على الرغم من عدم تجاوز هذه القراءة في معجم موسيقى عُمان التقليدية الحرفين الأولين ( أ. ب) إلا أن قائمة المنقرضات وشبه المنقرضات من فنون الغناء والآلات التقليدية يبدو أنها طويلة وأثرها قد تعمق. وكما ذكرت وأكرر حان الوقت لدراسة هذا الواقع وتقييم المتغيرات فيه والمستجدات عليه، واتخاذ الإجراءات المناسبة، ذلك إن في كل باب من أبواب هذا المعجم هناك منقرضات، ومتابعتها وحصرها في هذه المقالات المتواضعة يجعل هذه المقالات تطول ويتسلل إليها التكرار، لهذا سأختمها بهذا المقال.

والأسباب التي تؤثر سلبًا في اعتقادي على استدامة توارث أنماط الموسيقى التقليدية متنوعة، وقد ذكرت بعضها بشكل مباشر في المقالين السابقين، ولكن المهم هو العمل على وقف أسباب انقطاع عملية التوارث والانقراض. من هنا يبدو أن تنويع خارطة الفعاليات والأنشطة الموسيقية التي تلبّي احتياجات الواقع الفني المتنوع التوجهات والمرجعيات الفنية والجمالية قديمها وحديثها أمر يبدو ملحًا، فإلى جانب الحاجة إلى فعاليات تستهدف المحافظة على التراث الموسيقي، هناك حاجة ملحة أيضا إلى أخرى تستهدف التوجهات الفنية الإبداعية الجديدة والحديثة التي تسعى أن تضع لنفسها قدما ومسارا فنيا في الثقافة العُمانية المعاصرة، فالمهم ليس إنتاج أغنية هنا أو هناك بل استمرار مشروعات فنية إبداعية متكاملة وصناعة هوية فنية وجمالية متجددة. ولو تجلس اليوم مع أي فنان شاب وتطلب منه الغناء فلن يسمعك في معظم الحالات أي أغنية عُمانية فيما بعض الفرق تكرر نفسها في كل مناسبة. ورغم هذا أعرف هنا في محافظة ظفار على الأقل عددا من المطربين المستمرين في مشاريعهم وإنتاج ونشرها أغانيهم ذاتيًا، وهي أغان جميلة ورائعة، ومنشورة بوسائل وإمكانيات متواضعة على اليوتيوب، وبعض هؤلاء مستمر منذ سنوات وبعضهم توقف لعدم القدرة على تحمّل تكاليف التسجيل والنشر وغياب الحفلات والمهرجانات والمشاركات التي مردودها المادي ولو كان متواضعًا يساعد على استمرار المشروع الفني معنويًا على الأقل سواء كان تقليديًا محافظًا أو حديثًا في قوالبه الفنية وأساليب أدائه. ومع أنه قد يعتمد بعض الفنانين والفرق على القدرات الذاتية في إنتاج ونشر أعمالهم في مواقعهم الإلكترونية الخاصة، إلا أن هذا يبقى متواضعًا أمام إمكانيات المؤسسات الرسمية. في المقابل أتطلع إلى أن تساهم الإذاعات والقنوات الإعلامية التقليدية والإلكترونية في صناعة المحتوى الموسيقي العُماني وإنتاج أعمال غنائية عُمانية جديدة بجودة عالية، فحسب معلوماتي أن المحتوى الموسيقي العُماني الإلكتروني هو الأضعف في المنطقة.

وفي هذه المناسبة لا أريد القول إن القديم ينقرض والجديد إذا ظهر لا يقوى على الاستمرار، ولكن بالفعل المشاريع الموسيقية الحديثة تواجه مشكلتي الظهور والتمكين، فيما يواجه التقليدي مشكلتي البقاء والاستمرار. إن فِرق الموسيقى التقليدية لا تستقطب حسب معلوماتي مخرجات التعليم الموسيقي من العازفين والمطربين، وهي حتى الآن غير مهيأة لهذا الاستقطاب، بل أن الخريج نفسه قد لا يكون متدربًا على أداء وممارسة أنماط الغناء التقليدي.. وهذا مشكلة أخرى.

إن تسجيل بعض أنماط الغناء في قائمة التراث العالمي ليس كافيًا لحمايتها وصونها ما لم يتم اتخاذ محليًا إجراءات حماية وطنية. والجدير بالملاحظة في هذه المناسبة هو اختفاء أداء غناء البرعة في صلالة حسب التقاليد الفنية التراثية على الرغم من أن البرعة من فنون الغناء التي طالتها يد التسجيل في قائمة التراث العالمي. وفي هذا السياق أيضا يمكن الإشارة إلى التغرود المنقرض تماما رغم تسجيله في القائمة الدولية المشار إليها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ممكن وضع قائمة حماية محلية لأنماط الغناء المهددة بالانقراض؟ وهل ممكن ايضا وضع قائمة حماية تراث الفرق والأفراد أصحاب المنجزات الموسيقية الوطنية؟. ولا أعني هنا تسجيل قائمة فحسب بل أن المدرج فيها هو الذي يستوجب على الدولة عبر مؤسساتها المتخصصة حماية تراثه الفني وضمان استمراره وتوارثه بكل وسائل الحماية والدعم والمساندة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصطفى كامل يكشف مفاجآت في أزمتي هيفاء وشيرين

#سواليف

شهدت نقابة المهن الموسيقية في #مصر مؤخراً جدلاً واسعاً، على خلفية أزمتين متتاليتين طالتا اثنتين من أبرز نجمات الساحة الغنائية العربية، هما #الفنانة_المصرية #شيرين_عبد الوهاب و #الفنانة_اللبنانية #هيفاء_وهبي.

وفي حين أثيرت شائعة بشأن صدور قرار بمنع شيرين من الغناء داخل مصر، تصاعدت أزمة هيفاء إلى ساحات القضاء عقب صدور قرار رسمي من النقابة بمنعها من إحياء الحفلات، ما دفعها إلى اللجوء للطعن عليه أمام المحكمة.

وفي ظل انتشار الأنباء وتضارب المعلومات، حصل موقع “24” على ردود حصرية من نقيب الموسيقيين مصطفى كامل بشأن الموقفين، لتوضيح الحقائق ووضع حد للتأويلات المتداولة.

مقالات ذات صلة بعد طلاقها من أحمد السقا .. اول تعليق من مها الصغير 2025/05/22

شيرين ليست ممنوعة من الغناء

وعلى خلفية ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية من شائعات تزعم منع شيرين عبد الوهاب من الغناء داخل مصر، أكد الفنان مصطفى كامل في تصريح خاص أن هذه الشائعات لا تمت إلى الواقع بصلة.

وأوضح في حديثه: “ما يُقال بشأن صدور قرار بمنع الفنانة شيرين عبد الوهاب من الغناء داخل مصر هو كلام غير صحيح على الإطلاق”.

وشدد نقيب الموسيقيين على أن النقابة لم تصدر أي قرار إداري أو تنظيمي بمنع شيرين من إحياء الحفلات أو مزاولة نشاطها الفني، نافياً أن تكون الفنانة طرفاً في أي نزاع أو مخالفة منظورة أمام الشؤون القانونية.

أزمة هيفاء وهبي مع النقابة

وعلى الجانب الآخر، تواصل أزمة الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي تصدّر المشهد بعد صدور قرار من النقابة بمنعها من الغناء داخل مصر، استناداً إلى بلاغ رسمي تقدّم به مدير أعمالها السابق خالد التهامي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يتهمها فيه بمخالفات مهنية تتعلق بعدم الالتزام بالتعاقد وتجاوزات أخرى.
وفي تصريحه لـ”24″، أوضح مصطفى كامل تفاصيل الموقف القانوني، قائلًا: “ورد إلى النقابة بلاغ رسمي مدعوم بالمستندات يتضمن اتهامات منسوبة إلى الفنانة هيفاء وهبي بالسب والقذف والتشهير بأحد أعضاء الجمعية العمومية”.

وأضاف أن النقابة قامت من خلال الشؤون القانونية بمخاطبة الفنانة أكثر من مرة للحضور وتقديم إفادتها، إلا أنها لم تستجب لتلك الدعوات.

وتابع: “بناءً على ذلك، ووفقاً للإجراءات القانونية المعتمدة، قررت النقابة وقف التصاريح الخاصة بها لحين انتهاء التحقيقات”.

من جانبها، كانت الفنانة هيفاء وهبي قد نفت علاقتها بأي مطالب تتعلق بعزل النقيب، مؤكدة أن الدعوى الوحيدة التي تقدمت بها تهدف فقط إلى الطعن على قرار النقابة بمنعها من الغناء، وأنها لم توكّل أي جهة قانونية للتحدث باسمها في أي دعاوى أخرى.

مقالات مشابهة

  • مصطفى كامل يكشف مفاجآت في أزمتي هيفاء وشيرين
  • د.حماد عبدالله يكتب: القهر والإبداع !!
  • الأرصاد العُمانية توضح حول آخر مستجدات الحالة الجوية في بحر العرب
  • جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى
  • الصادرات العُمانية تواجه تحدي الرسوم الجمركية الأمريكية
  • سفينة البحرية السلطانية العُمانية (شباب عمان الثانية) تعبر قناة السويس
  • محافظ الفيوم يناقش الاستعدادات لانطلاق الدورة الثانية من مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • الوعي المجتمعي في مواجهة التحديات المعاصرة: ندوة علمية تثقيفية بفرع الأزهر بطنطا
  • حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من الغناء في مصر
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش تأثير المخدرات على الشباب