أسرار #البحتري
#زيد_الطهراوي
حين كتبت قصيدة بحتري الشعر و هي من قصائدي الأولى
سألني أحدهم : من تعني ببحتري الشعر ؟ و شرحت له أنني أقصد في هذه القصيدة المعاني السامية و هي التي لا يستطيع الشاعر أن يكون شاعرا حقيقيا بدونها
و لكن الأخ السائل لم يقتنع و أراد أن يقنعني أنني أقصد نفسي فأشبهها بكبار الشعراء فتركته يناقش و يحاور و يأتي بالجديد المبتكر من التحليلات التي ابتعدت كثيراً عن القصيدة و محتواها
و لكنني كنت متعمقاً في قصيدتي متأثراً بها عند كتابتها و بعد أن نضجت و قامت تسير بين القصائد فلم تؤثر تلك التحليلات في قناعتي و لسان حالي يقول : أنا في واد و هو في واد
فالقصيدة قد تنتمي إلى الرومانسية و فكرتها جاءت من اطلاعي على حال الشعراء العباقرة ؛ أبي تمام و المتنبي و البحتري فالنقاد يجزمون بأن “المتنبي و أبا تمام حكيمان و إنما الشاعر البحتري ” و لأن الشعر فيه ما فيه من العاطفة و المشاعر و الخيال فقد وضعت ثِقل أفكار القصيدة على الشاعر البحتري و تخيلته شاعرا أو إنساناً يحمل مشاعره الرقيقة و خياله الخصب و هو يواجه الحياة و أبناءها و هم يتعاملون بلغة الحسابات و هو يزداد قناعة بأن هذه اللغة كفيلة بتدمير الفرد و المجتمعات و يكاد أن يضعف نفسياً أمام الضغط و العنف و يكاد أن يعترف مكرهاً بأنهم على حق
فتأتي هذه القصيدة لتنتشل هذا الإنسان و تعالج جراحه و تمده بأكسجين الحياة المعنوية فيزداد تمسكاً بالعاطفة السامية و الخيال البَنَّاء
و قد أجد من سبقني إلى هذا الأداء و لكن بصيغة أخرى فها هو الكاتب الأردني محمود سيف الدين الإيراني في قصته القصيرة ( حي الأشرفية ) يصف تاجرا يمتلك القدر الكافي من المادة التي قد تكون سبيلا إلى الحياة السعيدة و لكنه لم يكن سعيدا لأنه كان يعاني من الفقر الروحي
مقالات ذات صلة المحميات الصهيونية 2024/06/10و لكنني حين تتبعت مسيرة الحكماء وجدت الحكمة – إذا طُبِّقت – طريقاً للحياة المثالية بما فيها من عاطفة و تسامح فقد يكون صاحب الحكمة من الذين يحملونها في عقولهم و لكن أفعالهم بريئة منها
أما البحتري فقد يخونه التعبير المنطقي عن عواطفه فيتغلب الماديون عليه و رأيته أحياناً ينفعل و أحياناً أخرى لا يتقن الطرق السليمة فيؤذي و يجرح و ينسى البحتري أحياناً كثيرة أن المحبة كالبناء بحاجة إلى عقلية فذة تدرك أهمية الأساس المتين و الرصف المتكامل فإذا بالبحتري يصرخ متأسفاً :
يا ليتني كنت حكيما
.المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب صيام تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم؟.. 3 أسرار يغفلها الكثيرون
عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، وصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: (مَا هَذَا؟)، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ)، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" رواه البخاري.
وفي هذا الحديث دلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين هم أولى الناس وأحقهم بموسى عليه السلام وبسائر الأنبياء والمرسلين؛ لأنهم آمنوا بجميع الرسل والأنبياء، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويحبونهم ويعظمونهم ويحترمونهم، وينصرون دينهم الذي هو الإسلام لله رب العالمين.
ما هو فضل يوم عاشوراء وما حكم صيامه؟صيام يوم عاشوراء سَنَّهُ نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة وقد رغّب فيه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ" رواه البخاري ومسلم، ولقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ قَبْلَهُ وَسَنَةٍ بَعْدَهُ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ) رواه النسائي في [السنن الكبرى].
والأكمل للمسلم لينال عظيم الأجر والثواب من الله تعالى أن يصوم ثلاثة أيام، وهي التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، كما ذكر جمع من العلماء، كالشافعي وغيره، فإن لم يتيسر له ذلك صام مع يوم (عاشوراء) اليوم الذي قبله، أو الذي بعده، فإن اقتصر على (عاشوراء) فقط جاز ذلك، وكل ذلك خير، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "يوم (عاشوراء) وهو عاشر المحرم، ويستحب أن يصوم معه (تاسوعاء) وهو التاسع" انتهى من [روضة الطالبين].
الحكمة من صيام يوم تاسوعاءصيام يوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء سنة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما صام يوم عاشوراء قيل له، إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قال ابن عباس فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أخرجه مسلم في "صحيحه".
ورد فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء في عدة أحاديث، منها ما يأتي: صيام يوم عاشوراء يكفل تكفير ذنوب سنة كاملة سابقة وهذا من عظيم فضل الله -تعالى- وكرمه على عباده، روى مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
روى البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان)، وقوله: (يتحرى)؛ أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان شديد الاهتمام بصيام الأيام المستحب صيامها بعد رمضان، ومنها يوم عاشوراء.
وقالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حكم ذكرها العلماء؛ منها: أولا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.