غزة: أصعب مهمة في تاريخ الحروب الحديثة تعمق المأساة
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
أبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير موسّع حجم المعاناة الهائلة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة وهم يحاولون انتشال جثث آلاف الضحايا العالقين تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام.
ووصفت الصحيفة هذه المهمة بأنها "الأصعب في تاريخ الحروب الحديثة"، مشيرةً إلى أن الفلسطينيين ينقبون وسط نحو 61 مليون طن من الركام، يُعتقد أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص ما زالوا مدفونين تحته، وقد يرتفع العدد إلى 14 ألفاً وفق تقديرات مختلفة.
                
      
				
ونقلت الصحيفة عن عائلات فلسطينية تبحث بيأس عن جثامين ذويها، وعن عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني الذين يواصلون العمل في ظروف قاسية، مستخدمين أدوات بسيطة مثل المجارف والمعاول وأيديهم العارية، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الجرافات والآلات الثقيلة اللازمة لتسريع عمليات الانتشال.
ووفقاً للتقرير، فإن هذه الجهود الإنسانية الهائلة لا تزال محدودة النتائج، إذ لم يُنتشل سوى 472 جثة خلال أول 16 يوماً من الهدنة الأخيرة، بينما أُعيدت 195 جثة فلسطينية من الاحتلال في إطار عمليات تبادل الرفات.
وأكدت "الغارديان" أن غياب معدات تحليل الحمض النووي، التي يمنع الاحتلال دخولها إلى القطاع، يجعل من عملية التعرف على الجثامين مهمة شبه مستحيلة، خصوصاً مع تحلل كثير من الجثث تحت الأنقاض. واعتبر خبراء نفسيون تحدثت إليهم الصحيفة أن هذا الوضع يولّد ما يُعرف بـ"الفقد الغامض"، وهو نوع من الحزن العميق الذي يؤدي إلى اضطرابات نفسية جماعية، تشمل الاكتئاب وفقدان الإحساس بالهوية لدى ذوي المفقودين.
وترى الصحيفة أن التعرف على الجثامين ليس مجرد مسألة كرامة إنسانية، بل ضرورة نفسية واجتماعية لمن تبقّوا على قيد الحياة في غزة، حيث يعيش السكان مأساة مستمرة في ظل دمار شبه كامل للبنية التحتية.
كما نقل التقرير عن الأمم المتحدة تقديراتها بأن إزالة الركام في غزة قد تستغرق سبع سنوات على الأقل، نظراً لتدمير نحو 77% من شبكة الطرق، إضافة إلى انتشار كميات ضخمة من الذخائر غير المنفجرة التي تسببت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 في 147 حادثاً أودت بحياة 52 شخصاً.
وفي ظل هدنة هشة لا تمنح الغزيين سوى هدناً إنسانية مؤقتة، تبدو المدينة المدمَّرة بلا ملامح، فيما يواصل الأهالي بحثهم المضني عن أحبّتهم في مشهدٍ يجسّد مأساة إنسانية غير مسبوقة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
 
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
تضارب الأنباء حول مصير مقاتلي كتائب القسام داخل مناطق الخط الأصفر
تباينت الأنباء في الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، حول احتمال سماح تل أبيب بنحو 200 من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمغادرة مناطق سيطرة جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لن يسمح بمرور آمن لـ200 من عناصر حماس الموجودين في مناطق سيطرة الجيش إلى أراضٍ خاضعة لسيطرة فلسطينية". وأوضحت الصحيفة أن المقاتلين "عالقون في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ"، وأن وسطاء اقترحوا نقلهم إلى المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في القطاع، من دون الكشف عن هويتهم.
وأشارت هآرتس إلى أن قرار نتنياهو بعدم السماح بمرور عناصر حماس جاء تحت تأثير ضغوط من وزيرَي الأمن القومي والمالية، إيتمار بن غفير وتسلئيل سموتريتش.
في المقابل، رجحت القناة 12 أن يوافق الاحتلال الإسرائيلي على خروج نحو 200 من عناصر حماس من مناطق جنوب القطاع، مؤكدة أن الموافقة قد تشترط تسليمهم أسلحتهم. ونقلت القناة عن مصدرين أمنيين إسرائيليين أن "القيادة السياسية قد تقرر السماح بعودتهم لأسباب منها أن هذه الخطوة الاستثنائية ستتيح حماية أفضل لأرواح الجنود في المنطقة"، فيما أضاف أحد المصادر أن "عودتهم ستتيح البحث عن جثث مختطفين قد يكونون هناك".
كما نقلت القناة عن مصدر أمني آخر تصريحه: "نقوم بهذا لحماية أرواح جنودنا ونزع السلاح، وهذا سيمكننا أيضاً من البحث عن رهائن إضافيين".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن