ما وراء الاحتفال الحوثي المبالغ بخرافة الولاية هذا العام
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
كثفت مليشيا الحوثي الإمامية- ذراع إيران في اليمن، احتفالها هذا العام بخرافة الولاية، مجبرة المواطنين في مناطق سيطرتها على الخروج للاحتفال بهذه المناسبة ذات الأبعاد الطائفية الواضحة.
إجبار المليشيا الإمامية لسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها على الاحتفال بخرافة الولاية أو ما يسمى "غدير خُم"، أكده وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الحكومية "سبأ"-النسخة الشرعية.
ويرى مراقبون أن تكثيف المليشيا الحوثية للاحتفالات بخرافة "يوم الولاية" هذا العام يأتي ضمن ترويجها لهجماتها على السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي تحت لافتة مناصرة القضية الفلسطينية، وأن قيادات المليشيا يعتقدون أنه يجب على الشعب اليمني موالاتهم ومبايعتهم على الحكم من خلال إحياء هذه المناسبة الطائفية. حيث يقوم قادة المليشيا الحوثية ونشطاؤها بالترويج لأحقيتها بالحكم وتمثيل اليمن في إطار المجتمع الدولي منذ بداية إعلان زعيمها انخراطه في الحرب الإيرانية ضد إسرائيل مطلع نوفمبر الماضي. ويعتقد قادة المليشيا أن إعلانهم الحرب على إسرائيل ومهاجمتهم السفن التي يدعون ارتباطها بإسرائيل، إضافة إلى استهدافهم السفن الأمريكية والبريطانية، هي أشياء كافية لمطالبتهم الشعب اليمني باستحقاق إعلان الولاء لهم ولجماعتهم.
من ناحية أخرى، ربط المراقبون بين الاحتفال الخافت لمليشيا الحوثية بخرافة "يوم الولاية" العام الماضي وبين جرأتهم على إجبار المواطنين على إحياء المناسبة هذا العام. حيث كانت المليشيا تعيش العام الماضي حالة من التخبط والاهتزاز شعبيا وسياسيا بسبب السخط الشعبي المتنامي على غلاء الأسعار والجبايات الجائرة وتردي الوضع المعيشي، وهي الحالة التي رافقتها احتجاجات شعبية ضد السلوك المليشاوي للجماعة في الحكم وإدارة شؤون المواطنين في مناطق سيطرتها. لكنها هذا العام اتكأت على موقفها المزعوم ضد إسرائيل من منطلق مناصرة القضية الفلسطينية واستمرارها في مهاجمة السفن التجارية المرتبطة أو المتجهة إلى إسرائيل، مخفية حقيقة هذا الموقف وارتباطه بالحرب بين إيران من جهة وإسرائيل وداعميها من دول الغرب من جهة ثانية.
خلال الثمانية أشهر الماضية استغلت مليشيا الحوثي القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، من أجل الحصول على شرعية كسلطة معترف بها إقليميا ودوليا، لكنها فشلت في ذلك. ولتعويض هذا الفشل سعت المليشيا إلى استثمار مناصرتها المزعومة للقضية الفلسطينية على المستوى المحلي، لكنها تفاجأت بانتقادات كثيرة لعدم مراعاة مصلحة اليمن في إعلان الحرب ضد إسرائيل واتخاذ هذا القرار بشكل فردي من قبل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في إطار الحرب بالوكالة وخدمة المشروع الإيراني ومصالح طهران في المنطقة. وعلى الفور زجت سلطات الجماعة بكل من ينتقد هذا القرار في سجونها المظلمة التي مات فيها المئات من المختطفين تحت التعذيب الوحشي.
ومع ضمان المليشيا الحوثية خفوت أصوات منتقديها ومعارضيها بفعل الاعتقالات التعسفية والتعذيب والتنكيل بهم، أمعنت في ممارسة نزعتها الاستغلالية والابتزازية ضد المواطنين في مناطق سيطرتها لتجبرهم على الاحتفاء بخرافة "يوم الولاية"، معتقدة أن خروج الناس الإجباري في هذه المناسبة الطائفية يعتبر بمثابة مبايعة لها على الحكم بدلا من الممارسة الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات وصندوق الاقتراع.
منذ نشأتها تأسست المليشيا الحوثية على الأفكار الطائفية والممارسات المتناقضة، وصولا إلى انقلابها على السلطة الشرعية والإمعان في تكريس الحكم الطائفي الذي عرفت به أنظمة الحكم الإمامي، وفي حين تستغل كل ظرف مواتٍ لتضليل المواطنين وقمعهم بالقوة من أجل موالاتها، فهي لا تخجل من تناقضاتها المعيبة، مثل إجبار الناس على إحياء خرافة "الولاية" في بلد نظام الحكم الرسمي فيه جمهوري.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة المواطنین فی یوم الولایة هذا العام
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتعهد بحماية الملاحة ومواجهة القرصنة الحوثية
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتعهدت الولايات المتحدة الأميركية بمواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من الهجمات الإرهابية الحوثية، غداة هجومين للميليشيا الحوثية استهدفا سفينتين في البحر الأحمر.
ودانت تامي بروس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، «الهجوم الإرهابي غير المبرر الذي شنه الحوثيون على سفينتي الشحن المدنيتين «ماجيك سيز» و«إترنيتي سي» في البحر الأحمر.
وأكدت أن هذه الهجمات الإرهابية أسفرت عن مقتل بحارة، وإصابة آخرين، والخسارة الكاملة لسفينة الشحن «ماجيك سيز» وحمولتها.
وقالت، إن هذه الهجمات تظهر التهديد المستمر الذي يشكله الحوثيون على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري الإقليمي، داعية جميع أعضاء المجتمع الدولي لإدانة هذا الإرهاب.
وانتشل أفراد إنقاذ أمس، ستة أحياء من أفراد طاقم ثاني سفينة شحن تغرق في البحر الأحمر في غضون يومين بسبب هجوم من الحوثيين، فيما لا يزال البحث جارياً عن 15 آخرين ما زالوا مفقودين.
وقالت مصادر في شركات أمن تشارك في عمليات الإنقاذ، إن أربعة من أصل 25 شخصاً كانوا على متن سفينة الشحن إترنيتي سي لقوا حتفهم قبل أن يغادر باقي أفراد الطاقم السفينة التي غرقت صباح أمس، بعد تعرضها للهجوم يومي الاثنين والثلاثاء.
وأضافت المصادر أن البحارة الستة الذين تم إنقاذهم قضوا أكثر من 24 ساعة في المياه.
وأعلنت جماعة الحوثي أمس مسؤوليتها عن إغراق السفينة، كما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مماثل يوم الأحد استهدف سفينة أخرى، وهي ماجيك سيز. وتم إنقاذ جميع أفراد الطاقم قبل غرقها.
وقالت اتحادات رائدة في قطاع الشحن البحري في بيان مشترك أمس، «تعرضت هذه السفن لهجوم استخف بأرواح البحارة المدنيين الأبرياء، وكنتيجة حتمية ولكنها مروعة، قُتل بحارة».
وأصدرت مهمة أسبيدس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، التي تحمي الشحن في البحر الأحمر، بياناً أكدت فيه أنه تم انتشال ستة فقط من البحر.
وقالت مصادر في قطاع الأمن البحري، إن إترنيتي سي تعرضت للهجوم لأول مرة بعد ظهر الاثنين بمسيرات بحرية وقذائف صاروخية أطلقتها زوارق سريعة من جانب من يشتبه أنهم مسلحون حوثيون متمركزون في اليمن.
ودمرت الغارة قوارب النجاة في السفينة، وبحلول صباح أمس الثلاثاء كانت قد انجرفت ومالت.
وأبلغ مصدران أمنيان، أمس بأن السفينة تعرضت للهجوم مرة أخرى بمسيرات بحرية مساء أمس الثلاثاء، مما أجبر أفراد الطاقم والحراس المسلحين على تركها والقفز في المياه.
ويتكون الطاقم من 21 فلبينياً وروسي واحد، وكان على متن السفينة أيضاً ثلاثة حراس مسلحين بينهم يوناني وهندي كان أحد الذين تم إنقاذهم.
في غضون ذلك، حذر مدير عام حماية البيئة بالحديدة، المهندس فتحي عطا، من كارثة بيئية وشيكة تهدد سواحل اليمن والبيئة البحرية، نتيجة غرق السفينة التجارية «ماجيك سيز» قرب موانئ الحديدة عقب استهدافها من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وأوضح عطا، أن التلوث قد يمتد من سواحل ميدي شمالاً حتى باب المندب جنوباً، مما يهدد الثروة السمكية ويضاعف معاناة الصيادين، داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل، كما أكد أن الإمكانات المحلية غير كافية لمواجهة حجم الكارثة.