القضية الفلسطينية تكشف الوعي الغربي الزائف
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
كشفت الحرب الظالمة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي كامل عن حالة «الوعي الزائف» الذي يعيشه الغرب: المؤسسات السياسية الحاكمة والمؤسسات الثقافية المؤثرة في صناعة الحراك الاجتماعي فهي مؤسسات تتبنى الخطابات التقدمية لكنها تمارس عكسها تماما إلى درجة أنها أصبحت متواطئة أو فاعلة مباشرة للكثير من الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية وهناك أمثلة كثيرة جدا لا حصر لها يمكن أن نستعيد منها عربيا ما حصل في العراق وما حصل في ليبيا وسوريا ويحصل اليوم في غزة.
يتبنى الغرب الكثير من الأفكار والمواقف التقدمية البراقة ولكنها في الواقع، أو في لحظة الحقيقة ليست إلا شعارات جوفاء هدفها الحفاظ على الوضع القائم وتبرير الظلم بدلاً من معالجته.. والدليل الواضح أمامنا اليوم هو موضوع غزة، الذي لم تفعل فيه أمريكا أو الغرب أي شيء يمكن أن يحسب أنه أنصف القضية الفلسطينية سواء في سياقها السياسي التاريخي أو حتى في السياق الإنساني حيث تنتهك إنسانية الفلسطينيين ويبادون بطريقة وحشية فيما تلعب الولايات المتحدة الأمريكية بأوراق القضية عبر خطابات مكشوفة ومفضوحة هدفها كسب مزيد من الوقت لصالح المجازر التي يرتكبها الاحتلال كل يوم.
يستخدم الغرب، وبشكل خاص أمريكا التي تدعي أنها بلد الديمقراطية والليبرالية، خطاب حقوق الإنسان والقوانين الدولية ومؤسسات النظام العالمي ليس من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ولكن من أجل دعم الظلم وتكريسه وإلهاء دول العالم الثالث بقضايا هامشية.. وهذه الخطابات تعكس بشكل جلي لا شك فيه حالة من الوعي الزائف حيث تظل القضايا الحقيقية للظلم والاستعمار بعيدة عن أي علاج جوهري، بل هي تزيد هذه القضايا تعقيدا وتزرع بذور ظلم جديد ينبت من ندوب الحرب والظلم والقهر المتواصل.
أمّا النظام العالمي الذي تدعي الدول الغربية أنه قائم على قواعد واضحة وشفافة، هو في الحقيقة نظام يخدم مصالح القوى الكبرى ويعزز من هيمنتها ويشرع التدخل في شؤون الدول الأخرى بطرق تتماشى مع مصالح القوى العظمى، بينما يتم تجاهل الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها هذه الدول أو حلفاؤها.. وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق «الفيتو» أكثر من 118 مرة لحماية إسرائيل أو لإجهاض قوانين تعطي الشعب الفلسطيني بعضا من حقوقه الإنسانية، لكنها لم تستخدمه لصالح الشعب الفلسطيني أو العراق أو أي دولة عربية أخرى.
التعامل الدولي وبشكل خاص الغربي مع المجازر التي تحدث في غزة دليل واضح جدا على الوعي الزائف الذي تعيشه النخب السياسية والثقافية في هذه الدول، فهم جميعا يتحدثون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنّ أحدا لا يتحدث عن المجازر التي ترتكب منذ أكثر من ثمانية أشهر تحت غطاء الدفاع عن النفس والأمن القومي لإسرائيل، ويُغض الطرف تماما، عن الفظائع التي تُرتكب ضد المدنيين الفلسطينيين منذ اليوم التالي لتاريخ 7 أكتوبر.. كما يستخدم الغرب خطاباته البراقة في الحديث عن السلام ومسارات حل الدولتين، لكن الحقيقة التي لا بد أن يعرفها العالم أنها خطابات لتبرير الجمود السياسي وعدم اتخاذ أي خطوات جادة نحو حل القضية بشكل عادل.
ولعبت النخب المثقفة الغربية عبر التاريخ دورا سلبيا في تعزيز وترسيخ الوعي الزائف، حيث ساهمت النخب، مع الأسف الشديد، في تكريس الأفكار التي تُستخدم أداة لشرعنة الظلم والقهر بدلا من تغييره.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
انعقدت صباح اليوم الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب المملكة الأردنية الهاشمية السفير / امجد عضايلة – رئيس الدورة ١٦٣ لمجلس جامعة الدول العربية ، بمشاركة أصحاب السعادة السفراء المندوبين الدائمين للدول العربية .وقد ترأس وفد السودان السفير الفريق اول ركن مهندس / عماد الدين مصطفى عدوي- سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية.واطلع مندوب السودان المجلس على تطورات الأوضاع جراء الاستهداف الذي لحق بعدد من المنشآت الحيوية بولايتي البحر الأحمر وكسلا . واستعرض السفير جملة الخسائر التي لحقت بالمنشآت جراء الهجمات الصاروخية المُنظمة بالمسيرات الاستراتيجية سريعة الحركة وطويلة المدى، مؤكدا أنها استهدفت مرافق الخدمات الأساسية من مياه شرب وطاقة وكهرباء ومنشآت نفطية، وعدد من الموانىء الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، وفي مقدمتها ميناء بورتسودان. وشمل الاستهداف منشآت عسكرية كقاعدة عثمان دقنة الجوية ومحطة الراداد فلامنغو، كما اطلع المجلس على القرارات التي اتخذها مجلس الامن والدفاع الوطني مؤخرا .وصرح السفير عماد عدوي بأن استهداف المنشات الحيوية والاقتصادية في البلاد من قبل دولة العدوان، يعكس خدمتها لأجندة ضيقة الأفق وسعيها لاشعال حرب إقليمية جديدة يكون السودان مركزها ومن ثم تمتد لمنطقتي الساحل والبحر الأحمر والقرن الافريقي، مشيرا إلى ارتباط امن تلك المناطق بالعمق العربي ودوله الشقيقة.واكد السفير عماد عدوي ان تلك الهجمات الإرهابية من دولة العدوان تشكل إحراجاً كبيراً لمنظومة العمل الدولي وآليات عملها، بما فيها آليات العدالة الدولية، وتشكل إختباراً حقيقياً حول مدى الرغبة في التخلص من مبدأ الإزدواجية في المعايير الذي ينشط في أماكن جيوسياسية ويصمت في السودان.وجدد السفير عماد عدوي تمسك السودان بكافة مقررات القمم العربية وآخرها ما أقرته الدورة 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والتي استضافتها مملكة البحرين الشقيقة، وما أرسته من قواعد في ضرورة الحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي ، والتأكيد على الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وفي طليعتها القوات المسلحة ومنع إنهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، وإعادة التأكيد على أن أي دعم خارجي – سواء كان سياسياً أو بالتمويل أو بالمد بالسلاح أو بالمجندين – يقدم لميليشيا متمردة غير نظامية، وليس لديها أي وضع دستوري وتعمل بشكل مواز للقوات النظامية داخل السودان يعتبر ، إتساقاً مع قرارات الجامعة العربية ذات الصلة ، بمكافحة الإرهاب، بمثابة دعم للإرهاب يجب العمل على إدانته ووقفه فوراً.واكد السفير عدوي أن الدولة السودانية بمؤسساتها الوطنية وبمساندة شعبها الكريم قد حسمت معركتها مع ميليشيا الدعم السريع ، مبينا ان دولة العدوان قد إنتقلت من مرحلة التغطية السياسية و دعم الميليشيا بالمرتزقة والأسلحة إلى القتال نيابة عنها بعد هزيمتها.وأوضح السفير عدوي انه اطلع المجلس على قرار مجلس الامن والدفاع الأخير ، وحرص حكومة السودان على مد جسور من الصبر لسنوات منعا لتعميق الجراح العربية، مبينا أن دولة العدوان تعتقد أن بتعقبها للسودان وشعبه في مختلف المحافل الإقليمية والدولية ومالها السياسي الذي سخرته لقتل المواطنين السودانيين الأبرياء، يمكن أن تغير قواعد العمل العربي المشترك الراسخ والضارب في القدم، مؤكدا ان في مسعاها هذا تفكيك وتقليل من البيت العربي الجامع.وعبر السفير عدوي عن تقدير السودان حكومة وشعبا لمواقف الدول العربية المشرفة ووقوفها بجانب الشعب السوداني ومؤسساته الوطنية ، مشيرا إلى ان قرار مجلس الجامعة الصادر اليوم يعكس روح التضامن العربي والثوابت العربية في احترام سيادة الدول ومؤسساتها الوطنية وأحقيتها في حماية امنها القومي .سفارة جمهورية السودان في القاهرة إنضم لقناة النيلين على واتساب