الكشف عن بنود الاتفاقية الأمنية بين ليبيا وتونس لإعادة فتح معبر رأس اجدير الحدودي
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
أفاد مراسل RT في ليبيا، بأن الاتفاقية الأمنية لإعادة فتح معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس تضمنت 11 بندا.
وتضمن البند الأول في الاتفاقية الأمنية بين البلدين، فتح الأبواب الأربعة المشتركة: "سيتم فتح أربعة أبواب مشتركة للدخول من ليبيا إلى تونس، مع تركيب أجهزة تفتيش آلية تعمل على مدار 24 ساعة لتقليل ساعات الانتظار أمام البوابة التونسية".
وتضمن البند الثاني: مراكز التسجيل الإلكتروني: "إنشاء 6 مراكز للتسجيل الإلكتروني لسيارات المواطنين الليبيين، مع إضافة اللغة العربية لنظام التسجيل في تونس".
3. تنظيم التجارة البينية: "وضع آليات عمل لتنظيم التجارة البينية الخاصة بالمواطنين المسافرين بين البلدين وفق التشريعات المعمول بها".
4. رسوم وغرامات: "عدم فرض أي رسوم أو غرامات مالية غير متفق عليها بين البلدين وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل".
5. ضبط المنفذ: "ضبط المنفذ وعدم وجود أي مظاهر مسلحة سوى الأجهزة الأمنية الرسمية النظامية للدولة".
6. شروط السلامة المرورية: "منع عبور الآليات المخالفة لشروط السلامة المرورية بين الجانبين حسب تشريعات البلدين".
7. منع تهريب الوقود: "العمل والتعاون المشترك لمنع تهريب الوقود ومشتقاته والسلع المدعومة بين البلدين".
8. تشابه الأسماء: "حل مشكلة تشابه الأسماء التي يعاني منها مواطنو البلدين في منافذ الدخول والخروج".
9.مشاركة المعلومات: "مشاركة المعلومات بين الأجهزة الأمنية لمكافحة كافة الجرائم بين البلدين".
10. حلول سريعة للإشكاليات: "تفويض اللجنة المشتركة المشكلة بين الطرفين لوضع حلول سريعة لمعالجة أي إشكاليات قد تعترض سير العمل الأمني بالمنفذ".
11. "تعزيز قوات حرس الحدود: تعزيز قوات حرس الحدود من الجانبين ومنع تسلل المهاجرين غير النظاميين والسلع الممنوعة".
وكان وزيرا داخلية ليبيا وتونس قالا أمس الأربعاء إنهما اتفقا على إعادة فتح المعبر الحدودي في رأس اجدير جزئيا صباح اليومالخميس وفتحه بالكامل في 20 يونيو بعد إغلاقه منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي منتصف مارس، قالت وزارة الداخلية الليبية إنها أغلقت المعبر الحدودي بسبب اشتباكات مسلحة بعد تعرض الحدود لهجوم من "خارجين على القانون".
ورأس جدير هو المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين في المنطقة الغربية لليبيا حيث غالبا ما يذهب الليبيون إلى تونس لتلقي العلاج وتمر شاحنات البضائع القادمة من الاتجاه المقابل.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بین البلدین رأس اجدیر
إقرأ أيضاً:
تحالفات الظل في المثلث الحدودي: ملامح صراع إقليمي قادم
تحالفات الظل في المثلث الحدودي: ملامح صراع إقليمي قادم
محمد تورشين*
تثير التحركات العسكرية لقوات الدعم السريع في منطقة جبل عوينات والمثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا تساؤلات متزايدة حول مستقبل التحالفات في الإقليم، خاصة في ظل تصاعد التوترات والتهديدات المتكررة التي يطلقها قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تجاه القاهرة. فوجود الدعم السريع في هذه المنطقة الحساسة يُعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ما يستدعي من السلطات في القاهرة إعادة تقييم مواقفها ووضع مقاربات جديدة لحماية مصالحها الاستراتيجية في ضوء التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
منطقة جبل عوينات والمثلث الحدودي ليست فقط رقعة جغرافية مهمشة كما قد يتبادر إلى الذهن، بل تمثل مركزًا ذا بعد استراتيجي بالغ الأهمية، فهي نقطة تماس ثلاثي بين السودان ومصر وليبيا، وتاريخيًا كانت محل تنازع غير مباشر نظرًا لغناها الجيولوجي، وصعوبة مراقبتها أمنيًا، فضلًا عن قربها من طرق تهريب تقليدية استُخدمت على مدى عقود. واليوم، مع تمدد الدعم السريع نحوها، تتحول إلى نقطة انطلاق محتملة لمرحلة جديدة من الصراع على النفوذ في شمال إفريقيا.
في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في أبريل 2023، برز حميدتي كفاعل من خارج الدولة التقليدية، يسعى لبناء تحالفات تتجاوز الحدود الوطنية وتخترق النظام الإقليمي القائم. لم يخفِ حميدتي تطلعه إلى لعب دور إقليمي، مستخدمًا في ذلك الدعم غير المعلن من أطراف خارجية، وعائدات الذهب، وخبرات مكتسبة من الانخراط في النزاعات الإقليمية (اليمن، ليبيا).
إن تراجع الدعم اللوجستي عبر مناطق كردفان، التي كانت تشكل الشريان الأساسي لإمدادات الدعم السريع، دفع قواته إلى البحث عن طرق جديدة لإعادة هيكلة خطوط الإمداد والتواصل. ومن هنا تبرز أهمية جبل عوينات، ليس فقط لكونه نقطة استراتيجية، بل لأنه قد يوفر منفذًا آمنًا لإدخال الأسلحة والذخائر عبر مسارات أكثر انفتاحًا، خاصة في ظل وجود علاقات قائمة – ولو غير رسمية – مع أطراف ليبية نافذة مثل قوات حفتر، ومع مجموعات مسلحة في الجنوب الليبي.
في هذا السياق، يصبح من الضروري قراءة ما يجري ضمن المشهد الإقليمي الأشمل، حيث تتقاطع مصالح الفاعلين المحليين مع أجندات دولية. فالدعم السريع بات يمتلك امتدادات مرنة وغير واضحة المعالم مع قوى مثل كينيا، إثيوبيا، تشاد، وأطراف من المعارضة الإريترية. وتبدو هذه الشبكة من العلاقات بمثابة تحالف ظل، لا تُعلن ملامحه صراحة، لكنها تعمل على إعادة ترتيب التوازنات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
من ناحية أخرى، تتحرك الحكومة السودانية، بدعم جزئي من محور أسمرة–الخرطوم، نحو تشكيل تكتل إقليمي مضاد، يضم إلى جانبه كلًا من جيبوتي والصومال، في محاولة لعزل الدعم السريع إقليميًا وقطع خطوط إمداده السياسي والديبلوماسي. ويأتي هذا ضمن صراع أكبر بين محورين: أحدهما يسعى لحماية فكرة الدولة المركزية، والآخر يسعى لتعزيز نفوذ الفاعلين غير الدولتيين.
وسط هذا التنافس المحموم، تجد مصر نفسها أمام معادلة شديدة التعقيد. فبينما ترتبط بعلاقات استراتيجية قوية مع دولة الإمارات، يُعتقد أنها قدمت دعمًا غير مباشر للدعم السريع، فإن الواقع الجديد يضع القاهرة أمام ضرورة إعادة حساباتها. فاستمرار الوجود العسكري لقوات حميدتي قرب حدودها الغربية يمثل تهديدًا محتملًا، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وتضاؤل نفوذ الدولة الليبية الموحدة.
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذه اللحظة الحساسة: هل ستتخذ القاهرة موقفًا استباقيًا لحماية أمنها القومي وتتحرر من القيود غير المعلنة التي قد تفرضها تحالفاتها الخليجية؟ أم ستظل توازن بين الضغوط الإقليمية والدولية دون الانخراط المباشر في تحالف جديد؟ الاحتمال الثاني قد يكلّف مصر كثيرًا، خاصة إذا ما تمكن الدعم السريع من ترسيخ وجوده في الجنوب الليبي أو المثلث الحدودي، بما يهدد توازنات الأمن في واحة سيوة وشمال وادي النيل.
ما يزيد المشهد تعقيدًا هو أن الصراع لم يعد فقط سياسيًا أو عسكريًا، بل دخلت فيه أبعاد اقتصادية واضحة، حيث تسعى كل الأطراف إلى السيطرة على الموارد (الذهب، طرق التهريب، المعابر)، كما أن قوى دولية مثل روسيا وتركيا والصين ترصد الوضع عن كثب، وتتدخل حينًا عبر دعم لوجستي، أو عبر وكلاء محليين.
إلى جانب ذلك، فإن ما يسمى بـ”تحالف الظل” الذي يضم الدعم السريع، المعارضة الإريترية، إثيوبيا، وأرض الصومال، يعمل بصمت على إعادة تشكيل الإقليم. ورغم غياب الإعلان الرسمي، إلا أن سلوك الأطراف، وحجم التنسيق غير المباشر بينها، يؤكد أن ثمة ترتيبات تجري خلف الكواليس لرسم خريطة جديدة من النفوذ والتحالفات.
المؤشرات الميدانية، من تحركات عسكرية إلى خطابات سياسية، مرورًا بنشاطات استخباراتية غير تقليدية، كلها تشير إلى أن المنطقة على أعتاب تحالفات جديدة قد تُعلن لاحقًا، أو تبقى ضمن خانة “التفاهمات غير الرسمية” التي تحكم المشهد الإقليمي منذ سنوات. غير أن الجديد في هذه المعادلة هو موقع مصر، التي كانت دومًا مركز الثقل العربي في إفريقيا، والتي تواجه اليوم لحظة اختبار حقيقية.
في المحصلة، فإن التحركات العسكرية والسياسية في المثلث الحدودي وجبل عوينات لا يمكن عزلها عن سياق إقليمي أكبر، تتصارع فيه محاور، وتتصادم فيه مشاريع. ومن المؤكد أن مآلات هذا الصراع ستتجاوز حدود السودان، لتطال توازنات القوة في ليبيا، ومصر، وتشاد، والقرن الإفريقي. والأخطر أن كل معسكر، يمتلك اليوم أدوات ضغط متقدمة، تتراوح بين الإعلام والتجنيد والاقتصاد والسلاح، ما ينذر بصراع طويل ومعقد، يعيد رسم خرائط النفوذ في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة وحساسية.
* باحث وكاتب في الشؤون الأفريقية
الوسومأرض الصومال إثيوبيا إريتريا الجيش السوداني الخرطوم الدعم السريع السودان المثلث الحدودي اليمن جبل عوينات جيبوتي حفتر ليبيا محمد تورشين مصر