* قبل أن نتطرق إلى الانتصارات الباهرة والبشريات المفرحة التي أتتنا من قلعة الصمود ومقبرة الجنجويد الجديدة، فاشر السلطان أو (آداب العاصي) كما يحلو لأهلها الكرماء أن يسموها، حباً فيها، وتعلقاً بها، لابد أن أتطرق إلى المذبحة المروعة، والجريمة المنكرة التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع الإرهابية المتمردة في قرية طابت الشيخ السماني، محلية شرق سنار أمس.

* لم نسمع (بحلة طابت الشيخ السماني) إلا عندما دنستها سنابك الجنجويد، وأحالت سكينتها إلى رعب، وهدوءها إلى ضجيج، وبدّلت أمنها خوفاً، وشرعت في قصفها بالمدافع ومضادات الطيران، لتزهق أكثر من عشرين نفساً زكيةً (جلهم من النساء والأطفال)، وتصيب العشرات، بهمجيةً تشبه هؤلاء الوحوش المجردين من كل نوازع الدين والشرف والأخلاق.
* لم تجف الدماء الزكيّة التي سفكتها مليشيات الغدر السريع في قرية ود النورة المنكوبة، حتى أردفها تتار العصر الحديث بمذبحةً أخرى، لا تقل بشاعةً وشناعةً عن الأولى، لتقف الواقعتان على مقدار الوضاعة التي تدمغ تلك المليشيات المجرمة المنحطة.

* سننتظر من هواة التبرير ومحترفي التزوير أن يدلسوا ويغيروا الحقائق الدامغة، بتهوين الأمر وتبريره للمجرمين، ونجزم أن مهمتهم ستكون أصعب من الماضية، لأن قرية طابت الشيخ السماني لم تشهد أي استنفار، ولم تدخلها قطعة سلاح واحدة، يمكن لفاقدي السند الديني والأخلاقي أن يستخدموها ليتحدثوا عن (معركة) وقعت داخل القرية المنكوبة، أو استنفار تسبب في قتل القرويين العُزَّل!

* لن يجدوا بجوار طابت الشيخ السماني (كناراً) كي يزعموا أن جانباً من المغدورين رمياً بالرصاص الآثم سقطوا فيه وماتوا غرقاً، ولم يتمكنوا من توزيع الجرم على الجيش بالتساوي مع المليشيات، بادعاء أن الطيران قصف طابت الشيخ السماني في اليوم التالي للهجوم الجنجويدي المتوحش، فكان خيارهم المفضل الصمت الجبان، والتواطؤ المعلن مع القتلة الأوغاد!

* لم نقرأ حتى للحظة نعياً للشهداء ومواساةً للجرحى من مساندي المليشيا المجرمة، مثلما لم نطالع استنكاراً للجريمة المروعة، والمذبحة الموجعة، ولا غرابة، فالجناح السياسي للمرتزقة لا يرى في أفعالهم منكراً مهما توحشت وقست، ومهما أمعنت في سفك الدماء وقتل الأبرياء.
* تباً لهم وسحقاً لمرتزقتهم الملاعين.

* سننثني من قرية طابت الشيخ السماني المنكوبة الموجوعة لنزجي التحايا أصفاها لفرسان القوات المسلحة والقوات المشتركة، الذين استبسلوا في الدفاع عن مواطني شمال دارفور عموماً وفاشر السلطان على وجه الخصوص، وكبدوا الجنجويد الملاعين هزائم مريرة وخسائر فادحة، واصطادوا قائدهم وكبير مجرميهم، بانتصار باهر وفتح مبين.

* التحية لضباط وضباط صف وجنود القوات المشتركة، وهم يمنعون الحانقين من أهل الفاشر من الإساءة لجثمان قائد المتمردين، ولا غرابة، فقد شهد لهم أهل السودان قاطبة بحسن الخلق، وبأنهم يقاتلون بأخلاق الفرسان مثلما فعلوا في عملية الذراع الطويلة في أم درمان عام 2008، عندما ترفعوا عن إيذاء الموطنين، ولم يسرقوا ولم ينهبوا ولم يأخذوا مليماً ليس لهم.

* وقتها شاهد كل أهل أم درمان مقاتلي حركة العدل والمساواة يشترون طعامهم من المتاجر وتجار الفواكه أثناء القتال من حر مالهم.. بعكس الجنجويد القتلة المجرمين الذين قتلوا عشرات الآلاف من مواطني السودان وهجروا وشردوا الملايين واغتصبوا النساء ونهبوا الممتلكات وروعوا المدنيين وغزوا القرى وقتلوا أهلها ودمروا مؤسسات الدولة ومراكز الخدمات واقتحموا المنازل وأحتلوها ونهبوها وسرقوا سيارات المواطنين وذهب النساء وحليهن من أعناقهن بخسة تشبههم وتليق بهم وبمناصريهم الجبناء..

* التحية للفرسان الذين حموا مواطنيهم وهزموا الجنجويد الملاعين في فاشر السلطان، رمز الصمود في السودان.

* سنذكر بكل الفخر أن هجوم المليشيا على الفاشر تم أمس بقوةٍ غير مسبوقة، شكلت حصاداً لتجميع مليشيات الفزع القادمة من جنوب وشمال وشرق ووسط دارفور، علاوة على مرتزقة مدفوعي القيمة من تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر وغيرها.

* استغرق تجميع تلك القوة شهرين كاملين، ومع ذلك انهزمت أمام الارتكازات المتقدمة للقوة المشتركة (شرق الفاشر) في أربع ساعات فقط، وعندما تم ضربهم وتشتيتهم أطلقوا قذائف الهاون بطريقة عشوائية باتجاه المدينة، ونتج عن القصف إصابات ووفيات وسط المدنيين، وبعد ذلك ولوا الأدبار هاربين وتركوا أسراهم وجرحاهم وجثمان قائدهم خلفهم.
* جنجويد مجرمون وجبناء يتم نفخهم زوراً وسوقهم إلى حتفهم بالإعلام المضلل!

* صدق من سمى فاشر السلطان (آداب العاصي)، ولا عزاء للفاجر والمتمرد الفاشل والأرزقي الجاهل، الذي توعدها بالسقوط السريع، بعد أن سقط هو قبلها بارتماء مهين في أحضان المتمردين!

د. مزمل أبو القاسم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جامعة السلطان قابوس تفتح باب الترشح في المجلس الاستشاري الطلابي

 

 

مسقط- الرؤية

أعلنت جامعة السلطان قابوس عن فتح الباب للترشح في المجلس الاستشاري الطلابي في دورته الثامنة للعام الأكاديمي (2025- 2026)؛ إذ سيتنافس مجموعة من الطلبة على 17 مقعدًا يمثلون أعضاء المجلس من مختلف كليات الجامعة على مستوى الدراسات الجامعية الأولى والدراسات العُليا.

ودعا صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة الطلبة للمشاركة الفعالة والبناءة في إنجاح فعاليات الدورة الثامنة للمجلس الاستشاري الطلابي، من خلال الترشح لعضويته مدة عامين أكاديميين، تبدأ ببداية العام الأكاديمي الحالي وتنتهي بنهاية العام الأكاديمي (2026/ 2027). وأكد سموه أن وجود إطار تواصلي مُنظَّم يعرض الطلبة من خلاله مرئياتهم ومقترحاتهم من خلال اختيار ممثلين لهم، أمرٌ داعمٌ للعملية التعليمية في جامعة السلطان قابوس، ومُستندٌ مُهمٌ للمسيرة الأكاديمية لهؤلاء الطلبة، وعاملٌ مساعدٌ يسهم في إنضاج شخصية الطالب المهنية والمعرفية.

ووُضِعَت مجموعة من الشروط لأجل الترشح في هذا المجلس؛ منها: أن يكون الطالب قد أنهى فصلًا دراسيًا واحدًا على الأقل بعبء دراسي لا يقل عن 9 ساعات، وألّا يقل معدله التراكمي عن 2.0 بالنسبة لطلبة الدراسات الجامعية و3.0 للطلبة الدراسات العليا "الماجستير والدكتوراه" إلى جانب مجموعة أخرى من الشروط.

ومن المقرر الإعلان عن أسماء المرشحين يوم الأحد المقبل الموافق 19 أكتوبر الجاري، في حين سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين يوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر.

يُشار إلى أن المجلس الاستشاري الطلابي بجامعة السلطان قابوس يعمل على المساهمة في تطوير الحياة الطلابية بالجامعة من النواحي الأكاديمية والخدمية والأنشطة والمبادرات. ويسعى إلى تعزيز مبدأ الشفافية والنقد البناء وإبداء الرأي المتزن والمسؤول والالتزام بأدب الحوار لدى الطلبة. إضافة إلى تنمية الوعي الذي يجعل من الطالب مواطنًا واعيًا ومنتجًا خلاقًا يمارس دوره الإنساني والاجتماعي والخدمي بوعي وخلق ومسؤولية، كما يهدف المجلس إلى تزويد الطلبة بالمقومات الأساسية التي من شأنها أن تؤدي إلى تقوية الشخصية وتنمية روح العمل الجماعي ودعم الأسلوب العلمي في التفكير وتنمية روح الحوار واحترام الرأي الآخر ومهارات التواصل. ويسعى المجلس إلى متابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم، والعمل على رفع مستوى النشاط الطلابي في مختلف مجالاته، بالإضافة إلى ترسيخ قيم العمل التطوعي، والأخذ بيد المجيدين من الطلبة، وكذا رفع مستوى الحياة الفكرية والفنية والاجتماعية والرياضية وتعزيز آفاق التواصل وتفعيل قنوات الاتصال بين الطلبة والمسؤولين داخل الجامعة.

مقالات مشابهة

  • بسبب الأزمة المالية.. وقفة احتجاجية لإدارة وجماهير نادي القاسم الرياضي
  • جامعة السلطان قابوس تعزز حضورها الدولي في "إكسبو أوساكا"
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • جامعة السلطان قابوس تفتح باب الترشح في المجلس الاستشاري الطلابي
  • وفاة طفل بأزمة قلبية خوفا من كلب فى أحد شوارع قرية كلاحين أبنود بقنا
  • متابعة لـ إيمان العاصي: تفتكري هتدخلي الجنة وانت بتلبسي قصير وضيق.. اعرف كيف ردت؟
  • نادي القاسم يلوح بالانسحاب من دوري النجوم ويوجه 4 مطالب عاجلة
  • إيمان العاصي تشيد بدور السيسي في وقف الحرب وتوجه رسالة مؤثرة لأهل غزة
  • قوات القاسم تفجر ناقلة جند ودبابة للعدو الصهيوني في مدينة غزة
  • قوات الاحتلال تغلق مدخل قرية دير جرير شرق رام الله