جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-03@19:58:52 GMT

طوفان "بوح"

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

طوفان 'بوح'

 

عائشة بنت أحمد البلوشية

 

كُلنا يعي حقيقة أنَّ سيدنا نوح- عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام- هو الأب الثاني للبشرية، فقد دعا على قومه الذين ما فتؤوا يسخرون منه، علاوة على تكذيبه طوال مئات السنين التي استمر يدعوهم فيها إلى التوحيد، فلما زاد الطغيان وانتشر الكفر والظلم، حانت ساعة الطوفان، فظهرت العلامة بأن "فار التنور"، وهطلت مياه السماء، وانفجرت عيون الأرض، فأغرق الله تعالى الأرض ومن عليها وما عليها بطوفان عظيم؛ ليصبح طوفان نوح رمزًا للتطهير، وغلبة الحق على الباطل، وإعلاء كلمة الله عزَّ وجلَّ على الأرض، ونجت الفئة المؤمنة التي آمنت بنوح عليه السلام وركبت معه الفلك، وهلك من خالفه؛ بل حتى ولده الذي عصى أباه كان من المغرقين، أي أنه تعالى لم يستثن أحداً ممن خالف أوامر نبيه عليه وعلى رسولنا محمد الصلاة والسلام.

"طوفان الأقصى" هو الاسم الذي أطلقته المقاومة الباسلة على العملية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، وكُلنا يتذكر كل الأسماء أو بعضها التي أطلقت على العمليات السابقة على امتداد الزمان لما يربو على 70 عامًا ونيف من الاحتلال والتنكيل والقتل والتهجير والنهب والتجويع واغتصاب الأرض، لكن وكأنَّ هذا الاسم جاء اليوم ليظهر الحق على الباطل، ويطهر الأرض ممن أفسدوا فيها، ويرفع الظلم الذي استشرى وانتشر، ويزيل الغشاوة من على أبصار العالم أجمع، وينزع سدادات الآذان، بل حتى إن الصم سمعوا صرخات الحق، فمن كان يتوقع أن ينهض طلبة الجامعات "الغربية"، ليتظاهروا تضامنًا مع غزة، طالبين من جامعاتهم التوقف عن الاستثمار في أو مع الكيان الصهيوني؟!

هؤلاء الطلبة الذين ينتمون إلى الجيل "z"، وبات من المُسلَّم به أن أدمغتهم قد تمَّ غسلها لتنعدم المروءة فيها، وأن قلوبهم تم تمييعها لتمحى النخوة فيها، حرك طوفان الأقصى السفن من تحت أرجلهم، فسمعوا أصوات الإنسانية، ولم يثنهم تهديد بالفصل، أو زج في السجون، أو مهانة الاعتقال، أو الضرب المبرح، وأصبحنا نرى اليوم أن بلد الحرية- كما يزعمون-، لا حرية فيها، بل تهاوت هراوة عسكرهم بقوة على الأستاذ المُسن والطالب على حدٍ سواء، وسيقت السيدات من المعلمات والطالبات بنفس الأسلوب المُهين، طوفان الأقصى أسقط الأقنعة لتخرج الوجوه الكالحة والقبيحة على حقيقتها.

أعي جيدًا أننا جميعًا نؤمن بأنَّ النصر آتٍ لا مُحالة، ولكن ما لم أتوقعه أنني سأرى ما أراه وأنا لازلت على قيد الحياة، أن أشاهد هذه الأخبار عبر شاشات التلفاز، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، أن تتصدر القضية الفلسطينية عناوين أخبار العالم بعد أن كانت في طيِّ النسيان، أن تتم مقاضاة الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وأن تبدأ الدول الغربية، نعم الغربية في الانضمام واحدة تلو الأخرى إلى قضية التطهير العرقي والقتل والإبادة المرفوعة ضد الكيان الصهيوني، بل أن يوضع جيش الكيان الصهيوني في القائمة السوداء لأنه جيش قاتل للأطفال، وأن تقطع أفضل وأكبر الجامعات "الغربية" وأعرقها استثماراتها في الكيان المحتل، وأن تبدأ الدول "الغربية" واحدة تلو الأخرى في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن تبدأ الدول تباعاً بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وأن يتحرر العالم من السيطرة الإعلامية الصهيونية المحكمة على الأدمغة، كل هذه المكاسب التي كانت يومًا ضربًا من الخيال باتت واقعاً نعيشه ونسمعه ونراه.

ورغم وقوف الدول التي تدعي العظمة- لأنها سقطت أخلاقيًا- مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومساهمتها في عمليات التطهير العرقي وإبادة الأطفال والنساء والمدنيين، إلّا أنه وقوف مع الباطل، فطوفان الأقصى جاء فيصلًا بين الحق والباطل، وكلاهما جليَّان تمامًا، فتحية صادقة إلى جميع أولئك الطلبة في جامعات العالم وأساتذتهم على تعليمنا درساً أن المؤسسات التعليمية هي صروح علم وتربية، وأن الإنسانية ما تزال بخير، وتحية إلى تلك الشعوب الغربية لأنهم أثبتوا أن القضية الفلسطينية قضية جميع الشعوب لا تقتصر على العرب فقط، ولأنهم أنصتوا إلى بوح طوفان الأقصى في أذن الكون، بأن الحق حق وأن الباطل باطل، وأن الظلم وباله ظلمات على الظالم.

ومثلما كان طوفان نوح تطهيرا للأرض من الظلم والطغيان والكفر، جاء طوفان الأقصى مطهرا لأدمغة أجيال العالم وجلاء لأبصارهم بحقيقة الصهيونية البشعة، وأحقية الفلسطينيين في فلسطين الأرض والوطن، وإن كل من شارك في جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية للأطفال والنساء والمدنيين سيدفع الثمن على مرحلتين، أولاهما في الدنيا؛ لأنه سيظل مُطاردًا بجرائمه، وستلاحقه صرخات الثكالى والأرامل والأيتام بدعواتهم عليه في صحوه ونومه، أمّا في الآخرة وهي المرحلة الأهم لأنها السرمدية فحتمًا سيجني العقاب الإلهي وسيخلُد فيه مهانًا.

----------------------------------------------

توقيع:

 

"إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ // فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ.

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي // ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ.

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ // تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ"

أبو القاسم الشابي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الغربية تتجمع حول شاشات كبيرة لاستقبال افتتاح المتحف الكبير

استعدت مدن وقري الغربية لاستقبال الحدث العالمي بافتتاح المتحف العالمي المصري الكبير، حيث تجمع آلاف للمواطنين من داخل مدينة طنطا والمدن الأخري  والقري بالوحدات المحلية وغيرها بعد أن توافدوا من قري ونجوع المحافظة احتفالا بهذا اليوم التاريخي الذي سوف يشاهده العالم أجمع وسط فرحة عارمة.

 

 
وقام الأهالي بالتواجد حول اماكن الشاشات العملاقة التي وضعتها المحافظة في الميادين والشوارع العامة وكذلك الوحدات المحلية بالقرب الكبري  التي يتواجد بها كثافة سكانية كبيرة لإتاحة مشاهدة افتتاح المتحف المصري  العملاق  الذي يعد نقلة كبيرة في حياة وتاريخ مصر الحضارة.
رصدت الوفد جانب من احتفالات أبناء الغربية لافتتاح المتحف المصري 
أكد المواطنين بأن مصر بلد عظيمة صاحبة تاريخ يمتد لأكثر من 7000سنه لاتسبقنا في التاريخ اي دولة أخري في العالم 
وان المتحف المصري الجديد نتاج طبيعي لما تمتلكه مصر من آثار فرعونية كبيرة 
وأكد فريق آخر بان مصر تسير في الطريق الصحيح وتعود للريادة العربية وأصبحت أنظار العالم كله تنظر إليها باحترام وتقدير وانبهار  وخاصة وان افتتاح المتحف الكبير الذي يضم أكثر من 57الف قطعة أثرية أبهرت العالم جاء بعد أن قادة مصر عملية إطلاق النار في غزة وتوقيع اتفاقية سلام بحضور قادة العالم وعلي رأسهم الرئيس الأمريكي ترامب لتظل مصر رائدة السلام في العالم.
من ناحية أخري قامت القري بمحافظة الغربية بعمل رحلات داخلية للمواطنين لحضور احتفالات افتتاح المتحف من خلال التجمع داخل مدينة طنطا والمحلة وكفر الزيات 

وقد قامت القري بالوحدات المحلية بالقرب الكبري بوضع شاشات كبيرة لاستقبال هذا الحدث الكبير 

وقد أعلن اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، عن الانتهاء من تجهيز وتركيب ١٢٥ شاشة عرض عملاقة على مستوى المحافظة، لنقل فعاليات احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير العالمي يمثل صفحة جديدة من صفحات مجد الحضارة المصرية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بإتاحة متابعة الحدث التاريخي لأكبر عدد من المواطنين في جميع المحافظات.

وأكد محافظ الغربية أن المحافظة بكامل أجهزتها التنفيذية شاركت في إعداد خطة شاملة لتوزيع الشاشات داخل الميادين العامة والأحياء والمراكز والقرى والأندية والمدارس ومراكز الشباب، بما يضمن تغطية شاملة تتيح لكل مواطن فرصة متابعة الاحتفالية في أجواء وطنية تليق بعظمة الحدث. وأضاف «الجندي» أن الغربية تحتفل بالحدث الأضخم في تاريخ مصر وهي في أبهى صورها، موجهاً القيادات التنفيذية بتوفير كل سبل المشاركة الشعبية ورفع درجة الاستعداد داخل المدن والمراكز، لتتحول الغربية إلى لوحة مضيئة تعبر عن فخر المصريين بتراثهم الخالد.

وفي إطار هذه الخطة، تم الانتهاء من تركيب الشاشات في مختلف مراكز ومدن المحافظة، إلى جانب الأندية الرياضية ومراكز الشباب والمدارس،

 

مقالات مشابهة

  • مفتي عمُان: غدر الكيان الصهيوني على غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من العالم الإسلامي
  • مسير بالدراجات النارية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الرجم بالمحويت وفاءً لدماء الشهداء
  • إسرائيل في لحظة “انكشاف تاريخي” بعد 7 اكتوبر.. “قطيع متوحش وسقوط داخلي وصدمة وانهيار للثقة بالجيش”
  • مسير لعدد من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في بكيل المير بحجة
  • عُمان.. مواقف سيخلدها التاريخ
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عبس بحجة
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي الجهاز المركزي في حجة
  • الغربية تتجمع حول شاشات كبيرة لاستقبال افتتاح المتحف الكبير
  • تدشين المرحلة السابعة لدورات “طوفان الأقصى” في الجبين بريمة
  • د. منال إمام تكتب: مصر جاءت وبعدها جاء التاريخ