“موت بطعم القهوة” رواية جديدة للكاتبة ليندا عبد الباقي
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
دمشق-سانا
جاءت رواية “موت بطعم القهوة” للكاتبة ليندا عبد الباقي بأسلوبٍ كان للخيال فيه حضورٌ تمحور حول محاولة دعم المرأة وما تتعرض له في الظروف الصعبة من محاولات لإحباطها وعدم السماح لها بنيل حقوقها.
موت الأب والحزن الكبير الذي انتاب العائلة بدأت فيه الرواية حيث خيل للعائلة أن الأب تحرك بعد موته وانطلق ليختفي في الضباب.
تضمنت الرواية أحداثاً متباينة أبطالها أغلبهن نساء في مواقف اختلفت بين السلبية والإيجابية ولا سيما أن دور الرجال في الرواية اعتمد على خديعة النساء اللواتي سقطن في فخ الألاعيب.
بطل الرواية جواد الذي كان ضحية سلوك أمه وخيانتها لصديقتها هند وخيانة زوج هند معها لزوجته وصل في النهاية إلى اعتناق جواد أشد أنواع الجرائم.
وسلطت عبد الباقي في روايتها الضوء على بعض ما قام به المسلحون وعلى تجار المخدرات وأثرهم السلبي وقطع الطريق والخيانة والسرقة في ظل الظروف التي تسقط فيها المحبة ويحرص المجتمع على النزوات والمال بأي وسيلة سيئة وغير ذلك من الانحطاط الاجتماعي.
اختلفت في رواية عبد الباقي الصديقات اللواتي كن في محبة كبيرة وأصبحن في عداوة لا حدود لها وكره مبني على الغدر والتفكير بالنزوات الخاصة والشذوذ نتج عنه خسارة الأولاد والبنات وانحرافهم.
بعد أن وصل بطل الرواية جواد إلى الحصول على أموال كثيرة بسبب تجارة المخدرات وارتكاب الجرائم أقدم على قتل أخته وزوجها وعلى إغضاب أمه والوصول إلى عداء بينهما وفراق لا رجعة فيه.
الرواية الصادرة عن دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع تعالج الجرائم الاجتماعية وتسلط الضوء على أسبابها ومؤلفتها مديرة الدار لها عدد من الكتب المتنوعة والمقالات الأدبية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: عبد الباقی
إقرأ أيضاً:
ثقافة الفيوم تناقش المجموعة القصصية "اختنقت بجوز الهند" للكاتبة دعاء رشاد
شهدت مكتبة الفيوم العامة، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية "اختنقت بجوز الهند" للكاتبة دعاء رشاد، ضمن فعاليات البرنامج الأدبي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، المنفذة في سياق خطة وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الحراك الأدبي والثقافي بالمحافظات.
نظم اللقاء قسم الثقافة العامة بالفرع، برئاسة سحر الجمال، وشهدت الندوة نقاشات حول التجربة الإبداعية للكاتبة، بجانب تقديم دراسات نقدية حول المجموعة القصصية، شارك في الندوة كل من؛ الأديب أحمد طوسون، الكاتب والمفكر عصام الزهيري، الأديب الدكتور عمر صوفي، بحضور الكاتب أحمد حلمي مدير عام فرع ثقافة بني سويف، ونخبة من مثقفي وأبناء الفيوم.
أدار اللقاء الإعلامي محمد قاياتي الذي استهل حديثه أن كتابة القصة من أصعب الكتابات، متوقعا نقاش مختلف نظرا للطرح الذي تقدمه الكاتبة، واللغة المستخدمة، وأنها رغم صغر سنها، وتعد هذه من التجارب المبكرة لها، إلا أنها تملك من الجرأة والشجاعة أن تطرح هذا الشكل من أشكال الكتابة والتي سوف تثير الجدل بشكل صحي، آملا أن تستمع بعمق واهتمام إلى الرؤى النقدية التي سوف يتم طرحها، وأضاف أننا أمام نصوص غير محددة الزمان أو المكان، وأقرب إلى الكتابة الكابوسية، وربما كان ترتيب القصص داخل المجموعة غير موفق.
وفي كلمتها، أوضحت الكاتبة أن هذه التجربة هي ثاني تجاربها القصصية، وقد طرحت خلالها الأسئلة والأفكار بطريقة غير مباشرة، لا تفرض على القارئ فكرة محددة، وأنها حاولت أن تتلافي، في هذه المجموعة، أي مشكلات فنية سابقة، وعملت على تطوير كتاباتها على مدار السنوات الماضية، ثم استعرضت مقاطع عديدة من بعض قصص المجموعة منها؛ " قائمة الظلال".
من جهته، تحدث "طوسون" أن هذه المجموعة تؤكد أننا أمام كاتبة تمتلك موهبة كبيرة، اختارت شكل القصة الرمزية المكثفة، وهي كتابات مشحونة بالأدب ما بعد الحداثة، وتمتلك لغتها تماما، وأننا أمام نصوص تختار عالمها الخاص، بالإضافة إلى اختيار عناوين غير تقليدية، ووعيها بالجملة السردية التي تميزت بأنها مجازية وشديدة الكثافة مما حافظ على إيقاع المجموعة في كافة النصوص، كما أنها تحمل الطابع الساخر، ودائما الكاتبة تصنع عالمها التي تتوالد بداخله النصوص.
ثم طرح بعضا من ملامح المجموعة وأولها؛ أن الحقيقة محل جدال، ولاتوجد حقيقة ثابتة ومؤكدة، واستشهد بنماذج من المجموعة مثل؛ قصة "الرجل الذي اختير أبا للحقيقة" والتي تثير الشك حتى في حقيقة الموت، و"قائمة الظلال" والتي تقوم على البناء الفني الدائري وهو ما يغلب على كافة النصوص، معربا عن سعادته أن محافظة الفيوم قد شهدت مواهب عديدة في القصة القصيرة وكثير من الأصوات النسائية.
أما عن اختيار عنوان "واختنقت بجوز الهند" التي تناقش قضية اضطهاد العنوسة من المجتمع، وتحمل الكثير من التناص مثل التناص مع لوحة سلفادور الرأس الفارغ، وتستعيض عن رأسها بثمرة جوز هند ليست طبيعية، بل بلاستيكية.
وأعرب "صوفي" عن سعادته بظهور أجيال جديدة بهذا المستوى الإبداعي، وهو ما يعطي أملا في الحراك الأدبي بمحافظة الفيوم، ثم أوضح أن الشخصيات الرئيسية داخل المجموعة هي شخصيات نسائية تحمل قضايا وهموم المرأة، كما توجد نزعة فلسفية صوفية تتجلى في كثير من القصص مثل قصة "رأسان وقبعة"، أيضا تميل إلى تبني اتجاه العبث في مجال الاتجاه الأدبي بحيث تكسر الحواجز والتوقعات مثل قصة" مرحبا بالمقت" و"قائمة الظلال"، موضحا تأثيردراسة الكاتبة للغة العربية على حرصها على الاقتصاد اللغوي، فغالبية القصص لا تتعدى صفحة أو اثنتين، بجانب اختيار جمل قصيرة جدا ومعبرة وتطرح العديد من التساؤلات، كما في قصة " قائمة الظلال" التي تعكس فكرة "دوامة الكهف" عند أفلاطون، وترتكز على أن ما نراه في الظاهر ليس هو الباطن الحقيقي، وقصة "انتظرك" التي تعبر عن فراغ الأشياء من مضمونها، وتناقش العديد من المسلمات، كما أن بعض القصص تحمل قدرا كبيرا من الإسهاب والاسترسال.
وأضاف "قاياتي"، كنت أمام إشكاليات عديدة عند قراءة المجموعة منها؛ أننا امام كتابة ذهنية بحتة، تنبع من العقل والفكر الجامد الذي ينقصه المرونة والعاطفة.
ومن جهته أوضح "الزهيري" أن الفيوم تشهد حاليا زخم من كاتبات القصة، وأننا أمام مجموعة ناضجة من شكل قصصي جيد شبه مكتمل، ذو عناصر وأدوات واضحة، واتجاه مختلف غير سائد في الكتابة، وأنه يرى أنها أقرب إلى موجة الرواية الجديدة في فرنسا، ولا تنتمي لإتجاه العبث، بل تقدم نقدا للعلاقات داخل المجتمع ونظرته الوجودية في الحياة والموت، وأضاف أن المجموعة يسيطر عليها فكرة "الموت" من زوايا عديدة ومختلفة على سبيل المثال اجتماعيا في عملية الميراث، بينما يتحول في قصص أخرى إلى العبث الوجودي، ليس الموت بذاته، ولكن مجازا بما يمثله للشخصيات، وأن الموت عند الكاتبة يقترن بفكرة العزلة، وأن الجدلية بين الموت والحياة هي أيضا اختلاف عميق بين الاتجاه العبثي في الكتابة ووجهة نظر الكاتبة.
ثم أشارإلى النهاية الغامضة في قصة "قائمة الظلال"، وأن القاصة قد طرحت نقدا موضوعيا، وليس عبثيا، عما هو حقيقي، وقصة "مرحبا بالمقت" وتناولها لقصة الخضر وتقديمها لخضر آخر من خلال مجاز الموت، وهي تقدم استعارة مضادة قد توقظنا على بعض المعاني الأخرى بالقصة، أيضا قصة " قصائد المانجو" وتناولها لفكرة العزلة.
واختتم حديثه بأنها مجموعة قصصية ليست بعيدة عن القارئ ويمكن أن يتفاعل معها ويستمتع بها، كما تفرغ علاقات وتجارب الحياة من مضمونها عن طريق الموت، وهي عبارة عن لوحات مفتاح قراءتها هو تأمل تفاصيلها.
أعقب ذلك عدة مداخلات للحضور في سياق الندوة.
"اختنقت بجوز الهند" صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠٢٣، وقد كانت ضمن الأعمال الفائزة بجائزة النشر الإقليمي ٢٠٢٣، وتضم ٢٦ قصة منهم؛ "رحلة أبدية قصيرة"، "الرجل الذي اختير أبا للحقيقة"، "أنتظرِك"، "أرواح كثيرة"،"نصف الصورة الأعمى"،"قصائد المانجو"، "رأسان وقبعة"، "قائمة الظلال، "مرحبا بالمقت".
أقيمت الندوة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وضمن فعاليات فرع ثقافة الفيوم، برئاسة ياسمين ضياء، التابع لإقليم القاهرة الكبرى الثقافي.
وزير الثقافة ومحافظ الفيوم يتفقدان أعمال تطوير قصر ثقافة الفيوم ومكتبة الطفل بسنورس 128aa4e4-1ed5-4264-9d64-12ddf001239b 4893e006-c57b-463b-8804-bcd250d3c86f 8851b6ca-3ba0-471f-baeb-7d8b0310be35 a50fe9bc-572b-4fc0-9163-8b1e6e1e9c21 ff04b982-187a-44cd-84da-9188b85da8c4 66e1dcdb-ad90-4cd0-b3b5-d74b453a23ea