهدف إلى الأمن أو الاستقرار بل إلي تسويق (ترامب المنقذ) الرجل الذي يشعل الحرائق ليبيع طفايات الحريق ويصنع الحروب وينهيها ليتم منحه نوبل في السلام.