صدى البلد:
2025-11-01@03:39:15 GMT

د. منال إمام تكتب: مصر جاءت وبعدها جاء التاريخ

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

مصر... ليست مجرد وطن، إنها فكرة الخلود التي سكنت قلب الزمن، وجعلت من رمالها كتابًا مفتوحًا يقرأه العالم جيلاً بعد جيل.

حين جاءت مصر، كانت الإنسانية ما تزال تبحث عن طريقها بين الظلال، فجاءت هذه الأرض الطيبة منارةً للحكمة والنور، تعلم العالم معنى الحضارة، ومعنى أن يكون للإنسان جذور تضرب في عمق التاريخ.

على ضفاف النيل العظيم، كتب أجدادنا أول السطور في قصة البشرية، شيدوا المعابد، وأقاموا الأهرامات، وزيّنوا الأرض بفنهم وإيمانهم وإبداعهم.

ومنذ ذلك الحين، صار اسم مصر مرادفًا للتاريخ، وصار التاريخ نفسه يبدأ بها ويُقاس عليها.

واليوم، ونحن نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، نشهد لحظة تمزج الماضي بالحاضر في أبهى صورها.

إنه ليس مجرد صرحٍ حجري يحتضن كنوز المصريين القدماء، بل قلب نابض يروي قصة وطنٍ علّم الدنيا معنى العظمة.

كل تمثال فيه يحكي عن عظمة ملوكٍ عرفوا كيف يخلّدون أسماءهم بالعمل، وكل جدارٍ فيه يهمس بحكمة أمةٍ لا تموت.

المتحف المصري الكبير ليس هدية لمصر فحسب، بل هدية من مصر إلى الإنسانية، تفتح أبوابها لكل من يريد أن يرى كيف بدأت الحضارة، وكيف ظلت هذه الأرض الطيبة تكتب تاريخها بحروف من ذهب.

إن افتتاح هذا المتحف هو إعلان جديد بأن مصر لا تكتفي بأن تحفظ تراثها، بل تحيا به وتفخر به وتنقله للعالم كله.

فكما كانت مصر منارة الأمس، فهي اليوم قلب الحاضر ونور المستقبل.

نحن أبناء هذا الوطن العظيم، نرى في كل حجرٍ من أهرامه، وفي كل قطعةٍ من آثاره، نبضًا من دمائنا، ونشعر أن التاريخ نفسه ينتمي إلينا كما ننتمي إليه.

نرفع رؤوسنا فخرًا ونحن نقول للعالم:

هنا مصر…

هنا بدأت الحكاية،

وهنا سيبقى المجد ما بقيت الشمس تشرق من الشرق.

فمصر جاءت، وبعدها جاء التاريخ.

وها هي اليوم تكتب فصلًا جديدًا من الخلود، يؤكد أن الحضارة قد تُولد في أماكن كثيرة، لكنها تسكن مصر إلى الأبد.

طباعة شارك مصر الحضارة المتحف المصري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر الحضارة المتحف المصري

إقرأ أيضاً:

ذكاء التكنولوجيا وعبقرية التاريخ| المتحف المصري الكبير يدخل عصر الذكاء الصناعي.. إدارة وتشغيل بـ “إنترنت الأشياء”

في مشهد يعكس روح مصر الجديدة التي تجمع بين التاريخ العريق والابتكار المعاصر، شهد المتحف المصري الكبير مراسم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين الشركة المسؤولة عن تشغيل الخدمات بالمتحف، وإحدى شركات الاتصالات التي أصبحت بموجب الاتفاق الشريك التكنولوجي الرسمي والحصري لهذا الصرح الثقافي العالمي.

الحدث لم يكن مجرد توقيع تجاري، بل لحظة فارقة تُمثل ميلاد تجربة حضارية جديدة تمزج بين ذكاء التكنولوجيا وعبقرية التاريخ المصري، وتُرسّخ مكانة المتحف كأحد أهم رموز التلاقي بين الماضي والمستقبل في قلب القاهرة.

اتفاقية تفتح أبواب المستقبل.. من الحضارة إلى التكنولوجيا

وتأتي هذه الشراكة ضمن رؤية المتحف المصري الكبير لتقديم تجربة سياحية متكاملة وغنية لزواره، تُبرز أصالة الحضارة المصرية القديمة وتربطها بريادة الدولة في التحول الرقمي والتكنولوجي.

وستقوم شركة الاتصالات، بموجب الاتفاق، بإنشاء منصة ذكية موحدة لإدارة وتشغيل جميع أنظمة المتحف اعتمادًا على حلول إنترنت الأشياء (IoT)، في خطوة ستجعل المتحف الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة يتحول إلى متحف ذكي من الجيل الجديد.

وستسمح المنصة بإدارة دقيقة لموارد المتحف، بما في ذلك الطاقة والإضاءة والمصاعد ومواقف السيارات وأنظمة التذاكر وتدفق الزوار، مع ضمان ترشيد الاستهلاك وتقليل البصمة الكربونية.

وهي بذلك تمثل نموذجًا عمليًا لكيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم الاستدامة البيئية والثقافية في آنٍ واحد.

عمرو طلعت.. الأصالة والحداثة وجهان لعملة واحدة

وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت، أكد أن هذه الشراكة تمثل تجسيدًا لدمج الأصالة بالحداثة، وتجعل من المتحف المصري الكبير ليس فقط منارة للآثار، بل مركزًا للابتكار التقني.

وقال الوزير إنه من خلال هذه المنظومة الذكية، تسهم في تعزيز قدرات المتحف على إدارة عملياته بكفاءة، وتمنحه بُعدًا عالميًا جديدًا بوصفه متحفًا ذكيًا متكاملًا يعكس عظمة الحضارة المصرية ويواكب التطورات في إدارة المتاحف حول العالم.

وأضاف طلعت أن هذه التجربة لا تُعد خطوة تقنية فحسب، بل قفزة حضارية تُمكن الزائر من أن يعيش تجربة فريدة تجمع بين رؤية الماضي بعين المستقبل، وتُبرز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُعيد تقديم التاريخ بروح معاصرة.

وأشار إلى أن نجاح قطاع الاتصالات في مصر اليوم يُقاس بقدرته على تطويع التكنولوجيا لخدمة التنمية والثقافة والإنسان، معتبرًا أن هذه الاتفاقية نموذج واضح لهذا المفهوم.

شراكة ثلاثية الأبعاد.. الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع

الوزير أوضح أن هذه التجربة تُجسد منهجية عمل الدولة المصرية القائمة على التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق قيمة مضافة حقيقية للمجتمع.

فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مؤسسة ثقافية، بل مشروع وطني متكامل يعكس صورة مصر الحديثة، ويُظهر قدرتها على الجمع بين الفكر التراثي والإدارة الذكية الحديثة.

شريف فتحي.. المتحف نموذج فريد يدمج بين العلم والسياحة

من جانبه، أشار وزير السياحة والآثار شريف فتحي إلى أن هذا المشروع يجمع بين التكنولوجيا الحديثة وأصالة الحضارة المصرية، ويُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التجربة السياحية في مصر بما يتوافق مع تطلعات الدولة لرفع جودة الخدمات المقدمة للزوار.

وأكد الوزير أن هذا التكامل يمثل نموذجًا متطورًا للإدارة الذكية التي تضمن تناغم العمل بين مختلف الأنظمة التشغيلية، وهو ما سيُسهم في تحقيق الأهداف المرجوة من المتحف كمنارة ثقافية وسياحية عالمية.

وأضاف أن المصريين يفتخرون بامتلاكهم أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ليس فقط بسبب معروضاته التي تضم كنوزًا مثل مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بل لأنه أيضًا مركز علمي للبحث والترميم والتعليم.

 حين يتحدث التاريخ بلغة التكنولوجيا

بهذه الشراكة، تدخل مصر مرحلة جديدة تُعيد فيها صياغة علاقتها مع تراثها. فالمتحف الذي يحتضن أعظم آثار الإنسانية سيصبح أيضًا منارة للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ليُثبت أن الحضارة المصرية، التي علّمت العالم معنى الخلود، قادرة أيضًا على قيادة المستقبل بلغة التكنولوجيا.

إنه مشروع لا يوثق الماضي فحسب، بل يكتبه من جديد بطريقة تجعل من زيارة المتحف رحلةً في الزمن والعلم معًا، وتجعل من مصر مرة أخرى مركزًا عالميًا للإبداع الإنساني، من الأهرامات إلى المتاحف الذكية.

طباعة شارك المتحف المصري مصر فودافون الاتصالات مشروع

مقالات مشابهة

  • ذكاء التكنولوجيا وعبقرية التاريخ| المتحف المصري الكبير يدخل عصر الذكاء الصناعي.. إدارة وتشغيل بـ “إنترنت الأشياء”
  • مصر تكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الحضارة| زاهي حواس لـ صدى البلد: 600 شخصية عالمية تشهد افتتاح المتحف المصري الكبير
  • "دفاع النواب": افتتاح المتحف المصري صفحة جديدة في التاريخ وهدية للإنسانية
  • إنفيديا تكتب التاريخ... أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار
  • «نور» تكتب التاريخ في كأس العالم للسباحة بالزعانف
  • زاهي حواس: مصر تكتب فصلًا جديدًا من حضارتها بافتتاح المتحف المصري الكبير
  • المتحف المصرى يعيد التاريخ
  • منار عبد العظيم تكتب: المتحف المصري الكبير.. لحظة فخر لكل مصري وأيقونة حضارية يشهد لها التاريخ
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: المتحف المصري الكبير.. ذاكرة أمة وصوت حضارة لا تنطفئ