عربي21:
2024-06-11@19:48:38 GMT

هل ستكون بولندا في مرمى موسكو بعد أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

ترسم الحروب كثيرا من حدود الدول ويرسم التاريخ مسار كثير من الحروب وهو ما حدث ويحدث مع بولندا حاليا التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها من دولة تسعى للتعافي الاقتصادي والتقدم والنهوض كعضو في الاتحاد الأوروبي إلى دولة تماس على خط النار مع أوكرانيا. وقد بدأ التململ الروسي مبكرا من دور بولندا كدولة ممر للأسلحة والمعدات لأوكرانيا ووصل إلى ما اعتبرته وارسو تهديدا روسيا علنيا لسيادتها وتهديدا عسكريا صريحا قادما من بيلاروسيا.



وحتى نفهم أزمة بولندا ينبغي التنويه أنها من دول أوروبا الوسطى وهي دول تعاني من أزمة هوية أوروبية فلا هي تنتمي إلى معسكر أوروبا الغربية مثل فرنسا وهولندا بكل ما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية وصناعية ولا هي من معسكر شرق أوروبا المنقسم بين دعم موسكو ومحاولة الاتحاد الأوروبي استمالته والاستثمار السياسي والعسكري فيه.

من الناحية النظرية فإن وراسو وكييف على قلب رجل أوروبي غربي واحد في مواجهة موسكو. ومن الناحية العملية فإن كل منهما يدفع فاتورة جوار الآخر. فبولندا أصبحت في مرمى النيران السياسية والدبلوماسية وأخيرا العسكرية والأمنية من موسكو منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا. ووصل الأمر إلى أثمان تتعلق بالمنتجات الزراعية، فمؤخرا نشب تلاسن دبلوماسي ظهر للعلن بسبب المنتجات الزراعية الأوكرانية ودورها في التأثير السلبي على المزارعين البولنديين الذين تريد وارسو أن يتمكنوا من التسويق وبيع منتجاتهم ولا يتعرضوا لمنافسة من المنتجات الأوكرانية الأرخص ثمنا. ولم يقف الأمر عند التلاسن بل وصل إلى استدعاء السفير البولندي في أوكرانيا ونظيره الأوكراني في بولندا.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.عسكريا قالت بولندا بوضوح على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكيإن إن مجموعات من مليشيات فاغنر العسكرية تتحرك نحو حدودها وهو ما يعني التحرش بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي الناتو. وردت وارسو بإرسال نحو ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا. ووصف رئيس الوزراء الوضع بأنه بالغ الخطورة. ولم تسفر هذه التحركات عن اشتباكات عسكرية حتى الآن لكن واضح من أن هناك من وضع البنزين بجوار النار في انتظار أية شرارة للاشتعال.

سياسيا قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الشهر الماضي إن بولندا حصلت على أراض في المناطق الغربية بسبب الرئيس الروسي السابق جوزيف ستالين وهو ما اعترضت عليه بولندا واعتبرته تهديدا لدولة ذات سيادة وتحديا لحدودها المعترف بها دوليا. ووصل الأمر بأن قال نائب وزير الدفاع الروسي السابق أندريه كارتابولوف الشهر الماضي بأنه يعتقد بأن قوات فاغنر موجود في بيلاروسيا للتحضر لهجوم على بولندا وأنها ستكون جاهزة للاستيلاء على أراض بولندية خلال ساعات.

لقد كانت بولندا هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939 وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر دارت رحى الحرب على أرضه. ولا يمكن الجزم بأنها ستكون شرارة حرب عالمية ثالثة، لكن المهم أن قدر بولندا الجغرافي والسياسي وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين بين فكي القوى الكبرى وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.

والأهم من هذا وذاك هو رد فعل حلف شمال الأطلسي على صيحة الاستنجاد التي أطلقها رئيس الوزراء البولندي، إذ لم يتجاوب الحلف جديا مع هذه الصيحة ولم يدر أي حديث عن إمكانية تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الدفاع الجماعي للحلف. وبعد أن أبلغته وارسو بالوضع اكتفى بالقول إنه يراقب الوضع. وهذا أمر يقبل كثيرا من التأويلات أهمها أن مسرح العمليات العسكرية في شرق أوروبا مرشح لدخول فاعلين جدد مثل قوات فاغنر ودولة مثل بيلاروسيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بولندا روسيا روسيا علاقات بولندا رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي يتوجه إلى موسكو

أنقرة (زمان التركية) – يزور وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، روسيا لحضور جلسة منتدى بريكس+ التي ستعقد في مدينة نيجني نوفغورود الروسية على هامش اجتماع وزراء خارجية بريكس.

وسيلتقي فيدان يوم غد الاثنين مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، والمسؤولين الروس، كما سيشارك في جلسة بريكس+ المقرر عقدها في في الحادي عشر من الشهر الجاري.

وسيتم خلال المحادثات مناقشة آخر التطورات في غزة والقضايا الإقليمية والدولية، وخاصة أوكرانيا وسوريا وليبيا وجنوب القوقاز.

وذكرت وكالة الأناضول أن فيدان سيؤكد مرة أخرى على “توقع تركيا أن تنتهي الحرب المستمرة في منطقتها بسلام في أقرب وقت ممكن واستعدادها لتقديم أفضل دعمها في هذا الاتجاه.

وسيشكل التعاون الاقتصادي والتجاري جزءا مهما من اللقاءات، حيث سيواصل الطرفان جهودهما لزيادة الاستثمارات المتبادلة من خلال الجهود المشتركة لتحقيق هدف حجم التجارة البالغ 100 مليار دولار الذي حدده الرئيسان التركي والروسي.

ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي فيدان برجال الأعمال الأتراك الذين يقومون بأعمال تجارية في روسيا خلال الزيارة.

وبالإضافة إلى أعضاء بريكس، تمت دعوة 15 دولة تضمنت تركيا والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا والجزائر وإندونيسيا وكازاخستان وكوبا ولاوس وموريتانيا ونيجيريا وتايلاند وسريلانكا وفنزويلا وفيتنام إلى الجلسة، حيث سيتم مناقشة قضايا الأمن الدولي والتنمية المستدامة والحوكمة العالمية.

ومن المتوقع أن يعقد فيدان اجتماعات ثنائية مع محاوريه على هامش هذا الاجتماع.

وتأتي زيارة فيدان بعد تحذيرات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه “إذا قيدت تركيا علاقاتها مع روسيا نتيجة لمحاولاتها الحصول على قروض من الغرب، فإنها ستخسر أكثر مما تكسب”.

وأشار بوتين في اجتماعه مع الصحفيين في منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي لى الضغوط الممارسة على تركيا للامتثال للعقوبات الغربية قائلا: “يبدو لي أن الكتلة الاقتصادية للحكومة في تركيا ركزت مؤخرًا على الحصول على القروض والاستثمار وتلقي المنح من المؤسسات المالية الغربية. ربما لا يكون هذا أمرًا سيئًا، ولكن إذا كان مرتبطًا بتقييد العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا، فإن الاقتصاد التركي سيخسر أكثر مما يكسب. أرى أن الأمر يتضمن تهديدا من هذا القبيل”.

Tags: البريكسالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالعقوبات الغربية على روسياالعلاقات التركية الروسيةرجب طيب أردوغانفلاديمير بوتينهاكان فيدان

مقالات مشابهة

  • محافظ نيجني نوفغورود: سيتم تجديد أسطول السيارات الحكومية الروسي بفضل سيارات "فولغا" الجديدة
  • ألمانيا.. إعادة إعمار أوكرانيا يتطلب وقف العمليات القتالية في البلاد
  • الخارجية الروسية سحب اعتماد من قناة "ORF" النمساوية في موسكو
  • بولندا تعيد إقامة منطقة عازلة على حدودها مع بيلاروسيا لكبح الهجرة
  • الحكومة البولندية تنشئ منطقة عازلة مع بيلاروسيا
  • شولتس: القمة السويسرية حول أوكرانيا لن تشكل اختراقا بل ستكون خطوة أولى نحو التسوية
  • مسؤول روسي: طائرات «F-16» وقواعدها خارج أوكرانيا ستكون أهدافا لقواتنا حال مشاركتها في مهام قتالية
  • وزير الخارجية التركي يتوجه إلى موسكو
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 518 ألفا و560 منذ بداية الحرب !
  • بثلاثية .. بولندا تتغلب على أوكرانيا