صحيفة البلاد:
2024-10-22@18:35:36 GMT

نجوم أوروبا يحددون ميولنا

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

نجوم أوروبا يحددون ميولنا

عراك كروي لايعرف اليأس في بطولة الأمم الأوروبية، التي تدور رحاها هذه الأيام بألمانيا، حيث تتصدر المشهد قوى متباينة، الكل يعطي بطريق جاذبة، والأكيد أن هناك منتخبات أوربية لازالت تحتفظ بوهجها وقيمتها الفنية المختلفة، عطفاً على النجوم المتوقدة في جميع المراكز، لكن الشاهد الاحتدام واشتعال فتيل العطاء، الذي لا ينطفئ طوال دقائق المباراة.

منتخبات متمكنة بقيادة ألمانيا وايطاليا وفرنسا وانجلترا والبرتغال واليونان والبقية. تاريخ عتيد يحيط بتلك المنتخبات كتبته خلال النزالات الكروية السابقة، علاوة على تسجيلها حضوراً لافتاً في المونديال العالمي، وهي ذات الصورة التي نشاهدها في القارة الأوربية حالياً في صورة كروية يانعة. قد يسأل متابع.. لماذا منتخبات القارة العجوز ثابتة في منافسات كأس العالم؟ الإجابة على هذا الطرح تتجلى في استقرارها كروياً وسط الميدان، حيث باتت تؤكد مع كل حقبة أن التطور الكروي في ذلك المحيط المترامي يفوق ببون شاسع بطولة (كوبا أمريكا)، ولا نبخس حق الأخيرة التي أنجبت لاعبين كُتبت أسماؤهم بحروف من الذهب في جبين التاريخ الكروي. لن يغيب عنا بيليه، وماردونا، ووصيف هداف العالم رونالدو، وزيكو وميسي وريفلينو وكمبس هداف كأس العالم78م، والعازف رونالدينيو الذي يطوع الكرة، وكأنه يعرف كل أسرارها. السرد يطول ولكن تبقى المنتخبات الأوربية أكثر تماسكًا وحضورًا؛ لأن قواعدها متينة في عالم اللعبة، بدليل سيطرة مدارسها على إيقاع الأداء الكروي، ولو عدنا للوراء لوجدنا أن معانقة البرازيل من جديد لواجهة كأس العالم بعد غياب ربع قرن، جاء بحبكة رسمها المدير الفني للمنتخب في ذلك الحين كارلوس ألبرتو، بعد أن دمج القالب البرازيلي بالعطاء الأوربي، وكان يجسد هذا الأداء لاعب المحور دونجا، الذي يمتاز بالقوة، وكأنه لاعب أوربي شرقي، ويفعل تلك الصورة مع البقية من خلال التأمين الدفاعي وإقفال المساحات الخلفية. الأهم أطلت البرازيل للقمة من جديد بعد أن تخلت عن جزء كبير من تدفق عرض السامبا بقدر الأهزوجة التي رسمتها في مونديال 82م الذي لم يؤت أكُله وتناثرت المتعة الجميلة أمام جحافل إيطاليا، حتى الأرجنتين التي تملك ذات الإبداع سقطت في وحل المدافع (شريا القشاش) على حد قول المعلق أكرم صالح، وزملائه زوف وكونتي، وباولو روسي، والشرس جنتيلي، وباريزي، وكابريني، وفي النهاية متعة أداء أمريكا الجنوبية تحطم أمام الصلابة والمتانة الأوربية، ولم تسمح بعرض السيرك الكروي الذي بات هشاً. الأكيد الطابع الأوربي مدجج بالعمل الفني كحال المدربين الذين يقفون على هامة الأجهزة الفنية الكروي بالعالم، ويكفي محلياً ما فعله البرتغالي خيسوس مع الفرقة الهلالية في الموسم الماضي، حيث كان يرسم لوحة كروية بديعة، بواسطة عناصر أوربية هي تعرف حبكته وتفاعلت معها، ومادام أن الحديث طال الهلال، فكم من السعادة تساورنا ونحن نشاهد اللاعبين الأوربيين الذين خاضوا تجربة في الدوري السعودي يشاركون مع منتخبات بلادهم، بل أنك تشعر بالانتماء لهذا المنتخب؛ لأن هناك أكثر من اسم في خارطة فريقك المفضل، جُملة القول المتعة التي شاهدناها في الدوري السعودي بقيادة العديد من اللاعبين والمدربين الأوربيين، ولا نغفل أسطورة ليفربول (جيرارد) الذي أعطى للاتفاق صورة مختلفة عما كنا نشاهده في السابق، وربما أنه يُخفي الكثير للموسم المقبل، وفي الشباب أيضًا والأهلي الذي يديره الألماني الشاب ماتياس، وأعاد وهجه وقيمته الفنيه، عموماً الفارق كبير بين البطولة الأوربية وكوبا أمريكا، والتاريخ يؤكد ذلك؛ فالأوروبيون لم يغيبوا عن النهائي العالمي خلال الثمانية عقود الماضية، بل إن لعبة الختام في العديد من البطولات تجمع فريقين من القارة العجوز؛ المدرسة ايلكروية الحقيقة حتى لو لاح بالأفق نجوم ساحرة من كوبا أمريكا، لكن هذه النماذج بدأت تتوارى، ولم يعد هناك سوى بقايا من ميسي في مواجهة الثبات الأوربي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان

إقرأ أيضاً:

أمريكا تلعب بورقتي “داعش” و”الطائفية” في العراق مجدداً

أكتوبر 20, 2024آخر تحديث: أكتوبر 20, 2024

د. علي عزيز أمين

ترى ما الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية للعب مجدداً بورقتي “داعش” الإرهابية و”الطائفية” البغيضة في العراق، بعد سنوات من التعايش السلمي بين مكوّنات الشعب العراقي، وإعلانها بلسانها عن انتهاء مشروعها التدميري الذي صنعته وأسمته “دولة الخلافة”.. وإلى متى ستجد مَن يصدّق ألاعيبها وأكاذيبها التي لا تخدم سوى “الكيان” المجرم محور اهتمامها وأولوية الأولويات الناظم لكافة أقوالها وأفعالها في العراق وعموم المنطقة.. والأنكى أن تجد مَن يستجيب لها وينفّذ تعليماتها دون نقاش وبما يتعارض مع مصالحه الشخصية والوطنية؟!

نكرر هذه المسلّمات التي باتت معروفة للقاصي والداني، بمناسبة توقيع رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد يوم 13/10 الجاري مرسوم يقضي بإعدام 500 رجل من الطائفة السنيّة الكريمة، بحجة أنهم متعاونون مع تنظيم “داعش” الإرهابي، بعد نزع اعترافات منهم تحت التعذيب الوحشي. وهو ما تمّ تنفيذه ظلماً وعدواناً. كما ويواجه 11 ألفاً آخرين المصير ذاته على شكل دفعات متتابعة.

ورغم معرفة عموم الشعب العراقي ومُحبّيه أن مثل هذا الفعل المشين يأتي استجابة لأوامر أمريكية لا لبس فيها، إلّا ان واشنطن وعملائها في العراق والمنطقة يصوّبون سهامهم المسمومة صوب إيران، وهم وسيّدهم الأمريكي اعتادوا على تكرار هذه المعزوفة “الشمّاعة” أمام أي فعل دنيء يتعارض مع مصالح العراقيين وعموم الأمة، فهم كالمعتاد “يقتلون القتيل ويمشون في جنازته”.

وبشيء من المنطق والعقلانية، كيف يتوافق ذلك مع ما يشاهده العالم بأم العين من إيواء المعسكرات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن لفلول داعش، واستخدامهم كمرتزقة حيثما يخدم مصالحها ومخططاتها التآمرية في كافة بقاع العالم: بدءاً من أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق وإيران، مروراً بدول شمال القارة الإفريقية، وليس انتهاءً بأوكرانيا… وما زالت ذكريات صورة تفقّد المجرم نتنياهو لجرحى داعش في مستشفيات “الكيان”، وفتح حدوده مع سوريا والأردن لهم وتسليحهم وتوجيه أعمالهم الإرهابية حاضرة في الأذهان… فلو كان هؤلاء المظلومين الذين حُكم عليهم بالإعدام وجرى نتفيذ هذا الحكم الجائر على دفعة منهم، ينتمون لعصابات “داعش” حقّاً، لما أمرت أمريكا بذلك، وهل تعدم أمريكا عملاءها ولم تنته صلاحيّتهم بعد، وما زالت تحتاجهم في نشر الفوضى والإرهاب بين الشعوب والدول على امتداد العالم أجمع وحتى حلفائها الغربيين وغيرهم، وكيف تستغني عن سيفها البتّار في معمعة حربها الوجودية التي تخوضها مع “الكيان” الإرهابي كتفاً بكتف، وهي التي أنفقت مليارات الدولارات وسنوات طويلة من جهد التعبئة والتدريب والتسليح في صناعة هذا المنتج المتوحش.

لعل السرّ يكمن فيما تعانيه واشنطن وربيبتها المجرمة، سواءً في فلسطين ولبنان من استعصاء لمخططاتها القذرة، أو في أوكرانيا وجنوب شرق آسيا. وكذلك تراجع النفوذ الأمريكي والغرب الاستعماري في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وفقدانهم للهيمنة، والهيبة، والردع. فضلاً عن السمعة والمصداقية في العالم أجمع، حتى بين صفوف حلفائهم ومواطنيهم المغسولة أدمغتهم والمسبولة أعينهم منذ أكثر من قرن عن الحقائق الدامغة التي تجسّدت بأبشع صورها في مجازر غزة، والضفة ولبنان وغيرهم.

لقد أغاظهم وضربهم في مقتل تلاحم الشعبين العراقي واللبناني بشتى مكوّناتهما الطائفية والمذهبية والقومية، وإدراكهما وأشقائهما العرب والمسلمين وأحرار وشرفاء العالم أجمع مَن هو العدوّ الحقيقي “عدو الإنسانية والحياة” الذي يفترض أن تتوجّه بوصلتهم جميعاً نحوه، حيث لم تترك لهم أمريكا وكيانها المجرم أدنى مجالاً للشك والاختيار، وهم يشاهدون يوميّاً أهوال وأفعال الأمريكي والصهيوني ضدّ جميع الطوائف والمذاهب والقوميات بلا استثناء او تمييز قتلاً وتدميراً وتنكيلاً. ولهذا يحاولون اللعب مجدداً بأوراقتهم السحرية الأخيرة من جديد: “الطائفية” و “داعش”. ويبدو أنهم قد يئسوا كما “يئس الكفّار من أصحاب القبور”، وللحديث بقية…

مقالات مشابهة

  • الخليج يتخطى القارة في ممتاز اليد
  • الانتخابات الأمريكية استفتاءعلى دور أمريكا في العالم
  • نجوم وأبطال العالم يعلنون التحدي مع بدء العد التنازلي لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو
  • شاي الفقاعات بوبا.. تعرف لحكاية المشروب الذي اجتاحت شهرته العالم
  • رجل التناقضات.. عملاق التكنولوجيا الذي يثير مخاوف العالم
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان؟
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي بلبنان؟
  • أمريكا تلعب بورقتي “داعش” و”الطائفية” في العراق مجدداً
  • عملاء يحددون جزء الدماغ المسؤول عن حفظ الذكريات المخيفة
  • عواصف شمسية قد تعطل الإنترنت في العالم لأسابيع.. ما الذي يجري؟