[email protected]
مقال
الطريق للسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
الطريق للسلام
كيف نبني جبهة للسلام ونحاصر الحرب وتجارها
لماذا يتحدثون عن الحرب ولا أحد يتحدث عن السلام، لماذا لا نحاصرهم بالسلام وكلما يتحدث احدهم عن القتل والدمار للبنية التحتية وازهاق ارواح المدنيين كانتصار لماذا لا يحدثونا كم عدد الارواح التي انقذوا وكم مستشفى افتتحوا وكم مدرسة تمت صيانتها، لماذا لا نفكر في تغيير كل قصة الحرب لتكون قصة للسلام والأمان والأمن والطمأنينة.
اي امرأة او رجل ودولة وقائد عليه ان يفهم ما هو مفهوم الأمن القومي الوطني الذي هو منظومة متكاملة للسلام المجتمعي و الطمأنينة تبدأ من فتح المدراس الى تامين الماء والطعام لتأمين الحدود وتأمين قوت المجتمع وامنه وسلامه وتنميته ورفاهيته، فلا احد يتحدث عن ذلك، بل كل الخطاب عن كم قتلوا وكم انتصروا في معارك في مناطق مختلفة وهزموا كل الشعب، فبعد مرور اكثر من عام على الحرب اللعينة ما زالوا يحدثونا عن انتصار هذا او ذلك ولم يدروا ان الطرفين مهزومين وفشلوا في تأمين السلام المجتمعي لملايين السودانيين.
عندما اندلعت الحرب كان فشل قيادي للطرفين المتحكمين في القوة العسكرية وفشل سياسي واصبح الصراع على اشده الى ان وصل الجميع لطريق مسدود فبدل من حل الخلاف بالتفاوض حينها فبدأوا يحلونه بالبندقية ولا يهتمون ماذا يحدث لملايين الاطفال والمدنيين وكبار السن بعد مرور عام وما زالوا يتحدثون عن انتنصارات زائقة في عقولهم وهزموا الجميع. فهذه اكبر محنة يتعرض لها الشعب السوداني حيث اصبح الجميع بين نازح داخلي او لاجيء خارجي وضاقت بنا الدول وتم التضييف علينا من الجميع. فما هو الحل فهل الحل في "البل" كما يحلو للبعض ولماذا فشل هذا الحل لاكثر من عام وما زال مطار الخرطوم والقصر الجمهوري في حالة اغلاق في اطار الصراع بين الطرفين وفشل اي احد منهم في السيطرة الكاملة. لذلك علينا مستقبلا ابعاد الجيش والمليشيات من السياسة وتكوين جيش قومي واحد وكل من يريد ان يمارس عمل سياسي عليه انشاء حزب سياسي.
فماذا نحن فاعلون كشعب وكمواطنين وكمتعلمين وكمثقفين فكيف نخرج من ثنائية مع وضد لطريق ثالث هو السلام ونرفض الحديث عن الحرب او نكون جزء من ادواتها او من تعبئتها او دعمها وكل من يتحدث عن القتل والدمار نحتج ونتظاهر ضده ليأتينا بخططه للسلام، السلام المجتمعي والامن والطمأنينة وفتح المدارس وارجاع اللاجئين والنازحين وارجاع الشرطة والخدمة المدنية والزراعة، فاذا لاكثر من عام لم تنتصر فكم عام تريد، كنا نتوقع من يتحدث عن الحرب ايضا يتحدث ويخبر الشعب كم عام يريد وكيف يحل مشاكل المواطنين طوال الفترة التي يريد ان يحارب فيها وكيف يحل مشاكل الملايين من مدراس وعلاج وتنمية وتشريد فلا يمكنك الحديث عن الحرب دون ان تأمن حياة الناس فهل عندهم حلول، فالشعارات لا تحل مشكلة فبدلا من الحديث عن كم كيلومتر تم تحريرها حدثنا عن كم روح تم انقاذها وكم مريض تم توفير الدواء له، وبهذه الطريق يمكننا محاصرة الحرب واجرامها. تخيلوا لو استمرت هذه الحرب لسنوات طويلة فسوف نتحول لصومال وسوف تضيع اجيال كاملة ومن منظور امن قومي فهذه ام الكوارث فلا احد يهتم والكل غارق في الجهل ووالغرور والخيلاء والزائقة بانتصارات متخيلة.
على الجميع التفكير في بناء عملية سياسية تبدأ بوقف دائم لإطلاق النار وتأمين حياة المدنيين وارجاع الشرطة وفتح المدراس واورجاع النازحين واللاجئين وخروج كل الجيوش من كل الاطراف من المدن والقرى، ويبدأ الامر باستقالة الطرفين القياديين الفاشلين الذين ادخلونا في هذه الحرب اللعينة. وربما يبدو هذا الامر مثاليا وعندها نحتاج لوحدة عسكرية قبل الوحدة السياسية لانها اساس الأمن، ومن التاريخ هنالك نماذج مثل نموذج ابراهام لنكولن، فبعد ان تم اقرار تحرير الرقيق حيث عارض الجنوب الامريكي واندلعت الحرب الاهلية الامريكية فقاد الجنرال المعركة وهزم الجنوب ووحد الجيش اولا ومن ثم تم بناء خطوط سكك حديد وطريق واتصالات ومباديء دستور كانت النواة لاستقرار امريكا، لذلك ارى البداية اذا فشل نموذج السلام التفاوضي فريما يكون الحل في ان نجد ابراهام لنكولن سوداني يزيح الطرفين ويوحد الجيوش اولا ومن ثم بداية عملية سياسية ولكن سوف يكون ذلك مكلفا وياخذ وقت طويل.
فكيف نبني جبهة للسلام بدل جبهات الحرب ونبدأ من جذور المجتمع من اسفل لاعلي ومن اعلي لاسفل وعبر القوى السياسية والمجتمعية، فلماذا لا نتفق على اساس بسيط للسلام على اسس:
• الإتفاق على تكوين جبهة للسلام من تقدم والجذريين والجميع ماعدا المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته بفكرة بسيطة كيفية بناء السلام وبدء عملية سلام وتأجيل الخلافات السياسية لمؤتمر دستوري مستقبلي والتركيز على اطفاء الحريق ويمكن ان تسمى "جبهة السلام" وسوف يجد الجميع انفسهم في ذلك كطريق ثالث.
• تبني فكرة وقف دائم لاطلاق النار والضغط السياسي على الطرفين والعمل لايجاد جهات دولية للمساعدة الفنية في الفصل بين القوات.
• تشكيل حكومة وحدة وطنية حكومة خبراء في مجال السلام والتنمية والادارة لمدة عام مهتمها السلام بكل معانيه.
• وضع برنامج سلام و تنمية واعادة النازحين واللاجئين واعادة الشرطة والخدمة المدنية.
• وضع اسس لجيش وطني قومي وايجاد حلول لكل هذه الجيوش عبر تصورات يضعها خبراء متخصصون.
• خلال هذه الفترة يمكن قيام مؤتمر قومي دستوري والتفكير في رسم مستقبل البلاد عبر دستور وانتخابات والجيش وكل التفاصيل.
وضع السودان والسودانيين اصبح لا يسر عدو لا صديق ولابد من تحرك الجميع من اجل السلام وتحويله لواقع يمشي بين فقراء السودانيين الذين اعيتهم الحرب، فلا احد يريد الحرب والكل يريد السلام، فهل يمكن ان نبني جبهة للسلام ونحاصر الحرب وتجارها، فهذا او الطوفان.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عن الحرب یتحدث عن لماذا لا
إقرأ أيضاً:
الأربعاء.. عرض الفيلم النادر ثلاثية «الطريق إلى الله» بمركز الثقافة السينمائية
يقيم مركز الثقافة السينمائية التابع للمركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور أحمد صالح، مساء الأربعاء المقبل 17 ديسمبر، عرضًا سينمائيًا لثلاثية «الطريق إلى الله»، آخر أعمال المخرج الراحل شادي عبد السلام.
ويُذكر أن فيلم «الطريق إلى الله» يتكوّن من ثلاثة أفلام تسجيلية قصيرة للمخرج الراحل شادي عبد السلام، الذي وافته المنية قبل استكمال المراحل النهائية لهذه الأعمال. وقد تولّى المركز القومي للسينما، خلال رئاسة المخرج مجدي أحمد علي، توفير الدعم المالي والفني لإحياء هذه الأفلام المهمة، حيث قام باستكمال المونتاج وباقي المراحل النهائية خبير المونتاج الدكتور مجدي عبد الرحمن، صديق وتلميذ المخرج الراحل، وبمشاركة المخرجة الراحلة نبيهة لطفي، أحد مساعدي شادي عبد السلام. وشهد الفيلم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في 15 يونيو 2012.
وتتكوّن الثلاثية من ثلاثة أجزاء؛ الجزء الأول بعنوان «الحصن»، والثاني بعنوان «الدنداراوية»، وتدور فكرة الفيلمين حول سعي الإنسان المصري لفهم الحياة وممارستها بشكل صحيح وإيجابي من خلال صلته الدائمة بالله، والسعي لنيل رضاه بالذكر، والتمسك بالأرض، والروح الطيبة، وتوحيد المعبود. وجاء ذلك ضمن مشروع بدأه شادي عبد السلام في منتصف سبعينيات القرن الماضي لوصف مصر القديمة سينمائيًا.
أما الجزء الثالث، فيقدّم اقترابًا ومشاهدة لتصوّر شادي عبد السلام لما كان سيكون عليه حلمه السينمائي الذي لم يكتمل «مأساة البيت الكبير – أخناتون»، وهو المشروع الذي ظل يعمل عليه قرابة 12 عامًا، دون أن تتاح له فرصة تنفيذه نظرًا لوفاته.
ويُعد شادي عبد السلام أحد أبرز رموز السينما المصرية، ومن أهم أعماله فيلم «المومياء»، الذي يُصنّف كعلامة فارقة وأحد أعمدة السينما المصرية والعالمية لما يتمتع به من رؤية فنية وبصرية متفردة.
ويحرص مركز الثقافة السينمائية على تقديم عروض للأفلام التسجيلية ذات الطابع التراثي، التي تمثل علامات بارزة في تاريخ السينما التسجيلية، مع مراعاة التنوع في العروض والأنشطة السينمائية بما يتناسب مع مختلف الفئات العمرية.
وتُقام الفعاليات تحت إشراف الكاتبة أمل عبد المجيد، مدير عام مركز الثقافة السينمائية، وذلك بمقر المركز 36 شارع شريف.
جدير بالذكر أن العرض يُقام يوم الأربعاء 17 ديسمبر في تمام الساعة السادسة مساءً، والدعوة عامة ومجانية لجمهور ومحبي السينما.