قال الدكتور أسامة السعيد، أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة جامعة بني سويف سابقًا، إنّ الدولة استهدفت بناء المدن السكنية الجديدة للخروج من الوادي الضيق ومجابهة الزيادة السكانية، ووضعت مهمة تطوير العشوائيات أولوية قصوى، وتحولت المدن الجديدة من وسيلة لحل مشكلة العشوائيات إلى مجتمع حضاري عمراني ينقل الثقافات الجديدة للمواطنين بممارسة السلوكيات السوية في تربية الأبناء، وتنشئتهم في بيئة صحية يتوفر فيها الخدمات الحياتية.

تنويع مناطق الجذب وإعادة توزيع السكان

وأضاف عميد كلية التجارة جامعة بني سويف سابقًا، في مداخلة هاتفية في برنامج «صباح الورد»، المذاع على شاشة قناة «Ten»، أنّ محافظة القاهرة كانت نقطة جاذبة للسكان لتوافر كل المقومات الحياتية بها، إضافة إلى تواجد المصالح الحكومية التي بحتاحها المواطن بشكل يومي، مشيرًا إلى أنّ الدولة سعت لتنويع مناطق الجذب وإعادة توزيع السكان؛ لتقليل الضغط على بعض المناطق، وإيجاد فرص عمل جديدة في المدن الحديثة، وعلى رأس تلك المشروعات جاءت، العاصمة الإدارية الجديدة والتي خُطّطت بطريقة صحيحة؛ لتلافي المشكلات التي كنا نُعاني منها على مدار عقود من زيادة السكان، وأصبحت في فترة بسيطة نقلة ورؤية جديدة وحلمًا كان صعب المنال، لكن بالإرادة استطعنا تحقيق الحلم.

توسيع مسيرة العمران

وتابع بأنّ الدولة المصرية عملت على مدار السنوات الماضية، على توسيع مسيرة العمران كجزءٍ من خطة شاملة لزيادة مساحة المعمورة بما يتناسب مع توافر الموارد وحجم وتوزيع السكان، والارتقاء بمستوى جودة البيئة العمرانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المدن الجديدة العلمين العلمين الجديدة المدن السكنية

إقرأ أيضاً:

من مجتمع الكادحين إلى خصم المتظاهرين.. كيف فقد وليام روتو شعبيته؟

بين وعود الحملات، وعدم القدرة على تنفيذها، يواجه الرئيس الخامس لدولة كينيا وليام روتو مستقبلا سياسيا قد لا يضمن له تأمين ولاية ثانية، أو حتى إكمال مأموريته الأولى التي بدأت قبل قرابة 3 سنوات، وشهدت فيها البلاد أحداثا وتوتّرات لم تكن تخطر ببال مئات الآلاف من الشباب الذين كانوا ينتظرون تطوير الاقتصاد وخلق فرص العمل وخفض الأسعار.

وعندما أراد روتو خوض الانتخابات الرئاسية والتوجّه إلى الشعب في انتخابات 2022، رفع شعار "مجتمع الكادحين" وقدّم نفسه للناخبين على أنه يحمل هموم البسطاء، وواحد من المتدينين.

وأثناء حملته الانتخابية، نزل إلى الشوارع، وحمل صفحات الإنجيل، وأكل الطعام ومشى في الأسواق، فلاقت حملته صدى عند العامة فأطاعوه وصوّتوا له، ولكن بعد وصوله للحكم سرعان ما استخفّ بهم، وقتل أحلامهم بفرض الضرائب، حيث أقرّ برلمانه قانونا مثيرا للضرائب سنة 2024، وألغى دعم الوقود الذي كان الكينيون يعتبرونه حقا مكتسبا لا رجعة فيه.

وقرابة السنوات الثلاث الأخيرة التي أمضاها من مأموريته الأولى البالغة 5 سنوات، انشغل روتو بمشاكل حسّاسة مع فريقه الحكومي، وعمل على قلب الطاولة، إذ أراد إبعاد نائبه غاشاجوا، واستقطاب خصمه في الانتخابات رايدلا أودينغا.

احتجاجات الشباب

في سنة 2024، اقترح روتو إجراءات ضريبية، قال إنها ضرورية لضمان عمل استمرار الحكومة، ومواجهة الأزمات الاقتصادية المتعددة، لكن الحركات الشبابية والقوى الحية، اعتبرت ذلك خيانة للوعود الانتخابية، فخرجت إلى الشوارع ورفعت شعار الاستقالة والرحيل في وجه الرئيس المنتخب حديثا.

تعاملت الحكومة مع المظاهرات بشدة، حتى أسفرت أعمال القمع عن مقتل 22 شخصا وفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أغلبهم من فئة الشباب الذين حاولوا اقتحام مقر البرلمان وإحراقه وسط العاصمة.

وضمن مبادرة لتهدئة الأوضاع، خرج الرئيس روتو إلى العلن، ووجّه كلمة إلى الأمة في 26 يونيو/حزيران 2024 أعلن فيها أنه لن يوقع على قانون المالية الذي أقرّه البرلمان لزيادة الضرائب، إذ اتضح أن الكينيين لا يرغبون فيه.

إعلان

وسعيا إلى تهدئة الأوضاع وإنهاء المظاهرات، قال روتو حينها إنه سيفتح حوارا مع الشباب الذي تولّى قيادة الاحتجاجات في أرجاء العاصمة نيروبي.

الإفلاس والفساد

وأمام دفعة من كلية هارفارد للأعمال، قال الرئيس روتو إنه لن يقود دولة مفلسة، وتحدث عن الجهود التي تبذلها الحكومة في رفع القاعدة الضريبية من أجل تمويل المشاريع الاقتصادية، والتغلّب على أعباء المديونية العامة.

ولكن المحتجين يقولون إنهم يريدون تطهير الحكومة من الفساد المتمثل في سرقة الموارد العامة وأنماط الحياة الباذخة التي يعيشها السياسيون رغم مظاهر الفقر على عموم الشعب.

ويزداد غضب المتظاهرين بسبب ما يرونه صفقات مستمرة يعقدها روتو، من بينها اتفاق تقدّر قيمته بمليارَي دولار، كان من شأنه أن يمنح السيطرة على المطار الرئيسي في كينيا لمجموعة "أداني" الهندية.

وفي نهاية العام الماضي، اضطر روتو إلى إلغاء هذه الصفقة بعد أن تم الكشف عنها بعد شهور من قمع السلطات للاحتجاجات المناهضة للضرائب.

وقال الطالب الجامعي بيتر كايرو، البالغ من العمر 21 عاما وأحد المشاركين في الاحتجاجات، إنه لا يتوقع أن تتعامل الحكومة مع قضايا الفساد والمحسوبية التي أثارها المتظاهرون ما لم يقرر الشعب أن يكون متمثلا لقيم التغيير الذي ينشده.

وبالنسبة للعديد من الشباب الكيني فإن الإصلاحات الاقتصادية والصفقات التي تتحدث عنها الحكومة، ليست سوى محاولات لتبرير الاختلاس، وكثيرا ما وصفوا الرئيس بأوصاف قادحة منها "اللص" و"السارق".

شعار مأمورية واحدة

وتزامنت الذكرى الأولى لمظاهرات 2024 مع أزمة مقتل الأستاذ والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي في أحد مقرات احتجاز الشرطة في العاصمة نيروبي، بعدما وجّه انتقادات لنائب قائد جهاز الأمن الوطني.

وقد أشعلت هذه الحادثة شوارع العاصمة من جديد، حيث رجع المتظاهرون للساحات، لكنهم في هذه المرة رفعوا شعار "وانتام" الذي يشير إلى مأمورية واحدة فقط، وذلك في إشارة إلى أن الرئيس عليه ألا يترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2027.

وبالنسبة لبعض المتظاهرين الآخرين، فقد رفعوا شعار الخروج من السلطة قبل انتهاء المأمورية الأولى، قائلين إن الرئيس لم يف بالتزاماته، وفشل في تحسين مستوى المعيشة والاقتصاد.

احتجاجات في العاصمة نيروبي ضد حكومة الرئيس وليام روتو (رويترز)

وبينما يرى المحتجون أن الخروج إلى الشارع هو السبيل الأمثل لإرغام الحكومة على الرحيل، توعّد وزير الداخلية كيشومبا موركومين بالتصدي للمتظاهرين المعارضين للنظام، مؤكّدا أنه سيتم قمعهم بقوة.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال روتو إنه لن يرحل عن السلطة، وسيبقى في وطنه مؤكّدا أنه إذا لم تكن كينيا له، فلن تكون لغيره.

وفي تعليقه على الاحتجاجات، قال الرئيس إنه إذا تم الاستمرار على هذا النهج، فلن يكون لدى الكينيين وطن، فالبلاد ملك للجميع، داعيا كل الأطراف إلى التهدئة والاستقرار.

أزمة الفريق

ومنذ أن وصل للسلطة في 2022، دخل روتو في خلاف مع فريقه الحكومي، إذ سعى إلى عزل نائبه غاشاجوا، حتى تم عزله عن طريق البرلمان في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وفي سياق متّصل، عمل روتو على ضم منافسه في انتخابات 2022، رايلا أودينغا الذي كان يحظى بدعم الرئيس السابق أهورو كيناتا.

إعلان

وفي ظل هذه السياقات المتداخلة التي فرّقت بين الرئيس وحلفائه، وجمعته مع خصومه التقليديين، يكون الوضع السياسي في الانتخابات القادمة غير خاضع للقراءات والمؤشرات التي قد تعطي تقييما واضحا بشأن المستقبل السياسي للحكومة الحالية، خاصة مع استمرار المظاهرات التي يتبناها الشارع العام الذي كان له درو كبير في وصول الرئيس روتو إلى سدة لحكم عام 2022.

مقالات مشابهة

  • من مجتمع الكادحين إلى خصم المتظاهرين.. كيف فقد وليام روتو شعبيته؟
  • سينظر الناس إلى نهر النيل مرجع د معز عمر بخيت
  • الزيودي: الإمارات تواصل توسيع شراكاتها مع «بريكس»
  • المنيعة.. في إطار إحتفالات الذكرى 63 للإستقلال .. توزيع دراجات نارية على ذوي الإحتياجات الخاصة
  • العتاكة... اقتصاد الظل لعشرات الآلاف في العراق
  • كيف تفاعل السوريون مع الهوية البصرية الجديدة للدولة؟
  • أردوغان: إسرائيل حولت المنطقة إلى حمام دم ولن نصمت إزاء جرائمها
  • أستاذ قانون دولي: مؤسسة غزة حولت طوابير المساعدات إلى ساحات للموت
  • سورية تطلق الهوية البصرية الجديدة لها.. ما القصة؟
  • وزير الإسكان: أجهزة المدن الجديدة تواصل ضبط وإزالة وصلات المياه الخلسة