«ماعت» تتناول تداعيات الحرب اليمنية على المناخ
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان العدد الثامن عشر من "مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية بعنوان الخسائر والاضرار الناتجة عن التغير المناخي في المنطقة العربية: الأهداف وآليات التنفيذ"، ليتناول الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدول العربية للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
وأوضح العدد الثامن عشر من المرصد أن واحد من أبرز مخرجات مؤتمر كوب 27 للمناخ هو إقرار صندوق الخسائر والأضرار، ومع ذلك لا تزال خطط التكيف في العديد من البلدان النامية والتي أبرزها المنطقة العربية مجرد أهداف لم يري لها تنفيذ على أرض الواقع، وتواجه رفض وتعسر من جانب الدول المتقدمة والغنية المتسببة في معظم الانبعاثات العالمية، وبشكل خاص من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، وعلى المستوي العربي السعودية وقطر خشية الدخول في دوامة من الالتزامات المالية.
وجاءت جمهورية اليمن كدولة العدد الثامن عشر من الدورية الشهرية، فلا تزل تواجه اليمن مشكلات بيئية خطيرة بسبب استمرار الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران واستمرار الحرب الأهلية، والتى جعلتها في المرتبة 171 من أصل 182 دولة على مؤشر نوتردام العالمي للتكيف. وتشهد اليمن حرباً طاحنة لم تقتصر آثارها على الجانب الإنساني والسياسي والاقتصادي، بل امتدت إلى الجانب البيئي لتخلّف أضراراً جسيمة على البيئة تسبب في إيقاف العديد من المشاريع القائمة والخطط الخاصة بمواجهة نتائج التغير المناخي.
وتعليقاً على المرصد ندد أيمن عقيل؛ رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، باستمرار انتهاكات ميليشا الحوثي المتطرفة على مدار 9 سنوات متتالية، والتي أسفرت عن إيقاف العديد من المشاريع التنموية والبيئة في اليمن.
وأشار عقيل انه على الرغم من كل التدخلات الإقليمية والدولية للتحسين الأوضاع المناخية في دولة اليمن، إلا أن هذه التدخلات تبقي محدودة جداً ودون المستوى المطلوب، فلا تزل هناك حاجة ماسة إلى جهود كثيفة، ومتنوعة، تشمل خطة وطنية واضحة، ومنظومة سياسات بيئية شاملة.
من جانبه أضاف "عقيل" أنه لا يتوقع أن تكون السلطات اليمنية قادرة على القيام بتدخلات مماثلة في مواجهة آثار تغير المناخ على المدى القريب وذلك بسبب استمرار الصراع وما تسببت به جماعة الحوثي من تدمير شامل للبنية التحتية والممتلكات، في ظل عدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيق نشاط مؤسسات الدولة.
وأوصي الخبير الحقوقي جامعة الدول العربية ببناء شراكات مع الحكومة اليمنية بشأن الجهود والبرامج المتعلقة بالتأهب لتغير المناخ، بما في ذلك التخزين المسبق للإمدادات والغذاء والمياه والاحتياجات الضرورية الأخرى للمجتمعات، كما دعا الجهات المالية المانحة بتكثيف مساعداتها المالية للدول العربية، ولا سيما دول النزاع التي تفتقر إلى وجود مؤسسات قوية قادرة على تمويل تلك الأضرار.
فيما قالت هدى عماد؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، إن وفي ظل استعراض المنتدى السياسي رفيع المستوي لعام 2023 للهدف السابع عشر المتعلق بتعزيز الشراكات التي تقوم بها الحكومات، يجب علي الحكومات العربية العمل علي تعزيز شراكاتها في العمل المناخي بمشاركة تجربتها الناجحة في الشراكات العربية من أجل تعميم الاستفادة والخبرة في العمل المناخي مع غيرها من الدول العربية الأخرى.
يذكر أن مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية هو دورية بحثية تصدرها مؤسسة ماعت تحت مظلة "منصة ماعت للعمل المناخي". والتي أطلقتها المؤسسة في بداية العام 2023، وتطمح المنصة إلى تعزيز عمل المجتمع المدني في مجال العمل المناخي، وذلك من خلال إطلاق الدراسات والدوريات الهادفة لإذكاء ورفع مستويات الوعي المناخي، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من الورش التدريبية والأنشطة المعنية بمناقشة آليات التصدي للتغير المناخي ومكافحته على المستويات؛ الوطنية والإقليمية والدولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المرصد التغير المناخي المنطقة العربیة
إقرأ أيضاً:
كيف لتحول السلطة في جنوب اليمن أن يفاقم المخاطر في المنطقة المضطربة
بعد فترة هدوء طويلة أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن السيطرة على مساحات شاسعة في تحول كبير على ما يبدو في السلطة ينذر بإعادة اشتعال حرب أهلية استمرت 10 سنوات، الأمر الذي يلقي بحالة جديدة من الضبابية في بلد قريب من ممرات بحرية مهمة.
ويقول المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دعمته دولة الإمارات في السابق، إنه سيطر على محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن، وهو الآن موجود بقوة في جميع محافظات دولة اليمن الجنوبي السابقة.
ويشكل المجلس الانتقالي الجنوبي جزءا مهما من التحالف الذي يقاتل إلى جانب الحكومة المعترف بها دوليا ضد جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الشمالية الغربية ذات الكثافة السكانية العالية.
* لماذا انهار اليمن؟
كان اليمن، الواقع بين السعودية وطريق ملاحي مهم على البحر الأحمر، منقسما إلى دولتين شمالية وجنوبية حتى عام 1990.
وكان اليمن الجنوبي هو الدولة العربية الشيوعية الوحيدة، ووافق على الوحدة مع الشمال بعد حرب أهلية بين الفصائل في عام 1986 قضت على قيادتها السياسية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان راعيها المالي الرئيسي.
وبعد الوحدة فرض الشمال سيطرته، فيما سعى الجنوب إلى الانفصال، مما أدى إلى حرب قصيرة في عام 1994 سرعان ما انتصرت فيها الحكومة المتمركزة في صنعاء في الشمال.
وفي الوقت نفسه ظهرت جماعة الحوثي في الشمال في أواخر التسعينيات، وخاضت حروب عصابات ضد الحكومة بسبب ما اعتبروه تهميشا لطائفتهم الزيدية الشيعية.
وبعد اندلاع احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، انهار الجيش اليمني ودعمت دول الخليج عملية انتقالية مع حكومة مؤقتة في صنعاء ومحادثات حول دستور اتحادي جديد عارضه كل من الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في أواخر عام 2014، وفرّت الحكومة المؤقتة إلى الجنوب في عام 2015، وتدخل تحالف تقوده السعودية نيابة عنها لمواجهة الحوثيين.
* ما أهمية استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق؟
ظلت الحرب الأهلية في اليمن مجمدة على خطوط جبهة مستقرة نسبيا لسنوات لكن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على جزء كبير من الجنوب يهدد الآن بزعزعة هذا الوضع الهش.
وأدت غارات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر خلال حرب غزة إلى اضطراب التجارة العالمية، مما يؤكد احتمال تجدد الصراع الذي قد يتردد صداه خارج اليمن، رغم عدم وجود أي مؤشر على ذلك حتى الآن.
ويعني الاستيلاء على مناطق في الشرق السيطرة الآن على جزء كبير من احتياطيات اليمن النفطية المتواضعة ومنشآت الإنتاج في حين أن الاستيلاء على عدن، عاصمة الجنوب القديمة، يعني أن الحكومة المدعومة دوليا ربما تواجه مشكلات.
ويطل اليمن على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق يربط البحر الأحمر بخليج عدن وطريق تجاري بحري مهم بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
* هل سينفصل الجنوب؟
تم تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017 من مجموعات متنافسة عديدة كانت تشكل الحراك الجنوبي.
ويصف المجلس، الذي يرفع علم اليمن الجنوبي القديم، الاستقلال بأنه طموح جميع الجنوبيين ويسعى إلى مزيد من الحكم الذاتي للجنوب الذي كان دولة مستقلة حتى توحيده مع الشمال، ويقول إن أولويته الفورية هي محاربة الحوثيين.
ويشكل قلب المجلس الانتقالي الجنوبي شبكة من القادة العسكريين والأمنيين الأقوياء المرتبطين بشكل وثيق بدولة الإمارات، والذين برزوا خلال معركة طرد الحوثيين من عدن في عام 2015.
وانضم المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2022 إلى مجلس القيادة الرئاسي، وهو الهيئة التي تولت مهام رئاسة البلاد في الحكومة المدعومة دوليا. ومع ذلك، ليس من الواضح إلى أي مدى تمكن الحراك الجنوبي من تنحية الانقسامات الجهوية والقبلية والأيديولوجية، التي عانى منها لعقود من الزمن، وتوحيد صفوفه حول أهداف مشتركة.
* ماذا عن الحكومة المعترف بها دوليا؟
في حين أن الحكومة المعترف بها دوليا تتخذ من عدن مقرا رسميا منذ الفرار من الحوثيين في أوائل عام 2015، فقد أمضت معظم ذلك الوقت تعمل من العاصمة السعودية الرياض.
وذكر المجلس الانتقالي الجنوبي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم صالح بن بريك غادرا عدن إلى الرياض عندما تولى المجلس الانتقالي الجنوبي السلطة.
وقال العليمي إن تصرفات المجلس الانتقالي الجنوبي تقوض شرعية الحكومة وتنتهك اتفاقات تقاسم السلطة. لكن الحكومة واجهت انشقاقات في تحالفها من قبل عندما اشتبك مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي مع موالين للحكومة في عام 2017.
* ما هو دور الحوثيين؟
لا يزال الحوثيون متحصنين بقوة في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن على المرتفعات وساحل البحر الأحمر.
وفي حين أنهم لا يزالون أعداء لدودين لكل من الحكومة المدعومة دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أنه لم يقع قتال يذكر لسنوات وليس من الواضح ما إذا كانت مكاسب الجنوب ستغير ذلك.
* ما هي الدول الأجنبية الضالعة؟
يتحالف الحوثيون مع إيران التي زودتهم ببعض التدريب والمعدات.
وتتمتع السعودية بنفوذ في اليمن منذ فترة طويلة، وتدخلت في عام 2015 لدعم الانتقال السياسي الذي توسطت فيه وبسبب المخاوف من علاقة الحوثيين بإيران العدو اللدود للرياض في المنطقة.
وتدعم السعودية الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن ومختلف القوات التي تدعمها، بما في ذلك المقاتلون المتحالفون مع الإخوان المسلمين حول مأرب في الشمال.
وانضمت الإمارات إلى التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015 وكانت نشطة عسكريا في الجنوب، حيث دعمت الجماعات الجنوبية، مما كشف عن وجود خلافات بين البلدين. وترفض الإمارات بشدة وجود جماعة الإخوان المسلمين.