القدس المحتلة-سانا

الحرمان من المياه، السلاح الفتاك القديم الجديد للاحتلال الإسرائيلي في حربه على الشعب الفلسطيني، فبعد سرقته الأرض استولى على مصادر المياه السطحية والجوفية، وعاماً بعد آخر يقلص كميات المياه التي تصل إلى الضفة الغربية، وسط منع أهلها من حفر الآبار كسلاح لتهجيرهم واستكمال مخططه الاستيطاني.

وفي قطاع غزة المنكوب ومنذ الأيام الأولى لعدوانه المتواصل عليه منذ السابع من تشرين الأول الماضي، استخدم الاحتلال التعطيش إلى جانب الصواريخ والقنابل للفتك بـ 2.4 مليون فلسطيني، ففي التاسع من تشرين الأول أعلن وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت فرض حصار مطبق على القطاع وقال: “لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق.. نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقاً لذلك”.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على العدوان يعاني أهالي القطاع أزمة حادة في المياه، جراء تدمير محطات الضخ وشبكات المياه ومنع إدخال الوقود لتشغيل محطات التحلية والآبار، لتنخفض حصة الفرد من المياه إلى ما بين 3 و15 ليتراً فقط بمجملها ملوثة وغير آمنة، وفق تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية، عدا عن أنهم يحتاجون للسير مسافات طويلة، ويقضون ساعات للحصول على هذه الكميات الشحيحة تحت وطأة القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف.

وأشار التقرير إلى أن معدل استهلاك الفلسطيني اليومي من المياه في الضفة الغربية يصل إلى 86.4 ليتراً، وفي القطاع كان قبل العدوان يصل إلى 84.6 ليتراً، مبيناً أنه إذا ما أخذ بالاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في القطاع واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام البشري من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة ستنخفض إلى 20.5 ليتراً فقط في اليوم، وهو أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً والذي يقدر بـ 100 ليتر في اليوم وفق معايير منظمة الصحة العالمية، وأدنى بكثير من معدل استهلاك المستوطن الإسرائيلي الذي يزيد بثلاثة أضعاف على الفلسطيني، إذ تبلغ حصة كل مستوطن نحو 300 ليتر في اليوم.

وفي إجراء يتكرر سنوياً مع دخول فصل الصيف خفضت سلطات الاحتلال قبل أيام كميات المياه المخصصة لمدينة رام الله بالضفة الغربية بنحو 50 بالمئة، والكميات المخصصة للخليل وبيت لحم بنحو 35 بالمئة، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة مع توالي ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن الأضرار المترتبة على ذلك لجهة الأمن الغذائي وصمود الفلسطينيين على أرضهم، وهو ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي تقويضه بتهجيرهم بشتى الوسائل، ويشكل قطع المياه أحدها.

رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم قال في تصريحات لوكالة وفا: إن تخفيض الاحتلال نسبة المياه الواصلة إلى الضفة الغربية، والحصار المائي الذي يفرضه على مدنها وبلداتها يأتي في إطار حربه على الوجود الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الحصار تصاعد في السنوات الأربع الأخيرة، حيث أصبح هناك تضييق أكثر وتوسيع للمستوطنات وسرقة الموارد المائية لصالحها على حساب الفلسطينيين الذين يخنقهم الاحتلال في مساحات ضيقة لاستكمال مخططه المتمثل في التهجير وضم الضفة الغربية.

وأوضح غنيم أن تقطيع الاحتلال أوصال الضفة والحواجز التي يقيمها فيها وقلة كميات المياه المتوفرة ومنع حفر الآبار، تحول دون تمكين الفلسطينيين من إيجاد أي حلول لأزمة المياه، مشدداً على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القادرة على استثمار جميع مواردها.

من جهتها أشارت بلدية الخليل إلى أن الهدف الرئيسي للاحتلال من تخفيض كميات المياه الواردة إلى المدينة وبيت لحم هو زيادة حصة المستوطنين من المياه على حساب الفلسطينيين، مناشدة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل لحل أزمة المياه في جنوب الضفة الغربية، ومحذّرة من أن تفاقم الأزمة في هذا التوقيت من شأنه مضاعفة معاناة الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم بالحصول على المياه التي لا تصل كمياتها في الوضع الطبيعي إلى المستوى المطلوب لحصة الفرد.

جمعة الجاسم – عاليا عيسى

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الضفة الغربیة کمیات المیاه من المیاه

إقرأ أيضاً:

“إسرائيل” ترصد ميزانية ضخمة لتحسين صورتها دولياً وتشويه صورة “حماس”

الجديد برس| كشف مسؤول بوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي عن رصد حكومته، ميزانية ضخمة لتحسين صورتها دوليًا وتشويه حركة “حماس”. وقال يعقوب ليفنيه، نائب مدير الدبلوماسية العامة في الخارجية الإسرائيلية، إن الوزارة حصلت في الأشهر الأخيرة على ميزانية ضخمة بلغت نصف مليار شيكل، خُصصت “لتعزيز صورة إسرائيل دوليًا وتشويه سمعة حماس إعلاميًا”. وفي جلسة خاصة بثتها قناة الكنيست قبل أيام، أوضح ليفنيه أن الحملات تتم بالتعاون مع شبكةٍ من شخصياتٍ عربيةٍ مشهورةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث العربية. وأشار إلى أن “إسرائيل” امتلكت في الأشهر الستة الأخيرة أدواتٍ أكثر للعمل الإعلامي، بعد أن حصلت الوزارة على ميزانية قدرها نصف مليار شيكل، أي أكثر من السنوات السابقة بنحو 20 ضعفًا، “وهذا يفتح أمامنا إمكانياتٍ جديدةً لم تكن موجودة من قبل”. وبيّن أن هناك ثلاثة أحداثٍ رئيسيةٍ ركزت عليها الوزارة في حملاتها الإعلامية، اثنان منها للتصدي لأساطيل كسر الحصار التي انطلقت من الخارج نحو غزة، أما الحدث الثالث والأهم فهو الحرب ضد إيران في الصيف الماضي، مدّعيًا أن “إسرائيل” سيطرت على الرواية الإعلامية منذ بداية العملية حتى نهايتها. وكشف ليفنيه عن حملةٍ تهدف إلى مهاجمة حركة “حماس” عبر “مشاهير عرب”. وكانت اللجنة الفرعية للسياسة الخارجية والإعلام، المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن، قد عقدت جلسةً لمناقشة الصورة الإعلامية لإسرائيل عقب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. واستمع أعضاء اللجنة خلال الجلسة، إلى تقارير مفصلةٍ من مختلف الهيئات والمنظمات المعنية بالعمل الإعلامي، تناولت أنشطة الوزارة الحالية وخططها المستقبلية. وخلال الجلسة، قال غال إيلان، رئيس قسم الاستراتيجية والإعلام، إن الحملة الإعلامية الإسرائيلية وصلت إلى نحو سبعة مليارات شخصٍ حول العالم، عبر منصاتٍ رقميةٍ وإعلاناتٍ ومحتوى يتم إنتاجه وترويجه بشكلٍ غير مباشر، وأحيانًا دون توقيعٍ رسمي. وأوضح إيلان أن جزءًا من هذه الدعاية يتم عبر “مؤثرين محليين” في الدول المستهدفة، إضافةً إلى حملاتٍ موجّهةٍ تُصمَّم وفق الخوارزميات والسياقات الثقافية المحلية. بدوره، أكد الناطق باسم شرطة الاحتلال أرييه دورون، أن الحملة تستهدف في المقام الأول الداخل الإسرائيلي، لكنها تعتمد أيضًا على متحدثين بلغاتٍ أخرى، بما في ذلك اللغة العربية، مبيّنًا أنهم يحققون “مشاهداتٍ ضخمة على منصات الشرطة الناطقة باللغات الأجنبية، تصل إلى نحو 100 مليون مشاهدة شهريًا”. أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، فاعترف أن عملهم يهدف بشكلٍ أساسي إلى “تشويه سمعة حماس”، مبيّنًا أنهم أطلقوا موقعًا إلكترونيًا يشمل جميع الاتهامات الموجّهة لحماس، ويتم تحديثه باستمرار. يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الاحتلال الإسرائيلي، يمنع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة لتغطية آثار حرب الإبادة التي استمرت عامين، رغم مرور نحو ثلاثة أسابيع على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

مقالات مشابهة

  • “إسرائيل” ترصد ميزانية ضخمة لتحسين صورتها دولياً وتشويه صورة “حماس”
  • 69 بالمئة من الفلسطينيين ضد نزع سلاح حماس وأغلبية مع استقالة عباس
  • قوات العدو الإسرائيلي تصعد اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • “إسرائيل” تواصل عمليات النسف شرق غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • لأول مرة منذ 9 أشهر.. إسرائيل تنفذ غارة جوية في شمال الضفة الغربية
  • كاتس يهدد الفلسطينيين في الضفة الغربية.. ماذا قال؟
  • "الشعبية": جريمة جنين استمرار لسياسة "إسرائيل" في تصفية الوجود الفلسطيني
  • جيش الاحتلال: سلاح الجو هاجم وقتل عناصر في الضفة الغربية
  • صحفي يوثق موجة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: سياسة “إسرائيل” في الضفة انتهاك صريح للقانون الدولي